تزامنًا مع الزيارة إلى السعوديَّة ومصر
إرتفاع حرارة الخلاف بين أوباما وإسرائيل حول المستوطنات
أفشين مولافي من واشنطن:
إرتفعت حدة الخلاف على نحو بالغ بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ما يتعلق بقضية بناء في المستوطنات في الضفة الغربية، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية ومصر.
وحدد الرئيس أوباما خطوطًا بشأن مستقبل بناء في المستوطنات، بما في ذلك ما تدعوه إسرائيل بـتوسع quot; النمو الطبيعيquot;، للمستوطنات القائمة، والتي تتوقع إسرائيل المحافظة عليها في أي صفقة سلام. وكانت الإدارة الأميركية السابقة قد نظرت على نحو مختلف إلى قضية quot;النمو الطبيعيquot;، وقبلت بفكرة أن إسرائيل يمكن أن تحتفظ ببعض المستوطنات كجزء من أي صفقة سلام.
وطبقاً لمقال نشرته جريدة الواشنطن بوست في 2 يونيو/ حزيران، فإن إدارة أوباما رفضت الخطوط العامة في رسالة تعود للعام 2004، كان قد بعثها إلى الرئيس بوش، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في حينه، آرييل شارون، يقترح فيها بأنه يمكن لإسرائيل الاحتفاظ بالمستوطنات كجزء من صفقة سلام. وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قد أصدر بيانًا يوم الجمعة قال فيه بأن محتوى الرسالة لا ينتقل، بالضرورة، إلى إدارة إوباما.
quot;إن حل الدولتين يقضي بأن كل طرف، الفلسطيني والإسرائيلي، يجب أن يفي بالتزاماتهquot;، كما قال الرئيس أوباما في مقابلة مع الراديو الوطني يوم الاثنين. quot;لقد قلت بوضوح متناه للإسرائيليين، وبشكل سري وعلني، بأن تجميد الاستيطان، بما فيه quot;النمو الطبيعيquot;، هو جزء من تلك الالتزاماتquot;.
وبدوره، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو، موقف أوباما بأنه quot;غير معقولquot;. وقال بأن تجميد المستوطنات سيعني quot;تجميداً للحياةquot;.
أوباما يصلإلى الرياض اليوم
ويحمل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي يقوم بزيارة لواشنطن، هذا الأسبوع للقاء مسؤولين رفيعي المستوى، حلولاً وسطية، ستنهي وضع كل المستوطنات المتقدمة غير الشرعية. وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست: quot; بأن اجتماعاً في لندن في الأسبوع الماضي، بين المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، ومندوبين إسرائيل، قد انتهى على نحو بائس، كما قالت مصادر إسرائيلية، مع رفض ميتشيل لحلول وسط قدمها الإسرائيليون.
وكان باراك قد اجتمع مع ميتشيل في نيويورك هذا الأسبوع. وبعد الاجتماع صرح المسؤول الأميركي البارز: quot;إن موقفنا لم يتزحزح قيد أنملة، وهم يعلمون بذلك. نريد منهم أن يوقفوا أنشطتهم الاستيطانيةquot;.
وقال أوباما في مقابلة مع الراديو الوطني العام: quot; كون المرء مستقيمًا، يعني أنه جزء من كونه صديقًا جيدًا. وأعتقد بأنه قد مرت أوقات لم نكن فيها مستقيمين كما يجب في ما يتعلق بهذا الاتجاه الراهن، فالمسار الحالي في المنطقة هو سلبي على نحو فظيع، ليس على صعيد المصالح الإسرائيلية وحسب، ولكن الأميركية، أيضًا. وعلينا استعادة الإيمان الراسخ بقدرة المفاوضات على تحقيق السلام. وقد قلت بأن تجميد المستوطنات هو جزء من ذلكquot;.
في غضون ذلك، وفي مقابلة مع البي بي سي بثت على الهواء يوم الثلاثاء، قال باراك أوباما، بأن المباحثات مع إسرائيل ما زالت في مراحلها المبكرة، غير أنه أضاف: quot;إنه ليس من مصلحة الفلسطينيين أن تكون لديهم دولة وحسب، لكن استقرار الوضع هنا ، أيضًا، هو من مصلحة الشعب الإسرائيلي. وهو أيضًا، في مصلحة الولايات المتحدة بأن تكون لدينا دولتان تتعايشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمانquot;.
جندي إسرائيلي بجوار أحد منازل المستوطنين في الضفة
واعترف أوباما في مقابلة البي بي سي بأن التحدي الأكبر هو كامن في الطريق أمامنا، وعلى صعيد المناقشات التي تتعلق بالمستوطنات: quot; فالدبلوماسية هي دائمًا قضية عمل دؤوب وشاق، وإنها ليست مسألة نتائج فوريةquot;.
وفيما يبدو بأن باراك أوباما سيواجه المزيد من التحدي من جانب إسرائيل حول قضية الاستيطان، فإنه كذلك، سيواجه مقاومة في الداخل الأميركي من قبل الكونغرس الموالي لإسرائيل. فقد وجه عدة أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس انتقادات ضد باراك أوباما في ما يتعلق بمسألة المستوطنات.
quot;إن مخاوفي تنبع من كون ضغطنا ينصب على الجانب الخطأ في هذا الخلافquot;، كما قالت النائبة شيلي بيركلي، عضو الكونغرس الديمقراطي عن نيفادا لصحيفة بوليتيكو. quot; وأعتقد بأننا نخدم مصالح أميركا، بشكل أكبر، فيما لو كنا نضغط على الإيرانيين للتخلص التهديد النووي المحتمل، وبمرة أقل عبر الضغط على حليفتنا، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كي توقف النمو الطبيعي لمستوطناتها. وحين يلتئم الكونغرس مجددًا، فإن الإدارة ستسمع هذا الكلام من أعضاء آخرين وليس مني فقطquot;. هذا وقد وجه ديمقراطيون آخرون انتقادات بشكل متزايد ضد تحفظ أوباما على المستوطنات، حين زاروا دوائرهم الانتخابية.
ولعب الكونغرس بشكل تقليدي دور الكابح، والمفرمل ضد أي رئيس أميركي حاول التشدد مع إسرائيل. وحتى بالنسبة لرئيس شعبي مثل أوباما، ولديه أغلبية ديمقراطية في الكونغرس، فإنه سيخوض معركة شاقة في تحدي إسرائيل. وكما يكتب بن سميث صاحب العمود في جريدة البوليتيكو: quot; إن الانتقادات غير العادية لرجال الكونغرس الديمقراطيين ضد رئيس يتمتع بشعبية، هي مؤشر على أن الأمر قد يتطلب أكثر من انتخابات رئاسية تحويلية لتغيير السياسات الداخلية لإسرائيلquot;.
وفي الختام، فإن الرئيس يمكن أن يكون قد رسم خطوطًا محددة على بناء المستوطنات، غير أن إسرائيل قد برهنت على الدوام، بقدرتها، وتصميمها على إزالة، وتجاهل تلك الخطوط.