شاعر وكاتب ومترجم ومحاضر جامعي. ولد في العراق في العام 1952. خريج كلية الآداب- قسم اللغة العربية 1972، و قسم الأدب البولندي-جامعة وارسو 197، و ماجستير في المسرح المقارن-جامعة وارسو 1979، و دكتوراه في المسرح المقارن-جامعة وارسو1983.
يعمل محاضرا في معهد الدراسات العربية والإسلامية-جامعة وارسو ، ويعد بحثا عن الأدب العربي في المنفى-الشعر العراقي نموذجا، وهو عضو سابق في اتحاد الأدباء العراقيين، وعضو في اتحاد الأدباء البولنديين وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم في بولندة، وعضو في جمعية المستشرقين البولنديين وعضو في Middle East Studies Association of North America . عمل محاضرا في مادتي الأدب العربي والدراما في جامعة تيزي-وزو في الجزائر(1985-1988)، وكان باحثا زائرا في جامعة انديانا الأمريكية(1993-1994). بدأ حياته الشعرية بكتابة القصيدة العمودية ثم أخذ منذ مطلع السبعينيات يمارس كتابة قصيدة "التفعيلة" و"الشعر الحر" و"قصيدة النثر". حاز على عدة جوائز دولية منها: الجائزة الأولى للشعر العربي لسنة 1995 التي تمنحها سنويا جامعة أركنساس الأمريكية، و جائزة أفضل ديوان شعري لسنة 1991 "القارات المتوحشة" في مهرجان الشعر العالمي، بوزنان-بولندة، و جائزة الشعر للعام 1997التي تمنحها مجلة "متافورا" البولندية. وفاز بثلاث منح تفرغ من وزارة الثقافة والفنون البولندية.
نشرت كتاباته في خيرة المجلات والصحف العربية والبولندية والأمريكية. وورد ذكره في أكثر من عشرين موسوعة و أنطولوجيا شعرية، خصوصا باللغتين الإنجليزية و البولندية.
ترجمت أشعاره إلى الإنجليزية، البولندية، الأسبانية، الفرنسية، الروسية، الجيكية، السلوفاكية و سواها.
يعيش منذ العام 1976 في المنفى. له ستة عشر كتابا مطبوعا في اللغات العربية، البولندية والإنجليزية، من ضمنها ثمانية كتب شعرية، ودراسة ضخمة بالبولندية بعنوان "المسرح العربي: أصوله وتاريخه وتجاربه الطليعية" (وارسو 1995)، ومختارات شعرية بالإنجليزية (الأسئلة وحواشيها)، صدرت عن جامعة أركنساس الأمريكية (1996)، ومختارات شعرية بالبولندية "بابل تبحث عن بابل"، دار العالم الأدبي، وارسو، و"فراديس أيائل وعساكر"، دار المدى، دمشق 1998. وله أربعة كتب أخرى جاهزة للطبع.
المحبة
كان لي من موجها تاج يغطي الرئتين
كان لي أن أسفح الروح قليلا أو كثيرا
أن أمط الشفتين
كي تلما عسل البحر المصفى "ايزابيل"
هبط التاج إلى لج المحبة
و الأهازيج المحاراتُ على الساحل تعوي،
وحدها،
و الزبدُ،
يملأ صدرَ العاشقين.
الوحشة
( كان لي أن أصطفي الريحَ،
بعد أن طاردتني
جيوشُ الأبدية
و صفّرتْ في جسدي
مزاميرُ الوحشة.
بعد أن نفق الأصدقاء،ُ الشعراءُ،
و الثوريون الحالمون!!
يا لزقزقة الوحشة
حين يحدق في نهديها المتخاصمين
رجلٌ في خضمّ انهياره!).
الطيور
( كان لي أن أصطفي الريحَ،
و أمضي قُدُمَا
راكضا في المنعرجات و البراري،
حاسرَ الرأس، كعادتي،
مندفعا بقبعة الرجاء،
بدلا من عباءة الشتات
و أساور الذكرى
أحمل الروحَ و الكلمَ.
كانت الطيور تنظر بامتعاضٍ
للنمور و هي تقضم جزءا من البرية).
البهجة
( يا أبهتي البائسة
كان بالإمكان أن تنفعيني،
مرة واحدة و إلى الأبد:
بحفيف البهجة
حينما البهجة تبتهجُ
لم تعدْ يداها مليئتين بالضباب
لم تعدْ شفتاها أبعدَ من سحابة
لم تعدْ شمسها تفاحةً مقشرةً يابسة
لم يعدْ صوتي إليها نافرا منسفحا
كدمعة الخريف).
أهازيج البحر
أطلقتني الغابةٌ الأولى،
لصبحٍ هائج،
الريحُ لمّتْ خطواتي
و الثلجُ أمسى هَرَما يلمع في قاع حيات
و الأناشيدُ الغواياتُ على الشاطئ تعوي
هي ذي عينُ الحريق
و أنا أنظر للبحر تراءتْ لي الحياة،
ماسة فوق يديها
و النجوم،
تتزيا بفساتين و أقراطٍ و عطر،
خَلَعْتها في هبوب الريح،
وانْسَلّتْ إلى الموج رويدا فرويدا.
وارسو في 23 /5/1990
العاصفة
كانت القبراتُ تنقر رأسي، كنتُ أناكد روحي، أمسك ذرات التراب
فتنفلتُ، كان ثمة جرحُ ساقيةٍ، آثارُ مرعى، كان في المجرى ظلالُ غزلانٍ،
و أفعى تلمّظُ خلفَ قضبانٍ؛ ذكّرَتني بقبر جدتي(أرادته من الصفصاف
و السعفِ) كانت القبراتُ تعضّ الفضاءَ بغيظٍ، متناثرةً، مُجهزةً عليّ.
أ تُنْذرني القبراتُ؟
الريحُ تعزفُ الخطواتُ تتباعد الحجلُ يتنافر في الفضاء، رأيتُ حجرا
يركض، أجماتٍ تتوسل بالناجين، خيوطَ شمسٍ تتبدد خلف كواكبَ
سوداءَ، ثمة غسقٌ يخدشُ الآن أجنحةً، ثمة العاصفة تحرسها حشراتٌ
معدنيةٌ و قطعانٌ مجنحةٌ كاسرة.
كانت القبراتُ مرميةً، كنتُ أنقر روحي، أمسك ذرات الحياة فتفلتٌ
من بين اليدين.
عمان في 5/7/1993
غرافيك
أ سلاحفَ ما أرى، أم مليكاتٍ ملفعةً بالسواد؟
أكان أمامي جُعَلٌ، قندسٌ أم رُتَيلاء ُ؟ أكان أمامي إماءُ ؟
تكوكبنَ حولَ قارعة النهار( ليته لا يغيبُ)، يبعن التوابلَ
و الخرّوبَ، السمسمَ و السمّاقَ، السجائرَ السليمانيةَ و الجلودَ
التي سُلختْ في الشمال الوديع. أكان أمامي إماءُ ؟ حيث الصحائفُ
و العطورُ، أ ثمة ما يربط الشرقَ بالمشرق و الغربَ بالجنوب، أهذي الروائح
و الطقوس ما يستظل به الغريبُ ؟
أهذه خلطةٌ بابليةٌ أم أنابيقُ شتات؟
رأيتُ في كل زاوية، كيف تهاجر السلاحفُ من مجرى لمجرى،
كيف المليكاتُ ينطقن بالظاء و الضاد، كيف ينسلّ السوادُ من البياض.
أكان أمامي جُعَلٌ، قندسٌ أم هندباءُ،
أكان أمامي نساءُ ؟!
عمان-وارسو في 5-7/7/1993
الأكتاف المبللة
إلى خالد مطاوع
الفاتحة
مستعينا، بحكمةِ ليلٍ بأن النهارَ اقتباسُ الظلام
مستعينا، بما قاله الطائرُ، الغزالُ للصحارى
و صخرٌ لعشبٍ و نسرٌ لصيد،
و ماءٌ لنار.
مستعينا، بآخر حشرجةٍ، بصداها يدق الجسدْ
باهتزاز الأعالي و انبثاقِ المدى
(فورةُ الماء تبتهجُ) و المنايا زبدْ
مستعينا، بما لا يخون، لقدسيته
مستعينا، بطاقةِ يومٍ يجيء و لا مفرّ
بانبثاقِ الكواكبِ و الآلهة،
بحطامِ التمني، يموت المغني،
و يبقى الرمادُ على جبهةِ الماءِ مستبشرا منشدا
مستعينا، بقلبِ المحبة سابحةً بين دمع الحبيبِ
و نار العناقْ
مستعينا، بفاتحة لا تخون أو تنتهي
مستعينا بطاقة يوم يجيء.
زبائن
أقول لزيتونة: علّميني.
أقول لبحر أمامي، و ريفٍ بخيل:
أنا الخطواتُ، دليلي الحريمُ
و صحبي إماءُ
أقول لبحرينِ أو ضفتين:
أنا مَركبٌ، أنتما صرختي و شراعي
أقول لمقهى "عُمَرْ"، " للفُنَيدق" و الوسطاء:
أ يأتي إلينا البراقُ بمسبحةِ الأنبياء، بكنزِ سليمانَ أم بجنحِ غراب؟!
تَقدّمْ و قلْ هل "تريد الدخانَ أم الحريق"؟
قفا نبكِ من وهج الطريق
و ذكرى مَحتْها العواصفُ عبر الخليج
(محا قرشُ الأطلسيّ، كلّ خابية أو نديم)
ذهابا إيابا، ذهابا- بلا رجعة
في الشمال، تعيش الكلابُ و تمشي القططْ
بلباسٍ حريرْ
و مالي أنا، أحتسي قهوتي مُرّةً بيدٍ راجفة
و حلمٍ ضريرْ؟!
تعاليْ قواربَ الغسقِ
تعاليْ سعالي البحار و روحَ عطيل
هضابَ القبائل، نارَ الطوارقِ
تعاليْ ثعابينَ روحي، خذيني
قريبا من الجبل الحقود
أنا قاربٌ ثقّبتْه الأماني
ذهابا إيابا، ذهابا
تقدّمْ و قلْ: "هل تريد الدخانَ أم الحريق"؟
ذهابا ذهابا، ثعابينَ روحي.
مزمور البحر
نشيد(1)
باسْمِ اللهْ، مصطفى مصطفى
باسْمِ الملك القدوس
باسْمِ الزوجات الأربع
باسْمِ دجاجة عرس منحوس
باسْمِ الأندلسِ
باسْمِ رئيسي الأوحد للأبدِ
باسْمِ الجبل الريف الأخضر و الأجردْ
باسْمِ قناديل الصحراء و موسى الموهوبِ لمنفاهُ
و كولومبسَ أو عيسى الماشي عَ الماءِ
باسْمِ الماء و تمثال الحرية
باسْمِ فراشاتِ البحر و زوجاتِ الملك
باسْمِ شيوخ النفطِ و عاصفةِ الصحراء
باسْمِ الحسناوات على الساحل حيث البدويّ
يتلمظ - ظ ---
باسْمِ البحر و أسياد البحر توكلنا
باسْمِ رعاة الوحشة و البقرِ
باسْمِ الله
مصطفى مصطفى
باسْمِ البحر.

مزمور الحب
يا امرأةً قومي بالحناء و ماء الورد
خلّي المخملَ شفّافا و الرحمةَ مُسبَلَةَ العينين
آهٍ، من لسعة عينيك الحالمتين
آهٍ، من شمعة عُرسٍ يَقِظَةْ
تحرس عشبَ الفخذين.
قومي يا امرأةً من خزفِ
نأكل من كفّ الطالع و الغابةِ توتا، نعصر أعنابَ العُمرِ
و نشرب من هذا الدورق نخبَ فتوّتِنا
المغمورة بالعرقِ
قومي يا امرأتي.
مزمور البحر
نشيد(2)
حينما عبر الأنبياءُ المريدون و الصالحون
عتمةَ الخلقِ، ثم تلجّ البحارُ
قلتُ: أهلا بهذا النشور.
حينما شقّقَ الأرخبيلُ رداءَ المحيط
حينما أفلح العاطلون بمدّ الحبالِ و نَشْرِ السّفين
قلتُ: هذا رمادُ الضياعِ
و ذاك مِداد الغبشْ.
حينما حلّ وقتُ النشور، صَمَتْنا، كأنّ الحياةَ تضيقُ
كأنّ السكونَ أبَدْ
حينما عَبَرَ الحالمون حدودَ الإلهِ لم يتركوا
أثرا أو حلالا و ما جاءهم للوداعِ أحدْ.
حينما أحْرَقَ الحالمونَ شراعَ التراجعِ كان الإلهُ بلا أنبياء
يحتسون النبيذَ بعطلةِ يومِ الأحدْ.

مزمور الأحلام ( آخر لقاء مع لنكولن)
كان اللقاءُ حانيا،
تحفّه الورودُ و النبيذُ في حديقةٍ أو مزرعة
صاحَ بنا العصفورُ مرحبا،
+ و قال آخرُ الجنودِ:
من آخرِ الدنيا؟!
-نعم، من الجنوب
و أنتَ؟
+ السيدُ الرئيسُ(أبراهامُ) قاد اخوتي بالورد و العنّاب
إنه مفككُ القيود
آه، هو الرئيسُ قادما أراه، مرحبا، قال الجميع
+ من آخر الدنيا؟
-نعم، من الجنوب!
لا فرقَ بين طائر و طائر، السيدُ الرئيسُ قال
لا فرقَ بين موجة و موجة، شمالنا جنوبٌ،
و لونُنا ثرثرةُ البحار و التماعةُ الحريق.
كان اللقاءُ ممتعا، و السنواتُ للوراء تزحفُ
قبل صياح الديك كان ريشُنا يطير في الفضاء،
و النسورُ تنقر العيون.
كان اللقاءُ مثمرا في غيهبِ الديجور.

الخاتمة

" أواهُ،
يا أوتو نَبشتْتم، ماذا أفعلُ، أين أسير !
قد تسلل البِلى إلى أطرافي
و سكنتِ المنيةُ حُجْرةَ نومي
و حيثما قلّبتُ وجهي
أجد الموت" *
من حيتانِ العتمةِ أو قدرٍ مجهول
من "تطوانَ" إلى " قادسَ" من غاباتِ الأمزون إلى السفن الصينية
الأرضُ تدور الفُلكُ تدور
كم أدري أن الغابَ طريقٌ لا يُوصِلُ حتما للفردوس.
"الرأسُ الأسود" محروسٌ بالماضي، و الآتي بالغرقِ
وَيْحي الآنَ بلا صوتٍ أجدف لا رملٌ يسندني، لا قردٌ يرقص
فوق الكتفين و لا سعفُ
كلّ الشطآن سواسيةٌ حيث الصخرةُ تدفعنا
و الماضي ديناصور مجنون يدفعنا
كي نمضي قُدُما للقاع أو الآتي بحثا عن نور.
يا ظلمةَ صبحٍ،
يا نورَ العتمة و الأرواح السفليةْ
يا "عرسَ الدم"،
أورفيوسُ الليلةَ يمضي قُدُما بحثا عن جنيّةْ
عن عشبةِ كَلكَامشَ، عن أعراسٍ منسيةْ
(ما معنى العشبةُ بالضوء نراها ثملةْ
ما معنى أن النورَ شمالا يمضي
و العتمةَ تنحدرُ
نحو الأسفلْ ؟ )
يا قطعانَ الوحشة و الأملِ،
كوني أكثرَ رأفةْ
من ديناصور مجنون!!
فمصابيحُ الشاطئ ترتعشُ
و كلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ.
فلنعْوِ جميعا، يا مُنْتَصَفَ الليل
باسْمِ الجثثِ
باسْمِ الطافينَ على النفط
أو في بئر العسسِ
فكلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ
واورفيوسُ الحينَ ضريرٌ تسْحبهُ
للساحلِ قطعانُ الأملِ.
كم، أحمي روحي من ثعبان الزمن؟
كم، أدري أن الجسمَ سفينٌ لا يوصل حتما للغبشِ.
هوامش:
" الأكتاف المبللة"- مصطلح يُطلق على أولئك الذين يحاولون الهجرةَ إلى الشمال، خصوصا إلى الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة، متبعين طرقا عديدة و هنا يعنينا طريق المغامرة البحرية التي غالبا ما تنتهي بالموت.
" الفُنيدق" مدينة في شمال المغرب، و فيها "مقهى عمر" حيث يجتمع الوسطاءُ بحثا عن زبائن من المغامرين-الحالمين.
"الريف" منطقة يقطنها غالبية من "القبائل" تقع في المغرب أيضا.
"تريد الدخانَ أم الحريق ؟"- الكلمة الأخيرة تعني عبور البحر سرا إلى أسبانيا، و هي عبارة يهمسها في أذنك أحدُ الوسطاء.
الجبل- يُقصد به جبل طارق حيث تحطمت عند صخوره العديدُ من القوارب الصغيرة بمغامريها.
"عرس الدم" عنوان مسرحية للوركا-الشاعر الأسباني. تدور أحداثها في المغرب.
"الرأسُ الأسود" منطقة في شمال المغرب، قرب الساحل.
كَلكَامش: من ملحمة كَلكَامش.
بلومنغتن-انديانا في 24-28 تموز 1994
مرايا العودة
ص. مرآة الصعود
طوالَ حياتي
كنتُ أبغي الجبل
و لم أصلْ.
كنتُ أصعدُ الجبل.
و اليومَ يُحدّقُ بي الوادي
بشدقهِ المفتوح
على مصراعيه.
سحيقٌ هو الجبل
مرتفعٌ هو الوادي.
دهوك في 11/5/2001

د. مرآة دجلة
الهضابُ و الجبالُ تصبّ فيه
الطميُ يسعى لتربته
و الينابيع تتوضأ في فخذيه.
يُؤاخي و يُؤنسُ
لا يقسو قَدْرَ قسوتهم عليه.
نباتيٌ، نباتي ٌ بفطرتهْ
يغور في العروق ِ
بمائهِ سكران
و لا أحلى و أبهى من طلعتهْ
في الشروقِ .
الكلّ نائمٌ و هو بطبعه سهران.
مخضّبٌ بمائه
يشقّ قلبَه الرّملُ و يبغي
ظُلمَه الإنسان.
الطيورُ تسكنه و الرياحُ
الفتياتُ / كرُمّانهِ نوَاهدْ
شموعهنّ تجري بانْتظارِ الحبيب
الفتيةُ يعبدونه !
و الكردُ بدمعهم له روافدْ.
حدودُهُ الرحمة
و جَيْشُه الإخاءُ.
لم يَجْرِ خارجَ مجراه
كيف تحيى الروحُ خارجَ مجراه؟
روحه روحي
و مَسْعايَ مَسْعاه
معا، معا- نجري
رغم أنّ جسمي
في مكان ٍ ثان.
إبراهيم الخليل في 11/5/2001
ق. مرآة القطرة
القطرةُ تسعى قطرةً فقطرة
يسعى السهلُ إلى الأختِ الهضبة
يسعى الرملُ إلى الغِرْين حبّةً حبّة
تسعى الآياتُ لروح الجبل ِ
القمّةُ تسعى
يسعى الحاضرُ للذكرى.
القطرةُ تسعى
و أنا أسعى.
كان الوقتُ مساءً
أسْبلتُ يدي بيد القطرة
و مضينا
عند الزاب ِ
توضّأنا.
دهوك- أربيل في 12/5/2001
أدوار
أرى الكلماتِ تعوي
في البراري، مقطوعةَ اللسانِ
حيث الأصابعُ تناثرَتْ في فضاء الوقائع الغائبة
و قد عَلِقَتْ شفاهُها بعقاربِ الماضي
و هي تنوسُ فوق جُثَثِ الحالمين:
جثثٌ تحرسها خُوَذُ الفقهاءِ
و الساسةُ المنهزمون
كان علَيّ بناءُ مصّحاتِ قبلَ ألفِ سنةٍ قبلَ ألفِ سنة:
حينما رُشِقَتْ جبهتي بسُعالِ الكلمات-
( كانتْ تتأوّهُ حقا!)
كان علَيّ النظرُ بعيون الصقور أنْ أمضي قُدُمَا بخرائط الآتي
أنْ أشربَ في قدحٍ ثملٍ بالنور،
كلّ هذا
لم يمْنَعْني
أنْ أرى الليلَ و النهارَ في موكبٍ واحد
أنْ أرى الخيبةَ و الأملَ الوحيدَ على ضفةٍ واحدة
و الكلماتُ البليغة
قد صمتَتْ للأبد !
بلومنغتن- انديانا ، 4.2.1994