من کثرة ما جرت العادة في أوطاننا على الکتابة في مناسبات محددة و وفق سياقات و أطر محددة سلفا، کرهت الکتابة في المناسبات و سعيت للنأي عنها بعيدا قدر الامکان وهو امر يشارکني فيه العديد من الکتاب و المثقفين على إختلاف مشاربهم و أفکارهم و أعراقهم ولطالما مقتت الشريحة المثقفة و بقوة اسلوب الکتابة في المناسبات سيما في ظل أنظمة حکم تصادر الحريات و تکبتها و لاتسمح إلا بأصوات نشاز و مبحوحة تمجد في فضائل القائد الذي تارة يلقب بالاخ و أخرى بالفذ أو الضرورة. غير أنني و بعد أن لملمت حاجياتي و وليت وجهي صوب أرض الله الواسعة وجدت أن للمناسبات فعلا طعمها و مذاقها سيما إذا ماکانت نابعة من القلب و الوجدان و تعبر عن ماهية الانسان، و عندما مر يوم الحادي و العشرين من آيار، صعقت عندما لم أنتبه الى أن لهذا التأريخ صلة غير عادية و استثنائية بي و وفوجئت بنفسي أجلد روحي لأنني لم أبارك غيداء الاعلام العربي برمته إيلاف المتألقة حتى في أعين عذالها و کائديها، وشعرت بندم بالغ غير أنني لم اردد(لات حين مناص) وانما صحت في أعماقي بأن إيلاف التي کانت و ستبقى غير عادية و تقفز على کل الحواجز المألوفة و الروتينية سوف لن ترد عن شباکها روميو کوردي هبط من قمم جبال کوردستان ليسجل في ديوانها المترامي نفسه عاشقا مولها ويفترش رمال أحرفها العربية.


إيلاف، التي عبرت الآفاق و کسرت الحدود و فتحت الزنزانات و غيرت الاحکام و فرضت نفسها(حبا أو رغما)، تتمختر في عامها التاسع و تسجل مرة أخرى حضورا استثنائيا مميزا و تؤکد للجميع و على مختلف الاصعدة أنها قد أصبحت من الارقام الصعبة التي تمتلك وقعها و صداها الخاصين ويکفي إيلاف فخرا إنها إذا ماقالت أو عبرت عن أمر ما، فإن کل الدنيا تردد مانشرته إيلاف و تأخذه على محمل الجد و اليقين وأمر عادي و أکثر من مألوف أن يعشق کل صاحب قلم و فکر هکذا منبر کبير بحجمه و واسع بصدره و عظيم بحضوره و مترامي بآفاقه.


إيلاف، المعروفة بکثرة عشاقها و مريديها، حتى أنها تکاد أن تکون مصداقا لبيت اڵشعر المعروف لأبي فراس الحمداني(فقلت کما شاءت وشاء لها الهوى: قتيلك! قالت: أيهم فهم کثر) إذ أن المرء عندما يعلن عن عشقه لها فإنه يتذکر بأنه سيغدو في نهاية المطاف مجرد رقما بين أرقام الکثير منها کبيرة بثقافتها و منزلتها و حضورها.

نزار جاف