المحلل السياسي الدكتور عادل سمارة ل( ايلاف ):
إسرائيل تسعى لخلق نموذج كرزاي في قطاع غزة
ملكي سليمان من القدس:
قال الدكتور عادل سمار، المحلل السياسي الفلسطيني، ورئيس تحرير مجلة كنعان الفلسطينية إن الهجوم الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يهدف بالدرجة الاولى الى قتل المقاومة الفلسطينية, مشيرا إلى عدم الرغبة الاسرائيلية في اعادة احتلال القطاع او السيطرة عليه لكونه يكلف اسرائيل الكثير, لذا فهي تسعى إلى إقامة شريط حدودي او منطقة عازلة مع قطاع غزة.
وقال سمارة في حوار خاص مع ( ايلاف): ان اسرائيل ستعمل على خلق نموذج كرزاي في قطاع غزة اذا حققت انتصارا على المقاومة في قطاع غزة واجراء مفاوضات مع القيادة السياسية التي ستكون هناك لكن سمارة يشك في ان تبادر حركة حماس الى التفاوض مع اسرائيل مبينا ان لا توجد حتى الان على الاقل مؤشرات تظهر نية الاولى الدخول في مفاوضات سياسية مع اسرائيل , واشار سمارة الى ان حرب تموز عام 2006 والهجوم المستمر على غزة تؤكدان على ان اسرائيل تكذب على مواطنيها وان نظرية الحرص على هؤلاء السكان وحمايتهم فهي مستعدة للخوض في حروب فاشلة من اجل تحقيق هدف سياسي لذا فان مقولة هدف الهجوم على غزة للافراج عن الجندي المختطف جلعاد شاليط هي نفس المقولة التي روجها السياسيون الاسرائيليون قبل الهجوم على لبنان عام 2006 وأضاف سماره:quot; وصدق حزب الله عندما اعلن ان اسرائيل كانت تعد للعدوان قبل عملية اختطاف جنودهاquot;ز مشيرا الى ان اسرائيل تجحب المعلومات وتفاصيل الحرب عن مواطنيها كيلا تتأثر معنوياتهم, ولفت الى ان هذه الخلافات والانقسامات الداخلية يجب ان تحل على ارضية ان تذهب رام الله الى غزة quot; مقاومةquot; ولا ان تأتي حماس الى رام اللهquot; مساومة quot; فاسرائيل ضربت المقاومة لانها اي المقاومة تعيق اسرائيل quot; الاندماج quot; في المنطقة العربية بشكل مهيمن.
وقلل الدكتور سمارة من ان الانقسام الداخلي الفلسطيني قد شجع اسرائيل على الهجوم على غزة موضحا ان اسرائيل لم تتوقف يوما عن هجومها على الشعب الفلسطيني وقد كان متماسكا ومتواحدا انما الخلافات الداخلية تؤثر معنويا على الفلسطينييين والعرب وكل المساندين للقضية الفلسطينية .
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا تريد اسرائيل من هجومها على غزة؟
اسرائيل تريد من عدوانها على غزة ان تكون هذه المسألة مفتوحة على عدة خيارات متعلقة بالشكل الاساسي بالتطور الميداني على الارض, فلو تمكنت اسرائيل في الايام الاولى لبدء العدوان من قتل واغتيال عدد من قيادات حماس لكانت اسرائيل قد حسمت المعركة كما تريد هي لكنها اي اسرائيل اضطرت الى وضع الخيارات والسيناريوهات المفتوحة والمتعددة وبخاصة السيناريو الذي تريد ان تضرب الشعب الفلسطيني بشدة لكيلا يكرر عملية المقاومة مرة اخرى , اما السيناريو الاخر فهو ان اسرائيل تريد اقامة شريط حدودي مع القطاع او منطقة عازلة بهدف نقصير المسافة التي تصل اليها الصورايخ الفلسطينية لكنها اي اسرائيل تدرك تماما انه يمكن تطوير هذه الصورايخ مرة اخرى لتصل مداها من 40-60 كيلو مترا, باعتقادي هدف اسرائيل هو بالاساس قتل المقاومة وكذلك الموقف السياسي المقاوم هذه هي القضية المركزية التي تستغلها اسرائيل والدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي واميركيا سيما وان الموقف الرسمي الدولي والاقليمي والمحلي هو مضاد للمقاومة , بينما نجد الموقف الشعبي من المقاومة يتغير بمقابلة اسرائيل بالمقاومة ورفض عدوانها, وهذا التطور غريب جدا واعتقد ات تبني هذا التطور وتطويره مسألة اساسية .
هل تريد إسرائيل اعادة احتلال قطاع غزة؟
الاحتلال ام عدم الاحتلال تفكير كان في السابق بمعنى اسرائيل خرجت من غزة لانها ادركت ان بقاؤها سيكلف كثيرا, ان المشكلة لاسرائيل الان هو التفكير في اقامة شريط حدويدي او خلق منطقة عازلة وشئ من هذا القبيل ولكن بشكل اساسي اسرائيل تريد انهاء المقاومة وتريد ايضا من كل فلسطيني ان الاعتراف بكيانها اذا هذه هي القضية الرئيسية , اما المشروع السياسي والموقف السياسي والمقاومة فهما الهدفان الرئيسيان فلو استطاعت اسرائيل تعيين في غزة نموذج quot;لكرزاي افغانستان quot; فهذا يعني الاحتلال الحقيقي.اذا المسألة ليست بالوجود quot; الصهيوني quot; بل ان ارضنا مهددة لكي تخضع للاملاءات الاسرائيلية وكيلا لا تقاوم.
هل ستعارض اسرائيل النظام او الكيان السياسي الذي يمكن ان يتكون لاحقا في قطاع غزة؟
هذا الامر يعتمد على طبيعة القيادة التي ستكون في غزة , اعتقد ان اي قيادة فلسطينية ndash; سوف تتفاوض- مع اسرائيل على الطريقة الدارجة فهي خطيرة لذلك اتمنى على حركة حماس ان لا تنزل الى الدرك , وحتى الان يبدو ان الحركة لم تتورط في مثل هكذا موقف لان التفاوض مع اسرائيل قضية وطنية اذ يجب التفاوض مع اسرائيل من خلال الوسطاء وليس مباشرا ويوجد وسطا كثر والحمد لله.
هل ما فعلته اسرائيل مع غزة هو تكرار لما فعلت مع لبنان عام 2006 بحجة البحث عن أسراها؟.
لا اعتقد ان اسرائيل حريصة على الافراد بالشكل الذي تدعيه لذا فان quot; صناعة الحرصquot; على المواطنيين الاسرائيليين هي كذبة كبيرة, فاسرائيل تريد ان تضرب اي مقاومة , وحزب الله لم يكذب عندما اعلن ان اسرائيل كانت تخطط لعدوانها على لبنان قبل عملية اسر جنودها من قبل الحزب , وايضا في غزة لو كانت المسألة مسألة الجندي شاليط لماذا تأخرت اسرائيل في الرد...بعد ان مضى على اسره او اختطافه عامين وبالتالي كان موضوع العدوان يمكن ان يحصل في السابق , فالمسألة لاسرائيل هي عدم وجود مقاومة هذه هي القضية الاساسية , بالاضافة الى انها اي اسرائيل تسعى لان تندمج في المنطقة العربية اندماجا مهيمنا ونجحت بدرجة كبيرة وبالتالي ما يعيقها من تحقيق الاندماج نهائيا هو المقاومة اذا فالمطلوب هو رأس المقاومة فاسرائيل لا تكيل للدول العربية التي يزيد عدد سكانها عن 300 مليون نسمة اي وزن اذا ليست المسألة هي محاولة انقاذ جندي اسير او مختطف من قبل حماس وبقية القوى هناك .
الى اي مدى شجعت الخلافات الفلسطينة الداخلية اسرائيل على هجومها؟
اولا ارقض اي خلاف فلسطني وان كان بين عائلتين , ولكني لا اعتقد ان الخلافات الداخلية شجعت اسرائيل, فالجميع يعرف ان اسرائيل لم تتراجع يوما في عدوانها على شعبنا والشعوب العربية الاخرى ولم تتغير سياستها ونحن في زمن الوحدة الوطنية والتوافق الوطني ولكن صراحة الخلافات الداخلية اثرت بشكل كبير على معنويات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل ما يساند قضيتنا, بالاضافة الى ان مشكلة الخلافات الفلسطينية تضر بالقضية , فالمجازر الاسرائيلية في غزة ليست الاولى ولكن هذا لا يعني الاستمرار في الخلافات بل يجب ان تنتهي على ارضية quot; ان تذهب رام الله الى غزة كمقاومة ولا ان تأتي حماس الى رام الله كمساومةquot; هنا القضية الاساسية حسب رأي , وانا اتحدث عن الشعب والمواقف السياسية لابناء شعبنا ولا اتحدث عن حركة سياسية ولا احدد حركة فتح او حركة حماس بل اتحدث عن قواعد التنظيمات المناضلة .
لماذا تمارس اسرائيل التعتيم الاعلامي على مواطنيها في كل عملية عسكرية تقوم بها وما المصداقية تجاه هؤلاء؟
ان الخلل في الحرب النفسية والتعتيم الاعلامي الذي مارست اسرائيل خلال عدوانها على لبنان في تموز عام 2006 كشفه حزب الله بشكل واضح وكل مستوطن اسرائيلي يعرف ان حكومته تكذب ويتحمل ذلك لانه يعرف ان مصيره سيكون خارج المنطقة بمعنى انه يلتمس لاخيه عذرا هذه هي قضية رئيسية وبالتالي هذا يؤثر على الاسرائيليين غيرquot; المؤدلجينquot; المسيسين وهذا ما يحدث بعد حرب 2006 عندما هاجر عدد كبير من هؤلاء الى خارج البلاد , اذا فالحرب النفسية سلاح ذو حدين , وبالمناسبة فان انعكاسات ذلك على الفلسطينيين هي عكسية بمعنى عززت من معنوياتهم .
هل نتائج الهجوم على غزة ستكون لها انعكاسات سياسية وبخاصة على الانتخابات الاسرائيلية؟.
هذا الامر يعتمد على نتيجة الحرب نفسها بمعنى اذا كان الثلاثي الحالي quot;اولمرت وباراك ولفنيquot; حقق نتائج ملموسة سيرفع من شعبيتهم الى الامام وبدرجة كبيرة وكأنهم قدموا هدية كبيرة لنتنياهو بمعنى ليس الربح هو الاساس لان الشارع الاسرائيلي يريد قرارات سياسية ونتائج سياسية ايضا اذا تمت قمع المقاومة وبالتالي التغيير في الموقف السياسي للمقاومة سوف يكسب الثلاثي واذا كانت النتيجة عكسية فان الرابح سيكون نتيناهو ولا فرق بين الطرفين .