محمود العوضي من دبي: في إطار سعيها لتنمية مواردها السياحية وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية عن طريق أفكار ومشاريع لا تحمل صفة التقليدية، تسعى جهات في دبي إلى شراء طائرة الكونكورد وجعلها مزارًا سياحيًا، حيث تمتلك الآن السفينة كوين إليزابيث الثانية وهي واحدة من عجائب عالم البحار، وتطلب الحصول على طائرة الكونكورد، وهي أسرع طائرة في العالم، فمنذ أربعين عاما، قامت تلك الطائرة البريطانية ذات الأجنحة المثلثة بأولى رحلاتها في السماء لمدة 22 دقيقة، حيث كانت مصدرا للفخر لصنّاعها بشكل كبير. ومع ذلك فإن الذكرى السنوية لتلك الرحلة سوف تذهب طي الكتمان حيث تم الكشف عن أن الخطوط الجوية البريطانية قد غيرت وعدها بأن تعرض طائرة الكونكورد على الجمهور في مطار هيثرو، حيث ستقوم بتقطيعها إلى أجزاء وشحنها إلى منطقة الخليج.

فقد ذكرت مصادر صحافية بريطانية أن دبي ترغب في الحصول على طائرة الكونكورد وجعلها مصدر جذب سياحي، حيث ستضعها على إحدى الجزر (جزيرة النخلة) وسوف يتم عرضها مع سفينة الملكة إليزابيث الثانية والتي بيعت لدبي العام الماضي كي تستخدم كفندق عائم. وقالت المصادر إنه سوف يتم تفكيك أجنحة الطائرة قبل شحنها على سفينة باتجاه دبي.

ومن المعروف أن الخطوط الجوية البريطانية قامت بوقف رحلات أسطولها من طائرات الكونكورد البالغة سبع طائرات منذ ست سنوات، وأعطت ست طائرات منها للمتاحف. ولكنها احتفظت بواحدة، وقد أخفتها خلال السنوات الست الماضية خلف قاعدة الخطوط الجوية الهندسية في الطرف الشرقي من مطار هيثرو. ولم يكن يبدو منها إلا أنفها المميز والذي لا يعرفه إلا القليلون. وعلى العكس من ذلك، فإن طائرات الكونكورد الفرنسية كانت إحداها معروضة على قاعدة أمام مقر قيادة مطار شارل ديغول في باريس. وقد وضعت طائرة أخرى في متحف باريس للطيران والفضاء.

كما أمرت الخطوط الجوية البريطانية عام 2003 بوقف أنظمة تشغيل الكونكورد. وقد اتهم جوك لو، الطيار السابق على تلك الماركة من الطائرات، الخطوط الجوية البريطانية بأنها تقوض جهود تشغيل الطائرات القديمة. فبدلا من الحصول على 20 مليون جنيه إسترليني في العام من تشغيل طائرات الكونكورد خلال 27 عاما في رحلات تجارية، رفضت صعود تلك الطائرات مرة أخرى إلى الجو. كما رفضت الخطوط الجوية البريطانية مرارا عددا من الطلبات لنشر دراسة جدوى عن الأمر.

وقد ادعت الخطوط الجوية البريطانية أنها لن تسمح لأي جماعات بالإطلاع على بيانات لديها. و قال المتحدث الرسمي للخطوط الجوية البريطانية إن دراسة الجدوى هي وثيقة داخلية سرية وليس من المفترض نشرها على العامة حيث إنها تحتوي على معلومات سرية. كما أبعدت الخطوط البريطانية نفسها عن موضوع طائرة الكونكورد. ومنذ عامين، قامت بنقل نموذج لطائرة الكونكورد من على الطريق الذي ظلت قابعة عليه لمدة 14 عاما، إلى طريق إم 4 المؤدي إلى مطار هيثرو، حيث استبدلت هذا النموذج بنموذج طائرة الإيرباص A380 السوبر جامبو.

وقد قال أحد أفراد جماعة إنقاذ طائرة الكونكورد إن إرسال الطائرة إلى دبي سوف يمثل إهمالا وتخليا عن ميراث الطيران البريطاني، كما أن قطع أجنحة الطائرة وشحنها في سفينة سوف يكون إهانة كبيرة للطيران البريطاني.

كما ذكر مصدر مقرب من دبي أنه سوف يتم إنفاق عدة ملايين من الجنيهات لاستعادة الأجزاء الداخلية المفقودة من الطائرة، والتي أزيلت معظمها واستخدمت كقطع غيار لطائرات أخرى من نوع الكونكورد نفسه. كما قال إنه إذا تمت إعادة أي من طائرات الكونكورد إلى الطيران، فإن طائرة ألفا برافو لن تكون تلك الطائرة لأنه لا تتوافر فيها احتياطات الأمان المتواجدة في الطائرات الأخرى والتي زودت بها تلك الطائرات بعد حادث تحطم الطائرة في باريس عام 2000. وسوف يتم العناية بها في دبي، حيث أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها فعلا استبعدت طائرة الفا برافو من مطار هيثرو،ولكنها رفضت التعليق على مناقشاتها الدائرة مع دبي.