يسعى نظام ولاية الفقيه في مسعى جديد و خاص له بإثارة أمور من شأنها احداث نوع من الارباك و الخلخلة و الفوضى في الساحتين الاسلامية والعربية من اجل إشغال المنطقة و العالم بأزمة مفتعلة للتمويه على مخططات أخرى هدفها احداث خلل في الامنين القومي و الاجتماعي للمنطقة بشکل عام و المملکة العربية السعودية بشکل خاص.


ان تعاظم الدور الحيوي و الحساس للمملکة العربية السعودية على مختلف الاصعدة و بروزها بشکل تصاعدي، قد أتاح في نفس الوقت خدمة المسائل الخاصة بابراز و خدمة الدين الاسلامي و رفع کلمته في مختلف بقاع العالم، وان تعاظم هکذا دور ريادي لدولة عربية حريصة على الاسلام و شؤون المسلمين بشکل عام و الامة العربية بشکل خاص، لم يرق أبدا لنظام ولاية الفقيه حيث طفق يعمل و بصورة يغلب عليها التوتر و الانفعال للحد من بروز الدور السعودي و لئن کنا قد حذرنا وفي بداية التدخل السافر لهذا النظام في الشأن الداخلي اليمني، من أنه يستهدف دول عربية محورية مهمة مثل المملکة العربية السعودية و مصر بشکل خاص، و حذرنا أکثر من مرة من آفاق و تداعيات و تفاعلات تدخله السافر في اليمن و نبهنا الى أن الغاية النهائية لهذه الرسالة الايرانية هي المملکة العربية السعودية ولاسيما وان التحرکات المريبة للنظام في منطقة القرن الافريقي(إذ يبدو وکأنه قد جعل ثمة مرتکز له في اريتريا)، قد أکدت للعديد من الاوساط الاستخبارية بأن هذا النظام عازم على خلط الاوراق بقوة قبل أن تتم أية مفاوضات سياسية مهمة و حاسمة فيما يتعلق بملفه النووي کما أن حاجته قد صارت ماسة جدا لدفع انظار الشعب الايراني المغلوب على أمره للخارج والذي باتت شرائح کبيرة منه تعيش دون مستوى خط الفقر، وان إختيار اهدافا جديدة غير أهدافها السابقة التي مل منه الشعب الايراني و ضجر تعني لعبة جديدة لکسب المزيد من الوقت و مشاغلة العالم مرة أخرى بلعبة موت أخرى.


وکما هو واضح، فإن المتظاهرين الإيرانيين الذين رفضوا و بصراحة تامة التدخلات السافرة لبلادهم في کل من غزة و لبنان، وطالبوا بمنح الاهتمام لإيران ذاتها لحاجتها الماسة لذلك، فإن هذا النظام الجاهل و المتخلف يتصور بأن تغيير الاهداف من غزة و لبنان الى اليمن و المملکة العربية السعودية مثلا، سوف تنطلي على الشعب الايراني و العالم مثلما أخذهم الوهم في أنها ستغير من موازين القوى في المنطقة و تمنحهم مواقعا جديدة يتمکنون من خلالها فرض أجندتهم السياسية على المنطقة و العالم، لکن التصدي الشجاع و الباسل للجيش السعودي لتلك الشراذم المأجورة و المدفوعة قسرا و بهتانا ضد أمن و استقرار المملکة العربية السعودية أذهل العالم کله و انتزع اعجاب کافة الاوساط الاعلامية به ذلك أنه قد تمکن و بجدارة من فرض الارادة السعودية على سوح المواجهة و تطهير کافة الجيوب من دنس تلك التدخلات المريبة. وقطعا ان هذا النجاح السعودي الکبير قد أثار مشاعر الاحباط و الاستياء البالغين لدى نظام ولاية الفقيه ولاسيما وانها وبشکل او آخر ردت کيدهم الى نحرهم وهذا مما سيولد في أعماقهم مزيد من الحقد الاسود الاعمى ضد المملکة العربية السعودية بشکل خاص و ضد دول الخليج العربي الاخرى خصوصا البحرين و الکويت و الامارات و اننا و بحکم خبرتنا و معرفتنا بألاعيب و دسائس نظام ولاية الفقيه، فإننا نتوقع بأنه سيقدم على اثارة فتنة أو مشکلة أخرى لکي يغطي على هزيمته و خذلانه أمام الارادة السعودية ونعتقد أنه سيرمي بکل ثقله من أجل احداث ثمة ارباك و خلل في العمق السعودي بشکل خاص او في أية نقطة خليجية أخرى بشکل عام من خلال عناصره المأجورة او المندسة هنا و هناك ومن هنا نلفت انظار الجهات الامنية السعودية والخليجية لأخذ کافة الاحتمالات على محمل الجد و التحلي بالحيطة و اليقظة و الحذر لکي يفوتوا أية فرصة للأعداء للنيل من الامن و الاستقرار السعوديين ومثلما نجح أخوانهم في الجيش السعودي الباسل و رفعوا رأس کل مسلم و عربي، فإن الامر ذاته سيکون بعون الله من نصيب حماة الامن و الاستقرار داخل الاجهزة الامنية السعودية و الخليجية المختصة.


*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان