انطولوجيا إيلاف الشعرية:(60) الكنتاوي لبكم

1/
لاتسعني الجغرافيا،ولحد الساعة لم أخضع لمشيئة حذائي،أحب الجوالين لكن لعنة الفيزا وهذه الأوطان التي تؤسس لخرابها بتقبيل كراسي الجبناء لا تغوي بالسفر
في طفولتي القريبة، حلمت بأن أقطع البحر،وهاأنذا الآن أقطع بحاري وبحار الدنيا على مراكب ورقية،على الأقل هدا عزائي الوحيد.

2/
أندم لأكتب وأكتب لأندم،ولأن حياتي تسير بعين واحدة كثيرا ما أتعب من رائحة الآخرين فألوذ بي أتقنع خلف الكنتاوي لأعيش الصحراء، لكني كلما فتحت نافذتي على العالم أحببت صحرائي
باب الصحراء أو باب الريح لاتهم الأسماء، صرت أحب الريح وعرق الشمس اللاهبة، لا نفط هنا ولا ذهب لكي يجئ الغرباء، نحن الغرباء هنا.

3/
لماذا يبكي الشاعر عوض التاجر والسياسي ومن ينصبون أنفسهم خلفاء لله؟
لماذا حين يفرح الشاعر يجد نفسه وحيدا؟
لماذا نحن ملاعين إلى يوم تقول فيه الحياة كلمتها ولا تمضي؟

4/
كل الطرق تؤدي إلي روما، إلا طريق الكتابة،نحن نكتب كتابة اللاوصول المشبعة بالأحلام.
يوم تنتهي أحلامي سأتوقف عن هذه البلية.
ربما ألوك الماضي بعيون مغمضة.
ربما أصمت مادامت الشيخوخة سريري الأخير.

4/
لاتوقيت للشعر، تمتلئ الكأس ليطفح البياض
ما هو الليل؟
ما هو النهار؟
ماهي المسودات؟
ما هو النص اللاحق؟

5/
الشاعر الكبير.. الشاعر العظيم.. الشاعر الفاتح.. الشاعر السوبر ستار الذي تتخاطفه المهرجانات والجوائز والفنادق ووزارات السياحة.
الشاعر الصعلوك.. الشاعر الهامشي.. الشاعر الخسران.. الشاعر الذي يكتب نصه وعلى الضجيج ألف سلام.

6/
هل العالم في حاجة إلى حماقاتنا؟ هل نسمع دواخلنا ونرثي خساراتنا؟
هل هناك من هو على استعداد ليسمع نملنا؟
هل نكون أكثر فظاظة من الواقع؟
هل السريالية واللامعقول بديلنا المعقول؟

7/
الانتماء إلى جيل شعري لايعني دائما الدخول في أحلاف تؤسس لنمط خاص في الكتابة، ربما القصيدة تظل أكبر من تأطيرها في مرحلة زمنية، هي مشروع شخصي لا ينتقص من قيمة التفاعل والارتواء من مختلف الينابيع.

8/
أمارس- الحريك الثقافي- أحدهم استخسر علي أن أوزع نصوصي عبر الشبكة العنكبوتية التي أراها أرحم من إرسال نص على الورق إلى صحيفة أو مجلة محلية أعرف أنها سترمي بها إلى سلة المهملات لان صفحاتها محجوزة لأسماء مكرورة لو كنت مكانها لاستحييت أن أطل كل أسبوع على القراء.

9/
الشعر بلا جمهور، ملاعبنا الكروية أيضا بلا جمهور.

10/
الأجوبة أضحوكة العبد

1/
على من سيتكئ الحائط؟

2/
حائط وحيد
يحلم بجرافة
تضمه إلى مؤانسة التراب

3/
لكثرة ما أحاطها بذراعيه
تحول الحب
إلى حائط نفسي

4/
حائطيون
بأفكار من الإسمنت المسلح

5/
عاش الحائط
تخليدا لصورة زعيم

6/
الساعة على الحائط
الساعة في معصمي
والوقت؟
الوقت كالحائط

7/
الموت
حائط الحياة
الحياة
عصفور الحائط

8/
شبه حائط
يكمل فسيفساء الخراب

9/
ذات حائط
قفزت نحوي

10/
الأبواب المفتوحة
ابتسامة الحائط

11/
أكبرك بأربعة حيطان
قالت الغرفة
لعراء الروح

12/
يقلب الغياب
حائطا حائطا
عله يعثر على رفرفة

13/
يخلع حيطانه الداخلية

14/
عمت حائطا
يا جدتنا الحروب

15/
الحائط
لسان الشارع

16/
تعمر الحيطان
ولسبب ما
تسير وراء الأحياء

الألم يقظ على مصراعيه
انه سهر شتوي
يؤالف بين الحطب والنار
ومع ذلك أنا لا أنتظر بريدك
لم أكتب لك رسائل ضعف
لم ألتق بك يوم مولدك
لم أسميك
لم أحفر اسمك على طين القدر
فلا تخبرهم أنك تشبهني
الموتى يتشابهون
وما بيننا حياة
تحتاج إلى حياة أخرى
القصائد تفرقنا
لك الأرض
ولي خيال الحشاشين
لك السماء
ولي لعنة التنفس.

قد يجمعنا الإصغاء إلى النبض
لكن خطوطي
لم تلملم أظافري من أصابع الريح
ثم لماذا الريح...دائما الريح
يانعة
بعد دوامات الماضي.. الحاضر.. المستقبل.

تعبت منك
فمن منا يفتش عن الآخر
لأجلك شطبت نرجسية النهار
فأترك لي الليل
أوشحه بالدخول،أتركني
اتركني
بين الأوهام الأرائك
أمدد قدماي
وأركل عورات ما نطلق عليه الواقع
ولا أهرب
لان الغابة ضاقت بهدر العصافير.

لا تحاول أن تكون سؤالي
تراجع قليلا
الأجوبة أضحوكة العبد
لم أجب عنك بطاقة نعم
ليس لأن لا
وحدها
تقود النائم في سواده
إلى تنظيف وعوده
قبل صياح ساعة الرضى.

انك
وإنني
وإننا
آبار أقرب إلى التصخر
تفرقنا
هاويات البحث المنذور للغليان
تقول: راية للجسد المهزوم
أقول: النصر وقد ضيعه الابن
أهنالك نصر
بقدر الاضطراب وفئ الرعشات؟
كلما أذخرت صوتا
أو رميت صمتا
صار الصدى ثروة الحنجرة.

اسمعني
الجفاء بيننا
تنزل إليه الأبواب
لكنني بعيد عن ضيافتك
أراك تضيع أمام المفر
أراني ضليلا تسلق عيناه
لست شفافا لأمرر صحرائي
الأخيرة
محراثي
دفنته في ينبوع الحلم
والعقل
اصطاد عزلة الفزاعات.

ألا ترى الحب فوقنا
يتقرفص
والوحدة وباء من لا ظل له
ألا ترى المكان مخذولا
يدحو غربائه
بقيت هنا
أتصبب تمارين البقاء
من سر إلى سر
أزدحم بالشعاع حين أحرق رسائلي
فلن تقرأني
بعض الرماد رحمة
وبعضه صلاة.

اشتهتني أوردة الضياع
دمك أحمر
دمي أسود
وما بين امتزاج الألوان
قد نلتقي
وقد ارتدينا السنوات
كما يليق بالغرباء.

خدعي
خدعك
والبحث عن ما يجعلنا صنوين
يقتسمان الجسد
والأعداء
والموت
والرقع التي تحرك الخاسرين.

أأقول: هدنة ما
كي نربح بعض الوقت
نربيه على سرد الفشل
بأفواه منتصرة لرجع صداها
وبعدها
فلتمر حقيقتنا إلى جهنمها.

لا انعكاس له
مواء الزجاج
في عتمة القطارات

**
الزجاج
امرأة زنجية
تسرح شعر المرآة

**
عقدة الزجاج
أن نعبر عنه بوجوهنا

**
دعوا الزجاج
يختلس انسكاب عيونكم
بلمسة نور

**
الحب
في شريعة الزجاج
يبدأ من أول ومضة

**
لا يرغب في رؤية أحد
فقأ زجاج النافذة

**
ا ل ز ج اج

**
حتى الملائكة
تغار من الزجاج
لأنه يقاسمها السحر

**
الظلام
حزن الزجاج

**
في المدن الكبرى
ضيق التنفس
يطارد قصبات الزجاج

**
وراء كل خمرة
زجاج عتيق

**
زهرة الزجاج
على خد طفلة
أكثر بريقا

**
ضاقت الأشكال
لاذ الزجاج بالزجاج

**
حديقة زجاجية
زوارها
قوارير نساء

**
نكتشف معنى الزجاج
في معاجم الشمس

**
زجاجك
حررني من زجاجي
يا لحرية الأرواح

**
سماء اليأس
غائمة حد الزجاج

**
عدالة الزجاج
أرجأت جلسة الحكم
إلى أن تثبت نوايانا السوداء

**
حط الزجاج
على كتف مئذنة
حي على الزجاج

**
عاشقة
تكور زجاج نهديها

**
عاشق
يقطع شرايين زجاجه

**
الصحراء
زجاج هشمته الرياح

شئ كالتابوت
توراى في نظرتي الخائرة
الرصيف لم يلفظني
ومسائي
يشبه شارعا طويلا.

اللعبة التي تنتهي بموت
الاضواء..السيارات..السكارى..العاهرات..القطط..دوريات الشرطة..وحتى النائمين
على جمر نهاراتهم
مؤقتة
نهاية الأمكنة
والمشاعر المسبقة
والانفعالات السوداء
تطل من فخاخ المجهول
لكنها لا توحي
ولا تنادي بقدر ما
توسع فم الفوضى.

لم أضع خاتما لروحي
وأدعي أبوة لحياة غائمة
قد تنتهي بي على ظهر عاصفة.

وجدتني أتكرر مع الصفير
تعبرني الروائح
والنساء
والكلمات البذيئة
أستدعي البرد
ليصحو معي بعينيه المتأهبتين
ضد البيوت المتوحشة
بأطفالها يكبرون في النوافذ
ضد أي امرأة
تحاول صناعة وجهي الأخير
ضد ميراثي من الحذر
والإقامة في الدوائر
أو حتى تحسس المغامرة
على ورق
ومفاجأة الجسد.

حياتك تسير بعين واحدة

حياتك
تسير بعين واحدة اتجاه يديك
هل تعبت من رائحة الآخرين؟
الجهات تتهاوى
والحاجة إلى قلق يفيض الكأس
على مقربة من سكينة تطلق مخلوقاتها
تم ترحل نحو البعيد

البعيد
قلوب تخبز محباتها.

أنت أيضا، تتهاوى
نص أحزانك
يسود نص أفراحك
والخشبة
التي من المفترض أن تكرم عليها ذاتك
تتهرئ
دون أن تفكر في كومبارس
يواصل تصعيد حماقاتك.

غادرتك الحياة
فإلى أي ضعف
ستحمل تشابك دمعتك
والشجرة البيضاء التي ستقطف منها خلاصك
دون أن يشتعل الحديث
في جذور الذين تزاحموا في اليأس؟

وفي أي شجاعة
ستتحمل سلم الكارثة ؟

أنت الخفيف على الشجن
الثقيل على الأمل.

عادت إليك الحياة
أو عاجلتك بسرابها الوعر
أو رحت تسحب نيرانك
المعلقة كمفاتيح
على ورطة ما حولك.

حياتك
حياتك
حياتك
اختصار لقلق الداخل.

العصافير على أشكالها تقع
لكن
الأشجار على أحلامها تقطع .

ماذا لو سكرت القذيفة والموسيقى
وهما ذاهبان إلى السرير
جردا العسكري من ملابسه؟

المدارس هذا العام
مثلكم ستأتي حافية القدمين
يتبعها الذباب
وملايين المشاريع .

سأوفر عليك ثمن الإقامة
وأنت عابر
لا تتسلل من نومنا
.كما تفعل الأحلام .

هل يصلح المجاز
فأقول
رأيتني طائرا غريب الجناحين؟

الحياة
مرة أخرى
تتمسح بالمشي
ولاتصل إلى مآقينا.

أيها العالم
تنازل عن عالميتك
أريد أن أراك دفعة واحدة.

تبا للكتب
أول محمية للشياطين
أخر مستودع للملائكة.

نقرة واحدة تكفي
ليفهم المهاجر السري
كم هي غبية جهامة الحدود.

علب كبيرة
انتهت مدة صلاحيتها
منذ أن أفسدت القرى

لمحتكم جميعا
بخفة العين التي تخطئ
ولأني سريع الحب
أخاف علي من غيابكم

لماذا تذكرتك الآن؟