حاول السيطرة على الحكم في الشيشان فانتهى مجرمًا
من يقف وراء قتل يمادييف في دبي؟

مع قادروف
زيد بنيامين من دبي: بعد نحو ستة أشهر من مقتل شقيقه أمام السفارة البريطانية في موسكو، وضعت رصاصات مجهول حدًا لسليم يماداييف أحد أبرز قادة الحرب الشيشانية، وأحد أعوان الرئيس السابق احمد قادروف الذي جرى إغتياله بإخفاء قنبلة تحت منصة استعراض عسكري، وجاءت موسكو بابنه رئيسًا حاكمًا للبلاد حتى اليوم ليقرب إليه يماداييف من جديد.

وبعد نحو 48 ساعة من مقتله، تبدو المعلومات المتسربة شحيحة عن الظروف وتطورات التحقيق، وهو اسلوب اعتمدته شرطة دبي مع قضية وقعت بالقرب من الموقع نفسه حينما قتلت المغنية اللبنانية سوزان تميم في يوليو/تموز الماضي، حيث تنتظر اكتمال التحقيقات حتى إعلان ما يخص الحادث.

وتعتمدغالبية الصحف الاماراتية على مصادر تتفق على ان اغتيال يماداييف جرى وهو يهم بركوب سيارته في مرآب احد ابراج الرمال في منطقة الجميرا بيتش الراقية على الطريق الرابط بين دبي وابوظبي، وان من قام بعملية الاغتيال كان ينتظره ويترصده منذ وقت، وهو ما يتوافق مع ما اعلنه الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي الذي اكد بعد ساعات من وقوع الحادث، ان العملية جرت بعد مراقبة دقيقة تعرضت لها الضحية قبيل الاقدام على قتلها باطلاق رصاصات وقت الظهيرة سمع دويها بالقرب من مكان الحادث.

وقد تسبب الاعلان الخاطئ عن اسم الضحية (سليمان مادوف) في تأخر معرفة تاريخه واهميته، حيث اعلن مركز القفقاز عن اسمه الحقيقي وهو (سليم يمادييف) لتكشف فيما بعد عن تفاصيل هذه الشخصية المثيرة للجدل في منطقتها.

ولد يماداييف في 24 سبتمبر 1973 ، ودرس ادارة الاعمال في موسكو قبل ان يعود الى الشيشان، حيث عرف بين زملائه بقوله الشهير انه يتمنى ان يكون مقاتلاً، ولأجل ذلك قرر المغادرة الى افغانستان والمشاركة بالتدريبات هناك.

بدأ رحلته في تحقيق حلمه والتحول الى مقاتل في عهد الرئيس اصلان مسخادوف (1997 ndash; 2005) ، حيث كان ضابطًا مرموقًا في القوات الخاصة التي نشرت الوهابية في مدينة غودرميس وسيطرت على المدينة بحلول العام 1998 قبل ان تسلمها للموالين الى روسيا، ويتحول ولاؤه من مقاوم الى عميل للقوات الروسية.

في حرب الشيشان الثانية، قاد يماداييف قوات وصل تعدادها الى 600 شخص خلفًا لشقيقه دزباريل يماداييف الذي قتل في انفجار قنبلة عام 2003.

خلال عمله تحت امرة اليكسي ماسلوف قائد الجيش العام، تلقى يماداييف ميدالية باعتباره (بطل روسيا الفيدرالية) وهي اعلى جائزة روسية تمنح له، على الرغم من أن الشيشانيين يعرفون انه لا يتورع في الخلط بين اسلوب الحرب العسكرية والقيام بالجرائم ايضًا لتحقيق اهدافه.

وقد شارك في اخر معركة في الشيشان في الرابع عشر من ابريل/نيسان 2008 حيث تورط في معركة ضروس ضد قادروف الرئيس الشيشاني الحالي، وقد انتهت المعركة بمقتل نحو 18 شخصًا لينتهي الامر بانهاء خدماته وابعاده عن المؤسسة العسكرية الروسية التي تخدم في الشيشان، ويتحول البطل الى مجرم ويتم ادراجه في لائحة المجرمين المطلوبين في الشيشان.

في 6 اغسطس/آب 2008 تحول الى مجرم مطلوب فيدرالياً في روسيا، وقال اخيه روسلان يماداييف ان شقيقه غادر للعيش في موسكو ولم يتعمد الاختفاء للهروب من القبض عليه، فيما تم ضم شقيق سليم الاخر بدرودي الى قائمة المجرمين المطلوبين فيدرالياً في عام 2008 .

لكن ادارجه على لائحة المطلوبين لم يمنع من ان يقدم يماداييف يد المساعدة للسلطات الروسية ومشاركتها في اعمالها العسكرية ضد جورجيا، وتحديداً في منطقة تشينفالي الواقعة في (جمهورية اوسيتيا الجنوبية) التي اعلنت موسكو الاعتراف بها من جانب واحد، وقد صاحبهم في معاركهم مراسل صحفي روسي حيث نقل صوراً عن المعارك التي قاموا بها في تلك المنطقة لصحيفة نوفايا غازيتا.

في 22 اغسطس 2008 قالت وكالة نوفوتسي الروسية الرسمية ان السلطات العسكرية في موسكو قد قررت التخلي نهائياً عن خدمات يماداييف باعتباره رئيساً لفريق فوستوك العسكري في الشيشان، وفي اليوم نفسه للتخلي عن خدمات جرى ايقاف اي عمليات للبحث عنه.

في 24 سبتمبر/أيلول 2008 جرى استهداف شقيقه روسلان في سيارة سليم في قلب العاصمة موسكو، حيث جرى قتله، ليتهم سليم خصمه قادروف بالوقوف وراء هذه العملية.

وبمقتله في دبي، يتبين ان يماداييف كان خارج روسيا، لكن لم تعرف تفاصيل دخوله وخروجه، وان كانت السلطات في الامارة تعرف هويته الحقيقة واهميته.

شقيقه روسلان يمادايي