تنقسم منظمات الإسلام السياسي في المانيا الى: أـ منظمات الإسلام السني التركية. ب منظمات الإسلام العلوي التركية. ت منظمات الإسلام السياسي العربية. ث منظمات الإسلام

قراءة في واقع الإسلام السياسي في ألمانيا(2ـ4)

الشيعي. وفيما يلي نتعرض إلى ابرز المنظمات المندرجة ضمن التقسيمات الآنفة، من تلك التي تنشر التفسير الإصولي للإسلام بين المهاجرين المسلمين في ألمانيا، وترفض القيم العلمانية، وتشجع أبناء الجاليات المسلمة على التقوقع، وتذهب في التركيز على الخصوصية الدينية وتدعو إلى عدم الإختلاط بالمجتمع الألماني.


أـ منظمات الإسلام السني التركية:


1ـ الإتحاد التركي الإسلامي( DITIB).

تأسس في مدينة كولونيا الألمانية في 5 يوليو 1984، وهو تابع لوزارة الشؤون الدينية التركية، ويضم عدة جمعيات تدير جوامعاً ومراكزاً دينية في ألمانيا. ومهمة هذا الإتحاد هي رعاية الشؤون الدينية للمسلمين الأتراك في المانيا. وتأتي الخطب إلى ائمة المساجد التي يسيطر عليها هذا الإتحاد من وزارة الشؤون الدينية التركية مباشرة، اسوة بالجوامع في تركيا نفسها( أنظر: توماس ليمان: المنظمات الإسلامية في ألمانيا. بون 2000).

ويسيطر هذا الإتحاد على 500 جامع في عموم المانيا، وهذه الجوامع تعتمد اللغة التركية في الوعظ والإمامة ( أنظر: أينا فون: الحركات الإسلامية في ألمانيا 2007). ويقول الإتحاد إنه بات يضم زهاء ٨٠٠ رابطة عضو ينتمي إليها ١٥٠ ألف مسلم تركي في أنحاء أوروبا، ويتبع الاتحاد لهيئة quot;رئاسة الشؤون الدينيةquot; في أنقرة، التي تتولى إعداد quot;الأئمةquot; وإرسالهم إلى ألمانيا. وهذا الإتحاد هو المفضل للحوار كممثل للمسلمين لدى الجهات الألمانية. وقد يعود السبب لوقوعه تحت سيطرة الحكومة التركية، ولعلاقة ألمانيا المتينة بتركيا. وقلما يتعرض الإعلام الألماني لهذا الإتحاد بوصفه quot; معيقاً لإندماج المسلمين في المجتمع الألمانيquot; ( نبيل شبيب: الوجود الإسلامي في ألمانيا في القرن العشرين. مصدر سبق ذكره).

وفي موقع الإتحاد التركي الإسلامي على شبكة الإنترنت هناك عبارة تعريفية بالإتحاد تقول: ان الإتحاد سقف اسلامي يضم اكثر من 800 جامع وجمعية يقصدها المسلمون في المانيا. ويعمل الإتحاد على توجيه المسلمين ورعايتهم في كل المجالات الدينية والثقافية والرياضية والترفيهية. وهو يخرّج سنوياً 1260 طالباً من الدورات التي يقيمها لتعليم اللغة الألمانية. وجمعيات الإتحاد تساعد على الإندماج، وبابها مفتوح ليس فقط للمسلمين الأتراك، ولكن لكل المسلمين الآخرين( أنظر: موقع الإتحاد التركي الإسلامي DITIB على شبكة الإنترنت).

وعند النظر في اسماء الجمعيات والجوامع والزوايا الأعضاء في الإتحاد يلاحظ المرء جداولاً تضم 877 عنواناً، وهذه العناوين أو الفروع تشمل معظم المدن الألمانية ان لم نقل كلها. وثمة ملاحظة بانه وفي بعض المدن التي لايتواجد فيها اعداد كبيرة من المسلمين الأتراك، هناك فرع مثبت للإتحاد، وان كان هذا الفرع شكلياً، ولايمتلك أي بناء او جمعية فعلية على الأرض الواقع. فمثلاً في مدينة ( دولمن) الألمانية ذات 47000 نسمة لايوجد، وحسب الإحصائيات الرسمية من البلدية، سوى حوالي 250 مواطناً تركياً( ربما ليس كلهم من المسلمين)، ولكن مع ذلك هناك فرع للإتحاد الإسلامي. وهذا الفرع مسجل تحت عنوان quot;صندوق بريدquot; أي لاتوجد جمعية أو جامع يخدم المسلمين في تلك المدينة، مما يدل على رغبة الإتحاد في التوسع والتمدد في كل المدن الألمانية، حتى في تلك التي لايتواجد فيها أعداد معقولة من المواطنين الأتراك المسلمين.

2ـ المنظمات ذات التوجه السياسي البحت:

أـ التجمع الإسلامي(Milli Gouml;ruuml;S e.V) أو تنظيم رؤيا الملة:


تأسس في مدينة كولونيا الألمانية عام 1986وذلك باتحاد عدة جمعيات واتحادات اسلامية تركية. وهو يسيطر ويدير 300 مسجد وجمعية واتحاداً نسوياً وشبابياً إسلامياً. ويندرج في عضويته 27000 عضو. والتجمع متهم من قبل دائرة حماية الدستور الألماني بسعيه الى تطبيق نظام quot;الشريعة الإسلاميةquot; في ألمانيا، وان له علاقة واضحة مع تنظيم الإخوان المسلمين في مصر ومع الأحزاب الإسلامية في تركيا( أنظر تقرير دائرة حماية الدستور الألماني لعام 2008.)

ومنذ استلام محمد صبري أربكان( ابن شقيق رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان) رئاسة التجمع في 2001 فإن هناك سعياً واضحاً للتدخل في حياة الجاليات الإسلامية في ألمانيا ودفعها نحو العمل السياسي من وجهة نظر التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. ويقول الباحث أودو أولفكوته quot; لدي معلومات موثقة اطلعت عليها لدى دائرة حماية الدستور تفيد بأن التوجه الجديد للمنظمة تحت رئاسة اربكان هو دفع المسلمين لنيل الجنسية الألمانية، ليس بغرض الإندماج، ولكن بهدف تأسيس حزب إسلامي في النهاية يهدف الى أسلمة ألمانيا وتطبيق الشريعة الإسلامية فبها (أنظر: أولفكوته: الحرب في مدننا. مصدر سبق ذكره).

ويستند أولفكوته إلى حديث أربكان، رئيس التجمع، في مدينة هاغن الألمانية في 15 أبريل 2001 وكيف أنه توقع أن يصل عدد المسلمين في أوروبا عام 2040 إلى 40 مليون مسلم لهم الحق في تطبيق الشريعة الإسلامية بالإنتخاب، في ظل تفوق عددهم وتراجع أعداد المواطنين الأصليين بسبب التزايد الطبيعي والولادات الكثيرة بين المسلمين( أولفكوته. المصدر السابق).

ويقول أولفكوته في كتابه المشار اليه، بان التجمع كان يسيطر في عام 2000 على 30 جمعية نشطة، وعلى 511 جامع ومركز(زاوية) صلاة. وعلى 1091 حلقة دينية. وعلى 2137 جمعية شبابية ونسائية جامعية. وعلى 17841 عضو عامل ونشط. وعلى 252000 عضواً مسجلاً. حيث هناك 33546 يافعاً وشاباً مسجلين في التجمع. و14622 إمراءة نشطة. و2517 طالباً جامعياً ( يتعرض أولفكوته في كتابه إلى نشاط هذا التجمع والشبهات التي تدور حول عدد من قادته من الصفحة 60 إلى الصفحة 73. ويقول المؤلف انه يمتلك وثائقاً من دائرة حماية الدستور الألمانية فيما يخص التحقيقات ضد قادة التجمعي، تتعلق بعضها بعلاقة محتملة لهؤلاء بخلية هامبورغ التي نفذت هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في أميركا.).

وهناك حديث عن علاقة هذا التجمع بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 2002، وعن دعم التجمع للحزب ولرئيسه رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي الحالي. ( أنظر: دينيس بوشنر: الإصوليون الإسلاميون في ألمانيا بعد 11 سبتمبر. 2003).

ويصدر التجمع مجلة دعويّة باسم( Mili Gazete) وهي تدعو المسلمين وانصار الجمعية الى الحصول على الجنسية الألمانية للمشاركة في الحياة السياسية وتفعيل الأفكار التي يدافع عنها التجمع. وتقول دائرة حماية الدستور الألماني بان هدف الجمعية النهائي هو تحقيق دولة الخلافة الإسلامية في المانيا.

وتبلغ ميزانية التجمع السنوية مابين 200 إلى 230 مليون يورو، ويدير محطة تلفزيونية ( Kanal 7) حيث يطرح من خلالها آرائه وافكاره. وتراقب دائرة حماية الدستور الألماني التجمع وتقول ان اكثر من 300000 مسلم يعيشون في اوروبا يزورون الجوامع والجمعيات التي يديرها التجمع سنوياً.( أنظر: غونتر ليشمان: التسامح القاتل: المسلمون ومجتمعنا المنفتح. 2005).

وتعتبر السلطات الألمانية هذا التجمع من اكبر المنظمات الإسلامية العاملة في الساحة الألمانية من التي تعمل على نشر الإسلام السياسي المتطرف بين الجاليات المسلمة من اجل تحقيق اهداف سياسية وايديولوجية، وهي مراقبة بشكل جيد وتفرد لها تقارير دائرة حماية الدستور الألماني مساحة واسعة كل عام ( يمكن كذلك مراجعة موقع التجمع على الإنترنت للإطلاع على نشاطه الواسع والمستمر على مدار الساعة).

ومن أبرز الجمعيات التي يديرها التجمع الإسلامي(Milli Gouml;ruuml;S e.V):

1ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في برلين.
2ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في بريمن.
3ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في مقاطعة نيدرساكسن.
4ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في منطقة روهر.
5ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في مقاطعة نوردهاين فستفاليا.
6ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في مقاطعة هيسن.
7ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في مقاطعة بادن فوتنبرغ.
8ـ إتحاد الجمعيات الإسلامية في مقاطعة بادن بادن.

ويتعجب أولفكوته في كتابه ( الحرب في مدننا) من إصرار جمعية (مللي غوروش) التركية، وهي كبرى الجمعيات الإسلامية العاملة في المانيا، على تسمية جوامعها الجديدة بإسم quot;الفاتحquot;. ويسبّر الباحث الألماني التاريخ الإسلامي بعد تساؤله ذاك ليكتشف في الأدبيات الإسلامية مايلي عن شخصية quot;الفاتحquot; هذا. المعلومات تقول: الخليفة محمد الفاتح أحد السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية. فهو الذي دمر الإمبراطورية البيزنطية، وفتح عدة ممالك ومدن منها quot;كورنتهquot; وquot;غالاتاquot; وquot;ارغوسquot; وquot;جنوهquot;، وقاد الجيش بنفسه في حصار بلغراد عاصمة صربيا، تم فتحها بفضل الله واستولى على مملكة طرانبرون اليونانية، وفي عام 1462م فتح رومانيا، والبوسنة والهرسك وأصبحت ألبانيا وقونية جزءا من الدولة العثمانية. وفي عام 1476م فتح هنغاريا وملدوفياquot;. ويقول الباحث إن شخصية quot;الفاتحquot; ومكانته في تاريخ التمدد الإسلامي في الغرب، هو السبب والدافع وراء تمسك جمعيات الإسلام السياسي( وعلى رأسها مللي غوروش) بإطلاق إسمه على كل جامع جديد يٌبنى على الأرض الألمانيةquot;. كما يلاحظ المرء كذلك اطلاق اسماء مثل quot; الفاتحquot; وquot; الغازيquot; حتى على أنواع من الأطعمة المصنعة في تركيا، والمصدرة خصيصاً الى ألمانيا وبقية أجزاء اوروبا.


ب إتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية أو quot; دولة الخلافة في كولونياquot;:
جمعية اسسها رجل الدين التركي الراحل جمال الدين كابلان. وهي ضمت في وقت ما 7000 عضو، ولكن بعد اعتقال تركيا لمتين كابلان أميرها السابق، والذي تولى رئاسة الجمعية بعد والده جمال الدين، والحكم عليه بالمؤبد، لم يسجل من أعضائها سوى 1000. والأعضاء السابقون في quot; دولة الخلافةquot; على الأغلب انضموا الى التجمع الإسلامي، او تنظيم رؤيا الملّة (Milli Gouml;ruuml;s e.V).

وكابلان الأب رجل دين، وابن لرجل دين، وسبق وان عمل في سلك التدريس الديني في أضنة 15 عاماً. وبعد الإنقلاب العسكري في 1980 هرب كابلان الى المانيا حيث قدم طلباً باللجوء السياسي. وعمل في صفوف الإتحاد الإسلامي بادئ الأمر، ومن ثم قرر تأسيس quot; إتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلاميةquot; عام 1983، ومن ثم أسس quot; دولة الأناضول الإسلاميةquot; عام 1992، وأخيراً أسسquot; دولة الخلافةquot; عام 1994 والتي أعلن عنها في مدينة كولونيا الألمانية.

وبدء كابلان وانصاره نشاطهم ضمن الجاليات المسلمة وضمن فئات من الشعب الألماني، بغرض تحويلهم الى الإسلام. وأسس كابلان محطة( الحق) الفضائية، وصار يلقي خطباً تطالب بتشكيل دولة إسلامية في تركيا، على شاكلة quot; الجمهورية الإسلامية الإيرانيةquot;.

واعلن كابلان الحرب ضد الدولة التركية quot; الملحدةquot; عام 1992، وسمي نفسه عام 1994 بخليفة المسلمين، وقال انه سيحكم دولة الخلافة المنتظرة. وفي عام 1995 توفي جمال الدين كابلان، وخلفه في رئاسة التنظيم ابنه متين كابلان. وقد سار كابلان الأبن على نهج والده.

وفي أكتوبر 1998 خطط كابلان و30 عنصراً من جماعته لهجوم يستهدف ضريح مصطفى كمال quot;أتاتوركquot; أثناء الإحتفال بعيد ميلاد الجمهورية التركية ال75. ولكي يمنع كابلان السلطات الألمانية، التي اكتشفت الخطة، من ترحيله الى تركيا، حيث ينتظره حكم بالإعدام، عمد الى الزواج من سيدة تركية تتمتع بالجنسية الألمانية. ولكن السلطات إلتفت على الأمر واصدرت قراراً عام 2001 بحظر quot; دولة الخلافةquot;. وتم تسليم كابلان الى تركيا بعد ان الغت هذه الأخيرة حكم الإعدام من قانون العقوبات لديها، حيث قضت محكمة تركية في 15/10/2008 بالمؤبد على كابلان، وبذلك نجحت السلطات الألمانية في تفكيك هذا التنظيم والنيل منه، ولكن تشتبه دائرة حماية الدستور الألماني في أن أغلب أعضاء وأنصار هذا التنظيم قد تسربوا إلى المنظمات والإتحادات الإسلامية الأخرى العاملة بين الجاليات الإسلامية، وبشكل خاص تنظيم رؤيا الملة.

3ـ المنظمات الإسلامية ذات التوجه الصوفي:


أـ الجمعية الإسلامية الثقافية:


وهي ثالت أكبر جمعية إسلام سياسي في ألماينا. تأسست في 15 سبتمبر عام 1973 في مدينة كولونيا. وتهدف الى نشر التعليم الديني( الطريقة النقشبندية) بين ابناء الجاليات المسلمة في المانيا والتركية منها على وجه الخصوص. وتملك الجمعية العديد من الواجهات الاقتصادية اللازمة للتمويل، كشركة quot; مركزquot; المحدودة لنقل المواد الغذائية وبيعها في المنافذ العائدة للجمعية. وتقول الجمعية انها تسير على افكار العلامة المسلم سليمان حلمي توناهان (1888ـ 1959 ). وتدير هذه الجمعية 300 تجمعاً وجامعاً اضافة الى 160 مقر وزاويا وصالة اجتماع في معظم الأراضي الألمانية. ويرأس ابناء تونهان الجمعية أباً عن جد. وتختص الجمعية في تعليم المسلمين ونشر الفكر الإسلامي وفق الطريقة النقشبندية. وتقول دائرة حماية الدستور الألماني بان هذه الجمعية تطالب النساء بعدم الإختلاط بالمجتمع الألماني وتحض على ارتداء الحجاب.


ب حركة quot; جماعة النورquot; في ألمانيا:


وهذه الجمعية تسير على هدي تعاليم عالم الدين المسلم بديع الزمان سعيد نورسي الكردي( 1873ـ 1960) صاحب رسائل الحق الشهيرة. وهي جمعية صوفيّة تعتمد الطريقة النقشبندية في التضرع والقيام بالواجبات الدينية. وقد تأسست عام 1967. وترصد دائرة حماية الدستور الألماني تقارباً بين انصار واعضاء هذه الحركة وبين انصار حركة quot; فتح الله غولانquot; التركية العاملة في مجال الدعوة والإرشاد، والتي تمتلك امبراطورية اقتصادية واعلامية كبيرة في تركيا والعالم الإسلامي، يتم إدارتها من العاصمة الأميركية واشنطن ( أنظر: أينا فون: حركات الإسلام السياسي في ألمانيا).

وتقول بعض المصادر بان عدد انصار الطريقة النورسية في تركيا والعالم يزيد عن 10 ملايين شخص. ولذلك فإن العديد من الأحزاب الإسلامية التركية تعمل على التقرب من فكر هذه الطريقة لحصد أصوات انصارها. ولعل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وحزب السعادة الإسلامي الصاعّد يأتيان في مقدمة هذه الأحزاب. وقد رصدت الدوائر العلمانية في تركيا علاقة قويّة بين العدالة والتنمية وتنظيم quot; فتح الله غولانquot;، وحاول الجيش التركي التدخل للإنقلاب على الحزب الحاكم وضرب بنى الإسلام السياسي، والتي يقول الجيش انه وطدّها في العديد من مؤسسات الدولة العلمانية.

4ـ المنظمات الإسلامية التركية ذات التوجه القومي:


أـ إتحاد الجمعيات التركية الديمقراطية في أوروبا:


تأسس عام 1978 في مدينة فرانكفورت. ويملك 200 جمعية، وهي تهدف الى نشر quot;التعاون بين المواطنين الأتراك القاطنين في اوروباquot;. وهناك 10000 عضو نشط في الإتحاد. وفي عام 1996 تحول الإتحاد الى مجلسين، الأول يختص بعموم القارة الأوروبية ومقره بروكسل، والثاني خاص بالمانيا ومقره مدينة فرانكفورت. وتقول دائرة حماية الدستور الألماني بان الإتحاد يعٌتبر الذراع الخارجي لحزب الحركة القومية المتطرف( MHP) وهذا حزب قومي تركي متطرف يميل الى الفكر الفاشي. ويحمل الإتحاد نفس رمز حزب الحركة القومية المتطرف وهو عبارة عن رأس ذئب أغبر.


ب إتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في أوروبا:


تم تأسيسه في عام 1987 في مدينة كوبلنز. ويختص هذا الإتحاد بمتابعة احوال الجالية الإسلامية في المانيا واوربا ومتابعة ماتعتقده بانها quot;سياسة تمييزquot; ضد الطلبة والنساء المسلمات في المجتمعات الغربية. كما له علاقات مع المنظمات الإسلامية الأخرى العاملة في المانيا. ويظهر من موقف الإتحاد حيال كل من العلويين المسلمين ودولة إسرائيل بأنه ليس متشدداً بالقدر نفسه من التشدد الذي يظهر في مواقف منظمات الإسلام السياسي الأخرى.

ت إتحاد quot; نظام العالمquot; في أوروبا:


تأسس عام 1996. ويدير 21 جمعية في المانيا و12 جمعية في بقية الدول الأوروبية. كانت له علاقات مع حزب الرفاه التركي وزعيمه نجم الدين أربكان. وينشط الإتحاد بين صفوف الجاليات التركية بشكل خاص، ويحاول أن يقتصر جهده على النشر والدعوة وترتيب الجوامع وبيوت الصلاة.

ب منظمات الإسلام العلوي التركية:


1ـ إتحاد الجمعيات العلوية في أوروبا:


تأسس في مدينة كولونيا عام 1994من اجل الدفاع عن حقوق العلويين في المانيا وتنظيم احتفالاتهم ومناسباتهم الدينية. هو لايسيطر على اية مساجد أو حسينيات ولكنه يحاول التنسيق بين ابناء الجالية العلوية( المنحدرة من تركيا في سوادها الأعظم) بشكل جيد وتنظيم صفوفها واحداث نوع من التقارب الثقافي بين افرادها. وتتحدث دائرة حماية الدستور الألماني عن قرب هذا الإتحاد من حزب الشعب الجمهوري في تركيا( CHP). وهذا الحزب علماني ويعارض الحكومة الحالية ويمتلك كتلة كبيرة في مجلس النواب التركي. والإتحاد لايميل إلى التقوقع او دعوة الجالية العلوية الى عدم الإندماج في المجتمع الألماني، بل يطالب بمشاركة العلويين في الحياة العامة الألمانية ويدعوهم لبذل مزيد من الإندماج والدفاع عن حقوقهم. وهو اتحاد علماني لايرفض الآخر من منطلق الدين أو العقيدة.


2ـ المنظمة العلوية الشعبية للثقافة:


تم تأسيسها عام 1995 في تركيا، وتم افتتاح فروع لها في المانيا. وهذه الجمعية ترفض قضية quot; اسلمة العلويينquot; وتحاول ان تنشر الثقافة العلوية الخالصة، وان تفهم الإسلام حسب الفهم العلوي المعتدل البعيد عن التطرف والغلو. لديها حوالي 1000 عضو منهم 300 نشطين. وهذه المنظمة تطالب السلطات التركية بالإعتراف بالمذهب العلوي وتخصيص مديرية للشؤون الدينية العلوية في البلاد ووضع ممثليات لها في الخارج.


ت منظمات الإسلام السياسي العربية:

1ـ المركز الإسلامي في المانيا:


يعود تاريخ انشاء هذا المركز الى سعيد رمضان الذي هو أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين في ألمانيا، وكان سكرتيراً شخصياً لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا. رمضان، المصري الذي قاد متطوعي الأخوان المسلمين في فلسطين 1948، رحل إلى جنيف في عام 1958 ودرس الحقوق فيها. وأسس في ألمانيا ما أصبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، المركز الإسلامي في ألمانيا، الذي ترأسه من 1958 إلى 1968.

وقد جاء التركيز على الشباب بعد وصول الإسلامي المصري ابراهيم الزيات إلى رئاسة الجمعية. فقد أدرك أهمية التركيز على الجيل الثاني من المسلمين الألمان وأطلق حملات تجنيد لتنظيم المسلمين الشباب في المنظمات الإسلامية. والسلطات الألمانية تقول علناً إن الزيات عضو في تنظيم الإخوان المسلمين. كما تربطه بالمجلس العالمي للشباب المسلم، وهو منظمة سعودية غير حكومية تسعى إلى نشر الوهابية، بأدبياتها ومدارسها عبر العالم. وللمجلس العالمي للشباب المسلم، الذي يتظلل بغطاء رابطة مسلمي العالم، هدف ثابت في quot;تسليح الشباب المسلم بالثقة الكاملة في تفوق النظام الإسلامي على الأنظمة الأخرىquot;. وهو أكبر منظمة للشباب المسلمين في العالم وله أن يتباهى بموارد لا نظير لها. في العام 1991 أصدر المجلس كتاباً بعنوان (توجيهات إسلامية) جاء فيه quot;لنربِ أطفالنا على حب الانتقام من اليهود والطغاة، ولنعلمهم أن شبابنا سيحررون فلسطين والقدس عندما يعودون إلى الإسلام ويقومون بالجهاد في سبيل اللهquot;. كما تغص منشورات المجلس الكثيرة بخطابات قوية معادية للسامية والمسيحية، (أنظر: لورنزو فيدينو: غزو الإخوان لأوروبا).

وفي 20 مارس 2009 وجه المدعي العام الالماني عددا من التهم الى كل من أوزغور أوجونجو، الامين العام الجديد لمنظمة رؤيا الملة ( مللي غورش) الاسلامية وابراهيم الزيات، رئيس الجمعية الاسلامية في المانيا، ومازيك آيمان، الامين العام لمجلس المسلمين في المانيا، وجه لهم تهماً تتعلق بالفساد المالي والتطرف الديني ومخالفة القوانين السائدة. وقبل توجيه هذه التهم لهؤلاء القادة الاسلاميين اقتحمت الشرطة الالمانية مكاتبهم وبيوتهم وعثرت على ادلة دامغة تدين المتهمين. وفي مؤتمر صحفي أشار المدعي العام الألماني الى ان المبالغ التي حصلت عليها هذه المنظمات من خزينة الدولة والتي تقدر بنصف مليون يورو، تقدم عادة كمساعدات سنوية لمنظمات النفع العام، فضلا عن التبرعات التي تجمعها هذه المنظمات لم تصرف بالشكل المطلوب، قسم كبير منها يقدر بثلاث ملايين يورو حل في الجيوب الخاصة بهؤلاء القادة في عام 2008 والقسم الاخر تم ارساله عن طريق أشخاص وليس حوالات مصرفية الى منظمات متطرفة في العراق وافغانستان وغزة ومصر وباكستان. أما المبالغ المختلسة فقد صرفها هؤلاء المتهمون على شراء المباني السكنية والسياحية في المانيا وتركيا ومصر(د. سامي الرياع. المنظمات الإسلامية في المانيا متطرفة وفاسدة. مقال منشور في موقع العلمانيين العرب).


2ـ المركز الإسلامي في آخن جامع بلال.

وبينما اختار الفرع المصري للإخوان المسلمين من ميونخ قاعدة لعملياته في ألمانيا، فإن مقرات الفرع السوري تقع في آخن، وهي بلدة ألمانية قرب الحدود الهولندية. فالعاصمة السابقة للكارولنجيين، بجامعتها الشهيرة، هي الآن موطن لعدد كبير من السكان المسلمين بمن فيهم عائلة العطار الإخوانية السورية البارزة. وكان أول من انتقل إلى آخن من آل العطار هو عصام، الذي فرَّ من الاضطهاد في وطنه الأم في الخمسينيات عندما كان زعيماً للفرع السوري من الأخوان المسلمين. وسرعان ما تبعه أعضاء آخرون من الإخوان المسلمين. ومع الوقت، اتخذ إسلاميون من بلدان أخرى من مسجد العطار،مسجد بلال، في آخن قاعدة لعملياتهم. وآخن معروفة جيداً لكل أجهزة المخابرات في العالم، فمن استضافة الإرهابيين الجزائريين المطرودين إلى إدارة الأعمال الخيرية المصنفة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بوصفها جبهة مالية لحركة quot;حماسquot; الفلسطينية المتشددة. وقاعدة الاخوان المسلمين السوريين في آخن تقيم علاقات وثيقة مع نظيرتها المصرية، والموظفون يتناوبون بين المراكز الإسلامية في آخن وميونخ. وعلى سبيل المثال، جاء أحمد فون دينفر، وهو محرر مجلة quot;الإسلامquot; التي يصدرها مركز ميونخ الإسلامي، جاء من ميونخ إلى آخن. لكن، بقيت بينهما مسافة ما. فالإخوان المسلمون السوريون لم ينضموا قط إلى الجمعية الإسلامية في ألمانيا، وفضلوا على ذلك الاحتفاظ ببعض الاستقلالية. ( أنظر: لورنزو فيدينو: غزو الإخوان لأوروبا مصدر سابق).

ث منظمات الإسلام الشيعي:

1ـ المركز الإسلامي في هامبورغ.

هو مركز تابع لإيران وقد تأسس عام 1953 ويعني بشؤون المسلمين الشيعة. ويشرف المركز على رعاية الجوامع والحسينيات للمسلمين الشيعة. وتعتبر هامبورغ مدينة للإسلام الشيعي في المانيا وذلك نظراً للأعداد الكبيرة من الإيرانيين الذين يسكنونها.


2ـ جامع أهل البيت الجمعية الثقافية الإسلامية:

تأسس في مدينة مونستر الألمانية عام 1994. وله فرع في مدينة ديسبورغ. يعني بشؤون المسلمين الشيعة. اغلب الأعضاء من الإيرانيين...

هذا وبالإضافة الى ماذكر من جمعيات واتحادات الإسلام السياسي في المانيا، فإن هناك عدداً من الجمعيات الصغيرة للمسلمين البوسنيين والألبان. وكذلك هناك منظمات اسلامية للمواطنين الألمان من الذين اعتنقوا الإسلام. وهناك جمعيات تابعة لأبناء الطريقة الإسلامية الأحمدية. وهناك جمعيات تابعة لحزب التحرير، وأخرى لحركة quot; حماسquot; الفلسطينية. وهناك كذلك جمعيات تابعة لquot;حزب اللهquot; اللبناني، وهذه الجمعيات تختص بالتثقيف الحزبي وجمع التبرعات للمنظمة الأم في الوطن. وتقول دائرة حماية الدستور الألماني بان هذه الجمعيات تلعب دوراً واضحاً في عرقلة اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، وتنحو بهم باتجاه التقوقع والعزلة. كما رصدت الدائرة ميلاً لدى هذه الجمعيات الى الإنتشار الأفقي وبناء المزيد من الجوامع ودور العبادة، والحصول على اكبر قدر ممكن من الدعم والمساعدة المالية من الحكومة.

طارق حمو
[email protected]