صلاح سرميني من باريس: بداية، تُحتم الأمانة المهنية الإشارة بأن المعلومات التاريخية الواردة في هذه القراءة مأخوذة من موقعٍ باللغة الفرنسية متخصصاً بالمجلات السينمائية، تأسّس في نوفمبر من عام 2006، ويُشرف عليه quot;جان لوك غينيّوبان، فرنسيّ لا يدّعي بأنه ناقدٌ، أو باحثٌ، مع أن نشاطهيصبُّ في قلب البحث السينمائي (العملي)، إنه يعتبر نفسه هاوٍ، يجمع، ويقتني المجلات السينمائية، وهو يقرأها بالتأكيد، وهذا يعني بأنه على درجةٍ عالية من الثقافة السينمائية، إنه عاشقٌ حقيقيّ للسينما، تحتوي مكتبته على أكثر من 3500 مجلة سينمائية، ومُصوّرة، وعدداً خيالياً من الكتب السينمائية.
في البداية، انطلق مشروعه بكتابة ملاحظاتٍ حول مقتنياته الخاصة، وفيما بعد، بدأ يتعاون مع آخرين، وتوسّعت صفحات موقعه لتشمل مجلاتٍ، ووثائق سينمائية من بلدانٍ أخرى، وهو يمتلك أحياناً نسختيّن من بعض الأعداد، ويقوم بتبادلها مع آخرين عن طريق شبكةٍ من المُقتنين في جميع أنحاء العالم.
وأجد بأنه من الضروري أيضاً الإشارة إلى المُتعاونين معه في إثراء هذا (الكنز السينمائي)، حتى وإن تخيّر البعض منهم ـ تواضعاً ـ الكتابة بأسمائهم الأولى فقط.
ـ quot;فانيساquot;، تدرس الأدب الإيطالي في quot;جامعة إكسquot; الفرنسية، وتُترجم جزءاً من صفحات الموقع إلى اللغة الإيطالية، وتهتمّ بالعلاقة مع هواة الاقتناء في بلدها إيطاليا.
ـ quot;لورانquot;، مراسل الموقع من بلجيكا، هاوٍ سينمائي منذ طفولته، يهتم كثيراً بالمجلات المُصوّرة.
ـ quot;لويز بوركارتquot;، طالبة آداب مُعاصرة، ولغة إنكليزية، وقد تخيرت مهمة تجهيز، وتجديد المعلومات الخاصة بالمجلات الألمانية، والإنكليزية.
ـ quot;كريستوف فينهquot;، يجمع الوثائق الإعلامية الخاصة بالأفلام، المُلصقات الصحفية، والمُلخصات، متخصصٌ في المجلات المُؤسّساتية الكبرى، يمتلك بدوره 3000 مجلة، ويُساهم بتحسين بطاقات المعلومات الخاصة بالمجلات الفرنسية القديمة.
بالإضافة لأشخاصٍ آخرين يقدمون خدماتهم التطوعية بشكلٍ متقطع، ولكن نافعٍ على حدّ تعبير المُؤسّس/المُشرف.
ـ quot;إرنستو.سquot; من الأرجنتين.
ـ quot;غوينايل.لquot; من إيطاليا.
ـ quot;أحمد.مquot; من الجزائر (وأنتهز هذه الفرصة الجميلة لأقترح عليه بأن يُعرفنا على نفسه للاستفادة من خبراته التوثيقية في هذا المجال).

اختفاء مجلة سينمائية، وظهور أخرى
منذ عام 1972 والمجلة البلجيكية الشهرية (CINE-FICHES de GRAND ANGLE) تنشر بطاقات معلوماتٍ كاملة عن الأفلام التي تُعرضتجارياً في صالات بلجيكا، وبعد 37 عاماً من عمر هذه الأنسكلوبيديا التي تضمّ حالياً أكثر من 15000 بطاقة فيلم، فإنه من المُحزن حقاً اختفاءها من الأسواق الفرانكوفونية.
ولكنّ بعض العارفين يأملون مُسبقاً عودتها إلى المكتبات، ومراكز البيع في شكلٍ آخر، وبانتظارها، أجدها فرصةً للاحتفاء بها، وليس تأبينها، وتعريف القارئ العربي بأخرى جديدة.
في نفس الفترة تقريباً، وقبل انطفاء حسرات القارئ الناطق بالفرنسية، ابتهجت أساريره مع ظهور مجلة سينمائية جديدة بعنوان (STAR ZOOM)، انتهزت ظاهرة فيلم quot;هاري بوترquot; الذي بدأ عرضه في فرنسا بتاريخ 15 يوليو 2009 لجذب انتباه الجمهور من الشباب، ومثل الأخريات، تتضمّن المجلة عدداً من المُلصقات.
مجلةٌ جديدةٌ أخرى (STUDIO CINE LIVE) أرادت استثمار نجاح الفيلم، ولكنها كانت أكثر كرماً بغلافيّها المُزدوجيّن (الآخر لفيلم Public Enemies لمخرجه ميكائيل مان).

CINE-FICHES de GRAND ANGLE
منذ عام 1972 وحتى 2009
تُشير (Grand Angle) إلى العدسة المُستخدمة في التصوير السينمائي للحصول على إطار للصورة أكثر اتساعاً مما تمنحه العدسات ذات الزوايا الضيقة، وقد تأسّست مجلة (Grand Angle) في عام 1972 عن طريق: جاك نويل، بيير تامين، إدي دو ويلد.
في عام 1984، وبعد 66 عدداً، أصبح اسمها (Cineacute;-fiches de Grand Angle)، وتعني حرفياً (بطاقات السينما لمجلة الزاوية العريضة)، وتُعتبر الزميلة البلجيكية للمجلة الفرنسية (FICHES DU CINEMA) .
تتكوّن المجلة من بطاقات معلوماتٍ كاملة عن الأفلام التي تُعرض تجارياً في صالات بلجيكا، وتتضمّن كلّ واحدةٍ منها ملخص الفيلم، تاريخ عرضه التجاري، مدته الزمنية، نوعه، أسماء الفريق التقني، والفني quot;مخرج، ممثل، موسيقيّ،..quot;، قراءةً سينمائية مُقتضبة تتضمّن رأياً quot;مع، أو ضدّquot; الفيلم، بالإضافة لعددٍ من المعلومات الأخرى.
تهتمّ الصفحات الأخيرة من المجلة بالأفلام التي تصدر في اسطواناتٍ رقمية، وملاحظاتٍ عن كتب السينما، والأخبار الجديدة، وquot;فيلموغرافياquot; كاملة للمخرجين المذكورين في نفس العدد.
في عام 1988 أصدرت هيئة التحرير مجلةً فصليةً بعنوان (STARS).
وفي يوليو من عام 1995(العدد 184) لم تعد تظهر مجلة (CINE-FICHES de GRAND ANGLE) في نهاية كلّ شهر، ولكن في بدايته، كي تتمكن من تقديم معلوماتٍ طازجة عن أخبار السينما.
وبمُناسبة العدد 300 (سبتمبر 2005)، تخيّرت المجلة شكلاً أكثر كلاسيكية quot;A4quot;، وانتهزت الفرصة لاقتراح مساحاتٍ إعلانية (الغلاف الأخير الذي كان يحوي سابقاً فهرس المجلة).
وهكذا، أصبحت أكثر سهولةً للقراءة، حيث بدأت الصفحة الواحدة تحتوي على معلومات فيلم واحد فقط، ولم تظهر صور الأفلام بالألوان (ما عدا الغلاف) إلاّ في نهاية عام 2007.
في كلّ عامٍ من السنة (شهر نوفمبر تقريباً)، كانت كافة البطاقات تجتمع في دليلٍ سينمائيّ تحت عنوان (فصول سينمائية) تُوثق الأفلام التي عُرضت تجارياً في بلجيكاً من صيفٍ إلى آخر، وهكذا، منذ 16 عاماً، جمعت هذه (الفصول) أكثر من 8500 فيلم.
ويُسجل صيف عام 2009 نهاية المجلة مع عددها المُزدوج (346/347)، ولكنّ هيئة التحرير تُحضر مُسبقاً مجلةً أخرى ينتظرها القارئ الفرانكوفونيّ بشغف.
في الثقافة السينمائية العربية، هناك مطبوعةٌ مُماثلة يُصدرها منذ سنواتٍ طويلة الناقد السينمائي اللبناني quot;محمد رضاquot; تحت عنوان quot;كتاب السينماquot;، يجمع قراءاتٍ مُقتضبة، وأحياناً مُسهبة لكلّ الأفلام التي شاهدها خلال عامٍ بغضّ النظر عن جنسياتها، أو أماكن عرضها العامة، أو الخاصة.
من المُفيد أيضاً الإشارة إلى الصحفي، الكاتب، والناقد السينمائي المصري quot;محمود قاسمquot; المهووس عشقاً بجمع الكتب، والوثائق السينمائية بكافة أنواعها، وقد أصدر عدداً من القواميس، والموسوعات الأرشيفية، منها:
quot;دليل الأفلام في القرن العشرين في مصر، والعالم العربيquot;، quot;موسوعة الأفلام العربيةquot;، quot;موسوعة الممثل في السينما العربيةquot;، quot;موسوعة السينما، والفانتازياquot;، وquot;موسوعة مُلصقات الأفلام العربيةquot;،..
وأيضاً الناقد السينمائي المغربي quot;خالد الخضريquot; المُغرم بالأرشفة، والتوثيق إلى جانب نشاطه النقدي، والسينمائي، وقد أصدر في عام 2007 الطبعة الثالثة من quot;دليل المخرجين السينمائيين المغاربةquot;.

STARS
من عام 1988 وحتى 2000 صدرت مجلة (STARS) في عام 1988 عن طريق quot;جاك نويلquot;، وكانت تعتبر إضافةً فصليةً لمجلة (CINE-FICHES de GRAND ANGLE). وهي مكوّنة حصراً من quot;فيلموغرافياquot; مُكتملة لكلّ الممثلين، والممثلات الذين يظهرون في الأعمال السينمائية، والتلفزيونية، جسدياً، أو صوتياً، بالإضافة لسيرةٍ ذاتية مُوجزة، وبعض الصور .

FICHES DU CINEMA
منذ عام 1934 وحتى اليوم
يمكن ترجمتها ب(صفحات، أو بطاقات السينما)، وتُعتبر خزينةً لا مثيل لها من المعلومات لأكثر من 25000 فيلماً مُفهرساً (خلال 70 عاماً)، وأداةً لا غنى عنها للباحثين، وعشاق السينما، والمُؤسّسات الصحفية.
ظهرت في عام 1934 عن طريق (الهيئة الرسمية المُخوّلة من طرف الكنيسة الكاثوليكية)، وكانت مهمتها منح الأفلام تقييمات أخلاقية، وأصبحت (إنجيلاً) حقيقياً للأفلام التي تُعرض تجارياً في فرنسا.
ـ فيلمٌ لكلّ الأعمار (وحتى الأطفال بدون مُرافقة أولياء أمورهم).
ـ فيلمٌ لكلّ الأعمار(بعض العناصر لا تُناسب الأطفال).
ـ فيلمٌ للكبار فقط (لا يُناسب الأطفال، ولا المُراهقين بشكلٍ عام).
ـ فيلمٌ للكبار (بعض التحفظات التي لا تُناسب المراهقين).
ـ فيلمٌ لا يُنصح بمُشاهدته (يلحق الضرر بغالبية الكبار، ويؤذي الصحة الروحية، والأخلاقية للمجتمع).
ـ فيلمٌ للكبار فقط (يُعرض في الصالات الخاصة).
ـ فيلمٌ يجب الامتناع بتاتاً عن مشاهدته من منطلقٍ دينيّ مسيحيّ.
كانت تلك البطاقات تحتوي أيضاً على توجيهاتٍ للمُبرمجين بهدف حثهم على تحسين هذا الجانب الأخلاقي, وتقترح عليهم حذف لقطة، أو أكثر من الفيلم.
تلك التصنيفات الأخلاقية المكتوبة تختلف عن اعتبارات quot;هيئة الرقابةquot; التي تضمّ في عضويتها شخصياتٍ مُفوضة من الدولة.
وكانت تُجدد من حينٍ إلى آخر في الغلاف الداخلي للمجلة، وقد استمر ذاك النظام حتى بداية السبعينيات.
في نهاية السبعينيات اختفت تلك (الهيئة)، وتحوّلت ملكية الأعداد السابقة، والمجلة إلى جمعية أهلية، وهكذا تمّ تأسيس (Les Nouvelles Fiches Cinema) التي اعتمدت على فريقٍ من المُحررين المُتطوعين الشغوفين، الذين منحوها وقتهم، وخلقوا فيها نشاطاً غير مسبوق.
ويتكوّن الفريق من شخصياتٍ بأعمار، وآفاقٍ ثقافية، واحترافية مختلفة (أساتذة جامعيين، معلمين، صحفيين، عاملين في الحقل السينمائي، طلبة).
ويهتم مؤلفٌ واحدٌ بتقديم تحليل لكلّ فيلم، يعكس تفكيراً جماعياً يأخذ بعين الاعتبار ردود الأفعال المُتباينة لهيئة التحرير المُكونة عمداً من أذواقٍ غير مُتجانسة، ولا يتجسّد ذلك بتقديم حكماً مطلقاً عن فيلم معين، ولكن، توفير غذاء للفكر من شأنه السماح للقارئ بتكوين رأيه الخاص.
وهكذا، وبشكل منهجيّ، يتمّ تحليل كل فيلم يُعرض تجارياً في فرنسا، ويُضاف إليه معلوماتٍ تقنية، وملخصاً عاماً، وتعليقاً، وصورة من الفيلم.
ملاحظة: منذ عام 1944 تتجمع كلّ البطاقات (أكثر من 500 في السنة) نهاية كلّ عام في كتابٍ شديد الأهمية تحت عنوان (دليل السينما) مع معلوماتٍ تقنية كاملة، وملخصاً مُسهباً، وتعليقاً، وصورةً لكلّ فيلم.

Cineacute;Live
من عام 1997 وحتى 2009 في مارس من عام 1997(عدد شهر أبريل) ظهر العدد الأول من مجلة ( Cineacute; Live) في مراكز البيع، ومنذ بدايتها، تخيرت المجلة أسلوباً مختلفاً يهدف إلى جذب اهتمام الجمهور من الشباب.
وبالإضافة للمائة صفحة، تقدم المجلة اسطوانةً رقمية CD-ROM تحتوي على مقاطع من أفلام حديثة، تحقيقات، أفلاماً قصيرة، وفيلموغرافيا، وقد ساهم أسلوبها، وإخراجها العصري بتجديد عالم مجلات السينما.
في شهر يناير من عام 1998 (العدد9)، اشترى ناشرٌ جديد حقوقها، وبدءاً من ذلك العدد، بدأت المجلة بتقديم ملصقاً في داخل المجلة.
في مايو 2002 (العدد 57)، وبمُناسبة خروج فيلمquot;هجوم المُستنسخينquot; لمخرجه quot;جورج لوكاسquot; صدر الغلاف مع أربع ملصقات مختلفة، وبدأت تتكرر فكرة الأغلفة المُتعددة.
في صيف عام 2003طرحت المجلة، ولأول مرة استفتاءً بين القراء (سوف يكون الثاني في عام 2005).
في مايو 2005 (العدد 90) ظهرت المجلة مع ملصقين لفيلم quot;حرب النجومquot; لمخرجه quot;جورج لوكاسquot;.
في ديسمبر 2006 (العدد 107) ظهرت المجلة مع 3 ملصقات لفيلم quot;Arthurquot;
في أبريل 2006 ظهر (العدد 100) إلى الأسواق، واستغلت المجلة الفرصة لتجدد حلتها، ومحتواها (شكلاً إخراجياً جديداً، وبعض التغييرات التحريرية).
العدد الأخير من عام 2006 (رقم 107) اقترح غلافاً بثلاثة أبعاد لفيلم quot;أرثور والمخلوقات الغيبيةquot; لمخرجه quot;لوك بيسونquot; مع ثلاثة أغلفة مختلفة.
في أبريل 2007 (العدد 111)، ظهرت المجلة مع ملصق للجزء الثالث من فيلم quot;سبايدرمان quot; لمخرجه quot;سام ريميquot;.
وسوف تتكرر فكرة الغلاف بثلاثة أبعاد في نوفمبر 2007 (العدد 117) مع العرض التجاري لفيلمquot;في مفترق الطرق بين عالمين، البوصلة الذهبية quot;لمخرجهquot;كريس ويتزquot;.
في نهاية نفس العام، باعت الشركة الفرنسية المالكة للمجلة حقوقها لمجموعة تجارية بلجيكية (المطبوعة)، ولمجلة quot;Studio Magazinequot; (للنشر، وإدارة الموقع).
وتخلت الإدارة الجديدة عن إصدار المجلة في شكلها الصغيرquot;مجلة جيبquot;، والذي بدأ منذ نهاية عام 2005.
هذه المجلة التي أدخلت فكرة ال CD-ROM و الDVD أصبحت خلال 10 سنوات المجلة السينمائية الأكثر قراءة بالإضافة لمجلة (PREMIERE).
في أبريل 2007 ، هجرت المجلة فكرة ال CD-ROM، ومنحت القراء إمكانية الدخول إلى موقعها الخاص.
في سبتمبر من عام 2008 عانت المجلة من بعض الصعوبات، وطلبت إدارة المجلتين quot; Studio Magazine quot;، وquot; Cineacute; Livequot; من إدارة موقع 'allocine.fr' حذف القراءات النقدية المأخوذة من المجلتين.
في 16 سبتمبر من عام 2008 أعلن مدير المطبوعة نهاية ظهور المجلتين.
في فبراير 2009 اندمجت المجلتان في مجلة واحدة تحت عنوان (STUDIO CINE LIVE)
في العدد الأخير من المجلة، صرّح الناشر:
لقد عمدنا إلى تحدي اقتراب المجلتين من بعضهما، يدفعنا طموحٌ كبير بإنجاز المجلة الأجمل، والأضخم، والأكثر اكتمالاً من كلّ المجلات، وذلك ببساطة لتحقيق هدفاً صحفياً واحداً: السينما في كلّ جوانبها (مُقتطفات من العدد 130 سبتمبر 2009).

STUDIO CINE LIVE
في شهر مارس من عام 2007 اشترت المجموعة التجارية صاحبة مجلة (STUDIO MAGAZINE) حقوق مجلة (CINE LIVE)، وفي فبراير من عام 2009 اجتمعت المجلتان في مجلةٍ واحدة بعنوان (Studio Cineacute; Live)، ومع عدد الصيف (رقم 6) صدرت المجلة بغلافيّن مختلفين