إتفاق وشيك على ترتيبات ما بعد الحرب وخلافات حول قضايا أمنية
حماس ستستمر بـ quot;المقاومةquot; بحال وقف إطلاق نار من جانب واحد

نبيل شرف الدين من القاهرة، وكالات: قال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان في إتصال هاتفي من بيروت أن quot;المقاومة ستستمرquot; في حالة وقف إطلاق نار إسرائيلي من جانب واحد مع بقاء قوات الإحتلال في غزة. وأضاف حمدان أن قرارا إسرائيليا بوقف إطلاق نار من جانب واحد سيكون quot;إلتفافا على الجهود المصرية للتوصل إلى إتفاقquot; لإنهاء الحرب. وقال أنه quot;ليس هناك إعلان رسميquot; إسرائيلي بعد بشأن وقف إطلاق نار من جانب واحد ولكن في كل الحالات مثل هذا الموقف quot;هو محاولة للإلتفاف على الجهود المصريةquot;.

واضاف انه في كل الاحوال quot;لن يحل وقف اطلاق نار من جانب واحد المشكلة لانه طالما بقيت قوات الاحتلال في قطاع غزة فان المقاومة ستستمر وسيؤدي ذلك الى استمرار المواجهةquot;. وتابع ان quot;الهدف الاسرائيلي من وقف اطلاق نار من جانب واحد هو الهروب من استحقاقات نتائج العدوان اكثر من اي شئ اخر اضافة الى حرص اسرائيل على اضعاف دور مصر خاصة في ظل ادراك اسرائيلي ان اي نجاح لمصر في الوصول الى اتفاق يؤدي الى انهاء الحرب وانهاء الحصار سيكون انجازا لمصر على الساحة السياسية الاقليمية والدوليةquot;.

وقال مسؤول اسرائيلي طالبا عدم ذكر اسمه الجمعة ان quot;الحكومة الامنية ستصوت على وقف احادي الجانب لاطلاق النار غدا (السبت) اثر التوقيع على اتفاق في واشنطن وما تم انجازه في القاهرةquot;. الا ان المسؤول الاسرائيلي قال ان quot;القوات الاسرائيلية ستبقى في غزة بعد تطبيق وقف احادي الجانب لاطلاق النارquot;، بدون تحديد اي مدة. واكد ان اسرائيل تتوقع ان تمتنع حركة حماس عن شن اي هجوم لكن quot;اذا قرروا فتح النار فاننا لن نتردد في الرد ومواصلة الهجومquot;.

واوضح المسؤول الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت quot;مرتاح لنتائج مباحثات القاهرة التي حققت المطالب الاساسية لاسرائيل التي كانت تريد ردا حازما على وقف اطلاق الصواريخ واتفاقا حول تنسيق بين اسرائيل ومصر بشان فتح المعابرquot; بين الدولة العبرية وقطاع غزة.

واضاف حمدان انه في كل الاحوال quot;لن يحل وقف اطلاق نار من جانب واحد المشكلة لانه طالما بقيت قوات الاحتلال في قطاع غزة فان المقاومة ستستمر وسيؤدي ذلك الى استمرار المواجهةquot;. وتابع ان quot;الهدف الاسرائيلي من وقف اطلاق نار من جانب واحد هو الهروب من استحقاقات نتائج العدوان اكثر من اي شيء اخر اضافة الى حرص اسرائيل على اضعاف دور مصر خاصة في ظل ادراك اسرائيلي ان اي نجاح لمصر في الوصول الى اتفاق يؤدي الى انهاء الحرب وانهاء الحصار سيكون انجازا لمصر على الساحة السياسية الاقليمية والدوليةquot;.

واعتبر ان وقف اطلاق نار اسرائيلي من جانب واحد quot;معناه ان هناك مأزقا اسرائيلياquot;. واكد ان حركة حماس ابلغت مصر quot;ان لا جديد لديهاquot; موضحا ان quot;ان موقفنا كما هو منذ ابلغناهquot; للمسؤولين المصريين خلال اخر جولة للمفاوضات الاربعاء في القاهرة. واضاف quot;الاخوة المصريين قالوا ان لديهم جديدا وسنستمع اليهم ولكن موقفنا كما هو ومطالبنا كما هي وهي وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية وفك الحصار وفتح المعابرquot;.

وعلمت quot;إيلافquot; من مصدر دبلوماسي أن القاهرة تعتزم إستباق قمة الكويت بالتوصل لإتفاق بين حماس وإسرائيل وفق ترتيبات محددة، تتعلق بعدة مراحل، تبدأ بإعلان إنهاء العمليات العسكرية، يعقبه انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً القطاع، وبعد ذلك تجري مفاوضات برعاية مصرية بشأن قواعد ضبط الحدود، وتشغيل المعابر، وإقرار التهدئة، على أن تستضيف مصر مؤتمراً موسعاً للمصالحة الفلسطينية بين مختلف الفصائل، خاصة فتح وحماس، في ما تصر القاهرة على انضمام الأخيرة لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي يكفل وحدة القرار وعدم العودة لازدواجية القيادة.

من جانبه نفى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري صحة ما تردد من أنباء عن استضافة مصر للقاء يجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال الأيام المقبلة، وقال quot;ليس هناك أي نصيب من الحقيقة لمثل هذا الطرحquot;، على حد تعبيره . ومضى أبو الغيط قائلاً عقب عودته للقاهرة قادماً من الكويت بعد مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب quot;إن هناك قراراً بتعديل اسم القمة ليصبح quot;قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزةquot;، مشيراً إلى أن هناك اتجاها لدى المجموعة العربية للعودة مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته بضرورة تنفيذ القرار رقم 1860 الصادر عنه بالإضافة إلى قرار بدعم المبادرة المصرية ودعم جهود المصالحة .

أما في إسرائيل فيجري مجلس الوزراء اقتراعا مساء السبت، عما إذا كان يتم تطبيق وقف إطلاق نار من جانب واحد مع حماس في قطاع غزة، وقالت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية ـ على موقعها الإلكتروني - إلى أن هذا القرار سيعني أن إسرائيل قررت إنهاء العملية العسكرية في غزة من دون اتفاق مع حماس، والاعتماد بدلاً من ذلك على دعم من الولايات المتحدة في ما وصفته quot;بمكافحة تهريب الأسلحةquot;.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر حكومي إسرائيلي قوله إنه جرى إحراز تقدم كبير بشأن مكافحة تهريب الأسلحة، من خلال اتفاق يتطلب استخداما مزدوجا لتدابير وإجراءات تكنولوجية للحيلولة دون تهريب الأسلحة وشن عمليات ضد المهربين جنوب غزة والاستعانة بخبراء دوليين لتحديد قنوات التهريب عند الحدود المصرية مع قطاع غزة .

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وقعتا اتفاقية تستهدف وقف تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة. ووفقا لما ذكرته الصحيفة فإن الاتفاقية تتضمن عدة تدابير، وصفت بأنها تستهدف مكافحة تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة، بوضع حراسة شرطية من خلال الطرق التي قد تمر من خلالها الأسلحة حتى تصل إلى قطاع غزة، ومن بينها دوريات حراسة في مناطق مختلفة .

آليات المبادرة المصرية

وقال دبلوماسيون إن المقترحات المصرية لإنهاء الحرب في غزة تدور حول وقف لإطلاق النار على مراحل تبدأ المرحلة الأولى بتهدئة للسماح بدخول المساعدات يعقبها انسحاب كل القوات الإسرائيلية وإعادة فتح المعابر الحدودية، لكن لم تزل هناك نزاعات بشأن مراحل التنفيذ وآلياته . وأرسلت إسرائيل خلال اليومين الماضيين المسؤول بوزارة الدفاع عاموس جلعاد إلى القاهرة لمحاولة وضع لمسات نهائية على ضمانات أمنية من شأنها أن تعزز الجهود لمنع حماس من إعادة التسلح وهو المطلب الرئيسي لإسرائيل في كافة جولات التفاوض التي رعتها القاهرة .

وقال وفد من حماس إن الحركة نقلت وجهات نظرها بشأن الوقف المقترح لإطلاق النار لمصر، وقال دبلوماسي غربي في القاهرة إنه يتصور مرحلة أولى تلتزم خلالها إسرائيل والمقاتلون الفلسطينيون بتهدئة للسماح بإقامة ممر إنساني لمساعدة سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، وخلال هذه المرحلة الاولى قد تبقى القوات الإسرائيلية في مناطق من القطاع الساحلي لكنها لن تتقدم الى مواقع جديدة .

ومضى المصدر الدبلوماسي قائلاً إن المرحلة الثانية سوف تشمل وضع اللمسات النهائية على ترتيبات بشأن أمن الحدود تطالب بها إسرائيل وإعادة فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر تحت اشراف مراقبين أوروبيين وفق الاتفاق السابق في هذا المضمار. وأضاف الدبلوماسي أنه اذا التزم الطرفان بوقف اطلاق النار في المرحلتين الأولى والثانية ستكمل إسرائيل بعد ذلك انسحاب قواتها وتفتح باقي المعابر الحدودية مع قطاع غزة .

خلافات التفاوض

وتنص المرحلة الثانية على ترتيبات بشأن أمن الحدود قبل إعادة فتح معبر رفح تحت إشراف المراقبين الأوروبيين، فإذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار في المرحلتين الأولى والثانية، فستكمل إسرائيل انسحابها وتفتح بقية المعابر الحدودية، لكن المشكلة هي أن بقاء قوات الاحتلال في القطاع في المرحلتين الأولى والثانية، فقد يكون ذلك مرفوضاً من قبل حماس، وقد يؤدي إلى انهيار الهدنة قبل تطبيق بنودهاquot;.

وأجرى عاموس جلعاد محادثات في القاهرة، وعاد من دون أن يدلي بتصريحات بعد أربع ساعات من المحادثات مع مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، وقال مصدر دبلوماسي إن جلعاد قدم تقريره إلى الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة التي تتخذ قرارها في وقت لاحق من يوم السبت .