إبراهيم عوض من بيروت: وصف وزير الإعلام والثقافة السعودية عبد العزيز خوجة الأجواء السائدة بين الرياض ودمشق بـ quot;الطيبة جدًاquot; وقال لـ quot;إيلافquot; إن الإتصالات والمشاورات مستمرة بين البلدين، مستغربًا ما نشرته إحدى وكالات الأنباء الأجنبية من العاصمة السورية نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية من أن اللقاء المرتقب بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لن يتم قبل الخريف المقبل.

من جهته، كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من لندن التأكيد على العلاقة الجيدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، لافتًا الى أن هناك تبادلاً للمبعوثين بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد، فيما أبلغت أوساط سورية متابعة لملف العلاقات بين الجانبين quot; إيلاف quot; أن دمشق لم تعر إهتمامًا للخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الأجنبية بإعتبار أن مندوب هذه الوكالة محسوب على المعارضة وقد دأب على فبركة الأخبار ومنها ما طلع به أخيرًا، منطلقًا في تحليله المغلوط من زيارة العاهل السعودي الى المملكة المغربية. وإذ إمتنع الجانبين السعودي والسوري عن تحديد موعد القمة المنتظرة ألمحا إحتمال عقدها في مدة لا تتجاوز الأسبوعين.

هذا الصفاء في العلاقات بين الرياض ودمشق لا يسري على ما هو حاصل بين مصر وسوريا لهذا الخصوص. فوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال في حديث صحافي نشر قبل أيام إن العلاقة المصرية ndash; السورية هادئةـ معترفًا بوجود صدامات بين البلدين وإن إعتبرها quot; غير حادة quot; مستبعدًا حصول إجتماع قريب بين الرئيسين المصري والسوري. أما نظيره السوري وليد المعلم فصنف هذه العلاقات بـ quot;العاديةquot; آملاً quot; أن تتطور في المستقبل مما يخدم مصالح منطقة الشرق الأوسط وأمنها وإستقرارها quot;.

العالمون بلغة الديبلوماسية السورية التي يتقنها المعلم رأوا في إستخدامه كلمة quot;عاديةquot; للدلالة على أن حال العلاقة المصرية ndash; السورية أقل من طبيعية. أما المصادر السورية المطلعة فذهبت الى حد القول بأنها شهدت إنتكاسة جديدة خصوصًا بعد زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة الى فرنسا، وحديث وزير خارجيته الى صحيفة quot; الحياة quot; بالتزامن مع هذه الزيارة.

وذكرت هذه المصادر الى أن مجيء مبارك الى باريس بدا وكأن أحد أهدافه إبلاغ الفرنسيين شكوى ضد سوريا عبر عنها بقوله أن شيئًا لم يتغير في لبنان لجهة التعاطي السوري معه، وذلك خلافًا لإعتراف باريس والرياض والأوروبيين بالدور السوري والتنويه بعدم تدخله في الإنتخابات النيابية.

هذا ورأت المصادر السورية المطلعة في الموقف المصري المذكور خطأ فادحًا، يتناقض تماماً مع أجواء المصالة العربية التي يعمل لها في الوقت الحاضر، مشيرة أن على من يتحدث عن رغبة في إتمام هذه المصالحة أن يبتعد عن الإعتبارات الجزئية، وينصرف أولاً لمعالجة المشاكل والأزمات التي تعاني منها بلاده.

وإنتقدت الأوساط المذكورة الكلام الصادر عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول العلاقات اللبنانية ndash; السورية، والتشكيك بدور سوريا في المصالحة الفلسطينية، ورفض القاهرة لطلب الرئيس الأسد من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن تتحاور فرنسا مع حماس، ووصفت هذه التصريحات بأنها كمن يضع السم بالدسم.

وتوقفت هذه الأوساط عند التفرد المصري في معالجة الخلاف الفلسطيني ndash; الفلسطيني ورأت أنه لم يحقق سوى سلسلة من الإخفاقات وتساءلت عما تريده مصر من سوريا. هل ينتظر المصريون من دمشق أن تأتي بحماس لكي تركع أمام محمود عباس؟!