دعا الفرقاء الفلسطينين الى الوحدة ورأب الصدع بينهم
الملك عبدالله: أرى الدولة الفلسطينية قادمة في رحاب الإسراء


إيلاف من الرياض: حث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الفرقاء الفلسطينيين على الوحدة والاتفاق وترك الخلافات جانبا، وذكّرهم في برقية بعثها للرئيس الفلسطيني محمود عباس باتفاق مكة الذي أبرم قبل ثلاث سنوات بين حركتي فتح وحماس، وأكد ضرورة الاتفاق والتوحد ورأب الصدع، وبشرهم بالنصر القريب إن فعلوا ذلك.

وقال خادم الحرمين الشريفين quot;إنني أرى الفلسطينية المستقلة قادمة لا ريب فيها ترفع رايات الحرية في رحاب الإسراء الطاهرةquot;، واستحلف الرئيس محمود عباس وأعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح المشاركين في المؤتمر السادس، بالله رب البيت الحرام، أن يكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن يكونوا حماة ربوع الإسراء، وأن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم، ووطنيتكم أعلى من صغائركم، وأن توحدوا الصف وترأبوا الصدع وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريبquot;.

واستهل برقيته بالقول quot;من ربوع البيت الحرام استذكر الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) إنني أشعر أن هذه الآية الكريمة قد أقامت وحدة روحية حقيقية خالدة بين المسجدين ووحدة إيمانية لا تنفصم بين الذين يؤمّون المسجد الحرام وبين المقيمين في رحاب المسجد الأقصى ، ومن هذا المنطلق تجيء رسالتي هذه من الأرض المقدسة لا تحمل مشاعري فحسب بل مشاعر ألف مليون عربي ومسلم يشعرون أن قضيتهم الكبرى ، قضية فلسطين ، توشك أن تدخل نفقاً مظلماً لا خروج لها منه إن لم تتداركها رحمة اللهquot;.

ومضى يقول quot;عندما انطلقت حركة فتح بقيادة الأخ الشهيد المناضل - ياسر عرفات ndash; رحمه الله ndash; كانت بمثابة الشعلة التي أحيت الصمود العربي ، وحولت اليأس أملاً وانتقلت فتح من نصر إلى نصر وتولت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بجدارة واقتدار حتى ارتبط اسمها في الوجدان العربي والإسلامي بالنضال الصلب والكفاح الصادق ، وأنا اليوم لا أخاطب فتح الحركة ، وإنما فتح الرمز الفلسطيني العربي الإسلامي ، وأخاطب من خلال فتح كل الفصائل الفلسطينية وكل مواطن فلسطيني ومواطنة فلسطينية بلا استثناءquot;.

وتابع quot;من طبيعة الأشياء أن يلقى الإنسان العداوة والبغضاء من أعدائه ، وأن يخوض معهم المعارك والحروب إلاّ أنه ليس من طبيعة الأشياء أن يحارب الشقيق الشقيق وأن يتآمر الصديق على الصديق في مخالفة صارخة للتوجيه الرباني الكريم ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وفي خروج صارخ على كافة القيم النبيلة والمبادئ السامية ، إننا نفهم عدوان العدو الغادر الغاشم ، وحقد الحاقدين ، ومؤامرات الحاسدين ولكننا لا نفهم أن يطعن الشقيق شقيقة ، ولا أن يدب القتال بين أبناء الوطن الواحد رفاق السلاح والمصير المشتركquot;.

وقال العاهل السعودي في رسالته المفعمة بالحب quot;إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين ، إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر ، وأصارحكم أيها الإخوة أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم من أذى في شهور قليلة ، والحق أقول لكم أيها الأخوة أنه لو أجمع العالم كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو حُشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه شيعاً وطوائف ، كل حزب بما لديهم فرحونquot;.

وتابع قائلا quot;أذكركم ونفسي بقوله عز وجل ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) وبقوله جل شأنه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) وإنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي ، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أذكركم بإيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة ، إنني استحلفكم بالله ، رب البيت الحرام ، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء ، استحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم ، ووطنيتكم أعلى من صغائركم ، استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب ، وهو سبحانه القائل ووعده الحق ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) quot;.