محمد الحمامصي: تحت رعاية السيدة سوزان مبارك رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية افتتحت فعاليات مؤتمر المرأة العربية في مواجهة تحديات العولمة، بمكتبة الإسكندرية والذي ينظمه مركز منتدى الحوار التابع للمكتبة بالتعاون مع جامعتي كليرمونت ويال، وبحضور نخبة من المسؤولين والمفكرين وقيادات المجتمع المدني؛ والذي يتناول عددًا من التحديات التي تواجه المرأة في ظل العولمة، كما سيبحث المشاركون التأثير الاقتصادي للعنف ضد المرأة وسبل تمكين المرأة اقتصاديًا، مع مناقشة تأثير التغييرات في اقتصاديات العالم على بنية الأسرة. يعرض المؤتمر أيضًا دراسات حالة ناجحة حول تمكين المرأة من خلال وسائل بديلة لإدرار الدخل، بالإضافة إلى تناول قضية الفجوة في نسبة الأمية بين الرجال والنساء في سياق إصلاح التعليم، وأثرها على فرص توظيف النساء. هذا بالإضافة لقضية الاتجار في النساء والتي يطلق عليها quot;العبودية الجديدةquot;.

وفي هذا السياق، قالت هبة الرافعي، مدير مركز منتدى الحوار، إن مكتبة الإسكندرية دشنت المعهد العالمي لأبحاث المرأة بالتعاون مع جامعتي كليرمونت ويال بهدف بناء الجسور بين صانعي السياسات من ناحية، والنساء الناشطات في مجال حقوق المرأة والمنظمات غير الحكومية من ناحية أخرى، للوصول لفهم أعمق للمشكلات التي تواجه المرأة في المناطق المختلفة من العالم. وقالت السفيرة هاجر الإسلامبولي، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمكتبة إن المؤتمر لا يركز على التحديات التي تواجه المرأة في عالمنا العربي فحسب، بل يبحث أيضا الفرص المتاحة لها للنمو والتقدم.

ونددت الإسلامبولي في كلمتها الافتتاحية بما يقع في غزة من جرائم ، ودعت لتكثيف الجهود للحيلولة دون استمرار القتال ، مشيرة إلي أن جل من أصابتهم آلة الدمار الإسرائيلية من النساء والأطفال . كما أعرب اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية عن سعادته بتدشين معهد بحوث المرأة العالمي، والذي يركز على كافة القضايا والتحديات التي تواجه النساء في المجتمع، مما سيجعله مثلا يحتذى به في العالم أجمع، وسيسهم أيضا في إثراء مدينة الإسكندرية.

وأكد أن مصر كانت ولاتزال رائدة في إصلاح أحوال المرأة، مدللا على ذلك باحتفال مكتبة الإسكندرية مؤخرا بمرور مائة عام على رحيل قاسم أمين؛ صاحب كتاب تحرير المرأة، والذي أدرك فيه أن تقدم المرأة من تقدم المجتمع. إلا أنه أشار إلى أنه رغم مرور قرن على دعوة تحرير المرأة، لازال دور المرأة العربية مهمشا.

وفي سياق متصل، ألمح الدكتور حسن ندير، رئيس جامعة الإسكندرية، إلى أن العولمة أدخلت وروجت مجموعة من المفاهيم الإنسانية مثل احترام حقوق الإنسان والأقليات وحقوق المرأة؛ ومنها حقها في التعليم والمساواة، مضيفا أن أهمية المؤتمر تكمن في الحقيقة التي يجب تأكيدها دائما؛ وهي أنه من الصعب تحقيق أي تنمية دون وجود دور فاعل وجوهري للمرأة، وهو ما يستلزم أن يصل صوتها لصناع القرار.

وقال د.ندير إن وضع المرأة المصرية يزداد تحسنا؛ فقد لعبت الجامعات دورا في تدعيم دور المرأة، وكان لانتشار التعليم دورا هاما في النهضة التي تعيشها البلاد، لافتا إلى أن نسبة الطالبات في جامعة الإسكندرية وصلت إلى 52%؛ أي أكثر من نصف عدد الطلبة الذكور، كما أن عضوات هيئة التدريس تصل نسبتهن إلى 46%.

ومن جانبها، رحبت الدكتورة فرخندة حسن بعقد مؤتمر المرأة العربية في مواجهة تحديات العولمة بمكتبة الإسكندرية، التي وصفتها بالصرح الثقافي والتنويري الكبير. وتحدثت سيادتها عن أهم أهداف المجلس القومي للمرأة، والتي يمكن تلخيصها في تحسين وضع المرأة وبالتالي البلد بشكل عام، كما ألقت الضوء على عدد كبير من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تمكين المرأة وزيادة وعي الجمهور بأهمية وحيوية دورها في المجتمع.
وأضافت أن تحسين وضع المرأة دستوريا لا يعني بالضرورة تطبيق هذا التحسن على أرض الواقع؛ وهو ما يجب التنبه إليه، مشيرة إلى أن الأمية في المناطق الفقيرة مازالت مرتفعة، كما أن المشاركة السياسية للمرأة مازالت ضعيفة رغم الجهد المبذول في هذا الإطار من أجل إشراك المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية.

وفي ختام كلمتها، أكدت الدكتورة فرخندة حسن على ترحيبها بالتعاون والتضامن مع مختلف المنظمات النسوية حول العالم؛ إذ أن الشراكة والتعاون هما أساس التغيير المنشود. وفي هذا الإطار، حثّت السيدة نجوى شعيب أمين حركة سوزان مبارك الدولية من أجل السلام على أهمية إقامة تعاون بين المؤسسات والمعاهد ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بتمكين المرأة والعمل من أجل المساواة والسلام؛ حيث ألمحت إلى أن حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام لديها ذراع أكاديمي تستضيفه مكتبة الإسكندرية؛ وهو معهد دراسات السلام IPS، والذي أجرى العديد من الدراسات الممتازة حول موضوعات مرتبطة بالمرأة والسلام.وأنها تعمل من أجل تعزيز دور المرأة في صنع السلام وفض المنازعات ، وأن الحركة قامت بتدشين حملة دولية ضد الاتجار في البشر الذي يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ويمثل شكلا من أشكال العبودية .

وأكدت د.نجوي علي أن حركة سوزان مبارك من أجل السلام تعمل بشكل قوى ودؤوب لوضع نهاية لأهل غزة واشارت إلي ترأس السيدة سوزان مبارك للقاء جمع جمعيات ومنظمات حقوق إنسان دولية للضغط بسبيل توصيل المساعدات الإنسانية لغزة. وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر طلبت السفيرة هاجر الإسلامبولي الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء في غزة.