أسامة مهدي من لندن : قرر السنة العراقيون عقب مؤتمر لهم في بغداد اليوم (الخميس) ترشيح راعي الحركة الملكية الدستورية الشريف علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس الجمهورية وسحب ترشيح مشعان الجبوري لرئاسة الجمعية الوطنية المنتخبة "البرلمان" اثر الاعتراضات الواسعة على هذا الترشيح واكدوا تأييدهم لتولي فواز الجربا رئيس الفريق السني في قائمة الائتلاف العراقي الشيعية الفائزة في الانتخابات هذا المنصب وبشكل اصبح معه من المؤكد نجاحه في التصويت على ذلك الاحد المقبل .
وابلغ صادق الموسوي رئيس الدائرة السياسية في الحركة الملكية "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد ان مؤتمرا انعقد في بغداد اليوم بمشاركة اكثر من ثلاثين حزبا وقوة سياسية سنية لمناقشة ترشيح ممثلين عنهم لرئاسة البرلمان ونيابة رئاسة الجمهورية ووصلته رسالة من الحزب الاسلامي بقيادة محسين عبد الحميد عضو مجلس الحكم السابق الذي كان رشح الجبوري يعلن فيها سحب هذا الترشيح .. واشار الى ان هذا المؤتمر جاء اثر الاعلان عن ترشيح الجبوري وانعقد تحت شعار "مؤتمر وحدة الشعب العراقي لاهل السنة في العراق" وذلك بدعوة من الشارع السني وخاصة في مناطق الموصل وغرب العراق حيث اكدوا فيه هذا الترشيح واعلنوا تأييدهم لتولي فواز الجربا مرشح الائتلاف للمنصب .
واضاف ان المؤتمر قرر ترشيح الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الملكية الدستورية نائبا لرئيس الجمهورية المرشح له جلال الطالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وبترشيح الائتلاف لعادل عبد المهدي وزير المالية عضو قيادة المجلس الاسلامي الاعلى يكون مجلس رئاسة الجمهورية قد اكتملت ترشيحاته التي يعتقد انه سيتم البت فيها مع تأييد ترشيح ابراهيم الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين بعد عقد الجمعية الوطنية "البرلمان" لاجتماعها الاحد المقبل والانتهاء من انتخاب رئاسته التي يمكن ان تتشكل من الجربا رئيسا وحسين الشهرستاني العالم النووي نائبا اول والقاضي دارا نور الدين عضو مجلس الحكم السابق مرشح الاكراد نائبا ثانيا .
واضاف الموسوي انه اثر اختتام مؤتمر السنة اليوم صدر بيان عنه تلي في مؤتمر صحافي ينص على ترشيح الشريف والجربا للمنصبين والعمل على تهيئة اسماء مقترحة لتولي الوزارات المخصصة للسنة وتقديم قائمة باسماء مرشحي السنة الى اللجان الدستورية التي ستتولى كتابة الدستور العراقي الجديد والاعداد لمشاركة السنة العراقيين في الانتخابات العامة المقبلة نهاية العام الحالي . وشارك في المؤتمر الصحافي قادة سياسيون وممثلون عن الوقف السني ورؤساء عشائر وشخصيات سياسية منها عبد الرحمن الكيلاني رئيس الاوقاف القادرية في العراق وفواز الجربا ونائب رئيس المؤتمر الوطني مضر شوكت واسماعيل الدليمي رئيس المجلس القانوني وممثل الوقف السني مشعان الخزرجي اضافة الى عضو التجمع العربي في كركوك وتليت فيه رسالة من الامير حاتم سليمان الدليمي رئيس عشائر الدليم السنية يؤيد فيها الجربا .
وعبرت اوساط سياسية وفكرية عراقية عن دهشتها من ترشيح رئيس كتلة المصالحة البعثي السابق مشعان الجبوري لرئاسة الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة نظرا لماضي الرجل وعلاقاته مع نظام الرئيس المخلوع صدام حسين وارتباطه بعلاقات مالية مع حسين كامل صهر صدام واعتبرت ان ذلك يشكل اهانة للسنة العراقيين الزاخرين بكفايات وطنية بينما رفض الائتلاف العراقي الشيعي على الفور هذا الترشيح .
واكد الدكتور علي الدباغ عضو قائمة الائتلاف التي تحتل معظم مقاعد الجمعية بعد فوزها في الانتخابات الاخيرة والمقرب من المرجعية في اتصال هاتفي من بغداد مع "إيلاف" ان فواز الجربا رئيس الفريق السني في الائتلاف مازال هو مرشحه واضاف "اننا لانريد ان يرغمنا الاخرون على ممارسة حقنا كاغلبية في البرلمان في حالة قسرية " واشار الى "ان هناك من يريد ان يدفعنا للتصرف انطلاقا من ردود افعال لانرغب فيها .. ومع احترامنا للجبوري لكن الرئيس يجب ان يكون من كتلة قوية وهو فاز وحده من ضمنها في الجمعية " واوضح ان الائتلاف مصر على ترشيح الجربا وهو لايريد فرضه وانما يامل ان تكون هناك حالة من التراضي على اختياره خاصة وانه يتم الان بناء دولة دستورية قائمة على التراضي بين جميع مكونات الشعب العراقي .
واختار لقاء ضم العديد من الاحزاب والشخصيات السنية العراقية عقد في بغداد يوم امس النائب مشعان الجبوري ليكون مرشحا لتسلم رئاسة الجمعية الوطنية الانتقالية .. واعلن مصدر في كتلة المصالحة والتحرير التي لديها نائب واحد والتي يتزعمها الجبوري ان "نحو ثمانين شخصية سنية تمثل حوالى 28 حزبا سياسيا عقدت اجتماعا في مقر الحزب الاسلامي العراقي مساء الاربعاء لاختيار مرشح العرب السنة لتولي منصب رئيس الجمعية الوطنية". واضاف انه "وبعد ان ترشح كل من مشعان الجبوري وعدنان الجنابي من القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي لهذا المنصب وقع الاختيار على الجبوري وبالاغلبية " .
لكن مريم الريس العضو ايضا في لائحة الائتلاف قالت ان "هذا الاسم مشعان الجبوري قدم بصورة رسمية الى الائتلاف لكنه لم يحظ بالموافقات اللازمة لان هناك الكثير من التحفظات عليه". واضافت ان "الجبوري غير مؤهل لتولي هذا المنصب وهو مرفوض من قبل الكتلتين الرئيستين في البرلمان" اي لائحة الائتلاف العراقي الموحد وقائمة الاتحاد الكردستاني.
من جهته قال فؤاد معصوم القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني والذي كان اعلامه اتهم الجبوري الاسبوع الماضي بالشوفينية ان قائمة التحالف الكردستاني "لم تستلم رسميا طلب الترشيح" واضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "حتى اذا تقدموا بمثل هذا الترشيح فان القول الحسم سيكون في اجتماع الجمعية الوطنية يوم الاحد المقبل" . لكن مسؤولا في الحركة الملكية الدستورية التي يرعاها الشريف علي بن الحسين والتي يفترض انها حضرت الاجتماع نفى ان يكون الجبوري مرشح الاطراف السنية لتولي منصب رئيس الجمعية. وقال الشيخ بنيان الجربا من الحركة الدستورية الملكية "انني انفي ان يكون مشعان الجبوري مرشح السنة العرب لرئاسة البرلمان". واضاف "يمكنني القول ان الشيخ فواز الجربا من لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي هو مرشحنا لرئاسة البرلمان" واوضح الجربا ان "اجتماع يوم امس لم يمثل كافة اهل السنة فقد حضرته 30 جهة من اصل حوالى 150 جهة". وقال ان "هناك جهة مجهولة باغتتنا بذلك وطرحت اسمه كمرشح للعرب السنة". واضاف "ماذا يعني ان يصوت 20 من اصل 100 الى مشعان الجبوري. بالتاكيد هذا لا يعني شيئا".
و في حين نفت هيئة علماء المسلمين السنة ان تكون حضرت اجتماع الاربعاء قال مصدر فيها ان "هذا الكلام غير دقيق ولم تشارك الهيئة في مثل هذا الاجتماع".
كما اكد حسين الشهرستاني المرشح نائبا لرئيس الجمعية واحد قادة قائمة الائتلاف ان كتلته في الجمعية الوطنية ستعمل على منع الاعضاء السابقين في حزب البعث المنحل من تبوؤ مناصب في الحكومة الجديدة وقال ان بعثيين سابقين واعضاء سابقين في البرلمانات التي شكلت في ظل نظام صدام حسين من الذين وصلوا الى البرلمان الحالي عبر قائمة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي يحاولون التغلغل وشغل منصب رئيس الجمعية الوطنية في اشارة الى عدنان الجنابي مرشح القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي الذي كان عضوا في المجلس الوطني في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين . واضاف "في حال عدم قبول المرشح فان الائتلاف العراقي الموحد سيفرض مرشحه لرئاسة البرلمان". واشار الى "ان على المرشح ان يكون عضوا منتخبا في الجمعية الوطنية" وان "عدد الاعضاء من السنة العرب قليل وهم اما بعثيون سابقون او اعضاء سابقون في برلمانات شكلت في ظل نظام صدام". واكد "نحن لسنا بصدد تسمية اشخاص في هذه المرحلة ولكنهم جميعا ينضوون تحت القائمة العراقية. هناك عدد من البعثيين ضمن تلك القائمة وهذا امر غير مقبول بالنسبة للائتلاف".