حضور شامل للحقول الإعلامية ممثلة بالأثير والهواء الورق والإلكترون

افتتاح الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي في دبي
أحمد البشري وسعيد الجابر من دبي: حين تدلف إلى بهو فندق quot;أتلانتسquot; الأسطوري، تؤمن بأنك وقعت في حب هذا المكان، وبأنك لستَ سوى سائح يمشي الهوينى داخل علبة ألوان كبرى، ومع كل خطوة يزداد يقينك بأنك تدخل عوالم أخرى لم تسردها الوقائع اليومية في ألف ليلة وليلة، ثم تمعنُ في الحلم أكثر قبل أن تنبهك إحدى الفتيات الإماراتيات، اللواتي رسمن ابتسامة حقيقية على وجوههن الجميلة، ليرشدنك إلى أماكن أبعد من البهو.
وإذا كانت حياة السمك في الأحواض قد وصفت بانها أكثر الحيوات مللاً، الحيوات التي تحتوي على الحركة ذاتها التي تبدأ أول الحوض وتنتهي في آخره، لا تنطبق على أحواض فندق quot;أتلانتسquot; ، المليئة بالحياة، التي تسرقها فلاشات الكاميرات، وتخلدها صورُ العاشقين أمام الواح الزجاج الضخمة، حيث الأسماك لا هوية لها إلا ما يكتبه المتفرجون على الهواء.
الممرات في فندق quot;أتلانتسquot;ممتلئة، بعضهم يأخذ صورًا تذكارية وبعضهم الآخر الذين لم يسعفهم الوقت ليحضروا كاميراتهم أو لأنهم انشغلوا بالحديث، كانت مزدحمة أيضاً بالإعلاميين الذين جاءوا فرادى وجماعات قبل حفل الاستقبال، لتتحول الردهات إلى مجالس صغيرة تضم إعلاميي العرب من كل الأقطار، فيجمعهم منتدى الإعلام العربي في دورته الثامنة، الذي انطلق للمرة الأولى عام 2001، ليحجز مكانه الأهم في خارطة المهرجانات الإعلامية العربية والعالمية على حد سواء.
quot;الأثير والهواء والورق والإلكترونquot;، تلك هي ذاتها ملامح الحقول الإعلامية المشاركة في المنتدى، والذي يفتتح فعالياته رسمياً اليوم تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، إذ تنتظره جميع الأوساط الإعلامية العربية تزامناً مع الحراك الإعلامي المتغير سنوياً في الوطن العربي بشتى وسائل الإعلام مواكبةً للحداثة الاعلامية النشطة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أسر أجواء حفل الاستقبال الذي أقامه نادي دبي للصحافة، وتواجد في أروقة فندق quot;quot;أتلانتسquot; quot; الشهير، كما سيشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية للمنتدى تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في حضور يقدّر بـ الف شخصية من كبار الشخصيات الإعلامية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية من كافة أرجاء الوطن العربي والعالم.
المنتدى الإعلامي العربي، يُعقد في دورته الثامنة تحت عنوان quot; الإعلام العربي.. ثقل المتغيرات وأعباء الأزمات quot;، ويحظى باهتمام كبير من قبل العاملين في الوسط الإعلامي العربي والمعنيين به كونه يحتل الأولوية بين مثيلاته من المنتديات الإعلامية العربية، ويتيح المجال للقائمين على العمل الإعلامي العربي في كافة قوالبه المسموعة والمرئية والمقروءة فرصة المشاركة في حوار بناء حول أهم المواضيع وأبرز الظواهر والتطورات في المشهد الإعلامي العربي والعالمي.
اليوم الاثنين، تُفتتح رسمياً أعمال المنتدى بأربع جلسات رئيسة إضافةً إلى ورش العمل التي تتزامن مع أحداث المنتدى، إذ تخيّم الأزمة المالية العالمية بظلالها على أجواء المنتدى، وذلك من خلال الجلسة الأولى والثانية التي تتطرق لآثار الأزمة المالية في كافة أنشطة صناعة الإعلام بشتى حقوله، وستعقد الجلسة الأولى تحت عنوان quot;تطورات الاقتصاد العالمي: التأثيرات المباشرة على الإعلام واحتمالات المستقبلquot;، لمناقشة تبعات الأزمة المالية العالمية التي ألقتها على الاقتصاديات العربية في ظل المشاريع الإعلامية التي استثمرها رجال الأعمال في العالم العربي مستفيدين من فترة النمو الاستثماري والاستهلاكي قبل ولادة الأزمة من مسقط رأسها quot;الولايات المتحدة الأميركيةquot;.
في أعقاب ذلك، تتساءل الجلسة الثانية بعنوانها quot;أين كان الإعلام الاقتصادي قبل الأزمة المالية العالمية؟quot;، وتبحث عن الكيفية المعمولة والمفترضة للإعلام الاقتصادي العربي والعالمي، جراء الأزمة المالية، كما تتساءل الجلسة الثانية حول أسباب عدم قدرة الاعلام العربي على تقديم إنذارات أو مؤشرات مبكرة لوقوع الأزمة، وحول الدروس المهنية المستخلصة من التجربة ذاتها.
المستقبل المجهول الذي تنتظره الصحافة الورقية ستتطرق له الجلسة الثالثة،إذ يُعد الموضوع الأبرز على أجندة المنتدى، في جين شهدت انحساراً أدى لتوقف البعض عن الطباعة الورقية وتحول الكثير منها إلى الإلكترون، أسوة بالنجاحات التي حققتها مثيلاتها من الصحف الالكترونية التي اكتسبت خبراتها في الأعوام الماضية، ويأتي ذلك وسط التحديات الكبرى التي تشهدها صناعة الإعلام الورقي في العالم بفعل تقدم وانتشار تقنيات الاتصال والتغيير الإعلاميالالكتروني الحديث.
ويختتم المنتدى جلساته الرئيسة اليوم بمشاركة نخبة من منابر الإعلام الجديد وتقنياته التي تمكنت من تغيير صورة المشهد الإعلامي الدولي، وباتت تستقطب الملايين من جميع أنحاء العالم ومن كافة اللغات، بما توفره من قدرة على تلبية رغبات الأفراد من خلال ما يعرف بـquot;المحتوىquot; وغيره من المواقع.
يُذكر أن المنتدى سيشهد ثلاث ورشات عمل تزامنًا مع انعقاد الجلسات الرئيسة وستتمحور الأولى حول مشهد الفضائيات في العالم العربي التي اختارت الفضائيات المصرية نموذجاً نظراً للنمو الكبير الذي شهدته خلال الأعوام القليلة الماضية. كما ستتطرق الورشة الثانية بعنوان quot;من الفتوى الأرضية إلى الفتوى الفضائيةquot; لمناقشة ظاهرة تزايد القنوات الفضائية التي تقدم نفسها على أنها قنوات دينية quot;للإفتاءquot; أو قنوات لتفسير الأحلام، وستحمل الورشة الثالثة والأخيرة من جلسات اليوم الأول عنوان quot;فضائيات التراث الشعبي...أي رسالة وأي محتوى؟quot;والتي ستناقش قضية تنامي ظاهرة القنوات التلفزيونية ذات الاهتمام بالتراث الشعبي في العالم العربي وفي بلدان الخليج بشكل خاص في ظل تزايد لشعبيتها بين جمهور المشاهدين.