في محاضره لفن كتابة المقال للكاتب داؤد الشريان
العمود الصحافي.. صناعة الكلمة أم ممارسة الجنس؟

سعيد الجابر من الرياض: شبّه الكاتب الصحفي داؤد الشريان كتابة العمود الصحافي بالعلاقة الجنسية، وقال أن كتابه بلا ذروه كممارسة الجنس بلا ذروه، وشدّد الشريان على أن الكلمة الأولى في كتابة العمود الصحافي هي الأهم من بقية النص، كما شبهها بالطلقة النارية التي يجب أن تخرج لتصيب الهدف، جاء ذلك في محاضرة أقامها النادي الأدبي بالعاصمة السعودية الرياض مساء أمس عن صناعة العمود الصحافي للكاتب السعودي داؤد الشريان حيث تطرق فيها للمعايير المتقدمة في صناعة العمود الصحفي والأسس العلمية القائم عليها كتابة العمود الصحفي بشكل محترف.

وأنتقد الشريان في معرض حديثه عن الصحافة السعودية وتجربتها في استكتاب كتاب الرأي، والتضخم الذي يشهده عدد الزوايا الكتابية في كل صحيفة، مشبهاً ذلك بــ quot;الشرهاتquot; التي يقدّمها رؤساء تحرير الصحف لأصحاب المقامات العليا من وزراء أو رؤساء قطاعات سابقين وغيرهم.

داؤد الشريان الإلكتروني، هكذا يطلق عليه أحد المتابعين حينما سرد الشريان الفرق بين الكتابة المتقدّمة عبر الكمبيوتر والقديمة الورقية، وأشار الشريان إلى المراحل المتقدّمة في العصر الإلكتروني الحديث عبر محركات البحث التي يصل بها القارئ إلى كل ما يريد حول العالم بمجرّد البحث إلكترونياً، ونقل الشريان تجربة للإعلامي السعودي الدكتور سليمان الهتلان في نيويورك قبل أعوام، حينما أختلف مع أحد إعلاميي الولايات المتحدة الأميركية، نظراً لاختلاف الثقافات بالمفهوم الدارج لطريقة البحث إلكترونياً (القوقله) عن كاتبٍ معين أو أي شخصية ناشطة حينها، مما دعا الهتلان أن ينقل تجربته بطريقة الفكاهة لزملاء المهنة كي يعكس لهم مدى الأهمية في ذلك.

وفي بداية المحاضرة قال داؤد الشريان أن عناصر الكتابة 4، والعنصر الأول أن العمود الصحافي ينطبع بطبع الإنسان، هل هو هادي أو متطرف، والإنسان يتغير مع تغير الزمن، فمن يعيش في الثلاثينات يختلف عمن في الأربعينات وكذا. العنصر الثاني هو القراءة، ثم تأتي مسألة التأثر والإعجاب، وان كان موهوبا سيجد طريقه الخاص، إضافة للإختصار والمباشر والبعد عن المقدمات.

وفي رد لسؤال أحد الحاضرين عن واقع المقال في الصحف السعودية، أجاب الشريان عن ذلك بأن المقال في السعودية بأنه أصبح سلطة تابعه وليس سلطة رابعة، وذلك بناءً على رؤيته الحديثة للواقع الصحافي في البلاد، كما بين الشريان أن الكاتب يجب أن يكون له موقفاً تجاه القضية التي سيكتب عنها وإلاّ سيكتب عموداً صحافياً غير لائق كتابياً، وبين أن ذلك يتضح في كتاب التيارات والأحزاب والدول الذين لهم موقفاً واضحاً للمتابع.

الشريان كان قد أثار قضية دبلوماسية في ثلاثة مقالات نشرتها صحيفة الحياة اللندنية، ودخل بها مناظرة مع أحد أعضاء السلك الدبلوماسي لدى السعودية، وأشارت أصابع الجدل حينها إلى دول الإتحاد الأوربي والأنظمة واللوائح التي يتطلّبها استخراج تصريح الدخول لدول أوربا وهو ما يُدعى بـquot;الشينغينquot;، إضافة إلى شروط تعسفيّة تُفرض على المواطن السعودي بخلاف الجنسيات الأخرى- على حد تعبير الشريان-.

وشهدت المحاضرة التي تعرضها quot;إيلافquot; صوتياأعلاه مداخلات من عدد من الحضور كان أبرزهم الكاتب السعودي عبدالله بن بخيت، والإعلامي سلطان القحطاني وعدد من الإعلاميات السعوديات التي كُنّ حاضرات في الخيمة المخصصة للنساء في النادي الأدبي.