إرتفعت أصوات طيور الظلام هذه الأيام في مصر ضد كل من الدكتور سيد القمني والمحامية نجلاء (كاترين) الإمام. الأول بسبب حصوله علي جائزة الدولة التقديرية والثانية بسبب إعلان تحولها إلي المسيحية. وإن كان quot;القمنيquot; قد وجد من يسانده في الحرب الشرسة الموجهة ضده علي الأقل من جانب بعض الأقلام الليبرالية واليسارية, ولكن مسكينة quot;كاترينquot; فهي تواجهه بمفردها كل قوي التخلف والرجعية. حتي أن الأستاذ محمد الباز وهو محسوب علي التيار المعتدل قد خصص عمودة في جريدة الفجر ولمدة أسبوعين متتالين للهجوم عليها وتشويه صورتها. إنقلبت الدنيا علي رأس القمني وكاترين ولم يعد لأجهزة الإعلام سوي الحديث عنهما. ولم يكتفوا بتشويه صورتيهما أمام الإعلام بل تعددت البلاغات ضدهما للنائب العام حتي وصلت بالمئات, ورفعت علي كل منهما العديد من القضايا, بل الأمر تعدي ذلك بتهديدات بالتصفية الجسدية, وهذا ما نخشاه.
السؤال الذي نطرحة هنا لماذا كل هذا الهجوم وهل جائرة تقدر قيمتها بأقل من أربعين الف دولار أمريكي, وهل تحول محامية مصرية يستحق كل هذا الصخب والضجيج؟؟ وفي محاولتنا الإجابة علي هذا السؤال نجد أن طيور الظلام قد أصبح لها مخالب وأنياب وأستطاعوا أن يكون لهم الصوت العالي في مصر بعد أن أخمد هذا الصوت في نهاية العقد الماضي والسنوات الأولي لهذا العقد. فقد أمتلكوا المال ومن خلاله إستطاعوا أن يدسوا عناصرهم في أجهزة الإعلام المختلفة وأن يجندوا عناصر إعلامية أخري, فأصبح لهم رجالهم في كل قناة فضائية وجريدة وموقع إلكتروني. ولأول مرة يكون لدي الفكر الوهابي بعد نظر في مسألة من المسائل ألا وهي الإهتمام بالإعلام والإعلاميين.

الشئ الثاني أن جائزة الدولة وقيمتها المادية البسيطة لشخصية كالقمني, أو تحول محامية للمسيحية, الأمران في حد ذاتهما لايمثلا أية أهمية فقيمة الجائزة لا تهم طيور الظلام ولا تحول فرد مسلم للمسيحية سيهدم الإسلام أو ينتقص من عدد المسلمين. فهم يعلمون أن محاولاتهم سحب قيمة الجائزة من القمني ستفشل, وكذلك لا أمل لديهم في رجوع كاترين للإسلام مرة ثانية, القضية هي قضية تسير علي طريقة المثل الشعبي المصري quot;إضرب المربوط يخاف السايبquot;. فمع سيد القمني هم يرهبون الدولة أولا حتي لا تنتهج نهجا يشجع أمثال القمني من الليبراليين, لأن القمني وأمثاله هم أكبر خطر عليهم, فلو شجعت الدولة أمثال القمني لسحبت السجادة من تحت أرجل طيور الظلام وأصبح لا قيمة لهم في المجتمع, فدائما مع بزوغ خيوط النور تختفي طيور الظلام. كذلك إن حصول القمني علي الجائزة سيترتب عليه ظهورالمئات من أمثال القمني. وكذلك كاترين فلو مرت مسألة تحولها للمسيحية مرور الكرام سيظهر كل يوم كاترين جديدة, ثم كيف تتجرأ وتعلن عن تحولها للمسيحية بهذا الشكل فمجرد الإعلان هو تحقير لهم وإستهتار بمكانتهم, بل هو الفجور بعينه من وجهة نظرهم.
ولكن رغم كل ذلك لدي أملا كبيرا في أن نور يوم جديد سيشرق وهذه الطيور التي تهدد القمني وكاترين سوف تختفي قريبا, أري وميض نور في المدافعين عن القمني وعلي حقه في الحصول علي الجائزة ومطالبتهم الدولة بحمايتة حتي لا يلقي مصير العظيم فرج فودة. أملا جديدا ولد في قلبي بعد أن تشجع الأستاذ الدكتور محمد رحومة العميد السابق لكلية الدراسات العربية ndash; جامعة المنيا والمدير السابق لمركز سوزان مبارك للفنون والآداب بجامعة المنيا وأعلن عن تحوله للمسيحية. ألم أقل لكم؟ أن العظماء هم الذين يغيرون التاريخ ونجلاء من هؤلاء العظام. أما أستاذي ومعلمي القمني فهو أعظم من أنجبتهم مصر, وهو إمام الليبراليين في مصر والشرق الأوسط, وكل يوم يزيد عدد تلاميذةه وتتسع رقعة مدرسته لتضم كل الشرق الأوسط والمتحدثين بالعربية في كل العالم, أنني أحلم بأن أري في حياتي نورذلك اليوم وقد أشرق علي مصر والشرق الأوسط وأتمني لك عزيزي القارئ أن تراه وتسعد به معي.......
[email protected]