المثقف السعودي quot;يده على خدهquot; بإنتظار سماع وقع كعب خوجه
معرض الكتاب الدولي يأتي وسط تغيّر في وزارة الإعلام
فهد الشقيران من الرياض: تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، يفتتح الكتاب الدولي الذي سيبدأمن 3-13 مارس/آذار 2009 وسط تخوف من بعض المثقفين الذين يرون أن المعرض سيبدأ في فترة انتقالية لوزارة الإعلام حيث شملت التغييرات الوزارية الحديثة ففي السعودية تغيير وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، وتعيين عبد العزيز خوجه مكانه، ومن المتوقع أن يكون لهذا التغيير تأثيره على المعرض.
وكان معرض الكتاب الدولي في الرياض قد عانى من منع عرض بعض الكتب فيه ككتب تركي الحمد انجلز، وستالين، وداروين، ونيتشه، كما تم منع عرض أي كتاب للمفكر السعودي الراحل: عبد الله بن علي القصيمي. بما فيها الكتب التي كتبها في فترة إيمانه بالله والأديان. هل ستختلف الحالة في معرض الكتاب هذه السنة عن السنة الفائتة؟ .
يجيب على سؤال إمكانية التغيير التي يمكن أن تحدث في المعرض الكاتب والأكاديمي السعودي: عبد الله المطيري في حديث لـ quot;إيلافquot; حيث يرى المطيري أنه ومع quot;قدوم الوزير الجديد يفترض أن تتجدد روح العمل والتغيير لتحقيق معنى معرض الكتاب الحقيقي المتمثل في توفير مساحة لكل الأفكار ليلتقي بها الناس سواء عن طريق الكتاب أو المحاضراتquot;.
وعن حرج الترتيبات لمعرض الكتاب التي ستمر بين وزيرين يرى المطيري أنه من ناحية عملية quot;يفترض أن الترتيبات تمت في عهد الوزارة القديمة لكن هذا لا يعني عدم وجود فرصة للتغييرquot;.
أما الكاتب السعودي شتيوي الغيثي فيتحدث عن تأثير التغييرات على المعرض: quot;مع التشكيل الوزاري الجديد فإننا نأمل حقيقة دفع العملية التأليفية على أبعد نطاق، وفتح باب المشاركة لكل الكتب العربية وغير العربية، وإن كان التشكيل الوزاري بما فيه تشكيل وزارة الثقافة والإعلام إصلاحيًا في بنيته الأولى؛ إلا أننا لا يمكن أن نتعجل في إصدار الحكم على شكل معرض الكتاب القادم كون التشكيل الوزاري كان قريبًا والترتيبات للمعرض كانت سابقة على التغيير الوزاريquot;.
عبد الله المطيري تحدث عن خطورة تأثير المتشددين على مسار معرض الرياض للكتاب قائلاً: quot;تجربة معارض الرياض للكتاب تراجعت خلال السنتين االماضيتين عن إنطلاقتها الكبيرة قبل ثلاث سنوات أي بعد أن تولت وزارة الثقافة الإشراف عليها، ذلك التراجع تمثّل أولاً: في إلغاء المحاضرات ذات البعد الفكري المؤثر واستبدالها بفعاليات تقنية للغاية. ثانيًا تمثل التراجع في ارتفاع عدد الكتب التي يتم سحبها من المعرض تحت ضغط التيار الديني وثالثًا: في روح الخوف والقلق التي تسيطر على الزوّار من الرجال والنساء بسبب أذى رجال الدين المتشددين المتكررquot;.
وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي من المفترض أنها الآن تمر بحالة تغيير- قد صرحت بأن الكتب التي تم سحبها من المعرض في العام الفائت كانت quot;تخدش العقيدة مثل كتاب داروين أصل الأنواعquot;. وكان أكثر من خمسة عشر داعية وقعوا بيانَا في العام الماضي يندد بالمنكرات وأبرزها الاختلاط والزحام quot;مع ضيق الممراتquot;.
شتيوي الغيثي يربط نجاح المعرض بضمور صوت بعض المحتسبين، حيث يرى أنه: quot;خلال السنوات الماضية كان معرض الكتاب في الرياض فريدًا لولا المضايقات الجانبية من بعض المحتسبينquot; ويحذر من اقتصار التغييرات في المعرض على البنية الشكلية ذلك أنه: quot;ربما كانت هناك بعض التغيرات في البينة الشكلية غير المهمة حالياً كالسماح لكل الناس رجالا ونساء لدخول المعرض من دون تخصيص وقت للرجال أو للنساء، إلا أن هذا يعتبر من المخططات السابقة على التغيير الوزاري الجديد؛ بل وحصل في السنتين الماضية قريباً من ذلك، لذلك نحن نأمل خلال السنوات القادمة التغيير نحو الأفضلquot;.
ربما يمر أيضًا معرض الكتاب سريعًا، خاصةً وأن ترتيباته الأساسية تمت في العهد الوزاري القديم للثقافة والإعلام. والمثقف السعودي يده على خده بانتظار سماع وقع كعب عبد العزيز خوجه وعرض سلته التحديثية الجديدة في وزارة الثقافة والإعلام في السعودية.