في إحدى أماسي عطلة نهاية الأسبوع، دخلت إلى المركز الثقافي في منطقة quot; فستربغوquot; من العاصمة كوبنهاكن، وقبالة كافتريا المركز quot;خُط على لوحة مرئية quot; زاوية الضحك quot;..!!
أكثر من ستين رجلا وامرأة يضحكون..!!

تقدمت نحوهم لأعرف السبب..!
ولكني لم أجد شيئا، سوى إنهم ينظرون إلى بعضهم ويضحكون..!!
تناولت نشرة صغيرة من على إحدى الطاولات، وفهمت منها إن quot; زاوية الضحك quot;، هي نصف ساعة أسبوعية، ضمن مشروع أقامه المركز الثقافي..!

سبقتْ فترة الضحك هذي، محاضرة ألقاها احد المتخصصين، عن فوائد الضحك الجسدية والنفسية..الخ.
قلتُ في سري :quot; حقا إنهم بطرانين quot;..! كيف يمكن للمرء أن يضحك لمجرد أن يقولوا له اضحك..!!
فضولي دفعني إلى أن انتظر، وفجأة أثارتني طريقة احدهم في الضحك..!

فشرعت بدوري اضحك على طريقة ضِحكه، فنظر لي آخر وانفرط في نوبة ضحك....لقد كان يضحك على طريقة ضحكي..!
سحبتني يد احدهم برفق إلى وسطهم، وصرتُ فردا من عائلة الضحك... نضحك ونضحك....!!

بعد أن انتهت الفقرة، دعاني احدهم إلى أن اشرب شيئا على حسابه، وصرنا نتحدث بمودة، كأننا نعرف بعضنا من عهد quot; فرعون quot;.
ياإلهي أي فرحة وصفاء ذهن شعرت به بعد ذلك،وأنا الذي أتى قبل نصف ساعة مهموما بكل ويلات بلدي العراق،وويلات العالم..!
هل كنا نضحك بدون سبب؟!!

في تلك الليلة تعلمتُ: إن المثل العربي القديم من quot; إن الضحك بلا سبب من قلة الأدب quot; هو مثل قمعي تسلطي فارغ.
والشيء الثاني : هو اكتشافي إن هنالك لغة أخرى للتواصل مع آخرين لااعرفهم هي لغة الضحك..
إحدى غرائز الإنسان الدافئة التي تقمعها تربيتنا الاجتماعية أحيانا وتمسخ حينها إحدى صفاتنا الإنسانية الجميلة.

ضياء حميو
[email protected]