العلاقات تتجه للدفء ومبارك يزور واشنطن لأول مرة منذ سنوات
مصر ترحب بزيارة أوباما وتوجيه كلمة للعالم الإسلامي من خلالها

نبيل شرف الدين من القاهرة: رحبت مصر بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في حزيران ( يونيو ) المقبل، ورأت أنها تأتي في الوقت المناسب، وقال السفير المصري لدى واشنطن سامح شكري في بيان صدر باسم الحكومة المصرية quot; إن الخطاب الذي سيلقيه أوباما من مصر متوجها به إلى العالم الإسلامي يوفر فرصة مهمة لتعميق التواصل الأميركي مع العالم العربي والإسلامي، كما أن مصر تمثل منبرا لهذا الهدف لكونها أكبر الدول العربية سكانا وطالما كانت مركزا للفكر الإسلامي quot;.

وقالت مصادر مصرية وأميركية متطابقة إن الموعد المرجح لوصول الرئيس الأميركي مصر هو الثالث أو الرابع من حزيران (يونيو) المقبل، وقبيل زيارة مقررة إلى فرنسا، موضحة أن الرئيس الأميركي سيعلن في مصر أن زيارته جاءت لدفع سبل السلام والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين .

وقال مصدر أميركي إن أوباما مُصر على الدفع في اتجاه السلام وإنه سيصر على مطالب محددة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذا الصدد .

ويرى مراقبون منهم الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز quot;الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجيةquot; أن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الولايات المتحدة، والتي يتوقع لها أن تكون في منتصف حزيران (يونيو) المقبل، لها أهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها الزيارة الأولى من نوعها منذ سنوات اتسمت فيها العلاقات المصرية ndash; الأميركية بالبرود واتساع رقعة الخلافات في عدد من القضايا خاصة في نهاية أيام حكم الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جورج بوش .

أما أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري فقد توقع أن تعلن الولايات المتحدة رؤيتها لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط قريبا، وأن يكشف الجانب الأميركي عن رؤيته بعد الاستماع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارتيهما إلى واشنطن، وأضاف أن زيارات الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لواشنطن هي زيارات منفصلة، وأوضح الوزير أبو الغيط أن المشاورات بين مصر والولايات المتحدة لا زالت في مسار تبادل الرأي في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك .

ردود الفعل

وخلافاً لما كان يسبق زيارات الرؤساء الأميركيين السابقين، من هجوم صحافي شرس من شتى الأطياف، وكان آخرهم الرئيس السابق جورج بوش، فقد رحب معلقون ومحللون سياسيون بزيارة أوباما المزمعة، وفي هذا السياق قال عبد الله حسن، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، إن قرار الرئيس الأميركي باختيار مصر لتوجيه رسالة منها إلى العالم الإسلامي، هي خطوة هامة وجريئة في طريق طويل وشاق لحل القضية الفلسطينية، ووضع حد للصراع العربي ـ الإسرائيلي الممتد لأكثر من ستين عاماquot;، وتابع قائلاً quot;إن الرئيس الأميركي لاشك اتخذ قراره بعد دراسة مستفيضة لأبعاد الصراع العربي ـ الإسرائيلي وحالة التوتر السائدة في المنطقةquot; .

في جانب آخر من هذا المشهد فقد اعترف جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، بأن أجواء توتر خيمت على العلاقات المصرية ـ الأميركية خلال الفترة الماضية، وأرجع ذلك إلى أن كلا الطرفين لا يشعر بأنه يحصل على المقابل لما يقدمه للطرف الآخر ، جاء ذلك في سياق لقاء رعته السفارة الأميركية عبر شبكة quot;فيديو كونفرانسquot;، للباحث والسياسي الأميركي ألترمان الذي سبق له أن عمل مساعدًا خاصًا لنائب وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى .

وفي بيان له قال السفير المصري لدى واشنطن سامح شكري إن ميراث مصر من التسامح الديني والتنوع هي نفسها من القيم التي يعليها الإسلام، إذ أن الطبيعة الحقيقية للدين الإسلامي تكمن في جوهره الوسطي المعتدل، وليس في هوامشه المتطرفة، وأعرب شكري عن أمل مصر في أن يشكل خطاب أوباما خطا فاصلا في علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي .

كما أشار البيان إلى أن زيارة أوباما تأتي في التوقيت المناسب حيث يواجه الشرق الأوسط العديد من التحديات، وخاصة الحاجة إلى تحقيق السلام لشعوب المنطقة والحد من التهديدات التي يشكلها انتشار أسلحة الدمار الشامل .

ومضى السفير المصري قائلاً quot;إنه من الأهمية بمكان أن تقوم العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي على أساس من الاحترام والتفاهم المتبادلquot; ، وأضاف أن مصر على استعداد للعمل مع الرئيس أوباما وإدارته نحو تحقيق هذا الهدف بما يتماشى مع الصداقة الدائمة بينهما .

وسبق أن أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها حيال ما تصفه بعمليات التعذيب المنظمة وموت السجناء أثناء احتجازهم والمحاكمات غير العادلة واعتقال الناس بسبب معتقداتهم السياسية أو الدينية، وقالت المنظمة quot;إن ليس لديها مشكلة في اختيار أوباما لمصر، ولكنها شددت على ضرورة أن يستغل أوباما كلمته كمنبر لتناول الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وأن يعمل على تبديد المخاوف المتعلقة باحترام حقوق الإنسان في العالم الإسلاميquot; .

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سوف يزور مصر في الرابع من حزيران (يونيو) المقبل وسيلقي من هناك خطابه الذي وعد، بعد توليه الرئاسة، بأن يخاطب من خلاله العالم الإسلامي .