يكشف تقرير لوكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية الأهداف الحقيقية لتنظيم رؤيا الملّة (Mili Guuml;rouml;s) حيث تشدد رؤيا الملة، بشكل متزايد في هذه الأوقات، على استعداد أعضاءها للاندماج في المجتمع الألماني وتؤكد دعمها للقوانين الأساسية، بيد أن أمثال هذه التصريحات تتأتى عن حسابات تكتيكية بأكثر مما تنبع من أي تغيّر داخلي في التنظيم( أنظر: تقرير دائرة حماية الدستور الألماني 2004).

ورؤيا الملة يروج لأجندة شبيهة بأجندة الجمعية الإسلامية في ألمانيا، حتى إن كان هدفه أكثر محدودية. لكن، كل من رؤيا الملة والجمعية الإسلامية في ألمانيا يتعاونان في العديد من المبادرات. كما توجد بينهما روابط عائلية. فابراهيم الزيات رئيس الجمعية الإسلامية في المانيا متزوج من صبيحه أربكان، أخت محمد صبري أربكان، رئيس تنظيم رؤيا الملة. وأم الشقيقان، صبيحة ومحمد، بدورها تعمل في السياسية وتدير منظمة نسوية إسلامية هامة في ألمانيا. وعائلة الزيات ناشطة أيضاً. فوالد إبراهيم الزيات يعمل إماماً لمسجد ماربورغ؛ كما ويعمل باقي أفراد عائلته في منظمات إسلامية. ويلاحظ أودو أولفكوته، وهو أستاذ للعلوم السياسية ومتخصص في مكافحة التجسس في جامعة لونبيرغ وخبير في الإرهاب الإسلامي، أن آل أربكان وآل الزيات يقودون شبكات من المنظمات الهادفة إلى نشر التطرف، في المجتمعات التركية والعربية في ألمانيا.

الجمعية الإسلامية في ألمانيا ومعها تنظيم رؤيا الملة ناشطان في مساعيهما لزيادة تأثيرهما السياسي ليصبحا الممثلين الرسميين للمجتمع المسلم في ألمانيا برمته. فإلى جانب ميزانيتيهما الممنوحتان بسخاء(...) تقدم مساجدهما خدمات اجتماعية، وتنظم مؤتمرات، وتوزع أدبهما القومي. ( أنظر: لورنزو فيدينو. بحث بعنوان: غزو الإخوان المسلمين لأوروبا. والباحث نائب مدير معهد مناهضة الإرهاب. واشنطن).

يقول أولفكوته في كتابه ( الحرب في شوارعنا: كيف يريد الإسلاميون المتطرفون السيطرة على ألمانيا) عن الزيات quot;إن السياسيين والأحزاب من مختلف المشارب يحاولون الوصول إليهquot;. فعلى سبيل المثال، دعتْ أكاديمية برلين الكاثوليكية الموقرة الزيات ليقدم وجهة نظر المسلمين في لقاء الأديان الذي نظمته الأكاديمية في نوفمبر 2002. كما يربط سياسيون ألمان ومؤسسات مسيحية أنفسهم برؤيا الملة في مبادرات متنوعة. وقد أكدت (Mili Gazete)، الجريدة الرسمية الناطقة بلسان حال رؤيا الملة، ذات مرة أن quot;رؤيا الملة هي الترس الحامي لأخوتنا المواطنين من الذوبان في أوروبا البربريةquot;. ومع ذلك، يلتقي السياسيون الألمان مع ممثلي رؤيا الملة بشكل منتظم لمناقشة قضايا الهجرة والاندماج( أنظر في هذه القضية، أيضاً، كتاب الدكتور بسام طيّبي: الشمولية الجديدة: الحرب المقدسة وأمن الغرب).

كما يتحدث أولفكوته، في كتابه الآنف الذكر، عن علاقة بين الزيات وخليّة هامبروغ، ويقول أن الشرطة الألمانية عثرت على رسائل من بعض اعضاء الخلية موجهة الى جامع ماربورغ، والى شخص فاروق الزيّات، والد ابراهيم الزيّات.

واقعة أن شخصاً مثل أحمد الخليفة، الأمين العام للجمعية الإسلامية في ألمانيا، يمثل الإسلام أمام أعضاء البرلمان الذين يناقشون التسامح الديني، تُظهر نجاح مساعي المنظمات المرتبطة بالإخوان في نيلها القبول ممثلةً للمسلمين الألمان. لقد وصف مكتب حماية الدستور هذه المساعي بشكل حسن، بقوله أن رؤيا الملة (والجمعية الإسلامية) quot;تجهد للهيمنة على منظمات واتحادات المسلمين الإقليمية والقومية، التي تحوز أهمية متعاظمة كأطراف محاورة للدولة وكسلطات كهنوتية، ولتوسع، تالياً، نفوذها داخل المجتمع( أولفكوته: الحرب في مدننا. مصدر سابق).

هذا الميل إلى التوحد خطى خطوة نحو الأمام في عام 1994عندما أدرك الإسلامويون الألمان أن تحالفاً موحداً سيُترجم إلى ترابط وتأثير سياسيين أكبر. فأنشأت تسع عشر منظمة، بما فيها الجمعية الإسلامية والمركز الإسلامي في ميونخ والمركز الإسلامي في آخن، منظمة شاملة، المجلس الإسلامي. وتبعاً لضابط استخبارات ألماني رفيع، فإن تسعاً على الأقل من هذه المنظمات التسع عشر تخص الإخوان المسلمين.

وكانت الصحافة الألمانية قد أجرت مؤخراً تحقيقات عن رئيس المجلس، نديم إلياس، وهو طبيب سعودي ألماني الثقافة ومسئول في المركز الإسلامي في آخن. وقد ربطت صحيفة( دي فيلت) إلياس بكريستيان غانزيرسكي، أحد أفراد تنظيم quot;القاعدةquot; وقد اعتقل مؤخراً بوصفه العقل المدبر للهجوم على كنيس يهودي في تونس عام 2001. وقد أخبر غانزيرسكي، وهو ألماني من أصول بولندية تحوّل إلى الإسلام، أخبر السلطات أن quot;القاعدةquot; جندته في الجامعة الإسلامية في المدينة حيث أرسله إلياس للدراسة. وقد قال إلياس إنه لا يتذكر أنه التقاه لكنه لم ينكر إمكانية أن يكون غانزيرسكي، الذي لم يُتم دراسته الجامعية، أحد الأفراد العديدين الذين أرسلهم عبر السنين إلى مدارس متطرفة في الخليج. وقد دفع مانحون خليجيون نفقات غانزيرسكي. ولم يكن غانزيرسكي وحيداً. فقد اعترف إلياس أنه أرسل المئات من المسلمين الألمان للدراسة في واحدة من أكثر الجامعات تطرفاً في الخليج. والمجلس، إذ يصور نفسه كمنظمة جامعة لمنظمات المسلمين في ألمانيا، كان قد أصبح، إلى جانب الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، ممثلاً بحكم الأمر الواقع لثلاثة ملايين مسلم ألماني. ورغم أن الجمعية الإسلامية عضو في المجلس، فإن المنظمتين تعملان على نحو مستقل في غالب الأحوال. واستقلالهما الظاهري هذا مدروس. إذ يقوم الإخوان المسلمين بخداع السياسيين الألمان الذين يعتقدون أنهم يستفتون طيفاً من الآراء، بوجود هذا العدد من المنظمات العاملة تحت أسماء مختلفة. فوسائل الإعلام تسعى إلى مسئولي المجلس عندما تريد أن تستطلع رأي المسلمين في أي شأن من الشئون، من النقاش حول الحجاب في المدارس العامة، إلى الحرب في العراق، وما سواهما. والسياسيون يسعون إلى الحصول على موافقة المجلس عندما يريدون الوصول إلى المجتمع المسلم (أنظر: لورنزو فيدينو. بحث بعنوان: غزو الإخوان المسلمين لأوروبا. مصدر سابق).

والعديد من السياسيين الألمان غير مطلعين على الإسلام ولا يدركون أن وجهة نظر الإسلام وتأويله اللذان يعبر عنهما المجلس، وكما تعبرعنهما الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، إنما هي وجهة نظر وتأويل الإخوان المسلمين وليسا خاصين بالإسلام التقليدي. وتبعاً لذلك، يعبر المجلس عن معارضة كلية لأي حظر على الحجاب، ويدعم التعليم الإسلامي ذا المسحة الوهابية في المدارس، ويٌصادق على موقف متطرف حول الوضع في الشرق الأوسط. وبينما يُصادق الكثير من المسلمين على هذه الآراء، فإن المشكلة هي أن المجلس لا يُمثل ولا يتسامح مع الآراء المخالفة. إذ تفتقر جماعات المسلمين الألمان المعتدلة إلى تمويل وتنظيم الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين. وبلغة الأرقام، فإن المجلس ومكوناه الأكثر أهمية، الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، يتسيدون مشهد التأثير على المجتمع المسلم، والمصداقية السياسية. فمع التمويل الوافر، تدبر الإخوان المسلمين أمرهم ليصبحوا صوت المسلمين في ألمانيا( أنظر: كتاب أودو أولفكوته: الجهاد في أوروبا: كيف يهدد الإخوان المسلمون مجتمعاتنا؟.).

ومؤخراً، شعر الجمهور الألماني بالصدمة لسماعه الوعظ الذي يُقدم في المساجد والمدارس الممولة من بعض دول الخليج. ففي خريف عام 2003، سرّبت كاميرا خفية، نصبها صحفي من تلفزيون ARD الألماني، من أكاديمية اسلامية في بون، وسجلت ما يتعلمه الأطفال المسلمين الصغار. إذ دعا أحد المعلمين إلى الجهاد ضد الكُفار. وبينما استدعت الصور توبيخاً من السياسيين الألمان، فإن النقاش العقيم حول التأثير الخليجي على المسلمين الألمان لم يؤدِ إلى تغيّر ملموس( أنظر: تقرير دائرة حماية الدستور الألماني 2003).

وبينما عمل الإخوان المسلمون وممولوهم(...)على توطيد النفوذ الإسلاموي في المجتمع المسلم في ألمانيا، فإنهم لم يقيدوا تسربهم إلى ألمانيا. ونتيجةً للتمويل الأجنبي السخي، والمنظمات الموسوسة، وسذاجة النُخب الأوروبية، حققت المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين مواقع بارزة في أوروبا. ففي فرنسا، أصبح اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا منظمة بارزة في المجلس الإسلامي التابع للحكومة. وفي إيطاليا، اتحاد التجمعات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا هو الشريك الرئيس للحكومة في الحوار فيما يخص القضايا الإسلامية في إيطاليا. وكلا الاتحادان منظمة متطرفة( أنظر: لورنزو فيدينو. بحث بعنوان: غزو الإخوان المسلمين لأوروبا. مصدر سابق).

وبالتوازي مع مساعي الاتحاد الأوروبي إلى الاندماج، يسعى الإخوان المسلمون أيضاً إلى توحيد وكلائهم المتعددين في أوروبا. فقد أنشأ الأخوان المسلمون خلال الأعوام الخمس عشر السابقة سلسلة من المنظمات في كل أوروبا، مثل فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا، حيث يمكن لممثلين من المنظمات القومية أن يلتقوا ويخططوا لمبادراتهم. وربما كان أكبر ارتباط لتنظيم الإخوان المسلمين عبر أوروبا كلها هو ارتباطهم مع منظمتهم الشبابية، كما مع الجمعية الإسلامية في ألمانيا. ففي حزيران 1996، ضمّتْ منظمات شبابية من السويد وفرنسا وإنكلترا قواها إلى فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا والمجلس العالمي للشباب المسلم لإنشاء منظمة شبابية أوروبية مسلمة. وبعد ثلاثة أشهر من ذلك، اجتمع خمس وثلاثون ممثلاً من أحد عشر بلداً في لايسستر وأطلقوا رسمياً منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الأوروبية المسلمة، ومقره في بروكسل(أنظر في صدد هذه المعلومات كتاب أولفكوته الأخير: SOS Abendland Die Schleichende Islamisierung Europa. ويتحدث فيه المؤلف بشكل تفصيلي عن نشاطات منظمات الإسلام السياسي في ألمانيا وبقية الدول الأوروبية، ويرصد تمويلها واهدافها. كما يمكن مراجعة الموقع على الإنترنت والذي يوثق أخبار منظمات الإسلام السياسي الواردة في الصحافة الأوروبية. وهو موقع يٌشرف عليه أولفكوته شخصياً. وأنا أبحث في الموقع وجدت اعلاناً للكتاب الجديد الذي نزل إلى الأسواق مطلع شهر تموز 2009 للمؤلف، وعنوانه: Vorsicht Buuml;rgerkrieg! وترجمته للعربية: أحذروا الحرب الأهلية!.).

وتبعاً للمنشورات الرسمية الصادرة عن منتدى المنظمات الشبابية والطلابية، فإن المنتدى هو quot;شبكة تتألف من 42 منظمة وطنية ودولية تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً مختلفاًquot;. وقد أكد المنتدى في عام 2003 بفخر أنه أصبح خلال الأعوام الأربعة المنصرمة صوت الأمر الواقع للشباب المسلمين في أوروبا. والمنتدى يتشاور بشكل منتظم حول القضايا التي تخص المسلمين في أوروبا. كما طوّر صلات مفيدة له مع: البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، والأمم المتحدة، ومنتدى الشباب الأوروبي، بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات غير الحكومية ذات الصلة على المستوى الأوروبي. وإبراهيم الزيات، الذي شغل منصب الرئاسة إلى أن أجبره تورطه في ألمانيا على التخلي عن منصبه، استخدم منبر المنتدى ليخاطب البرلمان الأوروبي. ولأن تنظيم الإخوان المسلمين يقدم الجسم البشري للمنظمات المكوِّنة للمنتدى، فهو يقدم quot;صوت الأمر الواقع للشباب المسلم في أوروباquot;. وبينما يدعي المنتدى أنه quot;مشتبك في محاربة الغبن على الصعد كافة، بحيث يكون مستقبل أوروبا مستقبل متعدد الثقافات وشامل ولائقquot;، فإن مثل هذه التصريحات تغدو خاوية بالنظر إلى موقف المشرفين عليه مثل المجلس العالمي للشباب المسلم الذي يعتقد أن quot;اليهود أعداء الإيمان والله والملائكة؛ فاليهود أعداء الإنسانيةquot;( أنظر: لورنزو فيدينو. بحث بعنوان: غزو الإخوان المسلمين لأوروبا. مصدر سابق).

لقد ساهم التمويل الوافر والمنظمات الكثيرة في نجاح الإخوان المسلمين في أوروبا. إلا أن قبولهم في التيار السائد من المجتمع وصعود نفوذهم دون تحدٍ ما كان ليكون ممكناً لو أن النخب الأوروبية كانت أكثر تيقظاً، وأعطت للأمور الجوهرية قيمة أكبر من الخطابة، وفهمت دوافع أولئك الذين يمولون ويبنون هذه المنظمات الإسلامية. فلِمَ كان الأوروبيون سُذج إلى هذا الحد؟.

يعتقد الدكتور بسام طيبي، وهو أستاذ ألماني من أصل سوري وخبير في الإسلام في أوروبا، أن الأوروبيين- والألمان تحديداً- يخشون أن يُتهموا بالعنصرية. فالمتطرفون وقد استعاروا مسوح الحملان تعلموا أن بإمكانهم إسكات الجميع تقريباً عبر اتهامهم برُهاب الأجانب. فأي نقد يوجه إلى المنظمات المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين يستتبع احتجاجات عنيفة على العنصرية والتحامل على المسلمين. والصحفيون الذين لا يهابون رافعي الدعاوى هؤلاء يُغرقون في بحر لا قاع له من المحاكمات القضائية الفاشلة، لكن باهظة التكاليف. فما يفشل في فهمه غالبية السياسيين الأوروبيين هو أنهم باجتماعهم مع المنظمات المتطرفة، إنما يمكنونها ويسلمون بشرعية الإخوان المسلمين. وثمة مصادقة ضمنية على أي لقاء معهم، خصوصاً عندما يتجاهل هؤلاء السياسيون ذاتهم أصواتاً أكثر اعتدالاً ليس لها منافذ إلى التمويل السعودي السخي. وهذا ما يخلق دائرة مستديمة من التطرف، ذلك أنه كلما زادت شرعية تنظيم الإخوان المسلمين، كلما تعاظمت فرصته وفرصة جماعاته الوكيلة في التأثير على المجتمعات المسلمة الأوروبية المتنوعة ودفعها إلى التطرف. (أنظر: لورنزو فيدينو. بحث بعنوان: غزو الإخوان المسلمين لأوروبا. وكذلك كتاب هنريك. أم. برودر: لقد أنهزمنا!).

هذا وتزداد المنظمات الاسلامية في المانيا وخاصة قياداتها تطرفا وفسادا وتمردا على القانون. ففي 20 مارس 2009 وجه المدعي العام الالماني عددا من التهم الى كل من السيد أوزغور أوجونجو، الامين العام لمنظمة( مللي غورش) الاسلامية والسيد ابراهيم الزيات، رئيس الجمعية الاسلامية في المانيا، والسيد مازيك آيمان، الامين العام لمجلس المسلمين في المانيا. الاول ولد في المانيا من أصل تركي، والثاني من مواليد المانيا وأصل مصري، اما الثالث فهو من مواليد تركيا ويقيم في المانيا منذ زمن طويل. وأهم التهم التي وجهها المدعي العام لهؤلاء المتهمين هو الفساد المالي والتطرف الديني ومخالفة القوانين السائدة. وقبل توجيه هذه التهم لهؤلاء القادة الاسلاميين اقتحمت الشرطة الالمانية مكاتبهم وبيوتهم وعثرت على ادلة دامغة تدين المتهمين. وفي مؤتمر صحفي أشار المدعي العام الى ان المبالغ التي حصلت عليها هذه المنظمات من خزينة الدولة والتي تقدر بنصف مليون يورو، تقدم عادة كمساعدات سنوية لمنظمات النفع العام، فضلا عن التبرعات التي تجمعها هذه المنظمات لم تصرف بالشكل المطلوب، قسم كبير منها يقدر بثلاث ملايين يورو حل في الجيوب الخاصة بهؤلاء القادة في عام 2008 والقسم الاخر تم ارساله عن طريق أشخاص وليس حوالات مصرفية الى منظمات متطرفة في العراق وافغانستان وغزة ومصر والباكستان. أما المبالغ المختلسة فقد صرفها هؤلاء المتهمين على شراء المباني السكنية والسياحية في المانيا وتركيا ومصر(د. سامي الرياع. المنظمات الإسلامية في المانيا متطرفة وفاسدة. مقال منشور في موقع العلمانيين العرب).

إن قواعد التمويل الخلفية للمجموعات الإرهابية العربية موجودة في الغرب، واجهات عديدة تحت آلف مسمى ومسمى. لو لم تكن quot;غزوةquot; نيويورك وواشنطن الآثمتين تلك، لكان هؤلاء تابعوا حصادهم في quot;هبشquot; وتجنيد قطاعات الشبان المسلمين في الغرب، والتغلغل السرطاني بين صفوفهم، وكل شيء في النور وفي ردهات المساجد المفتوحة من مال دافعي الضرائب الغربيين. لقد أفسدت إجراءات quot;مكافحة الإرهابquot; الغربية جانباً مهماً من عملية quot;طول البقاءquot; ومنهجية أسلمّة quot;ديار الكفرquot; الممولة مالياً ولوجستياً من (التنظيم العالمي للأخوان المسلمين) وبقيّة الشبكات الأخطبوطية التي تشكّل واجهة الإسلام السياسي الناهض في الشرق العربي. ولولا التشدد في مراقبة المشبوهين من الدعاة والأئمة ومسؤولي الجمعيات الإسلامية، لما أمكن قطع كل هذه التبرعات عن المنظمات الدموية في العالم العربي. لولا قوانين الطوارئ وquot;الحرب على الإرهابquot; لما تمكن القضاء الألماني مثلاً، من وضع شريك آثم في عملية قتل آلاف الأبرياء هو المغربي منير المتصدّق خلف قضبان العدالة، وكف شروره وشرور quot;جهادهquot; الأمار بالسوء عن المجتمع الألماني، مدة خمسة عشر عاماً ( طارق حمو. كذبة اندماج المسلمين في اوروبا. موقع quot;ايلافquot; الإلكتروني 20 يناير 2007).

ويتحدث فيليب جينكينس في كتابه( قارة الله: حول الأزمة الدينية في أوروبا ومستقبل الإسلام والمسيحية) عن ظل الإسلام في أوروبا، وكيف تنشغل تنظيمات الإسلام السياسي ببناء المراكز الدينية والجوامع التي تربط المسلمين بوصايا الله، أو بالشريعة الإسلامية. ودور التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في نشر التفسير الإصولي للإسلام، والذي يحول المعتقد اليقيني الشخصي إلى رسالة فاعلة لاتكف عن الحركة وquot;الجهادquot; حتى تنشر فكر quot; الإسلام دين ودولةquot; في عقر دار المسيحية التقليدية، اي في القارة الأوروبية...

طارق حمو
[email protected]