أوباما على الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية
الجيش الإسرائيلي أطلق النار على رافعي الرايات البيضاء
ترجمة إيناس ميرح من حيفا:
طبعت الصفحات الإسرائيلية أعدادها لهذا اليوم وهي تركز على مغادرة جورج بوش الرئيس الأميركي للبيت الأبيض، وعلى التحضيرات لطقس قسم اليمين للرئيس الأميركي المنتخب باراك حسين اوباما، فيما خصصت صحيفة هآرتس على صفحة الغلاف الرئيسة مقالاً للكاتب والإعلامي الإسرائيلي دافيد روسمان، والتي تنتقد فيهبشدة الإدارة الإسرائيلية والحملة العسكرية التي شنت على غزة، والتي كانت فقط بمثابة البحث عن صورة نصر والشفاء من الحالة المرضية التي خلفتها حرب لبنان على الإسرائيليين، وفي مقاله يتهم الإدارة الإسرائيلية بأنها هي التي تؤجج الجمهور الإسرائيلي لاستعمال القوة مع العالم العربي، الأمر الذي جعلته ينسى اللغات الأخرى لغة الحوار، ودعى روسمان الإدارة الإسرائيلية بانتهاز الفرصة بأسرع وقت لبدء الحوار مع حركة حماس لأن الحرب الأخيرة على غزة جعلت الجمهور الإسرائيلي يفهم بأن النصر هو ليس بنصر حقيقي وبأن الحرب على غزة لم تحضر له العلاج الذي يحتاج إليه الجهور الإسرائيلي بشدة، بل كشفت له الأخطاء الجارفة والمؤلمة والمستمرة، وكشفت له الكمين الذي هم عالقون بهquot;.

عنوان المقال كان quot;القصة التي تسجنناquot; وورد في المقال: quot;في ظل موجة النقد القومية الجارفة التي تدور الآن في البلاد، لا يضر الأمر لو ذكرنا بأن الحملة العسكرية الأخيرةquot;الرصاص المسكوبquot; هي محطة ثانية في طريق تمتلئ بالعنف والكراهية، في حين مرة نخسر بهذه الطريق ومرة نربح، إلا أن الطريق نفسها تقود للهلاك.

ومن جانب الإكتفاء بتصحيح الفشل جراء حرب لبنان الثانية، يجب الإصغاء للصوت الذي يقول بأن انجازات الجيش الإسرائيلي مقابل حركة حماس ليست الدليل القاطع بأن إسرائيل صدقت بشنها هذه الحملة بمقاييسها النادرة، هذه الإنجازات تؤكد وببساطة بأن إسرائيل أقوى من حركة حماس، ويمكنها في حملات معينة أن تكون قاسية جدًا وصلبة في تعاملهاquot;.
ووجه جروسمان عبر صحيفة هآرتس النقد اللاذع لإدارة إسرائيل قال: quot;عندما تنتهي الحملة نهائيًا، وبعد أن يتم الكشف عن الدمار والقتل بصورة جلية للعين، عندها وربما سنفهم العمق والأساس للإدارة في منطقتنا، فمنذ يومها وهي إدارة مغلوطة، وليست أخلاقية ولا ذكية، بل يمكن القول بأن الإدارة هي نفسها التي تقودنا مرة تلو الأخرى للنيران التي تأكلناquot;.

ومن جانب آخر أكد أنه لا يمكن إعفاء الفلسطينيين من المسؤولية وذكر:quot; مفهوم بأنه لا يمكن إعفاء الفلسطينيين من المسؤولية بسبب أخطائهم، فإعفائهم يعني الاستهزاء بهم والعجرفة عليهم وكأنهم غير ناضجين وليسوا بأصحاب رأي، فالمواطنين في غزة ربما quot;خنقواquot; من عدة جوانب بسبب إسرائيل، لكن توفرت لديهم عدة منافذ للتعبير عن الاحتجاج أو الاعتراض والتحدث للتعبير عن ضائقتهم القاسية، فممنوع أن نعفي الفلسطينيين من المسؤولية، وكأن الطريق الأوتوماتيكية لردهم على ضائقتهم هي العنف.لكن يجب أن نذكر إنه عندما يقوم الفلسطينيين بأية عدوان إن كان من خلال تنفيذ عمليات داخل إسرائيل أو إطلاق صواريخ القسام على إسرائيل، يجب التوضيح بأن إسرائيل التي تعتبر أقوى من الفلسطينيين بكثير، والتي تمتلك المقدرة للتأثير دوليا بمسألة النزاع الفلسطيني إسرائيلي، ووفقًا للحملة العسكرية الأخيرة يجب فأنه لا أحد من الإدارة quot;الإسرائيليةquot; يعي بوعي تام وبمسؤولية كاملة المركبات المصيرية لهذا النزاعquot;.
البحث عن صورة نصر بعد حرب تموز
ويأكد جروسمان بأنه لا يمكن أن يشفى الإسرائيليون من جراحهم إلا عندما يعوا بأنه لا يمكن شك طريقهم بواسطة قواتهم العسكرية وهنا يطرح في مقالهquot; عندما تأتي الأيام التي نريد أن نشفي بها جراحنا.. كيف تأتي تلك الأيام إذا ما فهمنا بأن قواتنا العسكرية لا يمكنها أن تكون الأداة الأساسية لشق طريقنا مقابل الأمة العربية؟ كيف ستأتي هذه الأيام عندما نغض النظر عن المسؤولية التي تلقى علينا ولم نفهم العلاقات المصيرية التي كانت في الماضي والحاضر بيننا وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو الجليل والمثلث(مناطق داخل الخط الأخضر)؟quot;.

يشير جروسمان أنه يجب أن يبتعد الإسرائيليون عن لغة الغطرسة الجارفة والبدء في حوار حتى مع الد الأعداء وإن كانت حركة حماس فقد ذكر:quot;بعد أن تتناثر سحب الدخان الملون لتصريحات السياسيين التي تشير للنصر الجارف، عندما يتم إقناعنا بالإنجازات الحقيقة وراء الحملة العسكرية، وعندما نعلم ما هي الفجوات بين تلك الإنجازات وبين ما نحتاجه في إسرائيل كي نعيش حياة طبيعية، وعندما نعي بأن دولة كاملة أسرت نفسها في كيس صغير لأنها كانت بحاجة إلى الإيمان بأن دواءها من مرض لبنان هو غزة، ربما عندها سنحاسب أولائك الذين مرة تلو الأخرى يؤججون بالجمهور الإسرائيلي غطرسة وعجرفة القوة. هؤلاء الذين يعلموننا طيلة سنوات أن نعرض عن الإيمان بالسلام، والإيمان بأية تغيير في علاقتنا بين الدول العربية، هؤلاء الذين يقنعونا بأن العرب يفهمون فقط بالقوة ولهذا علينا أن نتحدث إليهم وفقط بلغة واحدة، ولأننا تربينا بأن نتحدث إليهم بلغة واحدة ومن خلالها فقط، جعلتنا ننسى أن هناك لغات أخرى يمكننا الحديث بواسطتها مع البشر حتى مع أعدائنا، وإن كان أقسى أعداءنا مثل حماس، لغة ليست لغة الدبابة والطائرةquot;.

الحديث مع الفلسطينيين هو الأمر الأساسي الذي يجب أن يطرح بعد جولة الدماء الأخيرة، للحديث حتى مع أولائك الذين لا يؤمنون بوجودنا في هذه البلاد، وبدل التغاضي عن حركة حماس يجب انتهاز الفرصة والواقع الحالي والبدء معه وفورًا لحوار، كي نمكن ترتيب مع الشعب الفلسطيني كله، لنتحدث لكي نفهم بأن الواقع ليس فقط القصة المثيرة التي نرويها نحن والفلسطينيون منذ أجيال ماضية، القصة التي نحن مسجونون بها.

لنتحدث لأن ما حصل خلال الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة يضع أمامنا في إسرائيل مرآة تعكس لنا وجوه لم نكن لننظر إليها من الخارج ولو للحظة واحدة، ولو كنا رأينا هذه الوجوه بشعب آخر لشعرنا بالهلع والرعب. لكنا فهمنا بأن النصر هو ليس نصرًا حقيقيًا وبأن الحرب على غزة لم تحضر لنا العلاج الذي نحتاجه بشدة، بل كشفت لنا الأخطاء الجارفة والمؤلمة المستمرة، وكشفت لنا الكمين الذي نحن عالقون بهquot;.

وورد في صحيفة هآرتس بأنه ووفقًا لتصريحات من مصادر في الجيش الإسرائيلي فقد تم قصف الفلسطينيين وهم يحملون الرايات البيضاء، كما ونقلت على صفحاتها الرئيسة التحضيرات لطقس القسم الذي سيدليه بارك اوبما.
نحن نؤمن بأن كل البشر ولدوا أحرارًا
quot;عندي حلم بأنه يوم من الأيام ستحيا الأمة وفقًا لمبدأ المساواة الحقيقي، نحن نؤمن بأن كل البشر ولدوا أحرارًا quot;بهذا العنوان استهلت صحيفة معاريف صفاحتها الرئيسة وقد وضع العنوان على صورة للرئيس الأميركي الجديد باراك حسين اوباما وعلى طرف الصورة وضعت صورة مارتن لوثر كينغ الذي اشتهر بكفاحه لأجل الحرية للمضطهدين في العالم.

الملفت للنظر الإطار الذي وضعت به صحيفة معاريف صورة اوباما وهو عبارة عن ألوان العلم الإسرائيلي ممزوجة بألوان العلم الأميركي وقد كتب في العناوين الفرعية التي استهلت الصفحات الرئيسية quot;فجر يوم جديدquot;، كما وشملت الصفحات الرئيسة نبذة عن حياة مارتن لوثر كينغ، ومن جانب آخر كتبت صحيفة معاريف بأن الرئيس السابق جورج بوش غادر البيت الأبيض كواحد من الرؤساء الذين حظوا بأقل تقدير في التاريخ الأميركي، وساعات قبل أن يغادر بوش البيت الأبيض سمع عبارات حميمة من بعض دول العالم ومن ضمنهم كان شمعون بيرس الذي أثنى على دعم جورج بوش.

أما صحيفة يديعوت والتي حملت صورة لبارك حسين اوباما وزوجته وكتب على الصورة بعد ساعات معدودة ستنظر إليك مليارات العيون ونحن الإسرائيليون نشعر بتوتر وقلق لمعرفة هل ستواصل في طريق الإخلاص الأميركي لنا كإسرالئيين؟quot;. كذلك ورد بأن عدد رجال المشاركين في طقس قسم اليمين لأول رئيس أميركي اسود هم 4 مليون مشارك، و42 الف رجل أمن، وعشرة احتفالاتquot;.
كما ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت رسالة اعتذار كتبها جنود اسرائليين لأصحاب أحد البيوت الفلسطينية في غزة والذين خرجوا من بيتهم جراء القصف وكان الجنود قد سكنوه طيلة الحرب على غزة ورد في الرسالة: quot;للعائلة التي تسكن هذا البيت نقدم لكم اعتذارنا بسبب الدمار الذي حل ببيتكم، نحن ندرك ألمكم وأسفكم، خاصة وأننا جنود تركنا عائلاتنا وآخر ما كنا نريده أن نكون هنا في إحدى البيوت في غزةquot;.