اللحيدان يتصدى لحملة تخريب علاقات الرياض ـ واشنطن
موتوا بغيظكم فالمملكة حرب على الإرهاب وأهله

نصر المجالي من لندن: يبدو أن الإنجاز الكبير الذي تحقق في قمة كروفورد الثانية بين ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ،حيث أعيد بناء التحالف الاستراتيجي بين البلدين شكل حجرة عثرة في طريق طموحات جهات متشددة على الساحة الأميركية، سعت منذ تفجيرات سبتمبر 2001 إلى تدمير تلك العلاقات، ونجحت تلك الجهات إلى حد بعيد في الإسهامبتدمير ذلك التحالف لدرجة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية صارتا على طرفي نقيض في المعادلة الدولية التي كانت تتطلب وقوفهما جنبا الى جنب لمواجهة التداعيات الهائلة منذ تلك التفجيرات وما تلاها وصولا إلى الحرب الأخيرة في العراق، واشتعال أعمال الإرهاب التي تنفذها جماعات متشددة بهدف الحؤول دون تحقيق الاستقرار في العراق الذي يقع على الكتف الشمالي للسعودية. ولوحظ أنه خلال زيارة الأمير عبد الله للولايات المتحدة وهي كانت ناجحة ناجزة في كل المعايير، حسب مختلف مصادر المراقبين، فإن هناك جهات متطرفة لا تزال ترى في تحقيق المصالحة بين الرياض وواشنطن ضربا لمصالحها، وهذه الجهات ظلت تقف عمليا من خلال حملات مشبوهة لدق إسفين في تخريب ليس علاقات البلدين بل العبث باستقرار المنطقة كلها.

الشيخ صالح اللحيدان
لعل ما بثته محطة ـ إم إس (مايكروسوفت) إن بي سي ـ الأميركية لبرنامج حواري خلال زيارة ولي العهد السعودي، كان محاولة يائسة لضرب العلاقات المتجددة بين واشنطن والرياض، حيث بثت الفضائية خلال البرنامج حديثا مزعوما على شريط فيديو، للشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية "يعترف فيه بدعمه للإرهاب"، وفي الشريط الذي اثبتت مصادر تقنية كثيرة أنه مزور، فإن "الشيخ اللحيدان دعا الشباب السعودي إلى القتال في العراق"، وهو ما دأب الشيخ اللحيدان على نفيه، وخصوصًا أن مثل هذا الدعم يتنافى ليس مع مبادئ الإسلام الحنيف وحسب، بل إنه يصب في مصلحة شبكة (القاعدة) الإرهابية التي تعادي المملكة وشعبها ومصالحها على الدوام، ونفذت تفجيرات إرهابية طوال السنوات الثلاثة إلى أن تمكن الأمن السعودي من هزيمتها على الأرض في مواجهات قتالية شرسة.

وفي رد بالغ التعبير رفض رئيس أعلى هيئة قضائية في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى ما نشر في بعض الصحف وبث في بعض القنوات الفضائية عنه بأنه يحرض على الإرهاب ويدعم الإرهابيين في العراق والمملكة العربية السعودية، وقال في كلام حاسم عبر بيان له البارحة "إن هذا أمر ودعوى لا صحة لها جازما أن وراء هذه التهمة أهل إجرام ومريدي إساءة".

وقال "ولذا فلا أجد ما أقوله أفضل من الاستشهاد بقول الله تعالى // قل موتوا بغيظكم // فسوف تستمر المملكة بقادتها وقضاتها بريئة من تأييد الظلم وتحريض الظالمين وإنني والحمدلله أمقت الظلم والعدوان وأتقرب إلى الله بذلك فالله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما".

وتحدى اللحيدان كل مدع يزعم أنه يحرض السعوديين أو غيرهم "بأن يسافروا للعراق لقتل الأميركيين والعراقيين بأن يأتي على ذلك بدليل يصلح للاعتماد عليه وأسوأ من ذلك اتهامي بالتحريض على الإرهاب والتفجير في السعودية، كأني لست الذي يؤيد قتل هؤلاء الإرهابيين".

وقال الشيخ اللحيدان إنه لم يحرض كما تزعم تلك الجهات على قتل العراقيين والأميركيين، وأضاف: "وبعد فقد علمت عن ما نشر في بعض الصحف وبث في بعض القنوات الفضائية عني بأنني أحرض على الإرهاب وأدعم الإرهابيين في العراق والسعودية، فهذا أمر ودعوى لا صحة لها بل كنت أقول إن أمر العراق للعراقيين كما أنني لم أكن ولن أكون محرضا على قتل العراقيين والأميركيين، إنني أبغض الظلم وقتل الأبرياء وكنت أول متكلم في البث الفضائي في المملكة العربية السعودية منددا بقتل الأبرياء في حادث الاعتداء في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر وأوضحت عظم قبح الاعتداء على الدماء البريئة ولم أزدد إلا مقتا لذلك وما قيل عن شريط فيه صوتي وأنني قلت نعم هذا صوتي فأنا لست ممن له تسجيلات سرية وأخرى علنية على الإطلاق وعملية التلفيق وإدخال كلام في كلام في دبلجة تسجيلية أمر معلوم وقطع ما لا يراد وإبقاء ما يظن أنه يحقق الأهداف الخبيثة أمر لا يخفى على كل عاقل عارف بأحوال التسجيلات".

وتابع الشيخ القول "وما يسجل لي في المحاضرات كله علني فلا يحتاج إلى أن يقوم أحد بتسريبه لأي بلد فهو متداول وبعض المحاضرات تكون مبثوثة فضائيا وليست تشتمل على ما قيل من دعم للمفسدين وتحريض لهم على الفساد والإرهاب في العراق والسعودية ، والاعتداء على الدماء البريئة محرم في كل مكان ومن لايرى تحريمه فاسق ضال".

وأضاف "إنني أجزم أن وراء هذه التهمة أهل إجرام ومريدي إساءة ليس لي وحدي بل إلى دولة لم يعرف عنها إلا الخير وحب الإحسان والمشاركة في تفتيت المخاطر عن كل متضرر أو مظلوم إن اتهامي بما قيل جرم وظلم وعدوان وقد يكون وراء هذا التلفيق واختلاق معان لا أتحمل اعتناقها ولا أرضى لأحد بالاتصاف بها لأنها لا تليق بمن يتقي الله ويخشاه وينفر من الظلم ويمقت العدوان ".

وإليه ذكّر الشيخ اللحيدان "بإنني قاض أعرف دلالات الكلام إن ما يحدث في العراق من خطف للأبرياء وأخذ رهائن أو تفجيرات لايرضى به عاقل ولا يقره مؤمن ولكن إذا كان وراء الإشاعات واختلاق المواقف ورمي الأبرياء بما ليس فيهم مجرمون حاقدون جريئون على الكذب فأقول // حسبنا الله ونعم الوكيل // ولاشك أن الله بالمرصاد لكل مجرم إلا إن تاب إلى الله وأناب".

وأخيرًا، قال "إنني وحكومتي بحول الله في غاية البراءة من أن تكون لنا مواقف معلنة تدعي البراءة وضدها مواقف سرية تدعو للفساد فلم تكن هذه تربيتنا بل نحن وولاة أمرنا أهل صدق وصراحة وأهل عدل ووفاء وأقول //ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون // . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وأفوض أمري إلى الله ".

الشيخ اللحيدان
والشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عالم جليل وداعية الى الله ذو هيبة وقدر، وإمام وخطيب، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350هـ وقد تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ وعمل سكرتيرا لسماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه، الى أن عين عام 1383هـ مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض، ثم صار رئيسا للمحكمة عام 1384هـ . وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1389هـ واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى الى أن عين عام 1390هـ قاضي تمييز وعضوا بالهيئة القضائية العليا. وفي عام 1403هـ عين رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك نائبا لرئيس المجلس في غيابه الى أن عين عام 1413هـ رئيسا للمجلس بهيئة العامة والدائمة. وهو أيضا عضوا في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ وعضوا في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام، ومديرها ورئيس تحريرها. وله دروس في المسجد الحرام تذاع، وفتاوى في برنامج نور على الدرب وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح.

الوطن وقصة NBC
واليوم نشرت صحيفة (الوطن) السعودية تقريرين مهمين في اتجاه الحملة التي قادتها شبكات ومحطات تلفزة أميركية ومواقع انترنت خلال زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، وتقول الصحيفة " بثت قناة
NBC الأميركية في أثناء زيارة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأميركية شريطاً لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى بالسعودية اتهمته فيه بأنه يشجع السعوديين الشباب على الذهاب إلى العراق لشن حرب ضد الأميركيين، كما نسبت القناة إلى متحدث سعودي إنكاره مرتين صحة الشريط وذكر أن الشريط مزور، ثم اتصلت القناة بالشيخ اللحيدان في السعودية وأسمعته الشريط فأكد بأنها كلماته وقال بالعربية: "نعم هذا صوتي"، حسب رواية القناة وجاء تسريب الشريط على القناة في الوقت الذي شهدت فيه المحادثات الأميركية السعودية في كراوفورد أجواء دافئة ونتائج إيجابية مقارنة بأجواء مباحثات 2002 في المكان نفسه حيث شهدت الأجواء في تلك الفترة تسريبات كثيرة وهجوماً مكثفاً على السعودية في معظم وسائل الإعلام سواء في القنوات الفضائية أو في الصحف اليمينية مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست تحدثت فيها عن دور السعودية في دعم الإرهاب والهجوم على الوهابية والمناهج والجمعيات الخيرية والدور السعودي - على حد زعمهم - في دعم تطوير صواريخ قسام لمنظمة حماس وتدريبها لكوادرها في السعودية اعتماداً على مصادر كانت تسعى إلى النيل من السعودية، وكان الشائع آنذاك أن التسريبات كانت تتم عن طريق دوائر وثيقة الصلة بالإدارة الأميركية - وقتها كان جرح 11 سبتمبر مازال نازفاً وكثير من الملفات العالقة لم تتضح صورها بعد أو لم تحسم بين الطرفين.

أما في لقاء كراوفورد 2005 فمعظم الملفات قد أقفلت والطرف الأميركي شارك في مؤتمر الإرهاب المنعقد في الرياض مطلع هذا العام وشارك في صياغة إعلان الرياض وبالتالي كان اللقاء مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي حضره من الجانب الأميركي كل أركان الحكومة من الرئيس الأميركي ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس وجميع مساعديهم، كان اللقاء صريحاً ومباشراً وبمسمع من جميع الأطراف، وانتهى بعد ذلك بالبيان المشترك الذي غطى جميع الموضوعات وأقفل الملفات العالقة السياسية منها والاقتصادية إلا في تفصيلات وأمور فنية وإجرائية، وتعكس التغطية الإعلامية الضعيفة هذا الاتفاق إذ لا نقاط خلاف أو قضايا ساخنة تتطلب التوقف عندها أو مناقشتها.

غير أن هناك جهات معارضة في واشنطن عبر موقعها على الإنترنت ووكالتها الإخبارية تسعى إلى إحراج الموقف السعودي في كل المناسبات، وقبل أكثر من عام نشرت وسائل الإعلام نبأ إبعاد عدد من السعوديين من الولايات المتحدة الأميركية بحجة أنهم يعملون في مركز إسلامي غير نظامي ويدعو إلى التشدد غير أن الأمر أبعد وأخطر وأكثر تشابكاً من ذلك، والقصة بدأت في ديسمبر 2003 حين قررت مجموعة من المنظمات الإسلامية عقد مؤتمر في هيوستن وتم الإعداد كي يلقي أحد المشايخ السعوديين كلمة في المؤتمر عبر دائرة تلفزيونية، والتقط الموضوع علي الأحمد وهو سعودي أسس المعهد السعودي في واشنطن ويقود حملة للمعارضة ضد السعودية وبدأ في توزيع تسجيلات للشيح، يقول فيها إن اليهود حثالة البشر وقتلة الأنبياء وإنهم أحفاد القردة والخنازيز فضلاً عن تسجيل له في ندوة رفض خلاله إدانة بن لادن عقب أحداث 11 سبتمبر مباشرة كما أرسل التسجيلات وترجمة لها بالإنجليزية - بصرف النظر عن دقتها - إلى محطة راديو يعمل فيها كريس بيكر المشهور في هيوستن ببرنامج talk show المعروف، وبث بيكر التسجيلات ثم وجه دعوة أخذت المحطة تبثها بصورة دائمة يطلب فيها من الناس التوجه لمقر المؤتمر في هيوستن عند افتتاحه للاحتجاج.

ومحطة kbrc مملوكة لشركة "كلير تشانيل كوميو نيكيشنز" وهي شركة تتبنى بصورة مطلقة أحط جوانب برنامج المحافظين الجدد ولذلك تلقفت الموضوع وبدأت البحث عن خلفيات المشاركين الآخرين وكان أغلبهم ممن أدلوا من قبل بتصريحات يمكن بالفعل اعتبارها متشددة مثل رئيس مؤتمر هيوستن ذو الفقار علي وهو باكستاني أميركي كان عضواً في الجامعة الإسلامية بباكستان حسب سجلاته، وقد استخرج له أناس مثل ديفيد إيمرسون ودانيل بايبس تسجيلات منذ 1995 يشرح فيها الجهاد بقوله إنه يتضمن حتمية القتال، ومثل ألطاف علي وهو باكستاني والإمام سراج وهاج إمام مسجد التقوى في بروكلين وواحد ممن اشتبهت السلطات الأميركية بضلوعهم في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وأنه استضاف عمر عبدالرحمن في بيته طويلاً قبل القبض عليه، ولكن لم توجه له اتهامات بسبب عدم توافر الأدلة.

وتطور الأمر إلى أن قامت وسائل الإعلام بالاتصال بعلي الأحمد لمعرفة المزيد ونشرت صحيفة هيوستن كرونيكل تقريراً اعتمد على كلامه زاعماً بأن الشيخ ابن جبرين سيأتي إلى الولايات المتحدة، فانتشرت عناوين من نوع "راعي بن لادن وأستاذه يزور هيوستن لإلقاء محاضرة عن الجهاد"، ثم وصل البحث إلى أن مؤتمر هيوستن يجري في الحقيقة بإشراف معهد فير فاكس التابع لمعهد العلوم العربية والإسلامية وترددت أنباء عن أن السفارة رتبت أيضاً لأن يتحدث الشيخ محمد عبدالرحمن العريفي وعبدالرحمن البراك، وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الوطني يتدخلان بعد ظهور تسجيلات وزعها علي الأحمد للشيخين وتسجيلات أخرى لمحمد صالح المنجد الذي قال علي الأحمد إنه مدعو لإلقاء كلمة وتبين بعد ذلك عدم صحة قوله، وكانت التسجيلات حافلة بما يمكن اصطياده أو إساءة تأويله.

أما في موضوع الشيخ صالح اللحيدان فقد تم تسريب الشريط إلى القناة الأميركية في فترة الزيارة للتشويش على المباحثات وتلقفته بعض الصحف والقنوات والمنتديات التفاعلية في الولايات المتحدة الأميركية مع إضافة أوصاف عديدة للتأكيد على وجود خطاب مزدوج للسعودية أحدها ظاهر يدين الإرهاب والآخر سري يؤيد الإرهاب، ولذلك قامت القناة بوصف شريط الشيخ اللحيدان بأنه تم تسجيله سراً في أحد المساجد الحكومية في شهر أكتوبر الماضي. وهو الأمر الذي يردده علي الأحمد دوماً بأن بعض المسؤولين السعوديين يرسل رسائل مختلفة سراً للجهاد في العراق.

ومن المعروف أن أشرطة المشايخ وتسجيلاتهم يتم تسجيلها من واقع إلقائها في أماكن عامة وبحضور الجمهور وليست سرية، كما أن الشيخ اللحيدان أوضح في بيانه إنكاره الشديد لمن ادعى تحريضه على قتل العراقيين والأميركيين كما أوضح أنه أول متكلم في البث الفضائي في السعودية مندداً بقتل الأبرياء في اعتداءات 11 سبتمبر مشيراً إلى موضوع الدبلجة والتلفيق وإدخال كلام في كلام وتحدى كل مدع يزعم أنه يحرض السعوديين أو غيرهم بأن يسافروا إلى العراق لتقتيل الأميركان والعراقيين.

من المهم أن تراعي دائماً المسألة الزمنية في التصريحات والتسجيلات والمحاضرات وأن يبين جميع المسؤولين والعلماء والمفكرين مواقفهم الأخيرة من كلمات أو آراء سابقة مرهونة بوقتها وظروفها، كما أنه من المهم أن يعلن العلماء مواقفهم وآراءهم صراحة كما فعل الشيخ صالح اللحيدان وكما فعل قبله علماء الأمة كالإمام الشافعي وابن تيمية بل إن من العلماء من كتب عقيدته حتى لا تلتبس على الآخرين وحتى لا يستغلها أهل إجرام ومريدو إساءة كما وصفهم الشيخ اللحيدان.

مواقف المتطرفين
أما التقرير الثاني فهو يقول :
قامت المنتديات التفاعلية في الولايات المتحدة الأميركية بمناقشة موضوع شريط الشيخ اللحيدان الذي بثته قناة
NBC وشارك فيه متطرفون أميركيون وآخرون يمثلون المواطن الأميركي العادي في اهتمامه بمصالحه أو باستبعاد كل ما يخرج عن الدائرة الأميركية من اهتماماته، كما شارك بعض المسلمين الذين دافعوا عن وجهة النظر الإسلامية ورأيهم في الاحتلال، ولم تخل المشاركات من شتائم وعبارات بذيئة ومتطرفة على النحو الذي نجده في بعض المنتديات التفاعلية العربية.

ففي موقع "روز شو" كانت هناك مشاركات تستعدي الحكومة الأميركية على السعودية واستفزاز الأميركيين بتسريب معلومة أن النفط سوف يرتفع إلى مئة دولار وأن الشعب الأميركي سيتضرر كثيراً إذا قام نظام طالباني في السعودية فيما يرد عليهم أحد المسلمين بأنه سمع الشريط من مدة طويلة وأن آراء العلماء لا تمثل بالضرورة الموقف السعودي الرسمي ويختتم تعليقه بترجمة لقول الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

وفي موقع "ورلدنت دايلي" تم طرح موضوع بعنوان هل السعودية حليف أم عدو للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب؟. دعا أحد المشاركين الحكومة الأميركية إلى التوقف عن شراء النفط ورفع الضرائب على النفط دولارين في كل مرة يرتفع فيها سعر النفط دولاراً واحداً وهذا سيقلل من تدفق المال على دار الإسلام وعلى العدو الذي يستخدمها لإفساد العالم ويقول مشارك آخر: إنهم يكرهوننا لكنهم يحتاجون إلى أموالنا وإلا فإنهم سيعودون جميعاً للعيش في أكواخ الطين.

ويؤيده مشارك آخر بأن أفضل طريقة لاقتلاع أسنان العدو هي في إفقاره، ويجب الاستيلاء على حقول النفط السعودية ولنترك السعوديين يقضون باقي التاريخ يربون الماعز في الرمال. وشارك خامس يرى أن في أميركا وكندا الكثير من النفط يمكن تقاسمه وليذهب العالم إلى الجحيم.

ويرى سادس أنه إذا طالب البعض بقصف العالم الإسلامي بالقنبلة النووية فإن ذلك متوقع، وهناك حد لما يستطيع غير العالم الإسلامي تحمله وأن لديه شعورا باقتراب ذلك الحد بسرعة. غير أن الهجوم العنيف من المشاركين في المنتدى كان على المشارك العاشر الذي هاجم المهاجمين ويتضح من رده أنه مسلم حيث قال "إذا هوجم المسلمون بشكل مباشر فإن من واجبهم أن يقاوموا وإذا لم يتمكنوا من التعامل مع التهديد، على المسلمين المحيطين بهم أن يساعدوهم، ولذلك فإن المسلمين حول العراق هم السعوديون والسوريون والكويتيون و الإيرانيون والأتراك والأردنيون.

وهكذا فإن سبب القتال ليس مهاجمة أميركا ولكن الدفاع عن المسلمين ضد الهجمات من الروس والأميركيين وأي جهة أخرى تفكر في غزو وقتل المسلمين وسرقة ثرواتهم.بعد ذلك انهالت الشتائم والكلمات البذيئة على المشارك العاشر والسخرية منه.

ولم تخل المشاركات من معتدلين إذ يقول أحدهم: إنك تسيء الفهم، إنني لا أؤيد غزو العراق وأفعل كل ما أستطيع للتعامل مع الأشخاص المسؤولين عن ذلك، وأريد أن تنسحب قواتنا من هناك، إنني لم أقل إن المقاومين هم إرهابيون إنهم لسوء حظ جنودنا لديهم قضية مبررة لقتال المحتلين، لسوء الحظ كثير منهم يقاتلون من أجل حريتهم الخاصة لمسح حرية الآخرين وفي نفس الوقت لا أريد أن يقتل جنودنا أو يتعرضوا للإعاقة في الفترة التي هم مجبرون فيها على البقاء في العراق.