الفاتيكان يثير ضجة كبرىبعدإعترافهبنظريةداروين
باحثون وكتاب عرب يتحدثون لـ إيلاف حول العلم والدين 2

عبد الرحمن الماجدي- إيلاف: فاجأت الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان مواليها ومعارضيها باعترافها بنظرية النشوء والإرتقاء quot;أصل الأنواعquot; لتشارلز داروين بعد عقود من معارضتها لها منذ 150 عامًا. جاء ذلك خلال كلمة لوزير الثقافة في حاضرة الفاتيكان الأسقف جيانفرانكو رافاسي خلال إعلانه عن مؤتمر في روما يشارك فيه علماء ورجال دين وفلاسفة يُعقد في مارس/آذار المقبل بمناسبة الذكرى المئة والخمسين لصدور كتاب quot;أصل الأنواعquot; لداروين. حيث أكد الاسقف رافاسي أن نظرية النشوء والإرتقاء تتفق مع الكتاب المُقدس.

وعلى الرغم من موقف الكنائس المسيحية من النظرية حيث ناصبت صاحبها العداء لفترة طويلة بسبب نظريته المتعارضة مع التفسير الانجيلي الحرفي لرواية الخلق. لكن مالكولم براون وهو رجل دين انجليكاني بارز قال إن كنيسة انكلترا تدين بالاعتذار لداروين عن الطريقة التي استقبل بها الانجليكانيون أفكاره في بريطانيا. لكن الفاتيكان لم يعتذر من داروين على الرغم من اعترافه بنظرية أصل الارتقاء والنشوء اليوم.


وكانت الكنائس بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي، طوال عقود، معارضة لنظرية الطبيب الانكليزي وعالم الاحياء المولود في بريطانيا عام 1809 والمدفون منذ عام 1882، لتعارضها مع نظرية الخلق التي تتبناها الديانات الابراهيمية quot; اليهودية والمسيحية والاسلاميةquot; التي ترى أن الإنسان والأرض والكوننشأت من قبل الله بأحسن تقويم وإبداع. ويعتبر معتنقو تلك الديانات أن نظرية الخلق لا تتعارض مع الحقائق العلمية.


لكن الامر لم يصل إلى حد التكفير؛ فقد دفن داروين في كارتدرائية ويسمنستر ابي في لندن بجنب اسحاق نيوتين تكريمًا له في مجاله العملي. ولم يلق مقاطعة أو نفيًا أو حكمًا او فتوى بالموت بل تم تعيينه في المجمع الملكي الانكليزي وقدمت له التسهيلات لمتابعة بحوثه. وكانت كتبه متداولة بين المختصين والعامة.


وتسدل الكنيسة الكاثوليكية باعترافها بنظرية داروين اليوم ستارًا على جدل دام لعقود خمدت مع مر الزمن حيال هذه النظرية خاصة بعد انحسار دور رجال الدين المسيحيين واهتمامهم بالروحانيات فقط، ما ساهم باتساع اعداد غير المتدينين في الغرب العلماني.
إيلاف طرحت على عدد من الباحثين العرب سؤالاً حول تبعات هذا الاعتراف بشكل عام وعلى صعيد الفكر العربي بشكل خاص.


هنا رأيا الباحثينسليم مطرالمقيم في جنيف وشاكر النابلسي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية:

سليم مطر: إن هذا الاعتراف من قبل الكنيسة الكاثوليكية، هو تعبير عن استمرارية التنازلات الكبيرة التي شرعت بتقديمها هذه الكنيسة بسبب ضغوط القوى الالحادية(العلمية) المعادية للدين وللكنيسة، والتي بدأت تهيمن على الحياة في المجتمعات الغربية منذ قرنين.

وتنامت هذه الهيمنة بصورة كبيرة في السنوات الاخيرة بواسطة الحملات الاعلامية اليومية والدائمة والمنظمة بصورة تعسفية ولا ديمقراطية ضد الكنيسة. التفاصيل

شاكر النابلسي: اعتراف الكنيسة بما قاله دارون قبل 150سنة يزيد من قوة حجة العلم الإنساني حتى ولو كانت نتائجه في بعض الأحيان تخالف ما جاء في الكتب المقدسة، التي ليست كتباً علمية لكي تؤيد أو تدحض ما تأتي به الكشوفات العلمية الباهرة.

أثر هذا الاعتراف على الفكر العربي سيكون كبيراً. وسوف يتيح للفكر العربي الفرصة الكبيرة لكي نستطيع قراءة وتفسير النصوص المقدسة من خلال التاريخ وليس من فوق التاريخ. التفاصيل

رأيا الباحثين ميثم الجنابي وغالب حسن الشابندر