على ذمة صحيفة ديلي تلغراف البريطانية
صفقة سرية لإنقاذ صدام من الإعدام

نصر المجالي من لندن: قالت مصادر بريطانية اليوم إن الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيتمكن من البقاء على قيد الحياة من خلال صفقة سرية يجري التفاهم عليها بين زعماء المقاومة العراقية والإدارة الجديدة بزعامة جلال الطالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، وذكرت تلك المصادر أن طلبا بالعفو عن صدام كان من بين شروط تقدم الوطنيون العراقيون السنة وبعثيون سابقون للمصالحة مع الزعماء الجدد الذين تم انتخابهم في الأسبوع الماضي نتيجة للانتخابات البرلمانية التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي. ونقلت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية اليوم عن مصادر رسمية عراقية لم تذكرها بالاسم قولها إن السنة العراقيين الذين قاطعوا الانتخابات
يحاولون إيجاد وسيلة للمشاركة في القرار السياسي في البلاد.

وقالت المصادر الرسمية العراقية للصحيفة "نحن نحاول الوصول إلى رجال المقاومة، حيث لا نتوقع منهم أن يوقفوا المقاومة من دون شروط"، وأضافت "نعتقد أن قرارا بسجن صدام مدى الحياة ليس ثمنا باهظا يتعين علينا أن ندفعه، كما أنه يحافظ على ماء وجه المقاومة ذاتها"، وذلك في تلميح من جانب تلك المصادر أن إنقاذ حياة صدام فيما لو قدم إلى المحاكمة كان أحد شروط رجال المقاومة.

وكشفت المصادر أن المفاوضات شملت قياديين كبارا من فدائي صدام وجيش محمد الذي يضم عددا من كبار ضباط الجيش العراقي في عهد صدام، وهم ينشطون في عملياتهم تحت مظلة منظمة إسلامية. وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) إنه رغم تسريب هذه المعلومات "فلا يعرف بعد ما إذا كان المفاوضون من الطرف الآخر يمثلون شرائح المقاومة المنقسمة على نفسها".

وتابعت المصادر العراقية الرسمية قولها للصحيفة البريطانية "رغم إدراكنا أن المفاوضات الحالية قد تؤدي إلى خطوات مهمة لوقف أعمال العنف، إلا أن عفوا عن الرئيس المخلوع سيقابل بغضب شعبي جارف في العراق"، ومن غير المحتمل أن يقدم صدام حسين إلى المحكمة قبل نهاية العام الحالي، لكن صحيفة (ديلي تلغراف) تشير في تقريرها من بغداد إلى أن الرئيس جلال الطالباني بدأ يُعد الشعب العراقي لاحتمال إصدار عفو عن الرئيس السابق.

ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه، إلى تصريحات الرئيس طالباني لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية التي شرح فيها موقفه الشخصي من أحكام الإعدام، وقال الرئيس العراقي "أنا من بين محامين عالميين وقعوا على مذكرة ترفض عقوبة الإعدام في مختلف أنحاء العالم، وستكون مشكلة تعترضني إذا قضت المحكمة العراقية بعقوبات من هذا القبيل".

ويترأس الطالباني الذي كان صدام حسين أصدر حكما بالإعدام ضده في أوقات سابقة، مجلسا رئاسيا بصلاحيات شرفية من ثلاثة رجال هو أحدهما ونائبين هما السني غازي الياور الرئيس المؤقت السابق والشيعي عادل عبد المهدي وزير المال السابق في حكومة إياد علاوي المستقيلة.

وأخيرا، ذكّرت الصحيفة البريطانية بعرض العفو الذي كان أصدره الرئيس العراقي الطالباني في الأسبوع الماضي عن رجال المقاومة بهدف لوصول إلى تسوية سياسية، لكن الإرهابي الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي الذي يقود ما يسمى فرع بلاد الرافدين التابع لشبكة (القاعدة) الإرهابية رفض العرض، معتبرا أن طالباني "ما هو إلا عميلا للاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه".