ايلاف تنشر القصيدة الفائزة بميدالية برلسكوني
اتحاد الادباء يحتفي بالشاعر ياس السعيدي

عبد الجبار العتابي من بغداد:
احتفى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراقي صباح السبت بالشاعر العراقي ياس السعيدي لمناسبة تسلمه ميدالية الرئيس الايطالي خلال الشهر الماضي في ايطاليا، التي فاز بها مؤخرا، وهي احدى جوائز مسابقة (كاستيودي دوينو ) العالمية للشعر والتي تقيمها منظمة الشعر والتضامن الدولية، في اصبوحة حضرها حشد من الادباء والاعلاميين، قدم له الشاعر ميثم الحربي، الذي قال في تقديمه: نحتفل اليوم بشاعر عبرت قصائده حدود اللغة وسافرت الى ايطاليا، وهذا بالطبع جماع جهدين مبدعين، الاول هو جهد الشاعر، والثاني جهد الترجمة، واضاف: ان الشعر العراقي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والى الان كان مثار اهتمام عربي وعالمي بسبب بروز حركات التجديد والتجريب معا، مما جعله يستحق في كل محفل المراتب العليا ويحقق ايرادات كبيرة من القراء، انها البيئة العراقية الفنية التي تصنع مزاج الشاعر وترتب هيجانه على شكل قصائد واغاني كما انها تجيب على تساؤلات الواقع، الشاعر المحتفى به هو سليل هذا الارث المنتمي له ابداعا وكلمة صادقة حفرت وجودها بسرعة البرق كـ (زخرفة في ذاكرة المتسكع العجوز) فصفت تزرع الجمال في كل مكان.
ولا بد من الاعتراف ان هذه الاصبوحة تميزت بقراءة القصيدة الفائزة لاول مرة على اسماع الادباء العراقيين الذين تفاعلوا معها وبطريقة الالقاء الجميلة التي اداها الشاعر وامتعهم بها، على الرغم من التأثيرات التي كانت تتركها جملها على وجهه، وسط هدوء غطى القاعة، وما كان الاشتعال الا لصوت الشاعر الذي يأتي احيلنا متهدجا، كما ان تأثير القصيدة طغى على كل كلمات الحضور التي جاءت عبر المداخلات في نهاية قراءاته الشعرية،التي اشتملت على عدد من قصائده الجديدة التيجاءت عبر طلبات الحضور، والتي لم تخرج المداخلات من كونها جاءت مليئة بالثناء على الشاعر الذي قالوا انه تجاوز المحلية الى العالمية من خلال هذه الجائزة وامتدحوه كونه يمثل جيلا جديدا من الشعراء العراقيين الشباب الذين يسيرون على خطى كبار المبدعين العراقيين في مجال الشعر، كما ازجوا له التهاني للفوز بالجائزة وللجمال والخيال الذي ابدعته قريحته كثيرا، وقالوا له: انك تستحق الجائزة بامتياز، وقصائدك اوسمة لكل زملائك ادلاء العراق.
كما ان المترجم مزاحم حسين قرأ القصيدة مترجمة الى اللغة الانكليزية، مشيرا الى ان السعيدي حينما طلب منه ترجمة القصيدة ابقاها لديه اكثر من الوقت الذي طلبه وكان يتغنى بها طويلا مستوعبا كل تفاصيلها حتى تمكن من ترجمتها الترجمة الشعرية اللائقة بالقصيدة الجميلة، كما اثنى على السعيدي مؤكدا ان قامة شعرية سامقة.
لم يتحدث الشاعر السعيدي عن قصيدته ومكانها وزمانها لانها كانت واضحة الملامح والمعالم والظروف، فهي تفصح عن وجعها كاملا.
وتنشر ثقافة ايلاف القصيدة كاملة لاول مرة:
زخرفة في ذاكرة المتسكع العجوز
مدينتي
ايتها المشتعلة مثل خصر ٍ صبي
والمدوية كخطوة قوقازية
لاينقصك سوى البحر
لتكوني موجعة مثل جرح كامل
كم كنت اتمنى ان لا اعود
لكن في ذهني انا المتسكع العجوز
ورب متروك
يحن الى نهار قديم
ايقظ المقاهي الغارقة في محيط ذاكرتي
درب مزخرف
ببقايا من دمعي المالح
وانا اسكبه وراء نسائك
وهن يبتعدن برفقة عشاق اخرين
مزخرف بالبرد الذي حفر اخاديده في اصابع امي
وهي تأخذني ذات صباح شتائي بعيد
كي اتعلم حرفي الاول
مزخرف بملامح وهمية
رسمتها ذات يتم لاب لم اره
درب مزخرف بذهول اخي الاكبر
وهو يقف منكسرا امام المرآة
ليشاهد البياض الذي
بدأ باغنصاب لحيته الطفلة
مزخرف بحيرة اصدقاء
كل ما حاولت العرافة
ان تقرأ اكفهم
لم تجد فيها سوى خطوط الجبهات
درب مزخرف برصاص لا يقرأ الشعر
عرف طريقه جيدا الى رؤوس شبان قرويين
فناموا معه الى الابد
في اماكن تبعد عن منازلهم الاف الحسرات
وخلفوا وراءهم
ارامل صغيرات يبعن للمارة خضارا ملونا
وللشيخوخة صدورهن البيضاء
درب مزخرف بوجع قابيل وهابيل
وهما يبكيان قربانيهما اللذين
لم يتقبلا منهما ويقتتلان
مزخرف بريش غراب ينعب تشفيا
بشرل دمهما السومري
وينتظر موتهمت ليدفنهما معا
درب يجرني اليك
مثلما يجر الجنود المنسحبون
بنادقهم الفارغة
درب تتفرع منه كل الدروب
ثم تعود اليه ثانية
درب موحش ولذيذ
اخبرني الاموات ان لا اتركه ابدا
لان اسمه الحياة.