سورة الفلق: ((قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق (2) ومن شر غاسق اذا وقب (3) ومن شر النفاثات فى العقد (4) ومن شر حاسد اذا حسد (5). ))

تفسير بن كثير المتوفى سنة 774 هجرية الآية: (ومن شر غاسق اذا وقب):
قال ابن جرير: وقال آخرون: هو القمر. وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد: حدثناأبو داود الحفري عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن أبي سلمة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فأراني القمرحين طلع، وقال: تعوذي با لله من شر هذا الغاسق إذا وقب. ورواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ولفظه: تعوذي با لله من شر هذا الغاسق إذا وقب. ولفظ النسائي: (تعوذي با لله من شر هذا، هذا الغاسق إذا وقب ) قال أصحاب القول الأول: وهو آية الليل إذا ولج، هذا لا ينافي قولنا، لأن القمر آية الليل، ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وكذلك النجوم لا تضيء إلا بالليل، فهو يرجع إلى ما قلناه، والله أعلم.


وقال البخاري في كتاب الطب من صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أول من حدثنا به ابن جريج يقول: حدثني آل عروة عن عروة، فسألت هشاماً عنه، فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر، حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا، فقال: ( يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه، قال: لبيد بن أعصم، رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقاً، قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاقة، قال: وأين؟ قال: في جف طلعة ذكر، تحت راعوفة في بئر ذروان ) قالت: فأتى البئر حتى استخرجه، فقال: هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين قال: فاستخرج فقلت: أفلا تنشرت؟ فقال: ( أما الله، فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا).

رواه الإمام أحمد أيضاً عن إبراهيم بن خالد عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: لبث النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، يرى أنه يأتي ولا يأتي، فأتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، وذكر تمام الحديث. وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره: قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدبت إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وعدة من أسنان مشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها.

تفسير الجلالين:
نزلت هذه السورة والتى بعدها (سورة الناس) لما سحر لبيد اليهودي النبي فى وتر به احدى عشرة عقدة فأعلمه الله بذلك وبمحله فأحضر بين يديه وأمر بالتعوذ بالسورتين، فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد خفة، حتى انحلت العقد كلها، وقام كأنما نشط من عقال.


أخرج البهقي فى دلائل النبوة عن طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال: مرض رسول الله (ص) مرضا شديدا فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذى عند رجليه للذى عند رأسه: ما ترى؟ قال: طب، قال وما طب؟ قال: سحر، وقال من سحره؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي، قال أين هو؟ قال فى بئر آل فلان تحت صخرة فى ركية، فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها فاذا فيها وتر فيه احدى عشر عقدة، وانزلت هاتان السورتان فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة:( قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس ).

تفسير القرطبي المتوفى سنة 671 هجرية:
ثبت في الصحيحين من حديث عائشة: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سحره يهوديّ من يهود بني زُرَيْق، يقال له لَبِيدُ بن الأَعْصم، حتى يخيلُ إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث ـ في غير الصحيح: سنة ـ ثم قال: (يا عائشة، أُشْعرت، أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه. أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رِجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي: ما شأن الرجل؟ قال: مَطْبوب. قال ومَنْ طَبَّهُ؟ قال لَبيد بن الأَعصم. قال في ماذا؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاطة وجفّ طلعةٍ ذكر، تحت راعوفة في بئر ذي أَوْران) فجاء البئر واستخرجه. انتهى الصحيح. وقال ابن عباس: أما شَعَرْتِ يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي. ثم بعث علِياً والزبير وعمار بن ياسر، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وهي الراعوفة ـ صخرة تترك أسفل البئر يقوم عليها المائح، وأخرجوا الجُفّ، فإذا مُشَاطة رأس إنسان، وأسنان من مُشْط، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر، فأنزل الله تعالى هاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العُقْد، وأمر أن يُتَعَوَّذ بهما، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد النبيّ صلى الله عليه وسلم خِفّة، حتى انحلت العقدة الأخيرة، فكأنما أُنشِط من عِقال، وقال: ليس به بأس. وجعل جبريل يَرْقِي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: (باسم الله أَرْقِيك، من كل شيء يؤذيك، من شر حاسدٍ وعَيْن، والله يَشْفِيك). فقالوا: يا رسول الله، ألا نقتل الخبيث. فقال: (أمّا أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أثيرَ على الناس شَرًّا).

تفسير الميزان، للطبطبائي المتوفى سنة 1401 للهجرة (1982 ميلادية):
سحر النبي (ص) رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالسورتين (الفلق والناس) وقال: ان رجلا من اليهود سحرك والسحر فى بئر فلان، فأرسل عليا فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي (ص) كأنما نشط من عقال.

سورة الناس: قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) اله الناس (3) من شر الوسواس الخناس (4) الذى يوسوس فى صدور الناس (5) من الجنة والناس (6)

تفسير القرطبي (ت 671 هـ)
قال مقاتل: إن الشيطان في صورة خنزير، يجري مِن ابن آدم مجرى الدم في العروق، سَلَّطه الله على ذلك، فذلك قوله تعالى: الَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. وفي الصحيح (صحيح البخاري): عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وهذا يصحح ما قاله مقاتل. وروى شَهْر بن حَوْشَب عن أبي ثعلبة الخُشنيّ قال: سأَلت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته، يداه في يديه، ورجلاه في رجليه، ومشاعبه في جسده، غير أن له خَطْماً كخطم الكلب، فإذا ذَكَر الله خنس ونكس، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه. فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب في الجسد، أي في كل عضو منه شعبة. وروي عن عبد الرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال ـ وقد كبِر سِنه ـ: ما أمِنت الزنى وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده! فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد، وهذا معنى قول مقاتل. ووسوسته: هو الدعاء لطاعته بكلام خفٍيّ، يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت. انتهى.

ميكى ماوس

لا أجد هذه التفاسير مقبولة، فهى تذكرأمورا لا يتقبلها العقل ولا المنطق. وعسى أن يلتفت اليها المفسرون أصحاب الاختصاص من مشايخنا الأجلاء الذين يضيعون أوقاتهم الثمينة بالفتاوى باقامة الحد على أصحاب الفضائيات أو تكفير طائفة من المسلمين أو اباحة دم (ميكى ماوس)!!!

وصفة مجربة

وهذه وصفة لمن يخافون الجن والشياطين، فقد أخبرنى أحد معارفى بأن زوجته قد جربتها وكف الجن والشياطين عن دخول غرفة منامهما، وهذه الوصفة هى: اقطع ليمونتين (نومي حامض) نصفين، وضع كل نصف فى زاوية من زوايا الغرفة الأربعة، ويستحسن تجديدها شهريا!!!.

يتبع

عاطف العزي

الحلقة (1)