وزير الخارجية السابق رافق الملك إلى الدوحة
الأردن: تحركات الملقي تثير تكهنات واسعة

عامر الحنتولي- إيلاف: أثار اصطحاب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني معه الى العاصمة القطرية الدوحة ضمن وفده الرسمي الى أعمال القمة العربية الـ21 السفير الأردني لدى مصر والجامعة العربية هاني الملقي وزير الخارجية السابق، تكهنات واسعة حول مرامي ومغزى خطوة الملك التي لم تحدث من قبل، وسط تأكيدات على أن السفير والوزير السابق الملقي لا يزال صاحب حظوة لدى العاهل الأردني الذي كان قد انتقد بشدة أداء الملقي خلال وبعد انتهاء أعمال قمة الجزائر عام 2005، حين أشار الملك الأردني وقتذاك الى quot; إخفاقات دبلوماسية quot; وquot; خيبة أمله quot; من أداء الوزير الأردني الذي تناقض وارتبك كثيرا خلال القمة وكاد يتسبب في خلاف سعودي ndash; أردني واسع على خلفية اساءته شرح مقاصد الدبلوماسية الأردنية ما كانت تراه عمان وقتذاك تعديلات لا بد منها على أسس مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية خلال قمة بيروت عام 2002.

وبحسب ما التقطته quot;إيلافquot; من معلومات سرية وقتذاك أن الملقي كان قد طلب لقاء العاهل الأردني على انفراد ليشرح له جملة من الضغوط من لدن مراكز قوى داخلية تنازعه المسؤولية عن إدارة ملف العلاقات الخارجية للأردن في اشارة ضمنية الى تدخل المدير السابق لجهاز المخابرات الأردنية سعد خير في صلب عمل واختصاصات الملقي، وصدام خير المتكرر مع وجهتي نظر رئيس الوزراء آنذاك فيصل الفايز والوزير الملقي، وهو ما شرحه الأخير للملك مبديا رغبته في تقديم استقالته من موقعه كي لا يستمر متناقضا في إدارة الوزارة أمام الملك والرأي العام، وهو ما أبدى الملك حياله التفهم الكامل لمبررات الملقي، حيث طلب في اليوم التالي من الفايز الإستقالة من موقعه كحكومة بالكامل ومن ضمنها الملقي، قبل أن يقصي في الشهر التالي سعد خير مدير المخابرات أيضا ، ويوكل إليه إدارة وكالة أمنية جديدة ظلت شرفية وبلا مهام حقيقية تحت اسم quot;وكالة الأمن الوطنيquot;، إذ عين بدلا منه رجل القانون سميح عصفورة بديلا له.
ولاحقا لإستقالة الفايز عين الملك الأردني الملقي مستشارا خاصا لشؤون العلوم والتكنولوجيا في ديوانه، في بادرة تكريم من الملك له ونوعا من رد الإعتبار لنجل أول رئيس وزراء يكلفه الملك الأردني الراحل الملك حسين بعد جلوسه على العرش بتأليف وزارة أردنية جديدة، إذ ظل الملقي الأب قريبا من العاهل الأردني الراحل وصديقا شخصيا له لسنوات طوال قبل وفاته في عقد السبعينات من القرن الماضي، وظل الملقي الإبن مستشارا للملك عبدالله حتى صدور قرار تعيينه ثانية سفيرا للأردن لدى مصر، وهو الموقع الذي كان قد شغله قبل تعيينه وزيرا للخارجية خلال تعديل وزاري أجري على وزارة فيصل الفايز أواخر أكتوبر عام 2004.

ولا تزال أصداء مرافقة الملقي للملك الى الدوحة تثار همسا بين ساسة أردنيين، رأوا في خطوة الملك اعادة تلميع على أعلى مستوى وعلنا لسياسي ودبلوماسي أردني تعرض لظلم واسع خلال تجربته في وزارة الخارجية، وهو ما قد يؤهله العودة الى الأضواء مجددا وضمن فريق عمل الملك الخاص كمستشار له للشؤون السياسية والدبلوماسية، وهو ما تلمح إليه بقوة تحركات الملقي في محيط جلوس العاهل الأردني داخل قاعة القمة في شيراتون الدوحة، كما لوحظ الملقي يتجول بين كبار أعضاء الوفود العربية يصافحهم، ويحادثهم وسط نشاط قوي ولافت.