السفير الفرنسي يوضح أسباب مهاجمة الصحافيين لسفارة بلاده
بزانسنو لإيلاف: نحن لا نمارس العنصرية ضد السعوديين

حاوره فهد العتيبي من الرياض: صيف الرياض الحارق حلّ هذا العام بحلةٍ مختلفة على السفير الفرنسي في السعودية برتران بزانسنو وطاقم دبلوماسييه، حيث حمل هذا الفصل إضافة إلى سخونة طقسه، سخونةَ في العلاقات بين السفارة الفرنسية والصحافة السعودية بعد أن أشعل فتيلها الكاتب الصحافي في جريدة الحياة داوود الشريان، الذي إنتقد في مقالات متتالية له الإجراءات والشروط التي تطبقها السفارة على أبناء جلدته من السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة سفر لبلاد الشانزليزيه.

وفي حديث لإيلاف من مكتبه في مبنى السفارة بالرياض نفى بزانسنو بعض تلك الإتهامات الصحافية وخاصة المتعلقة بممارسة سفارته للعنصرية ضد السعوديين في إصدار التأشيرات لهم، معتبرًا إستخدام لفظ quot;عنصريquot; في الكتابة الصحافية للتأثير على الرأي العام أمر خطر وغير مقبول، في وقت تعتبر فيه فرنسا هي بلد حقوق الإنسان حسب قوله.

وأوضح السفير الفرنسي أن أحد الأسباب التي جعلت إجراءات منح السعوديين لتأشيرة شنغين الأوروبية أمرًا أكثر تعقيدًا من بقية جيرانهم في دول الخليج المجاورة هو الأحداث الإرهابية التي شهدتها السعودية في عامي 2003 و2004 حيث أن الكثير من هذه القوانين سنّت من قبل السلطات الأوروبية في تلك الفترة.

وهنا نص الحوار:

منذ بداية تعيينكم سفيرًا في السعودية، ماهي الإجراءات التي اتخذتموها لتسهيل آلية التقدم بطلب التأشيرة للراغبين في السفر إلى فرنسا؟
أنا اعرف تمامًا أن موضوع التأشيرات هو موضوع حساس لأي بلد في العالم، ويعتبر النافذة الأولى لأي دولة، وبما أننا نعمل تحت مظلة نظام شنغين التي تجمع تحتها أيضًا العديد من الدول الأوروية فإنه من الصعب أن تتخذ قرارات فردية، لكننا كنا نحاول تطوير النظام لدينا في السفارة فقمنا ببعض التغييرات في الغرفة الخاصة بالمتقدين لطلب التأشيرة، وبإيجاد نظام لحجز المواعيد، وكذلك سنقوم قريبًا بتوقيع اتفاقية مع إحدى الشركات لعمل مركز اتصال، يمكّن الراغبين في طلب التأشيرة من حجز مواعيدهم عن طريق الهاتف، مما يسهل آلية حجز المواعيد، وسيبدأ العمل بهذا النظام في منتصف شهر يونيو- حزيران المقبل.

كم عدد التأشيرات التي تصدرها سفارتكم في السعودية خلال العام؟
عدد الـتأشيرات التي تصدرها السفارة في الرياض والقنصلية في جدة تتراوح مابين خمسين إلى سبعين الف تأشيرة سنوياً .

ما هيالمشكلة الرئيسة التي تواجهكم في إصدار التأشيرات في السعودية؟
أعتقد أن العقبة الأكبر هي حجز بعض الأشخاص لمواعيد، ومن ثم عدم حضورهم في تلك المواعيد التي تم تحديدها، لكنني أتمنى أن يساعد النظام الجديد في التخفيف من حدة هذه المشكلة.

بما أن فرنسا تعمل مع دول أوروبية أخرى بنظام شينغين في ما يتعلق بالـتأشيرات، هل الإجراءات والشروط المطبقة على السعوديين في سفارتكم هي ذاتها المطبقة في السفارات الأوروبية الأخرى في السعودية؟
أنا اعرف أن البعض يحاول الترويج لبعض الشائعات بالقول أن إجراءات الحصول على الـتأشيرة في السفارات الأوروبية الأخرى أسهل من السفارة الفرنسية، بهدف الحصول على بعض المميزات الخاصة من قبلنا وهذه لعبة نفهما جيدًا، لكن الحقيقة والواقع أن القوانين التي نطبقها في سفارتنا هي ذاتها التي تطبقها بقية السفارات الأوروبية التي تعمل بنظام شينغين.

إذاً، لم تستغرق إجراءات الحصول على تأشيرة الشينغين في سفارتكم مدة زمنية أطول من السفارات الأخرى؟
ربما كان هناك تأخير في إصدار التأشيرات في ظروف معينة مرت بها السفارة فمثلاً بعد وفاة الشخص المسؤول عن قسم التأشيرات في السفارة، كان هناك تباطؤ في العمل حتى وصول شخص جديد من باريس، وكذلك عند بداية تطبيق نظام حجز المواعيد للتقدم بطلب تأشيرة قام بعضهم بحجز مواعيد ولم يلتزموا بالحضور في أوقاتهم، وهذه حالات وظروف خاصة تمر بها أي سفارة، لكن بشكل عام فالمدة التي تستغرقها إصدار التأشيرات موحدة بين جميع السفارات التي تطبق نظام الشينغين.

سعادة السفير لماذا توجد شروط وقوانين تطبقها السفارة على السعوديين فقط، بينما لا تطبق على مواطني دول الخليج، الذين يحصلون على التأشيرة في خلال يوم أو يومين، في حين تتطلب المسألة عدة أسابيع بالنسبة للسعوديين؟

هناك سببان لذلك، الأول أن الكثير من هذه القوانين وضعت من قبل السلطات الأوروبية لاحتياطات أمنية في وقت كانت فيه السعودية تشهد أحداثًا إرهابية في عامي 2003,و2004,ونحن ندرك أن الوضع الأمني تحسن ويجب أن نأخذ هذا الأمرفي الاعتبار، ونبحث عن طريقة ما لتغيير هذا القانون. والسبب الثاني أن المواطن الأوروبي بإمكانه الحصول على الـتأشيرة لبعض دول الخليج في المطار وخلال عشر دقائق، بينما الوضع ليس كذلك في السعودية. ولكننا كسفراء للشينغن في السعودية نحاول مع بلداننا قدر الإمكان إحداث بعض التغييرات في نظام الشينغين لتسهيل الإجراءات المتبعة حاليًا، والتقليل من الأوراق الثبوتية التي تطلب من السعوديين.

هناك مقالات صحافية نشرت في الصحافة المحلية و أعتقد انك اطلعت على بعض منها، وصفت المعاملة التي يلقاها السعوديون في السفارة الفرنسية بغير اللائقة، وتحدثت أيضاَ عن أن نظام الشينغين يمارس تعدياً عنصرياً على السعوديين، ماردكم على ذلك؟
انا أؤمن بحرية الصحافة حينما تنقل الحقائق، ولكن حينما يطلب من صحافيين التحققمما يكتبون ولا يقومون بذلك فأعتبر هذا غير مهني، ونحن نتابع ما ينشر في الصحافة حول سفارتنا ويمكنني القول أن بعض ما يكتب في الصحافة صحيح والبعض الآخر غير ذلك. أما بالنسبة إلى استخدام لفظ عنصري فأرى أنه أمر خطر وغير عادل إطلاقاً مثل هذه الألفاظ، كما أنه من الغباء أيضاً استخدامها في الكتابة الصحافية، ولا يوجد مثل هذا النوع من الممارسات ضد السعوديين أو غيرهم، وكان من المفترض أن أرفع دعوى قضائية قضية ضد الكاتب لاستخدامه هذا الوصف ولكنني لن افعل ذلك.

أما بالنسبة إلى الترحيب واستقبال المراجعين فإنه ربما تكون هناك تجاوزات فردية في طريقة المعاملة من قبل بعض موظفي السفارة ولكن هذا أمر طبيعي لأنهم بشر ويخطئون، وبالفعل نحن في بعض الأحيان نستقبل شكاوى من بعض المراجعين توضح عدم رضاهم عن طريقة الاستقبال والمعاملة التي وجدوها في السفارة، ونحن بدورنا نتابع مثل هذه الملاحظات مع الشخص ذاته ونطلب منه إيضاحًا للأسباب التي دفعته إلى التصرف بهذه الطريقة. لكن يجب أن أقول أنه في أغلب الأوقات نستقبل خطابات شكر وزهور وعلب شكولاته من المراجعين يعبرون من خلالها عن شكرهم على المعاملة الجيدة التي حظوا بها في السفارة.

في رأيك لماذا يوجه الإعلام انتقاداته للسفارة الفرنسية بالذات وليس لسفارات دول أخرى تصدر تأشيرة الشينغين؟
من الطبيعي أن توجه الانتقادات للسفارة الفرنسية لأننا نصدر أكبر عدد من تأشيرات الشينغين في السعودية، ففي حال حدوث أمر ما حول مسألة التأشيرات فإن الأنظار تتجه نحونا.ولا أعتقد أننا الوحيدين الذين نتعرض للانتقاد من قبل الصحافة فتلك الإنتقادات لحقت بسفارات ألمانيا وايطاليا لأنهم أيضًا يصدرون عددًا كبيرًا من التأشيرات.

كما ذكرت سابقًا أنكم بصدد التعاقد مع شركة لتسهيل حجز المواعيد، وحسبما أعرف أن تكلفة الاتصال لحجز الموعد هي عشرة ريالات للدقيقة الواحدة، ألا تعتقد بأن هذا السعر مرتفع لحجز موعد فقط خاصة وأن المكالمة ستستغرق أكثر من دقيقة، وأن المتصل غير متأكد من حصوله على التأشيرة لاحقاً ؟
لا أعتقد أن سعر المكالمة مرتفع لأن سعر تأشيرة الشينغن يعتبر رخيص مقارنة بأسعار تأشيرات دول أخرى، فأرى أنه أمر معقول أن يدفع الشخص مبلغاً إضافياً يحصل من خلاله على خدمة أفضل.