بعد الجريمة الأرهابية التي حصلت في الهند، طرحت الأجهزة الأمنية الغربية سؤالا واقعياً مفاده: ماألذي يمنع من تكرار حدوث جريمة مشابهة في أوربا وامريكا يقوم بها الارهابيون، فالأجهزة الأمنية لايمكنها منع الاشخاص الانتحاريين الذين يطلقون الرصاص على الناس الابرياء.


وتعكس هذه المخاوف والأسئلة درجة الخطورة التي أصبح يشكلها بعض المسلمين الذين يعيشون في أوربا واميركا، وهي مخاوف مشروعة أذا علمنا ان المسلمين لم يحدث لديهم منذ جريمة 11 سبتمر أية تغيير وتطور نوعي ايجابي بأتجاه التخلص من الايديولوجيات والعقائد العدوانية التي تحرض على الكراهية وتكفير الأخر.


فأفكار المسلمين نحو الحضارة الغربية وديانة الأخر المختلف لم تتغير، وهذا الكم الكبير من الأحكام الفقهية والعقائد والايديولوجيات هو من أنتج المجاميع الأجرامية الأرهابية، وهو مازال على حاله يمتلك نفس المفعول في انتاج المزيد من التطرف خصوصا أصبح الأرهاب الان ينعم برعاية دول تستثمره كأداة لتحقيق المكاسب السياسية، مثلما تفعل ايران وسوريا في رعايتهما للتنظيمات الارهابية في لبنان وفلسطين والعراق واحتضانهما لتنظيم القاعدة، وهذه الرعاية جعلت الارهاب أشد خطورة على الأمن والسلام في العالم.


من المؤسف ان الكثير من المسلمين بعد جريمة 11 سبتمر لم يراجعوا أنفسهم ومعتقداتهم التكفيرية للأخر المختلف، وراحوا يهربون من مواجهة الذات باللجوء الى إلقاء اللوم على أمريكا والغرب واسرائيل، وتجاهلوا ان جرائم الارهاب موجهة كانت أولا نحو المسلمين أنفسهم، اذ ان على مدى التاريخ جرت معارك دامية بين الفرق والطوائف الاسلامية بسبب تكفير بعضها البعض، واستمر كل طرف محتفظاً بفكره التكفيري للأخر المسلم لغاية هذه اللحظة، فكيف الحال مع الفكر التكفيري للاخر المختلف غير المسلم ؟


لذا فمهما كانت الأحتياطات الأمنية شديدة، فأن جرائم ارهابية جيدة قادمة في أوربا واميركا شيء متوقع حدوثه - لاسامح الله - لأن الفكر الارهابي مازال حياً ويستهوي العديد من ذوي النزوع الاجرامي المتستر بغطاء الدين، ومؤكد ان المسملين ستتواصل خسائرهم المعنوية والمادية بسبب عجزهم عن اصلاح افكارهم والأقتراب من الله تعالى الذي يدعونا الى الخير والمحبة والسلام، والتفاعل مع عموم البشر وفق مبدأ الاخوة الانسانية.

خضير طاهر

[email protected]