الملك عبدالله ووزير الدفاع الأميركي خلال زيارة الأخير الى الأردن

عامر الحنتولي ndash; إيلاف: بعد أقل من أسبوع على إتهام بـ quot;الفبركةquot; وجهته أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية الأردنية لـquot;إيلافquot; بشأن تقرير لها حول غضب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من الجدل السياسي الضار على الساحة السياسية الأردنية، وتفاصيل أخرى نشرتها quot;إيلافquot; بشكل حصري حول زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة الأميركية، فاجأ الملك الأردني أمس الشارع السياسي الأردني بجرعات غير مسبوقة من النقد لمجمل الذهنية الأردنية الإتهامية والمشككة، وتبني الشائعات من قبل جهات سياسية وبرلمانية وصحافية قال العاهل الأردني أنه يعرف جيدًا من الذي يقف وراءها، موجهًا تحذيرات لافتة جدًا، انطوت على قدر كبير من النقد والسخرية من التبني السريع للشكوك والشائعات. في حين قال مسؤول أردني كبير إتصلت به quot;إيلافquot; الليلة الماضية بعد مرافقته للعاهل الأردني،إن الأخير غاضب أشد الغضب من quot;التخبيص الإعلاميquot; الذي بدأ يملأ الأجواء الأردنية، وأنه مستاء جدًا من بعض الأقلام الصحافية التي تفتح لها المنابر فيما هي تطعن في شرعية، وقوة الوطن الأردني ليل نهار.

وبحسب المسؤول الأردني الكبير فإن العاهل الأردني طلب قبل ساعات قليلة من توجهه الى مقر القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن يكون حديثه الى الضباط الكبار في القيادة العسكرية، منقولاً إعلاميًا الى أبناء شعبه إبراءً للذمة لأنه سيقدم على تغييرات كبيرة وواسعة قبل نهاية العام الحالي، وقد تكون في أقرب الآجال، إلا أنه فضل اعطاء فرصة أخيرة لجهات عدة في الداخل الأردني تصويب مواقفها العبثية، وإتخاذ مواقف واضحة سواءً في الحكومة التي لا يزال رئيسها دون الطموح الملكي، أو في البرلمان الموسوم بأنه كان أحد النتاجات العبثية والإرتجالية لمدير المخابرات الأردني السابق الفريق محمد الذهبي الذي طرد من منصبه في اليوم الأخير من العام الماضي، وكذلك في الإعلام والصحافة في ظل مقالات شبه يومية لكتاب احترفوا اطلاق الشائعات والأكاذيب وخلق البلبلة في صفوف المجتمع الأردني بإيعاز ndash; كما ظل يتردد أردنيًا منذ أشهر- من الفريق الذهبي، الذي قدم كثيرًا من المعطيات المالية لبعض هؤلاء الكتاب وتسليطهم على بضعة مسؤولين في الدولة الأردنية في مسعى لإغتيال شخصيتهم- كما تردد أيضًا في الداخل الأردني-.

وفي خطوة بدا أنها معدة ومقصودة تمامًا ارتدى العاهل الأردني الملك عبدالله بزته العسكرية في تذكير على الأرجح بمقولته الشهيرة قبل سنوات من أنه اشتاق لquot;بدلة الفوتيكquot; في إشارة ضمنية على قدرته على الحسم بنهج عسكري صارم لا يقبل الجدل أو التسويف أو المماطلة، إلا أن اللافت في كلمة العاهل الأردني أمس أمام قيادات الجيش -الذي لم يتورط أبدًا منذ عقود طويلة في المسألة الداخلية من جدالات أو نقاشات ضارة وعقيمة- هو إطلاقه تحذيرات واضحة تجاه مثيري الفتن الجوالة في السياسة أو في الملاعب، إذ كان الملك الأردني قد غضب أشد الغضب الشهر الماضي إزاء هتافات مسيئة جدا للوحدة الوطنية الأردنية تلت مباراة كرة قدم لفريقين محليين، يوالي أحدهما الأردنيين من أصول فلسطينية، فيما يوالي الفريق الآخر الأردنيين من أصل أردني، علما أن بضعة كتاب مغمورين نوعا ما قد تناولوا مسألة الوحدة الوطنية على نحو يسيئ لأكثر من نصف الشعب الأردني، بيد أن الملك الأردنى قد عنى بتحذيراته أيضا جهات سياسية أسست صالونات سياسية أصبحت تحترف النميمة والشائعة وتؤثر في الإستقرار السياسي والإقتصادي للأردن.

وفي مسألة التوطين وحل القضية الفلسطينية وتأكيدا لما نشرته quot;إيلافquot; تماما في تقرير سابق لها أعاد الملك الأردني التركيز على الرفض الأردني المطلق لفكرة الحل على حساب المصالح الأردنية، مؤكدا أنه عاصر أكثر من رئيس للولايات المتحدة الأميركية وأنه لم يتعرض لأي ضغوط منهم بشأن القبول بفكرة التوطين وتصفية القضية الفلسطينية، إلا أن الملك الأردني استدرك قائلا أن الساحة السياسية الداخلية في بلاده هي التي تثير الأزمة والشائعة وتطلقها وتروجها وهي بلا أصل تماما، كما الكثير من الشائعات التي أطلقت وروجت بلا أية أسانيد معقولة، لكن عاهل الأردن برأ أبناء البادية والمخيمات من إطلاق تلك الشائعات، بيد أنه أنحى باللائمة على نخب العاصمة الأردنية، قبل أن يخصها بتحذير صارم من أن العبث بالساحة السياسية الأردنية هط أحمر لن يكون مسموحًا لأي كائن من كان الإقتراب منه وتجاوزه خلال المرحلة المقبلة.

وجاء الكلام الملكي الهادئ والواضح جدا، الذي لا يحتاج الى أي توضيحات أخرى قبل أيام قليلة من فض الدورة الإستثنائية للبرلمان الأردني، وهي النهاية البرلمانية التي يربطها بعضهم بأجندة تغيير واسعة ستطال مؤسسات وشخصيات عدة في الداخل الأردني من دون استبعاد أن تطال الحكومة الأردنية نفسها، وسط معلومات لم تتبين إيلاف صحتها بعد عن قيام رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي تقديم طلب استئذان من القصر الملكي لإجراء تعديل وزاري ثان على حكومته قبل شهر رمضان المقبل بعد نحو أسبوعين، إلا أن القصر الملكي لم يرد على الذهبي بعد لا بالسلب ولا بالإيجاب، إلا أن الراجح أيضًا أن يقوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بحل مجلس النواب الأردني، والدعوة لإنتخابات جديدة قد لا تكون قبل عامين انتظارًا لتأليف قانون انتخابات جديد بعيدًا عن قانون الصوت الواحد، الذي يقال أنه أنتج برلمانات ضعيفة سياسيًا، وفقيرة تشريعيًا.