لفتح صفحة جديدة مع إدارة أوباما بعد توتر دام عدة سنوات
جمال مبارك يستبق زيارة والده إلى واشنطن بجولة تمهيدية
نبيل شرف الدين من القاهرة :
لليوم الثالث على التوالي يواصل نجل الرئيس المصري جمال مبارك ـ الذي يشغل منصبًا رفيعًا في الحزب الوطني الحاكم ـ جولته في الولايات المتحدة ضمن زيارة تستمر عدة أيام، وهي الأولى من نوعها له منذ العام 2006، وقد وصفت بأنها تستبق زيارة والده المتوقعة خلال نيسان (أبريل) المقبل وتمهد لها وأمضى جمال مبارك يومين في واشنطن إلتقى خلالهما مع مجموعة من الساسة والمتخصصين في قضايا الشرق الأوسط وذلك في ندوة مغلقة عقدت بمركز الدراسات الاستراتيجية العالمية، كما التقى مبارك الابن بعدد من أعضاء الكونغرس وبعض مسؤولي الإدارة الأميركية .
وتوجه جمال مبارك اليوم الثلاثاء إلى نيويورك، حيث يعقد لقاء بمجلس العلاقات الخارجية، ثم يجري محادثات مع عدد من المتخصصين في الاقتصاد والمال ومن أبرزهم لقاء مع مؤسسة quot;جي بي مورغانquot;، لمناقشة الأزمة المالية العالمية وآثارها على أسواق الدول النامية .

ويقول محللون سياسيون إن هذه الزيارة تعكس رغبة مصرية ـ أميركية متطابقة لبدء صفحة مع الإدارة الجديدة بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق جورج بوش، الذي تدهورت علاقاته مع مبارك الذي امتنع عن زيارة الولايات المتحدة طوال الأعوام الخمسة الماضية، ومن المقرر أن يزور مبارك الأب الولايات المتحدة خلال نيسان (أبريل) المقبل، وبالتالي فإن المراقبين يرون أن زيارة جمال مبارك وقبله وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إنما تصب في إتجاه السعي إلى حل العديد من القضايا العالقة مع الولايات المتحدة تمهيدًا لزيارة الرئيس مبارك التي تأتي بعد انقطاعه عن القيام بها خلال الولاية الثانية للرئيس جورج بوش.

وفي القاهرة فإن طيفًا من القوى والحركات الشعبية والأحزاب المعارضة في مصر تواصل انتقاداتها الحادة للنظام الحاكم متهمة إياه بالسعي إلى إعداد جمال مبارك لرئاسة الجمهورية خلفاً لوالده، والكثير من تلك الأحزاب والتيارات المعارضة تتحدث عما تصفه بـquot;مخطط التوريثquot; .
صعود جمال
وتصاعد نفوذ جمال مبارك في الحزب الحاكم في ظل غياب بديل واضح مما يثير تكهنات لدى المعارضة بوجود مخطط لجعله الرئيس المقبل لمصر حيث يتولى موقعين مهمين في الحزب الحاكم وهما: الأمين العام المساعد للحزب الوطني (الحاكم) وأمين السياسات، ويعزى إلى أمانة السياسات التي يرأسها جمال العديد من التغييرات التي يشهدها الحزب الحاكم والنظام السياسي في مصر .

وتختلف آراء المصريين ونظرتهم لهذه التغييرات التي تجري على الحزب الحاكم، ما بين قلة مؤيدة متفائلة أغلبها من الحزب نفسه، وأغلبية معارضة متشائمة رافضة ظهوره على المسرح السياسي أساسًا.
وكشف تقرير مصر الناشئة 2008 والذي تعده شركة quot;أكسفورد بيزنس غروبquot;، أنه في الوقت الذي ينفي فيه الرئيس مبارك خلافة نجله جمال في رئاسة البلاد، فإن المؤشرات والشواهد تؤكد أن جمال جرى وضعه في مكانة تؤهله للصعود للحكم عندما يحين الوقت المناسب .

ويبدو واضحًا بعد نحو عقد من الزمان من الرهانات على الساحة السياسية المصرية أن جمال مبارك بات يترقب اللحظة، فنجل الرئيس الذي بزع نجمه عام 2000 تحول من شخص مجهول إلى شخصية معروفة جدا؛ وحظي بتأييد عدد كبير من النخبه الليبراليه الذين يشككون الآن في قدرته على تحقيق برنامج ليبرالي واضح خاصة في الشأن السياسي، وحظي مبارك الابن بقدر من اللوم ـ ربما بشكل غير عادل ـ بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي ترجع في الاساس الى التضخم العالمي في أسعار الوقود والاغذيه وليست الاصلاحات التي يقودها، كما يؤكد مراقبون ومحللون سياسيون في القاهرة .

وخلافاً لشقيقه علاء فإن جمال مبارك يتواجد بشكل أوسع وعلى نحو أكثر إلحاحاً على الساحة السياسية المصرية، وقد بدأ ظهوره في قيادة الحزب الوطني (الحاكم) بتولي أمانة لجنة الشباب بالحزب وكون جمعية جيل المستقبل يتم عن طريقها تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم ثم أصبح أميناً للجنة السياسات بالحزب .