نعم.. تشيعوا سياسيا على الأقل، مدفوعين بإنتهازية سياسية ميزت خيارات التنظيم السياسي للجماعة منذ حرب احتلال العراق للكويت عندما اختار التنظيم الوقوف الى جانب النظام العراقي، و هي نفس الانتهازية التي جعلت حركة حماس تدير ظهرها لمحيطها العربي الطبيعي لتلقي بنفسها في الحضن الإيراني رغم كل التناقضات الأيدلوجية و الفكرية لتشكل تحالفا أعاد تشكيل منهج عمل المقاومة الاسلامية الفلسطينية و ترتيب أولوياته نحو الصراع الداخي!!

اليوم تخرج علينا الجماعة بموقف انتهازي أخر يكرس وقوعها تحت تأثير هيمنة التحالف الجديد عندما تطالب المملكة بوقف قتالها ضد الحوثيين و كأنه قتال ترفيهي يخوضه السعوديون للترفيه عن جنودهم و ليس قتالا للدفاع عن سيادة أراضيهم التي تعرضت للانتهاك و الإعتداء!!

و كان بإمكان تنظيم الجماعة أن يوجه ندائه للحوثيين بالكف عن العبث بمصير وطنهم و حقن دماء مواطنيهم التي تراق كل يوم منذ سنوات بلا مبرر أو قضية مشروعة و التوقف عن الاعتداء على سيادة الدول الأخرى، لكنه اختار بدلا من ذلك أن يطالب السعوديين بحقن دماء المعتدي و الكف عن مقاومة عدوانه، فمن حق السعودية وفقا لبيان التنظيم المليئ بالتناقضات أن تدافع المملكة عن حدودها وسيادة أراضيها، لكن المملكة و مليكها أكبر من أن تفعل ذلك وفقا للبيان، و لا أدري ما هو أكبر من واجب حماية الوطن و رد الاعتداء عنه؟!

مرة أخرى يختار قادة التنظيم السياسي لجماعة الأخوان المسلمين في مصر الوقوف في الجانب الخاطئ و كأنهم لم يستوعبوا شيئا من دروس و عبر موقفهم من عدوان نظام صدام حسين على جيرانه العرب عام 90م و الذي مازالوا يسددون ثمنه حتى اليوم من رصيدهم السياسي و الجماهيري على مستوى الوطن العربي!!

و على أي حال، من اختار أن يجد مبررا لعدوان حزب الله اللبناني على سيادة وطنه، لن أنتظر منه مبررا لحق وطني في الدفاع عن سيادته ضد عدوان حزب الله اليمني!!

[email protected]

*كاتب سعودي