ملاك طاهر في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية يلهو ويلعب أمام منزله بجانب كنيسة السيدة العذراء بالعديسات يصلي ويحضر مدارس الأحد، لا يعرف سوى الحب يعيش بمشاعر ملائكية، صدى ضحكاته شاهدة عليها أرجاء المنزل.


منبع سعادة لأبيه وأمه وأخوته، بالنظر داخل عيونه البريئة تراه الملاك جرجس أسعد شحاتة يعيش في قرية العديسات.
بيتهم ملاصق لجدار الكنيسة تعلم في مدارس الأحد الحب والتسامح والعطف على المسكين، يعيش حياة ملائكية على الأرض، ذات يوم استيقظ على صوت صارخ للغوغاء والدهماء وهتافات تصرخ quot;لا إله إلا الله الجهاد التام في سبيل الله، يا محمد فرق الشربات الكنيسة وقعت والقسيس ماتquot; يحملون في قلوبهم براكين أحقاد وكراهية وتحمل أياديهم شعلات نارية يقل لهيبها عن لهيب النيران بقلوبهم يقذفون نيرانهم هنا وهناك لحرق كنيسة وأخرى لحرق محل أو لحرق زريبة للبهائم أو لحرق منزل مسيحي.


الهدف حرق بيوت ومتاجر ومزارع الأقباط ، الكراهية والحقد دافعهم صرخ الملاك الطاهر النار النار النار... ومر اليوم.. نام المعتدين مستريحي الضمير بعد نجاحهم ونصرهم الباهر في معركة العديسات، أما الملاك لم يذق طعم النوم يستيقظ ويصرخ الحريق الحريق الحريق، النار هاتحرق الكنيسة هاتحرق البيت... إلى أن توقفت أنفاسه داخل صدره الرقيق، لقد مات.. مات الملاك.. من الخوف مات.. من الرعب مات.. ومعه الكثير من الأسئلة التي لم يجب عنها.
ماذا فعلت أنا وأهلي لتحرق بيوتنا وكنائسنا؟!
ماذا فعلنا لهم ليحرقوا أرضنا وحصادنا؟!
لماذا الكراهية للآخر؟! لماذا الحقد والضغينة للمسيحيين؟!
هل هؤلاء بشر مثلنا لهم قلوب بشرية يملأها الإنسانية؟ أين تلك الإنسانية؟ وماذا تكون؟!
هل الحرق والقتل وسفك الدماء يرضي الله؟!
أين رجال الأمن؟!


وملاك آخر الطفلة تريزا ما زالت بالمرحلة الإعدادية ابنة الشهيد كمال جرجس رأت أبيها ملقى على الأرض رأسه مفتوح!! ومخه خارج الجمجمة!! لم تعرف أنه أبيها لعدم وضوح معالم الوجه!! فالدماء غطت معالمه مات أبيها وترك بعد استشهاده بناته الثلاثة وابن بلا عائل؟!
مات ملاك العديسات الطفل جرجس أسعد شحاتة ومات قبل ذلك ملاك الكشح الطفلة ميسون غطاس ذات الإحدى عشر سنة والطفل رفعت فايز ذات الخمسة عشر عاماً.
مات هؤلاء الملائكة في دولة ضاع فيها الأمن والأمان واستباح التطرف والتخلف الملتحف بالدين حياة وأعراض و أموال المخالفين.
ونال ضابط الأمن محمد نور ترقية بتعيينه مدير أمن المنيا ليساهم بمجهوده في الاعتداء على دير أبو فانا بالتنسيق مع العربان وأحداث أخرى قرى المنيا!!


تم تصوير محمد الدرة وهو يموت وإظهار رصاصات الغدر على أنها كانت رصاصات إسرائيلية في حين أنها كانت فلسطينية مائة بالمائة ولكنه استغلال هذا الموضوع إعلامياً بمصر بشكل قوي أدى إلى اهتمام عربي موحد واهتمام رئاسي من الرئيس مبارك أدى إلى أرق شديد له، أماموت الملاك الطاهر جرجس شحاتة خوفاً ورعباً، وميسوم غطاس، ورفعت فايز، بحمد لله لم تورق دماء هؤلاء الأبرار السيد الرئيس ولا الأجهزة الأمنية المشتركة في الاعتداء على الأقباط.


أحبائي الشهداء لن ننساكم أبداً أنتم داخلنا ونحن نجاهد لنرفع قصة اضطهادكم عالمياً وهناك شرفاء وأمناء داخل وخارج مصر يعملون من أجل دمائكم الطاهرة هنيئاً لكم الأبدية، والحياة الملائكية.

مدحت قلادة
[email protected]

المراجع
تقرير الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب عن أحداث العديسات.