صلاح سليمان من ميونيخ: كريستيانا بيكر تلك المذيعة الالمانية الشهيرة التي تحولت الى الاسلام في عام 1995 صدر كتابها الاولquot; من MTV الى مكة quot; في النصف الاول من هذا العام وبعد صدوره لم تتوقع كل هذا النجاح للكتاب فكل وسائل الاعلام الالمانية اشارت الى الكتاب وأجرت مقابلات مع الكاتبة التي سردت تفاصيل اسلامها والضغوط التي تعرضت لها ومن ثم ايضا النجاحات التي حققتها.. تعيش كريستيانا بيكر في لندن الان، وتقدم بعض برامج التلفزة المتفرقة وفي ميونيخ جاءت لإلقاء محاضرة.. التقيتها على هامش الندوة واجريت معها هذا الحوار:

*بعد النجاح الاول لكتابك quot; من MTV الي مكةquot; هل هناك نية لمشروع كتاب جديد؟
افكر في الوقت الحالي في اتجاهات متعددة خاصة تلك التي تسير في اتجاه التقريب بين الثقافات وقد شجعني كثيرا نجاح كتابي الاول على تبني هذه الفكرة وافكر في كتاب جديد عن النساء بين الثقافات المختلفة.. لكن متى أبدأ تحديدا؟ لم احسم هذا الامر بشكل نهائي ربما لانشغالي الكامل الان في الاشراف على ترجمة كتابي من اللغة الالمانية الى اللغتين التركية والعربية ولا استطيع ان اجد وقتا كافيا بالنظر الى الجلوس لفترات طويلة مع المترجمين لانني اريد ان يكون الكتاب مترجما بشكل دقيق حتى يستوعب الناس كل ما كتبته. ربما هناك امر اخر وهو بعد صدور الكتاب لم تتوقف الدعوات لإلقاء المحاضرات ولا الدعوات بشأن إجراء مقابلات لوسائل الاعلام المختلفة كل هذا اتاح لي فرصة كبيرة وذهبية لشرح الثقافة الاسلامية امام جمهور غربي لايعرف الكثير عنها، والحقيقة ان هذا يشغل كل وقتي الان. .

*كان للكتاب رد فعل ايجابي في العالم الاسلامي والعربي فكيف تصفين رد الفعل الالماني خاصة وان الكتاب صدر باللغة الالمانية؟
الحقيقة انني تسلمت ردود افعال ايجابية للغاية تكاد تصل الى نسبة 99% quot;اشكر الله على ذلكquot; ان كل وسائل الاعلام التي تناولت الكتاب او المقابلات التي اجريت معي كانت كلها محترمة ومحايدة واحترمت وجهة نظري في اعتناق الدين الاسلامي ويمكنك الرجوع اليها مثلquot; دير شبيغل quot;quot;ودي فيلتquot; quot;وفرانكفورتر الجمايناquot; quot; ودي تسايت quot;والمقابلات العديدة في محطات التلفزة الالمانية وحتى العربية... لحسن الحظ كانت تعليقات القراء ايجابية، غير ان الشيء ربما الوحيد الذي أربكني هو التعليقات التي جاءت في منتديات بعض المتطرفين اذ تعرضت في بعض الاحيان لهجوم منهم والتشكيك في معتقداتي.. ولكن في العالم العربي تلقيت ردود افعال ايجابية جدا شجعتني كثيرا للتفاعل اكثر مع الحياة والثقافة العربية

*في رأيك ماهو الشيء الحقيقي الذي قد يضر بصورة المسلمين في الغرب؟
ان العنف الذي تمارسه بعض الجماعات الاسلامية هو الذي يعطي تلك الصور السلبية عن الاسلام في المجتمعات الغربية مع ان العنف محرم في الاسلام شأنه شأن الديانات الاخرى والقرآن الكريم ينبه الى ان من يقتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا وهذا في حد ذاته ينفي اي تهمة يمكن ان يوصف بها الاسلام كالارهاب مثلا، وللاسف تفتقد المجتمعات الغربية الاصوات التي تدعو إلى سماحة الدين الاسلامي الذي هو في الاصل رسالة سلام، لقد اوقع هذا الفهم الخاطئ المسلمين في المانيا وفي اوروبا في دائرة الشك واصبحت تلك الشكوك تزيد من معاناتهم وتقوقعهم.. لقد كان هذا هو احد الاسباب التي دفعتني بقوة الى مشروع هذا الكتاب وبعد نجاحه اشعر ان دوري تزايد خاصة وانا اتلقى الكثير من الدعوات لإلقاء المحاضرات واجدها فرصة لطمأنة المستمعين والتخفيف من ظاهرة الاسلام فوبيا التي تجتاح اوروبا.
.

*ما هو الدور الذي يجب ان يساهم به الناس في إنجاح التقارب بين الثقافات والحضارات المختلفة؟
كل الذين يعيشون في الغرب من الثقافة الاسلامية على سبيل المثال هم بمثابة رسل للاسلام في هذه الدول يجب ألا ينغلقوا على انفسهم إطلاقا، يجب أن يكونوا منفتحين ولا ينتظروا الاخرين ان يأتوا اليهم، عليهم المبادرة بالتقرب الى الاخرين. يجب بصفة خاصة ان يهتموا بالتعليم والتثقيف واجادة اللغات الانكليزية والالمانية لانها ستكون مفتاحًا للحصول على وظائف جيدة تشجعهم على الانخراط في المجتمع والاسلام يحث المسلمين على التعليم والتفوق، اللاعب الفرنسي زيدان ذو الاصل الجزائري على سبيل المثال تفوقه الرياضي جعله مثالا لما يجب ان يكون عليه اهل الثقافات الاخرى في بلاد المهجر، التفوق يجعل من السهل إرسال الرسائل الايجابية للاخرين، وأود ان اشير الى نقطة مهمة وهي ان الناس في بلاد المهجر تحتاج الى تدعيم كبير حتى يتفوقوا في كل المجالات ويقتحموا عالم الاعلام والنشر والتأليف بل ويتفوقوا ايضا في التجارة وحتى عليهم الدخول في عوالم الحياة العصرية كالموضة ولا يقفوا على هامش الحياة

*هل يمكن للاعلام ان يؤثر في عقلية المواطن الاوروبي بحيث يجعه اكثر انفتاحا تجاه العالم الاسلامي؟
نعم وأود بصفة خاصة ان انبه الى نقطة مهمة هنا وهي انهم في الغرب في حاجة الى بث تليفزيوني بلغات اجنبية والاهم هي اللغة الانكليزية بالنظر الى انها لغة عالمية، هناك بالفعل قناة الجزيرة باللغة الانكليزية ولكنها غير كافية... لماذا لاتكون هناك قنوات اخرى لماذا لاتبث العربية ايضا باللغة الانكليزية وال mbc يجب ان تكون هناك قنوات عديدة وكثيرة توجه الي الاوروبيين، ان هناك مالا وفيرا في منطقة الخليج لذلك أرى من السهل إنشاء قنوات توجه للخارج، ان العالم العربي سيكسب نقاطا لصالحه ثقافيا ودينيا وحتى اقتصاديا انا اعرف اصحاب بعض المحطات التي تعمل في لندن بشكل حر ولا تتلقى دعما لذلك فهي ليست فعالة بالشكل الكافي لابد ان يكون هناك دعم قوي وان تكون فائقة الجودة وان لاتبخل على صحفيّيها بالدعم. .

*هل تأثرت بالثقافة الاسلامية بشكل عام؟
احب الفنون الاسلامية بشكل كبير وأقتني بعض الرسومات والآيات القرآنية المكتوبة بخط جميل احب الزخارف الاسلامية كثيرا، كذلك احب زيارة الدول العربية كالمغرب ومصر وسوريا والسعودية التي اديت فيها فريضة الحج مرتين واود ان ازور الاردن ولبنان ودول الخليج، بل ارغب بشدة في تقديم وانتاج برنامج في احدى القنوات الناطقة باللغة الانكليزية في منطقة الخليج خاصة وان هناك نهضة ثقافية كبيرة تشهدها دولة الامارات العربية وقطر في مجال الاعلام المرئي والمكتوب. كذلك فانا احب الموسيقى الصوفية بشكل كبير وهذا النوع من الموسيقى والغناء يجعلني ابكي... حتى الاكلات الشرقية فانا اصبحت اتقنها منذ زمن بعيد لقد فزت في هامبورج قبل وقت قصير بالجائزة الاولى وقدرها 5000 يورو في برنامج تليفزيوني عن طهي الطعام وكنت قد طهيت أصنافا من الطعام الباكستاني بالكاري كذلك اجيد طهي الاصناف العربية