الأسترالي نيكولاس فوجيسيك أشهر متحدٍ للإعاقة يتحدث عن تجربته:
القلوب أهم من القوانين في التعامل مع المعاقين

محمد الحمامصي من القاهرة: أشهر متحدي الإعاقة في العالم، والذي استطاع مواصلة تعليمه ونيل ثقة زملائه في العمل على الرغم من فقدانه لأطرافه الأربعة (ذراعيه وساقيه) الأسترالي نيكولاس فوجيسيك (Nick Vujicic) كان ضيف اللقاء الكبير الذي حمل عنوان quot;بالعزيمة نتحدى الإعاقةquot; والذي نظمته قرية الأمل للتنمية والتأهيل الاجتماعي بمحافظة الإسكندرية برئاسة ندى ثابت، وحضره لفيف من قيادات العمل الاجتماعي ورجال الفكر والثقافة وقيادات دينية وأعضاء العديد من الجمعيات التي تعمل في مجال الإعاقة وحقوق الإنسان في مصر والعالم العربي، وعلى رأسهم: اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، و حصة بنت خليفة آل ثاني، مقرر خاص للإعاقة في منظمة الأمم المتحدة، والسفيرة هاجر الإسلامبولي، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية.

وقال نيكولاس للحضور في كلمة ألهبت مشاعر الجميع: لقد جئت إليكم اليوم كي أبعث الأمل والمحبة في قلوبكم، إن الحياة دون هدف لا معنى لها، وبالتالي يضيع الأمل ويفقد الإنسان القدرة على الحياةquot;، لافتًا إلى أنه وجد أعظم هدف قدّره الله سبحانه وتعالى له وهو إشاعة الحب بين الناس وبعث الأمل في حياة الآخرين والإسهام في تغييرها للأفضل.

وطالب نيكولاس غير المعاقين بعدم النظر بعين الشفقة على الشخص المعاق، وألا يخافوا أو يخجلوا منه، قائلا: quot;أريدكم أن تاخذوا من حياتي مثلا لتحدي المستحيلات، لا تفقدوا الأمل في الله لأنه لن يفقد الأمل فيكم، فنحن جميعا مخلوقات الله تعالى، وأنا مخلوق بإبداعه وجمالهquot;. وألمح إلى أن كل البشر لديهم إعاقة، فالخوف على سبيل المثال قد يكون إعاقة أشد أثرًا من فقدان أطراف الجسد، حيث إنه من الممكن أن يشل الإنسان ويثنيه عن تحقيق أهدافه.

وأكد نيكولاس أن مصر تقدمت كثيرًا في مجال رعاية المعاقين ومساواتهم بغير المعاقين، إلا أنه أشار إلى حقيقة هامة، وهي أن تغيير القوانين ليس كل شيء، بل قلوب الناس ونظرتهم إلى المعاقين تعد نقطة محورية في سبيل دمج المعاقين في المجتمع والاعتراف بإمكاناتهم وقدراتهم. quot;عندما ترى شخصا مقعدا، لا تنظر له بعين الشفقة، بل بندية، وقل له أنا أحبكquot;.

وأعلن المعجزة الأسترالي في اللقاء الذي عقد في مكتبة الإسكندرية أنه سيتم إطلاق نسخة باللغة العربية من الموقع الإلكتروني الخاص به: www.lifewithoutlimbs.com خلال ستة أشهر.

وفي السياق ذاته، تخلل فقرات اللقاء تقديم نماذج مصرية ناجحة استطاعت التغلب على إعاقتها لتحقق النجاح والريادة في مختلف المجالات، وهم: أحمد حكيم إبراهيم، والذي يعمل خطاطًا على الرغم من فقدانه ذراعيه، وقد قام بخط لوحة أمام الحضور وأهداها لنيكولاس، وشريفة مسعود شحاتة، والتي تعمل صحافية وتعد لنيل درجة الدكتوراه في الصحة النفسية رغم فقدها البصر، وسارة عزت، الفنانة التشكيلية التي لا تستطيع السمع أو النطق، وغادة محمود أحمد، والتي حصلت على ليسانس التاريخ من كلية الآداب، بتقدير جيد جدا، رغم أنها دون ذراعين، وعلاء الدين عباس، فنان متخصص في رسم البورتريه والذي لا يستطيع السمع أو النطق، وعلي أحمد خليل، المصاب بشلل دماغي لم يثنه عن نيل شهادة الليسانس في الحقوق ويعد للدراسات العليا، ومحمد عمرو الصاوي ويسرا أحمد عبداللطيف، الحاصلين على ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008 للمعاقين.

كما قام أبناء قرية الأمل للتنمية والتأهيل الاجتماعي بتقديم أوبريت بعنوان: quot;براءة و حنانquot;، أعقبته محاضرة عن حقوق الأشخاص المعاقين بين الواقع والقانون، ألقاها الدكتور علاء سبيع، مدير البرامج بهيئة إنقاذ الطفولة البريطانية.

تجدر الإشارة إلى أن نيكولاس فوجيسيك ولد في أستراليا من دون أذرع وبدون أرجل ولم يكن هناك أي سبب طبي لذلك، وواجه تحديات وعراقيل لا تحصى، لكن الله أعطاه القوة ليقهر الأشياء التي يقال إنها مستحيلة. وقد شارك الأمل والحب الحقيقي الذي عاشه مع ملايين الناس حول العالم.
سافر نيكولاس لحوالى19 دولة جاب فيها المدارس والسجون والملاجئ والمستشفيات حاملاً رسالة تشجيع فحواها: quot;لا للخوف.. الثقة بالنفس.. الشجاعة.. التغلب على الصعوباتquot;.

وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة له حول العالم تنظمها الإعلامية مصرية الأصل ايفيت البياضي، والتي حرصت أن تكون مصر داخل برنامج جولته كي يكون مثالا للنجاح والتفاؤل يحتذى به بين المعاقين وغير المعاقين على السواء. ويزور نيكولاس مصر خلال الفترة من 8 إلى 18 أكتوبر، وخلال فترة إقامته سيقوم بزيارة القاهرة والإسكندرية، حيث يلتقي بأعضاء و قيادات العديد من الهيئات و الجمعيات العاملة و المهتمة بمجال الإعاقة.