نصر المجالي من لندن وعامر الحنتولي من عمان: علم أن مشاورات بدأت في العاصمة الأردنية اليوم لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة فيصل الفايز، التي لم تمض أكثر من عام ونصف العام في السلطة وأجري عليها تعديلان أحدهما كان كبيرا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والثاني كان محدودا حيث استقال وزير التخطيط باسم عوض الله. وتعرضت حكومة الفايز في عمرها القصير إلى هزات كثيرة ومعارك مع متشددي البرلمان والنقابات المهنية والأحزاب السياسية، لكن في عهدها بدأ الحديث عن التنمية السياسية في البلاد، وهي خطة لم تكتمل بعد حيث أضيف إليها مفهوم التنمية الإدارية والإجتماعية لتشكل جميعا وحدة واحدة سلة متكاملة من الإصلاحات.

وعلم أن من بين أبرز الشخصيات التي تمت مشاورتها لتشكيل الحكومة الجديدة فايز الطراونة رئيس الوزراء الأسبق، ونائب رئيس مجلس الأعيان (مجلس الملك) حاليا ، وهو الشق الرديف لمجلس النواب في السلطة التشريعية، وكان الطراونة آخر رئيس للوزراء في عهد العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال، واستمر في حكومته للأشهر الثلاثة الأولى حين تسلم الملك عبد الله الثاني السلطة في العام 1999.

وينتمي الطراونه حاله حال الرئيس فيصل الفايز إلى قبيلة قوية في جنوب الأردن، وكان والده الراحل أحمد الطراونه رئيسا لمرات عديدة للديوان الملكي الهاشمي ورئيسا للبرلمان، كما أن الطراونة الإبن تسلم مناصب وزارية مهمة في الثمانينات من القرن الفائت من بينها وزير الخارجية وكذلك رئاسة الديوان الملكي ومنصب السفير لدى الولايات المتحدة، وهو يحكل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من إحدى الجامعات الأميركية.

يذكر أن العلاقات الأردنية مع دول الجوار شهدت توترا كبيرا في عهد حكومة الفايز، وبخاصة سورية والعراق الذي شهد مظاهرات غاضبة ضد الأردن في الأسبوعين الأخيرين بسبب الاتهامات التي وجهت للأردن لتسهيله العمليات الإرهابية ضد المواطنين العراقيين، وقدمت حكومة الفايز اعتذارات متتالية للشعب العراقي على لسان رئيسها وتوجتها اليوم بمقال تحليلي للمحرر السياسي في صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم الهاشمي.

ورغم ذلك كان للرئيس فيصل الفايز علاقات جيدة مع دول الجوار الخليجي كالمملكة العربية السعودية والكويت
والبحرين والامارات، وهو ناب عن العاهل الأردني في رئاسة وفد الأردن لقمة الجزائر في الأسبوع الماضي.

يشار في الأخير، إلى أنه تشكلت في الأردن، المعروف بعادة التبديل السريع لحكوماته، أكثر من 85 حكومة منذ تأسيس البلاد العام 1921 ، حيث تولى رئاستها ما لا يقل عن 30 من الشخصيات المحلية الأردنية والفلسطينية والسورية واللبنانية والحجازية والشركسية، لا يزال من بين هؤلاء عشرة من الأحياء. كما يذكر أن اثنين منهما اغتيلا وهما على رأس مهماتهما وهما هزاع المجالي الذي راح ضحية تفجير في دار رئاسة الوزراء العام 1960 ووصفي التل الذي اغتيل في القاهرة العام 1971 على أيدي إرهابيين من منظمة أيلول الأسود الفلسطينية المنحلة.