مراقب الإخوان المسلمينيزور دمشق قريبا
شرخ في جبهة الخلاص الوطني المعارضة في سوريا

بهية مارديني من دمشق: أكدت تقارير أن المفاوضات بين النظام السوري وجماعة الإخوان المسلمين بدأت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي وان زيارة قريبة سيقوم بها علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا الى دمشق برفقة الدكتور الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي ، في حين قال بيان للجماعة ، تلقت ايلاف نسخة منه ، ان العلاقة مع جبهة الخلاص الوطني المعارضة التي احد ابرز اقطابها عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق ستكون محل دراسة للجماعة ، وتوقع محلل سياسي سوري في تصريح خاص لايلاف ان تعلن جماعة الاخوان قريبا انسحابها من جبهة الخلاص التي شكلتها وخدام في وقت سابق بعد ان اصبح الشرخ بين الطرفين لا يمكن اخفاؤه.

واكد تقرير لموقع ساتفورد الذي يتردد عن مدى قربه من السي أي ايه quot;أن المفاوضات بين سوريا والاخوان قد بوشرت على ايدي السفير الإيراني في لندن وبإلحاح من الجانب الإيراني الذي قلق مما يقوم به النظام السوري على صعيد محاولته العودة إلى الساحة العربية quot;، وقال التقرير ان الشيخ القرضاوي دخل على خط الإتصالات وبطريقة مباشرة وان النتائج الايجابية أفضت بالجماعة إيقاف جميع النشاطات المعارضة ضد النظام السوري.

انشقاق في جبهة الخلاص الوطني

من جانبه رجح المحلل السياسي السوري ادهم الخطيب في تصريح خاص لإيلاف انشقاقا في جبهة الخلاص بين خدام والبيانوني ، وقال انه من المتوقع في ظل المعطيات الاخيرة هذا الانشقاق معتبرا ان جبهة الخلاص سارعت وهاجمت البيانوني مؤخرا وكان من الواضح حجم الهوة بين الطرفين ، ورأى ان خدام لم يقدم شيئا للبيانوني ولتنظيم الاخوان لدى انشقاقه عن النظام السوري وللمعارضة بشكل عام ، وحول ماقدم الاخوان لخدام اعتبر الخطيب ان تحالف شخص مع تيار معارض كان امرا جيدا لخدام في فترة انتقاله الى مرحلة المعارضة ليطرح نفسه كقوة على الارض وليس كظاهرة فردية ، كما اعتبر ان انشقاقا حاليا كهذا في جبهة الخلاص اليوم يقوض هذه الجبهة ان لم نقل انه ينهيها ، وقال على مايبدو حسم الاخوان خياراتهم مؤخرا لدى تعليق انشطتهم المعارضة تجاه النظام مع سوريا وربما في فترة قبلها ، ورأوا بعد فترات من المعارضة والاغتراب ان السباحة عكس التيار على هذا الشكل هو أمر متعب ودون ثمن سياسي خاصة في ظل ان المجتمع الدولي طور علاقاته على نحو ايجابي مع سوريا .

اخوان سوريا تدرس علاقتها بجبهة الخلاص

وكانت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا بررت امس الخميس قرارها بتعليق أنشطتها المعارضة ضد النظام في سوريا، في سياق البيان الصادر عن الحرب الهمجية على غزة. وقالت انه كان واضحاً أن البيان لم يكن موجّهاً للنظام في سوريا وحده، بل كان موجّهاً إلى دوائر أخرى دولية، وإسلامية، وعربية، وسورية، رسمية وشعبية، وقد حقّق هذا الموقف كثيراً من أهدافه .

وقال البيان إن التحالفات السياسية، لا تعني التطابقَ التام بين المتحالفين، أو التوافقَ على كلّ جزئيات الموقف وتفصيلاته، إلا أننا ومنذ مرحلة مبكرة، فوجئنا بأصواتٍ بدأت تندّد من بعض الأطراف في جبهة الخلاص، تهاجمُ الحركة الإسلامية، وما تصفه بالإسلام السياسي، وتتبنّى المشروعَ الأميركي بأبعاده، وتهاجمُ المشروعَ المقاومَ الذي يمثله إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذين يمثلون في الوقت نفسه جوهرَ الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني، في الدورة الانتخابية القائمة على الأقل.. وكنا نتجاوزُ هذه المواقفَ ونعتبرها بعضَ الخصوصيات، ما دامت تمثل أصحابها، ولا تتحدّثُ باسم الجبهة، ولا تلزمُ أطرافها في شيء.

واوضح البيان ان الاخوان حين اتخذوا موقفهم المعلن quot;في بياننا الأخير، بمناسبة العدوان الصهيونيّ على غزة، هذا الموقف الذي قام في جوهره على دعم الجهد على محور المقاومة، اعتبرنا ذلك من خصوصياتنا. ودعونا الأمانة العامة لجبهة الخلاص، أن تتخذَ موقفاً مقارباً في هذا السياق، حرصاً على مكانتها في نفوس أبناء الأمة، وأبناء الوطن في الداخل والخارج، وحتى لا تحشرَ نفسها في موقف شبهة، يسيء إلى مشروعنا الوطنيّ، ..وتركنا للأمانة العامة مجتمعة، وللأطراف المكونة لها، أن يعيدوا تقديرَ الموقف في ضوء المعطيات والمستجداتquot;.

واوضح البيان quot;انه في لقاء الأمانة العامة الأخير للجبهة بتاريخ 6/2/2009، تقدمنا بمذكرة توضيحية، شرحنا فيها وجهةَ نظرنا، حول موقف الجماعة وأبعاده، مؤكّدين حرصَنا على جبهة الخلاص الوطنيّ، وتمسّكنا بها، في إطار الثوابت العامة للأمة، والإقرار بأهمية القضية الفلسطينية ومركزيتها، ودعم جهود المقاومين الفلسطينيين، والخيار الديمقراطيّ للشعب الفلسطيني، وأكدنا في مذكرتنا تلك، أن موقفنا الوطنيّ هذا، لا يتعارضُ مع ميثاق الجبهة، وأننا ننطلقُ من مرجعيتنا الإسلامية، وثوابتنا الوطنية، وخصوصيتنا التنظيمية، مع احترامنا لوجهات النظر المخالفة، مادامت في إطار الاختلاف الموضوعي، وبروحٍ موضوعيةٍ ديمقراطية، تركنا لبقية أطراف الجبهة في الأمانة العامة، أن يتخذوا القرارَ الذي يريدون، وأن يصدروا البيان الذي يختارونه دون موافقتنا على بينةٍ ووضوحٍ من مآلات أيّ موقف. وأنّ على الذين يتخذون أيّ موقف، أن يتحملوا مسؤوليتهquot;.

وقال البيان انه مع إدراكنا للتباينات بين أعضاء الأمانة العامة، في الموقف من القضية الفلسطينية، ومن مشروع المقاومة على الأرض الفلسطينية والأرض العربية.. وأن هناك أطرافاً تحمل موقفاً مسبقاً تريد فرض أجندتها على الجبهة.. فقد كنا نتوقع من التيار القوميّ في الجبهة، أن يتخذ موقفاً منسجماً مع تاريخه، ومع جماهيره في الشارعين العربي والوطنيّ، لكن يبدو أن الأمور سارت في اتجاه آخر.

واضاف البيان لقد طفت في وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة، بياناتٌ وتصريحاتٌ ومقالات.. تندّدُ بموقف الجماعة، وتشنّ حملةً من الاتهامات عليها. وافاد انه إذا كنا نحترمُ الآراءَ الموضوعيةَ المخالفة، التي عبّرَ عنها أصحابها بأدبٍ واحترام، فإننا لن نلقيَ بالاً للإسفاف الذي انحدرَ إليه بعض من يُحسَبون على المعارضة،.

وحدد البيان مرحلة ما بعد غزة، وقال ان حديثه عن هذه المرحلة هو حديثُ جدّ وليس بالهزل. وإن منطقتنا ستدخلُ مرحلةً استراتيجيةً جديدة، علينا أن نحسنَ تقديرها، وأن نحسنَ التعامل معها. ومايزالُ إخوانكم في القيادة يجرون المشاورات لاتخاذ المواقف التي تخدم أولويات القضايا إسلامياً وعربياً ووطنياً..

واكد البيان انه ستكونُ العلاقةُ مع جبهة الخلاص الوطنيّ، موضعَ دراسةٍ ونظرٍ وتقويم، في مؤسّسات الجماعة، في ضوء هذه التطوّرات، بهدف إحكام المسيرة، وتجنّب العثرات.