في خطوة ينتظر أن تثار من حولها رزمة من التساؤلات على مختلف الأصعدة، كشفت اليوم تقارير صحافية النقاب عن أن الفنان التشكيلي من أصل عراقي، وفاء بلال، خضع أخيراً لعملية جراحية جرى بموجبها زرع كاميرا بالغة الصغر في مؤخرة رأسه، وقد أقدم على ذلك فقط من أجل الفن.


إعداد عبدالاله مجيد واشرف ابو جلالة: زُرعت كاميرا صغيرة في مؤخرة راس الفنان البصري العراقي وفاء بلال الذي يعمل استاذا في مدرسة تيش للفنون بجامعة نيويورك، من اجل انجاز مشروع فني.

ويقوم على رعاية المشروع متحف العرب للفن الحديث في قطر حيث سيُفتتح في 30 كانون الأول/ديسمبر بعنوان quot;أنا الثالثquot;. وأشارت الديلي تلغراف إلى أن هذا العمل يعدّ واحداً من 23 عملاً معاصراً يتم تمويلها بشكل خاص من أجل افتتاح المتحف. ويُطلق على المعرض الذي ستُعرض فيه كل هذه الأعمال اسم quot;Told/Untold/Retold quot;.

وستبقى العدسة ،التي يبلغ طول قطرها 2 بوصة، مزروعة في رأس بلال لمدة عام. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الفنان ان المشروع سيثير اسئلة اجتماعية وجمالية وسياسية وتكنولوجية وفنية مهمة. كما اكد بلال انه يعيش حياته بصورة طبيعية مثلما كان يعيشها قبل عملية زرع الكاميرا في رأسه.

وبينما رفض بلال الكشف عن التوقيت الذي زرعت فيه الكاميرا، أو غيرها من التفاصيل، إلا أنه أشار إلى أن ذلك سيُزاح عنه النقاب أمام الجمهور كجزء من استعراض المتحف في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وسيتاح كذلك على موقع إلكتروني سوف يطلق في اليوم نفسه.

ويشرح بلال تجربته الفريدة قائلاً quot;لقد اخترت أن أضع الكاميرا في مؤخرة رأسي كبيان استعاري عن الأشياء التي لا نراها والتي نتركها وراءناquot;. ورغم أن الطريقة التي ستعمل من خلالها الكاميرا لاتزال تشكل قليلاً من الغموض، إلا أن الصحيفة نقلت في هذا الجانب عن أمينيّ المتحف، سام باردويل وتيل فيلراث، المنوطين بمتابعة مشروع بلال نيابةً عن المتحف، قولهما إن الكاميرا ستلتقط كل أنشطته اليومية في فترات تستمر لدقيقة واحدة، طوال 24 ساعة في اليوم، ثم تُنقَل إلى أجهزة مراقبة في المتحف.

يشار الى ان الكاميرا ستلتقط نشاطات بلال اليومية بمعدل صورة في الدقيقة على مدار الساعة ثم تبثها الى المتحف القطري حيث يمكن للرواد مشاهدة ما تنقله بصورة مباشرة.

و في هذا الصدد، اعربت جامعة نيويورك عن قلقها من تأثير هذا العمل الفني على الطلاب وقالت إنها تتحادث مع بلال بشأن الطريقة المثلى لحماية خصوصية الآخرين.