المناهج المتبعة في الجامعات العربية مستهلكة وتفتقر الى التطوير

غياب التوجيه المناسب لطلاب الجامعات العربية في اختيار الاختصاصات العلمية التي تتناسب ومقوماتهم يدفع العديد منهم لاختيار اختصاصات دون امتلاك فكرة واضحة عن خلفيتها، مما يؤدي في غالب الاحيان إلى تغيير الاختصاص أكثر من مرة أو متابعة الدراسة والتخرج والتوجه إلى مهنة تختلف عن الاختصاص الجامعي. إلا أنّ غياب التوجيه ليس المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الطلاب بل تبقى مسألة المناهج التي تفتقر الى التدريب على رأس القائمة. في تقرير يجمع نقاط الاختلاف والتشابه بين المناهج في مصر ولبنان والاردن يؤكد عدد من الاكادميين وأصحاب المؤسسات غياب التطوير الذي يتطلبه سوق العمل الحالي عن مناهج الجامعات في تلك الدول مع وجود تباين بالآراء بين بعضهم حول الاسباب ودور الجامعة في تنمية الطالب وبذلك المجتمع.

القاهرة، بيروت، عمان: quot;الجامعات العربية عاجزة عن تقديم رسالتهاquot;، هكذا استهل فوزي رشيد الباحث بالمركز القومي قوله لـquot;إيلافquot;، مشيرًا إلى أنها تخرّج سنويًا أعدادًا كبيرة من الطلبة الذين لا يمكنهم الإفادة من ثقافتهم ومؤهلاتهم فائدة ملموسة في مشاريع التنمية والخدمات، فضلاً عن عدم قدرتها على مواكبة مستلزمات التغيير. وأضاف الباحث أن الجامعة لم تعد مكانًا لغرس ملكات الابتكار والإبداع لكنها جهة يحصل منها الطالب على مؤهل لدوافع اجتماعية لا علمية، وquot;بالتالي غاب دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، نظرًا لعدم تخريج متخصصين يملكون القدرات على مواجهة احتياجات التنميةquot; حسب قوله.

اذ تؤدي الجامعة دورًا بالغ الأهمية في تقدم اي مجتمع ويمكنها ان تؤثر على تحقيق أهداف ومشاريع التنمية المستدامة، وتحقيق الدولة لطموحاتها وأهدافها والتقدم المنشود. وعلى الرغم من ان جامعات كثيرة أجنبية ساعدت دولها على تخطي العقبات والصعاب ووصلت بها الى افاق جديدة، الا ان الجامعات العربية، مع التقدم الذي شهدته في الفترة الأخيرة، quot;لا تزال تدور فى فلك المنظومة التقليدية، سواء في الفكر او المناهج او الفلسفة، ما جعل دورها ضعيفًا في مجال تنمية المجتمعات العربية وتمثل عبئًا على المجتمعquot;، الامر الذي أكده تربويون وأصحاب أعمال مصريون.

ويرى الباحث أن الجامعات أصبحت تنتج معلومات وليس معرفة، مشيرًا الى الإنتاج العلمي للجامعات المصرية على سبيل المثال، ضعيف كما وكيفا، quot;اقل كثيرًا من الجامعات الأجنبية ولا يستوفي في الغالب المعايير الصحيحة للإنتاج العلميquot;.

أما أستاذ أصول التربية بجامعتي quot;الفيومquot; بمصر وquot;الملك سعودquot; بالسعودية يوسف سيد محمود في كتابه quot;أزمة الجامعات العربيةquot; يقول quot;إن الجامعة المصرية ضعفت مكانتها في المجتمع وفقدت دورها القيادي، مستشهدًا على ذلك بدلائل منها quot;هبوط وظيفة الجامعة من التفكير والتنظيم للمجتمع، إلى إمداد الصفوة الحاكمة أحيانًا بالموظفين من الأساتذة والذين لم يعودوا قادة بل خبراء يسترشد أحيانًا بآرائهquot;.

وقال شيخ التربويين المصريين حامد عمار في مقدمة الكتاب إنه على الرغم من كثرة ما يعقد من مؤتمرات لإصلاح التعليم الجامعي فإن وتيرة التغيير بطيئة جدا مقارنة بجامعات الدول المتقدمة وبعض دول جنوب وشرق آسيا، مما يعمق الهوة بين جامعاتنا العربية والجامعات الاجنبية.

ويقول إن أزمة الجامعة تكمن في عدة عوامل في مقدمتها سيطرة الدولة عليها وحصرها في وظيفتها التعليمية بعد أن أنشأت الدولة أجهزة بحثية خارج نطاق الجامعات مثل مراكز البحوث ومعاهد التخطيط ومنحت هذه المؤسسات حظا أوفر في إجراء بحوث تخدم المجتمع، وتربط بين المعرفة والميدان. وأدت هذه العلاقة الى استبعاد الجامعة من المنظور السياسي والأيديولوجي للدولة وهذا بدوره أدى إلى فقدها القدرة على تكوين المنظور السياسي والاجتماعي الذي يمكن أن يوجهها في أدائها لدورها البحثي ولدورها في خدمة المجتمع..

ومن جانبه قال أمير الجزار، صاحب احد المنشات الصناعية، quot;يمكنك ان تستشف فشل التعليم المصري من عقلية وتفكير المتخرجين من الجامعات المصرية، كما يمكنك ان تعرفها ايضًا من نسب البطالة المرتفعة. وأوضح امير فى حديثه لـquot;إيلافquot; ان الجامعات نشأت لتوفير quot;عنصر الإنسانquot; القادر على إيجاد وتطويع وتطوير أي صناعة، لصالح رفاهيته، وازدهاره، لكن هذا الدور غائب فى الجامعات المصرية التى quot;تفرخ خريجين يحتاجون الى التأهيل من جديدquot;، ويرجع امير ذلك الى ضعف المناهج التعليمية التى لا ترتقى الى سوق العمل المعاصر الحديث.

واتفق صلاح زردق، صاحب شركة مستلزمات طبية، في قوله لـquot;إيلافquot; ان مناهج التعليم الراهنة تخرج أجيالا لا يمتلكون القدرة لتلبية احتياجات سوق العمل، مشيرًا الى نفسه على سبيل المثال تخرج من كلية الآداب وكان من المفترض ان يعمل مدرسًا لكنه اعتقد انه لو عمل بالتدريس سيكون مصيره الفشل لانه ليس مؤهلاً بشكل كاف. وتابع صلاح قائلاً quot;ان سنين طويلة تضيع من اعمار الطلبة بسبب تلقي مناهج لا تفيدهم في الحصول على وظائف عمليةquot;. وطالب قطاع التعليم بتكثيف دراسة حاجات السوق المحلي ودراسة التطورات المستقبلية من اجل وضع مناهج تلبي تلك الاحتياجات وتفيد الطلاب.

ولفت عامر محمود، أستاذ طرق التدريس بكلية التربية، الى مشكلة أخرى وهي بالرغم من الزيادة الرهيبة فى أعداد الطلاب الذين التحقوا بالجامعة، الا ان الجامعة لا زالت على إستراتيجيتها في التدريس، تستخدم الطرق غير مناسبة للتدريس للأعداد الكبيرة ولم تحاول لضعف إمكانيتها أن تستخدم التكنولوجيا المناسبة والأدوات والأجهزة الحديثة التى تمكنها من العمل. وقال ان الطرق التقليدية للامتحانات المتبعة فى معظم كليات الجامعات تعتمد فى أساسها على قدرة الطالب على استرجاع المعلومات أكثر من قدرته على الاستيعاب وإعمال الفكر والتحليل والنقد والاستنتاج وحل المشاكل.

وكشفت دراسة بحثية عن ارتفاع معدلات البطالة فى الوقت الذى تتزايد فيه اعداد خريجي الجامعات، في حين من المفترض أن تكون العلاقة تكون طردية، أي كلما زاد عدد خريجي الجامعات أن يقل معدل البطالة والحكومة تقوم باستيعاب أعداد الخريجين.

وطالب الدكتور محمود بضرورة تعديل مناهج الجامعات والتخلص من علوم وبرامج عفا عليها الزمن، وإدخال العلوم والتقنيات بدلا منها مثل علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات، ويجب في الوقت نفسه العناية بتدريس اللغات العربية والأجنبية والاهتمام بالعلوم الإنسانية والسلوكية واشراك الطلبة فى تحديد ما يرغبون فى دراسته واختيارهم للمقررات الدراسية. وطالب أيضًا بأن يكون هناك تنسيق وتكامل بين أقسام الكليات لتفادى تكرار المناهج.

جامعات لبنان: طفرة عدد وبعض الخريجين لا يلبوّن حاجات السوق

أما في لبنان التي يكاد لا يخلو شارعًا في بيروت وضواحيها من جامعة او معهد جامعي، ويحوي لبنان على اكثر من 40 جامعة تقدم شهادات بالآلاف لطلابها، ويبقى السؤال هل تلبي مناهج الجامعات اللبنانية متطلبات مجتمعاتها؟ واي مواد ينقصها كي تبدو ضمن مصاف الجامعات العالمية؟

تعتبر منى مراد، نائبة رئيسة المجلس النسائي والاستاذة الجامعية في العلوم الاجتماعية في جامعة القديس يوسف في بيروت، في حديثها لـquot;إيلافquot; ان متطلبات الحياة كبيرة والمناهج تفتقر الى معظم هذه المتطلبات، وبرأيها يجب على المناهج التربوية ان يعاد النظر فيها بطريقة تلبي حاجات السوق اللبناني، على المستوى الجامعي، وعلى مستوى التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، بخاصة البرامج التي تُربي الطالب اولاً على حياته الاسرية، ودور الاهل والاولاد تجاه بعضهم البعض، وعلاقة الرجل بالمرأة بطريقة احترام المساواة، والحفاظ على البيئة للاجيال المقبلة وتعليم حقوق الانسان والوثائق الدولية، وتعليم الشباب الدخول في الشأن العام كذلك يجب تنويرهم بمعظم الاتفاقيات للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة، وكذلك التربية المدنية مفقودة في المناهج وبعد الحروب التي مر بها لبنان يجب تعليم تقبل الآخر. اما بالنسبة للمناهج في الجامعات فهي تدعو الى ان تكون تطبيقية اكثر، ويجب على كل مادة تدرس ان تحتوي على اعمال تطبيقية ضمن محيط معين وعلى الارض، ويجب اعادة النظر برأيها بتعليم الجغرافيا والتاريخ.

من جهتها تقول مسؤولة قسم التوظيفات في احد المصارف لـquot;إيلافquot; ان ما يتعلمه الجامعيون يختلف عن الخبرة في العمل، وما يتم تطبيقه يختلف في بعض الاحيان عن الاكاديمي، وهناك جامعات في لبنان مهمة تختلف في ما بينها حول ما يتم تدريسه اكاديميًا، وهناك جامعات تحاول ان تعطي صورة طبق الاصل عن مجال العمل، وهذه الجامعات تطلب من طلابها خلال العام الثاني او الثالث من الدراسة الذهاب لاكتشاف تطبيقي لما يدرسونه من خلال عملهم في بعض المؤسسات، وتجبرهم القيام بدورة تطبيقية لفترة شهرين او ثلاثة في مصرف او مؤسسة، وذلك لتقريب التطبيقات من الاكاديمي. الا ان هناك بعض الجامعات الاخرى التي تبقى بعيدة عن ذلك، وهي تعتمد على النظريات اكثر من اعتمادها على التطبيق، وهؤلاء عندما يبدأون العمل يواجهون بعض الصعوبات في مجال العمل.

وما تقدمه الجامعات لطلابها وما يشتغل الطلاب على انفسهم ايضًا له الاثر الكبير، فهناك بعض الطلاب الذين يكتفون بما تقدمه لهم جامعتهم من معلومات، بينما هناك طلاب يشتغلون على انفسهم لتحقيق الافضل، من خلال ابحاث كثيرة، اما بالنسبة للمستوى. ولان اليوم مجال التوظيف أصبح ضيقًا، فهناك بعض الطلاب الذين يحصلون على شهادة جامعية ولا يجدون فرص عمل، لذلك يعمدون الى التخصص اكثر في مجالاتهم من خلال الماجستير والدكتوراه، ومن هنا يمكن اعتبار ان مستوى العلم في لبنان اصبح اهم من السابق، وكل وظيفة تحتاج الى خبرات معينة، ولها مهاراتها وعلى اساس ذلك يتم اختيار الموظفين.

اما عن الصفات التي يتطلبها المجال المصرفي تضيف quot;هناك امران، الاول يتعلق بالفروع، والثاني بالادارة، والفروع حيث العلاقة مع الزبون اكثر يهم توظيف من كان ذو شكل حسن ولديه صفات جيدة في التعامل مع الزبائن، ولديه خلفية مصرفية جيدة، اما هل يدخل ذلك ضمن تعليم الجامعات لكل تلك الامور؟ تقول:quot;انها تكون عادة مع الطالب كصفات وقد يتم تعليمها في الجامعات وحتى يتم الحصول عليها من خلال المصرف الذي يقوم بدورات تدريبية من اجل ذلك، اما الثاني فهو التوظيف في الادارة هنا يجب ان يكون الجامعي متخصصًا بكل ما له علاقة بالتوظيفات، وترى ان الخريجين quot;هم بالاجمال بقدر المسؤولية، ويتم العمل على تقويتهم وظيفيًا من خلال بعض الدوراتquot;.

من جهتها مسؤولة قسم التوظيفات في احدى المؤسسات التجارية تقول لـquot;إيلافquot; انه كقسم توظيفات في المؤسسة يتم التركيز على مدى تمتع الجامعيين بالخبرات اكثر من ما يحملونه من معلومات اكاديمية، ويتم النظر بكل بيانات العمل التي يتم تقديمها من مختلف جامعات لبنان، ويتم الانتقاء ليس بحسب الجامعة، بل بحسب ما قام به طالب الوظيفة من خبرات خلال سنوات الدراسة. وتضيف بان معظم جامعات لبنان تفتقر الى ارشاد طلابها نحو الخبرات وهي تركز بمعظمها على المعلومات الاكاديمية، وتضيف انه بحسب خبرتها فان خريجي الجامعات الرسمية في لبنان يعملون على انفسهم اكثر من الجامعات الخاصة ويتمتعون بخبرة اكثر من غيرهم، ويجب على الجامعات برأيها ان تخفف من النظريات وتنحو اكثر نحو التطبيق.

اكاديمون أردنيون: الخلل في أعضاء هئيات التدريس وليس في المناهج

وفي الاردن تباينت وجهات نظر الهئيات التدريسية والأكاديمية الأردنية حول المناهج التي تدرس في الجامعات الأردنية اذ ان بعضهم جزم أن المادة النظرية هي من اقوى المناهج التي تدرس عالميا، الا ان المشكلة تكمن في عضو هيئة التدريس وافتقاره لمهارات وأساليب التدريس التي ما تزال تقليدية إضافة إلى غياب التدريب والتطبيق العملي لهم أثناء الدراسة. في المقابل يرى آخرون أن المناهج باتت قديمة لا تنسجم مع متطلبات العصر الحديث في ظل الاعتراف بوجود مشكلة لها أسبابها وأبعادها فيما يتعلق بالمناهج التي تدرس في الجامعات الأردنية كمادة نظرية بعيدة كل البعد عن الواقع العملي ومقوماته. واقع الحال في الجامعات الأردنية بشقيها الخاص والعام، ومدى ملائمة المناهج التي تدرس فيها لمتطلبات المجتمع الأردني، يكشفها عدد من أساتذة الجامعات ومدراء مؤسسات تحدثوا لـquot;إيلاف quot;.

من جهته رئيس جامعة عمان الأهلية، الدكتور معن سليم يقول إن quot;محتوى المناهج الذي يدرس في الجامعات الأردنية جيد ويضاهي ما يدرس في الدول المتقدمة لكن المشكلة تكمن في كيفية إيصال فكرة تلك المناهج إلى الطلاب. ويتابع أن الكثير من أعضاء الهئيات التدريسية تفتقر إلى المهارات التي تجعلها قادرة على إيصال المعلومة بشكل صحيح، ويتم الاكتفاء بالنمط التقليدي وهو التلقين، اضافة إلى افتقارها الى مهارات تقويم الطلاب ووضع أسئلة الامتحانات quot;.

ويعتبر الدكتور سليم أن quot;المشكلة ليست بالمناهج التي تتناسب مع تطلعات واحتياجات المجتمع انما المشكلة الحقيقية تكمن في آلية اختيار عضو التدريس، الذي يعين عبر المحسوبية بدلاً من الكفاءة، إضافة إلى سياسية وزارة التعليم العالي التي تحتكر تعين دكتور أكاديمي من الجنسية الأردنية ولو كان اقل كفاءة من غيرهquot;.

غير ان نائب رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور إبراهيم بدران ينظر إلى المناهج الجامعية سواء كانت الأردنية أو العربية على انها عاجزة عن خلق شخصية طالب ومواطن جديد، وهي غير قادرة على التفاعل مع متطلبات المجتمع الاقتصادية أو الاجتماعية والتكنولوجي. بحكم أن الجامعات اصبحت مدرسة كبيرة تعتمد أسلوب التلقين التقليدي، ناهيك عن الفجوة بين الوسط الأكاديمي والوسط العملي، وفق الدكتور بدران.

ويتفق بدران مع ما ذهب إليه الدكتور سليم في أن المشكلة تكمن في عضو هيئة التدريس ويقول أن quot;غياب الروح العملية لدى معظم أعضاء الهيئات التدريسية، والانحصار في بيئة أكاديمية وحلقة مغلقة من المدرسة إلى التدرج في تحصيله الجامعي وصولا إلى هيئة التدريس فقط، دون تحصيل القدرة العملية على إيصال محتوى المناهج إلى الطلاب.

فيما يعتقد عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتورعزت حجاب أن quot;المناهج التي تدرس للطلاب حاليا في كافة الجامعات الأردنية هي قديمة وتحتاج إلى تحديث لتنسجم مع متغيرات الحياة العصرية ومتطلبات سوق العمل الأردني، مضيفًا أن quot; الجامعات الأردنية عموما بدأت تلتفت إلى أهمية تطوير خططها الدراسية وتحديث مناهجها عبر جعل الخطط مرنة يسمح لها بإدخال إضافات ومساقات تواكب متغيرات العصر الحاليquot;. ويذكر الدكتور حجاب بهذا الخصوص مثلا على تطوير خطط مساقات تخصص الإعلام لينسجم مع مستجدات الإعلام الحديث على غرار الإعلام الكتروني، والتحقيقات الاستقصائية.

ومن الخطوات التي يؤكد عليها الدكتور حجاب ويعتبرها حجر زاوية مهما في نجاح ووصول المعلومات التي تتضمنها المساقات إلى الطلاب هي quot;مسألة التدريب النظري أي تأهيل الطلاب أنفسهم قبل تخرجهم ونقلهم الفعلي إلى الوسط العملي وهم على مقاعد الدراسةquot;، مؤكدا على اهمية quot;تأهيل أعضاء التدريس عبر الانفتاح إلى الخارج عبر استقدام خبراء من الخارج في التخصصات المختلفة للإطلاع على الحداثة والجديد في كل تخصصquot;.

من جانبه، أكد مدير عام مستشفى الرشيد للأمراض النفسية والإدمان رفعت المصري أن quot;مناهج الجامعات وأساليب التدريس ما تزال تقليدية، وعاجزة عن تأهيل الخريجين بالشكل المطلوب لسوق العمل في كافة التخصصات، ويقول من خلال التجربة عند تعين خريجين الجامعات يفتقر هؤلاء الطلاب للكثير من المهارات التي يتطلبها العمل مما يدفع الكثير للالتحاق بدورات تدريبية وبرامج خاصة لضمان تحصيل وظيفة.

على الصعيد العملي ومدى ملائمة المناهج الجامعية لمتطلبات سوق العمل المحلي يقول، أمين عام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس بشار بشايره أنه quot;يجب تحديث المناهج وتطويرها لتواكب متطلبات السوق الحديث خصوصا التكنولوجي quot;، اذ ان حداثة المناهج تجعل من الطالب الأردني مؤهلا لسوق العمل المحلي وكذلك الخارجي، وفق المهندس بشايره. ويؤكد أن وزارة الاتصالات بدأت فعليا بتنفيذ برامج تدريب للطلاب والهيئات التدريسية لمواكبة كل جديد في تخصصات تكنولوجيا المعلومات.

الا ان النتائج كشفت ضعف المناهج في الجامعات حيث باتت محط أنظار الحكومة الأردنية خصوصا في ظل احتضان الجامعات تقربيا 230 الف طالب وتخرج سنويا حوالي 24 ألف طالب، فشرعت بفتح باب الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص لتعين بعض الخريجين في تخصصات التمريض وتكنولوجيا المعلومات في المؤسسات الخاصة..

وحول هذه الفكرة يشير المهندس بشايرة عن وجود شراكة بين الحكومة و القطاع الخاص عبر تعيين سنويًا 500 خريج ولمدة سنة ونصف في وظائف، حيث تقوم الحكومة بدفع نصف رواتب هؤلاء الخريجين من اجل تدربيهم وإعادة تأهيلهم لاكتساب الخبرة المطلوبة.

أما رفعت المصري وصف الخطوة الحكومية بتحمل جزء من رواتب هولاء الخريجين quot;جيدة وتحفزا لقطاع الخاص على أعطاء فرصة لهؤلاء الخريجين وتدربيهم لاكتساب خبرة سوق العمل.