في اجازة منتصف العام في السعودية -كالعادة -تدافع السعوديون الى الهرب كما يفعلون في كل اجازة حتى ولو كانت مدتها يوما واحدا فتراهم في مقاهي الحسين وعلى النيل،وتجدهم في اختناق جسرالملك فهد متجهين الى البحرين وتراهم في مجمعات دبي و(مولاتها )الضخمة وخاصة مع العروض المغرية لهذه المدينة حيث الليالي المجانية في الفنادق والمصحوبة بسيارات مجانية من أجل تشغيل هذه المدينة وإشغالها عن الأزمة التي تمربها.

الخطوط السعودية برحلاتها الأصلية والاضافية وطيران الميدل ايست والطيران الاقتصادي مثل سما وغيره تسابقت في حمل السعوديين نحو سوليدير بيروت.

بيروت بدت هذه المرة أكثر تفاؤلا وراحة؛ سألتني احدى اللبنانيات مستغربة هذا الازدحام :quot;شو ؟في عنكن فرصة في السعودية ؟quot;وهي تقصد اجازة لكنها فعلا (فرصة )بالنسبة للسعوديين للهرب و(فرصة) للبنانيين لموسم (الحلب الخليجي) حيث تتضاعف الأسعار ويصبح ثمن المقعد الواحد في السوليدير خمسين دولارا وهو مبلغ زهيد ويدل على قناعة اللبنانيين فلو تضاعف هذا الرقم سيظلون يجدون من يدفع لهم وكما قالت جدتي :(رزق الهبل على المجانين )..ولا تستطيع أن تلوم اللبنانيين على استغبائك واستغلالك لأن معظم جماعتنا يساعدونهم على ذلك..فبأي حق تلومهم ؟

يمتمركز السعوديون في السوليديرحيث الموسيقى والأراجيل أما ما يعرض في هذه المقاهي وعلى شاشاتها -وبدون استثناء -فهو الدوري السعودي وتحول الشارع الى مدرج كرة قدم بطول الشارع وعرضه وقد قسمت جماهير النصروالهلال نفسها بين المقاهي بالعدل والتساوي دون اختلاط أو تداخل تماما مثلما يحدث في مدرج الملك فهد،ولعلها المرة الأولى التي أجرب بها متابعة المباريات في مكان عام وأستمع لصرخات التشجيع الحية.

ولا داعي للاستغراب من هذا التمركز في شارع واحد تاركين وراءهم بلد رائع الجمال بثلوجه وأرزه وبحره وجباله ومقاهيه المعلقة بين الغيوم لأن الهدف من السفرعندنا -ومن زمان- ليس التعرف على مدن جديدة والاستمتاع بحضارتها وطبيعتها وانما الهدف هو أن يشاهد السعوديون بعضهم البعض حيث الاستعراضات والتعليقات وهو مالا يتاح لهم كثيرا في بلدهم وللحديث بقية

ريم الصالح

[email protected]

reemalsaleh.blogspot.com