-1-

قبل عشرين سنة تقريبا اذ بدأ الاسلاميون يروجون للدولة ( الاسلامية) الناشئة في السودان، قام احد خطباء الحركة الاسلامية ونوابها في البرلمان، يطلق صاروخا على طريقته، قائلا: لا تنخدعوا بالتجربة السودانية كما انخدعتم قبلها بالتجربة الافغانية وحكومة المجاهدين التي اكلت بعضها...!

وبعد عشرة سنوات او اقل من هذا التصريح غير المتناغم مع الراي الاسلامي العام، كان الرئيس البشير يجد افضل طريقة لحوار صديقه المنظر الاسلامي للدولة الشيخ حسن الترابي، عبر الحديد،( فلبث في السجن بضع سنين )، ليخرجه مريضا متهالكا، ونعيب على امريكا اليوم اذ تخرج الشيخ المؤيد يصارع الموت في مستشفيات الاردن بعد ان اخرجته كما اخرج البشير الترابي ابن جلدته ومدرسته في الحكم..!

واليوم نسمع عن قرار حكومة الجنرال الاسلامي البشير تحكم على صحفية بالغرامة لانها ارتدت الجنز، في دولة تأمل حكومتها بتعاطف العالم الاسلامي وشرفاء العالم، مع رئيس دولة تطلبه محكمة منحازة في جرائم حرب، تطلب السودان هذا التعاطف الدولي مع البشير بعد قرار كان قد خفف من الجلد الى الغرامة لارتداء صحفية لبنطال الجنز، في عالم ترتدي اكثر من نصف نسائية بناطيل الجنز، فماذا ابقينا لطالبان من قرارات بعد اذ صدر القرار هذا..!

-2-

يخرج الشيخ محمد حسان الداعية الذي فاقت اشرطته ndash; الكاسيت- اشرطة اعلى توزيع في العالم الاسلامي الخطيب المرحوم الشيخ كشك، برد في منتهى ndash; الادب -! في حوار الاخر، وهو يرد على الداعية عمرو خالد، لان الاخير وصف الفشل طريقا للنجاح اذ خاضه الرسول الكريم في تجربة الطائف، وربما يكون عمرو خالد اخطأ التعبير، فرد عليه حسان بخطبه انتشرت في اكثر المواقع الاسلامية على النت، يقول فيها غاضبا لعمرو خالد: انت الفاشل يا افشل راجل في الدنيا كلها..!

ولا اعرف ان كان بالفعل الشيخ حسان يرى ان عمرو خالد هو افشل رجل في الدنيا، والاخير صاحب مشروع طال ملايين الشباب العرب من عالم الفراغ الى الهمة ورغم عدم متابعتي المطلقة لاي من محاضرات عمرو خالد اصلا، ولا اعرف حتى وان كان يعتقد الشيخ حسان ذلك، فهو الذي امطرنا بمئات الاشرطة عن خلق الرسول الكريم، لا اعرف ان كان يعلم هل هذا هو منطق الحوار بين المسلمين، هذا هو الدرك الذي وصل به في هذا الحوار، هل يعلم الذي قرأ واقتبس معظم ما ورد في ابن الجوزية ان الرجل الكافر كان يدخل على الرسول الكريم يشده امام الصحابة ويقول: اعطني ديني فأن بني هاشم لا يحسنون اداء الدين، فيرد عليه الرسول الكريم امام ذهول اصحابه: لقد جاء الرجل يطلب حقه، ولا يمطره بما امطر به محمد حسان عمرو خالد من الشتائم التي لا تليق، باي مستوى من الطبقات الدنيا من الناس..!

-3-

في القول المأثور، وهو ليس بالحديث:: ((صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والعلماء)).

فاذا كانت لغة الحوار مع الامراء كما حاور البشير الترابي، او حاورت محاكمه الصحفية لبنى حسين، ومع العلماء كما حاور الشيخ حسان عمرو خالد، فلا اعرف ما هو مصير عامة المسلمين اليوم، ولماذ نعيب على لقيط في عشوائيات مصر وجد نفسه تائها بلا اب، يقول لامه: يا عاهره، ولماذ نستغرب على ميكانيكي تربى تحت عجلات الاوكزوزت في كراجات وادي الرمم، عندما يضيق به برغي السيارة يسب الذات الالهية، لماذا نعيب على مطرب لبناني لا يفك الخط اذ قال في مقابله تلفزيونيه: مرسى لالله..!، لماذا نعيب على الرعاع والسوقة هذا اذا كانت لغة ( الامراء ) و(العلماء) الذين يأكلون الاسلام على هذه الشاكله..!