طهران: قال مسؤولون ان شخصا واحدا على الاقل قتل عندما اشتبك محتجون من الاقلية العربية في ايران مع قوات الامن في جنوب غرب البلاد الغني بالنفط. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان العرب خرجوا ثائرين الى شوارع مدينة الاهواز باقليم خوزستان ليل الجمعة وحطموا سيارات للشرطة ومصارف ومكاتب حكومية. وقال جهان بخش خانجاني المتحدث باسم وزارة الداخلية الايرانية "أعلم بالتأكيد أن شخصا واحدا قد مات."

الا أن رسول موسوي عضو البرلمان السابق عن الاهواز أكد مقتل اثنين أو ثلاثة . وقال متحدث باسم جماعة من عرب ايران ينظمون حملة من أجل استقلال خوزستان ان القوات الايرانية قتلت بالرصاص ثلاثة من المتظاهرين. وأبلغ منصور ابو شاكر الاهوازي المتحدث باسم مركز معلومات ثورة الاهواز في لندن رويترز في دبي أن "قوات الامن الايرانية تستخدم الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع ضد عرب الاهواز الذين يقاتلون بالحجارة." وأضاف أن المئات اعتقلوا. ولكن خانجاني قال انه لا يستطيع حاليا تأكيد عدد المعتقلين. ونقلت وكالة انباء الطلبة عن حسن أسد مسجدي وهو قائد بقوات الامن ان 137 شخصا اعتقلوا خلال الايام القليلة الماضية. وقال ان شخصا قتل بالرصاص ولكن ليس بأيدي السلطات.

وسارع مسؤولون ايرانيون الى التهوين من شأن أي ايحاءات بأن الاشتباك قد يكون جزءا من نضال من أجل الاستقلال في خوزستان التي يوجد بها أكبر الحقول النفطية في ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في اوبك. وقال خانجاني "كانت خوزستان دائما جزءا من ايران. والان مع اقتراب الانتخابات يحاول بعض الناس اثارة توترات عرقية." وايران حساسة للغاية بخصوص أي ايحاءات بوجود اضطرابات عرقية خاصة بين العرب والاكراد. ويشكل العرب نحو ثلاثة بالمئة من سكان ايران البالغ عددهم 67 مليون نسمة.

وقال حاكم الاقليم فتح الله معين لتلفزيون البلاد "هذه لعبة من جانب اعداء أمتنا للاضرار بالامن القومي الايراني." وبرهن كثير من عرب ايران على ولائهم لطهران من خلال القتال ضد العراق في الحرب التي استمرت منذ عام 1980 حتى عام 1988. وينتمي وزير الدفاع الايراني علي شمخاني الى العرب. وقال مسؤولون ان التوتر العرقي ألهبه توزيع رسالة مزورة زعم انها من محمد علي ابطحي مساعد الرئيس الايراني محمد خاتمي تطالب بنقل العرب الى شمال ايران. ونفى ابطحي على موقعه على الانترنت انه كتب هذه الرسالة وقال انه لا يتمتع بالسلطة التي تسمح له باعطاء مثل هذا الامر.

وتعهد عبد الله رمضان زاده المتحدث باسم الحكومة في تصريحات لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن تتعقب وزارة المخابرات والمجلس الاعلى للامن القومي أولئك الذين نشروا الخطابات التحريضية وتلقي القبض عليهم سريعا. وقال مسؤولو خوزستان ان المنطقة أصبحت هادئة الان. واحتل متمردون يطالبون باستقلال خوزستان السفارة الايرانية في لندن عام 1980 واحتجزوا العديد من الرهائن في عملية انتهت بسقوط عدة قتلى.