في ثالث أيام زيارته الحافلة إلى المملكة العربية السعودية
غول يزور موقعًا لتطوير الآليات الحربية جنوب الرياض

غول يدعو للفصل بين الإرهاب والإسلام ويدعو لوحدة الفلسطينيين

غول في الرياض: دعوة إلى فهم الواقع التركي الجديد

غزّة والمصرفية الإسلامية.. الملفان حديثا التخرّج في قمّة الرياض

السفير التركي بالرياض يؤكد أهمية القمة التركية السعودية

تركيا تلخبط أوراق إيران... وتربك سوريا

إيلاف من الرياض: لم يمنع الجدول الحافل للرئيس التركي عبد الله غول من زيارة إلى موقع المشروع السعودي التركي لتطوير أحد أنواع المدرعات السعودية في الخرج جنوبًا عن العاصمة الرياض في ثالث أيام زيارته المهمة إلى المملكة.ويبدو أن الرئيس التركي عازم على العودة إلى تركيا بالكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية من خلال هذا المشروع الذي تشرف عليه إحدى كبريات الشركات التركية المتخصصة في الصناعات العسكرية والحربية.

وشهد الوجود التركي داخل خارطة الصناعة والاقتصاد، في الأعوام الأخيرة نموًا ملحوظًا، توجته العديد من العقود بين الشركات التركية من جهة، والمؤسسات السعودية من جهة أخرى، وهو ما انعكس على العلاقة بين البلدين، ليتوج بعد ذلك بالمشروع العسكري، الذي بدأ منذ عام 2005.

ويشير مراقبون إلى أن زيارة غول لهذه المنشئة في هذا الوقت تشير إلى إمكانية تمديد وتوسيع التعاون العسكري القائم حالياً، وربما أسهم في خلق فرص جديدة للتعاون العسكري، إضافة إلى تأكيد على أهمية توسيع المشاريع المشتركة بين البلدين في كافة المجالات.

وقال مصدر دبلوماسي تركي في تصريح لإيلاف بأن الزيارة للمنشئة العسكرية، ليست سوى وسيلة للإقناع من أجل الحصول على أحد العقود العسكرية الجديدة، والتقدم بخطوة على المنافس الأميركي المحتمل على العقد الجديد، الذي سيكون مقرونًا بنقل التقنية إلى المهندسين والفنيين السعوديين العاملين في هذه المشاريع.

ويمكن وصف العلاقة السعودية التركية الحالية، بالعلاقة الناضجة التي تعيش أكثر أطوارها رزانة، والتي تعود إلى 2007 ، بعد الزيارة التي قام بها العاهل السعودي إلى أنقرة، لتفتح الباب كاملاً أمام الاستثمارات من كلا الطرفين، وتمنح تأشيرة سفر مميزة للأعمال.

وكان الملك عبدالله قد ركز في تلك الأيام على ثالوث، السياسة والأمن والاقتصاد، لتأتي ثمار الكرم سريعًا إذ تشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل الاقتصادي بين بالبلدين قد تجاوز الرقم 13 مليار ريال.

التحركات التي تجري بين البلدين ربما أولى الرسائل توجهت سرياً إلى إيران، التي تشير مصادر إيلاف كما ورد في تقرير الزميل سيف الصانع، إلى أنها عقدت اجتماعات عالية المستوى في طهران لبحث السبل الكفيلة بمواجهة الدور التركي، والذي ربما سيفسد الخطط الإيرانية في المنطقة.

الرسالة الثانية لكافة الدول في المنطقة، بدأ من سوريا التي ربما ستجبر على إعادة النظر في علاقتها مع الجيران، ومع إيران نفسها، التي يبدو أنها ستواجه تحالفاً صلباً، مع دخول دول غربية أخرى على الخط.

الخطاب الرسمي التركي يلوح دائماً بتعميق هذه العلاقة بين الشعبين، وهو ما أشار له السفير التركي في الرياض ناجي كورو حيث قال: quot;نحن نبذل جهدنا ليدرك الشعبان أن العلاقات التركية - السعودية متأصلة جذورها في أعماق التاريخ وسوف تبقى هذه العلاقات إرثًا غنيًا للاجيال القادمة بفضل معرفة الشعبين بعضهما بصورة جيدةquot;. ومن المتوقع أن يخرج الجانبين بعد هذه الزيارة بالعديد من الاتفاقيات، تعكس الارتباط الشعبي وتشمل المجالات الثقافية والتعليمية، والأبحاث العلمية.

وكان قد دعا غول الاربعاء الى quot; ضرورة الفصل بين الدين الاسلامي والارهاب quot; وجدد دعوة الفصائل الفلسطينية الى وحدة الصف، معتبرًا أن quot; الفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدول الفلسطينية المستقلة quot;، وقال في كلمة ألقاها امام مجلس الشورى السعودي quot; إن ديننا هو دين التسامح والسلام والمحبة للناس جميعًا... ديننا الحنيف دين المحبة والإخاء ولا علاقة للاسلام بالإرهاب والإسلام يرفض الإرهاب quot;. واعتبر غول الذي يقوم بزيارة رسمية للسعوديةأنّ quot; الإرهابيين والناس الذين ينحون منحى التطرف يمكن أن يخرجوا من أي مجتمع آخر ولذلك يجب ألا تكون هذه الحوادث منصبة على سمعة الإسلام وسمعة بلدينا quot;. واشار الى quot; ان هذه المقولات تؤدي إلى الخوف من الإسلام حيث تنتشر هذه المفاهيم في كل أنحاء العالم ولذلك يجب أن نتعاون في التصدي للإرهاب من هذا المنطقquot;، مشيدًا بجهود العاهل السعودي في التصدي للإرهاب وحوار الاديان.

ودعا غول في كلمته الى وحدة الصف الفلسطيني معتبرا ان الوعود التي قطعها الفلسطينيون في اتفاق مكة quot;لو طبقت فإنني واثق بأن القضية الفلسطينية ستكون في موقع القوة حاليا ولم نكن لنعيش في تلك المآسي التي حدثت في الفترة الأخيرةquot; في اشارة الى الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وعبر عن أمله في أن quot;يتحقق ذلك وألا نرى الجراح تتكرر مرة أخرى في الأراضي الفلسطينية لأن الفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدول الفلسطينية المستقلةquot;. وأكد أن quot;الرؤية التركية لهذه القضية تتمثل في لم شمل الشعب الفلسطيني ولم الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبهاquot;، واعتبر انها quot;مسؤولية مهمة تقع على جميع الدول العربية والإسلاميةquot;.