بهية مارديني من دمشق : اعتبر البروفسور "مايكل هدسون " رئيس قسم الدراسات العربية في مركز االدراسات العربية المعاصرة في جامعة "جورج تاون" ان مشكلة سورية مع الولايات المتحدة ليست مشكلة ديمقراطية او اصلاحات بل ان المشكلة انها لاتريد نظام قومي في سورية لانه يتناقض مع المصالح الاميركية الاستراتيجية ومع المصالح الاسرائيلية لذلك فانها تحبذ ان يرحل هذا النظام ".

وقال "هدسون "في جلسة حوار مع الصحفيين السوريين والمراسلين نظمتها الجمعية السورية للعلاقات العامة بدمشق اليوم " ان الولايات المتحدة لم تحسم امرها بالنسبة لدمشق بعد وهناك من يقول ان الانسحاب من لبنان واصلاحات سياسية واقتصادية وتعاون في مجالات العراق والارهاب والمنظمات الفلسطينية وحزب الله قد يتيح اعادة التعاون بين الطرفين فيما هناك جهات اميركية لاتعارض تغيير النظام في سورية ". ورأى "هدسون" ان المحافظين الجدد بدأوا يخسرون مواقعهم وبعضهم اقصى من مهامه مشيرا الى ان نظرية الفوضى الخلاقة التي كانت رائجة في اوساط المحافظين بدأت تفقد مؤيديها بعد الذي حصل في العراق ". وشكك البوفيسور الاميركي في النوايا الاميركية من احتلال العراق معرجا على الحجج التي استخدمت لاحتلاله والتي انتهت اليوم بالقول ان نشر الديمقراطية كان وراء احتلال العراق فيما الحقيقة ان الولايات المتحدة لم تحقق الديمقراطية وان ما مايحدث اليوم في العراق تعميق للطائفية بين السنة والشعية ".

واضاف ان هناك فريقا في الادراة الاميركية صادق في دعوته للاصلاح ولكن فريق اخر يعتبر ان محاربة الارهاب والمصالح القومية للولايات المتحدة يجب ان تتقدم على الديمقراطية والحرية خصوصا وان تحول البلدان العربية الى دول ديمقراطية قد لايكون في صالح الولايات المتحدة . وألمح الى ان بوش وادارته لايعنون ما يقولون حول انهم لايستهدفون الاسلام والعرب فيما الممارسات عكس ذلك ولااحد يصدق مايقولونه وهذا ما يدفع الى اشاعة العنف وكراهية اميركا التي يجب ان تغير سياساتها المتغطرسة حتى تنقشع الصورة المكروهة لها في العالم ". وبعد ان ايد ماجاء في تقرير التنمية البشرية الذي اعدته الامم المتحدة عن الوطن العربي اعتبر "هدسون"ان التغييرات يجب ان تنبع من داخل الدول العربية وليس من خارجها لان العرب يحبون الديمقراطية والحرية ولكنهم يكرهون اميركا وهنا مكمن التناقض ". يذكر ان "هدسون "شغل منصب مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة عامي 1999-2000 كما شغل منصب رئيس جمعية دراسات الشرق الاوسط كما انه مهتم بالصراع العربي الاسرائيلي والحركات الاسلامية والسياسة اللبنانية والسياسة الاميركية في المنطقة .