عبد الوهاب الملوح: انطلقت الاربعاء 42/02/2009بتوزر فعاليات الاحتفال بمائوية أبو القاسم الشابي تحت إشراف السيد وزير الثقافة التونسية الذي كشف في ندوة صحفية عن برنامج الاحتفاليات التي آذن بها السيد رئيس الجمهورية خلال اليوم الوطني للثقافة سنة 2008وقد تميز الحفل التدشيني بمعرض وثائقي لكل ما يتعلق بالشاعر خالد الذكر وأمسية شعرية أثثها شعراء من تونس وخارجها.
ولئن استبشر الشعراء وجموع المثقفين التونسيين بهذه المبادرة الرئاسية التي أثبتت مدى الاهتمام الذي توليه السلطة في أعلى هرمها للفعل الإبداعي كواحد من المحركات الأساسية لنهضة البلاد وتنميتها ويعكس ما يتوفر عليه من طاقات خلاقة مبتكرة ولئن ثمَّن الشعراء هذه العناية بالشعر في شخص صاحب إرادة الحياة فإن الحفل التدشيني جاء مخيبا للآمال ودون انتظارات الكثيرين؟؟
حين ألقى الشابي محاضرته اللافتة في النادي الأدبي التونسي سنة 1929كان متأكدا إنه سيواجه رد فعل عنيف ndash; وهو ما تم فعلا حيث تم رشقه بالطماطم؟؟؟-غير انه كان على يقين إنه بهذه الحركة يؤسس لوعي مختلف وعقلية متجاوزة وهوورغم تعرضه للأذى إنما يؤكد وفاءه للمنهج الذي رسمه واتبعه ألا وهو البحث عن الجديد والابتكار والإبداع الذي انعكس في ما كتبه من قصائد كانت متجاوزة لعصره مضمونا وشكلا و عكسته نظرته للكتابة وتصوراته للإبداع الأدبي عموما وهو ما أورده في محاضرته المثيرة للجدل وقتها.لقد آمن الشابي بالحرف واعتنق التجديد وتمسك بروح الخلق والابتكار فتجاوز عصره وبقيت نصوصه نجوما لن تأفل ولن تتآكل مع الزمن غير إنه وللأسف لم يكن يعرف إنه وبعد مائة سنة من ولادته سيتكرر نفس المشهد وتتكرر نفس الخيبات فاقتصار الأمسية الشعرية للحفل التدشيني على شعراء ثمانينيات القرن المنقضي بتونس لا يعكس إطلاقا المشهد الشعري التونسي والمستوى الحقيقي الذي وصله منذ التسعينيات الي اليوم ولم يقتصر الأمر على تغييب الشباب والأصوات الجديدة ndash;في الحقيقة لم تعد جديدة - بل لم يستجب لتطلعات هذه الشريحة من المثقفين التي هي في أوكد الحاجة لمثل هذه التظاهرات لإبراز ما حققته من منجزات على مستوى البحث الفعلي في النص الشعري التونسي؛ ولم يقتصر الأمر على تغييب الشباب؛... فقراءة سريعة لشعراء هذه الامسية تؤكد عدم الاعتراف بما حققه الشعر التونسي من منجزات على مستوى الفنيةاو الرؤيا وسبل التجديد والتوجهات الحداثية التي انخرط فيها فلا وجود لشعراء قصيدة النثر إذا استثنينا فضيلة الشابي وآمال موسى وهنابالتحديد يجيء السؤال أين الشعراء: خالدالنجار ؛ محمد علي اليوسفي ؛ باسطبن حسين وغيرهم؟؟
أليس من الإجحاف فعلا تغيبب أسماء مهمة في الشعر التونسي في احتفالية ضخمة من هذا النوع؟؟
لقد حقق الشعر التونسي منذ تسعينيات القرن المنقضي قفزات نوعية علىمستوى الكم كما على مستوى النوع وهناك دراسات عديدة أمجزت حولها في تونس وخارجها وبقدر ما شهدت الساحة الشعرية حراكا في عمقها بحثا وتنظيرا وإبداعا فقد عكست روحا تتوق للابداع والتحرر همها الابداع ليس إلا؟؟...
وكان من المنتظر أن يعكس الحفل التدشيني هذا التوق ويحتفي به وفاء للشابي وللشعر عامة أم إننا سنقول كما قال هو ذات يوم:
rsquo;rsquo; يئست من المشاريع التونسية rsquo;rsquo;.
عبد الوهاب الملوح