quot;إيلاف: استضاف معرض أبو ظبي الدولي للكتاب ضمن برنامجه الثقافي حفل توقيع كتاب quot;أنت تفكر إذن أنت كافرquot; الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون للكاتبة والصحفية quot;سلوى اللوبانيquot;. والجدير بالذكر أن الكتاب شارك في عدة معارض دولية منذ صدوره في أكتوبر 2009 منها معرض الكويت، الجزائر، الدوحة، الدار البيضاء، بيروت، الشارقة، والقاهرة، الا ان الكتاب لم يسمح بمشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب.

يلقى الكتاب إهتماماً من الباحثين وأساتذة الجامعات والمدارس في عدة دول عربية، بالتحديد بما يخص مساقات تدريس اللغة العربية والأدب، ومساقات نظرية المعرفة، حيث تمت مناقشته من قبل طلاب الدراسات العليا في جامعة حلب/ دمشق لأهمية الكتاب في إطلاق حرية التفكير، ويتوفر الكتاب في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت ومكتبة الجامعة الأردنية وغيرها. أما المدارس التي تتبنى البرنامج الدراسي الوطني أو الدولي اهتمت بتوفير الكتاب لطلابها وسيتم دعوة الكاتبة لمناقشة ما تناولته في كتابها من مشاكل تؤثر على عملية الإبداع. وبالمقابل تعرض الكتاب لبعض الهجوم واعتبروا ان الكاتبة تقف الى جانب من يتعدى على الذات الالهية وتشجع على ذم المقدسات بسبب دفاعها عن تكفير المثقفين ومناداتها بالكف عن منع الكتب وتشجيعها على النقاش العلمي الموضوعي لاراء وافكار المثقفين!!

ونذكر هنا ان التساؤل الأساسي الذي يدور كتاب أنت تفكر اذن انت كافر في محيطه، quot;هو لماذا تبدّل دور المبدع العربي من مؤثر في المجتمع إلى مشاهد؟quot;. فتتناوله الكاتبة كموضوع يستدعي الكثير من الأسئلة التي تتعلق بوضع المبدع العربي الحالي وبالتحولات التي طرأت على دوره الذي كان واعداً بأهميته وتأثيره في تطور المجتمع، ثم تقّلص فجأة إلى دور مشاهد نتيجة تحول قيم هذا المجتمع وانعطاف حركته السياسية والاجتماعية، بانعطاف مركز السلطات فيه وبتنامي المفاهيم التي لا يمكن للمبدع بحق أو للمثقف الحقيقي مجاراتها.
تقول في مقدمته: quot;ما أقدمه في هذا الكتاب قد لا يحيط بالقدر الكافي للوقوف على حقيقة هموم المبدع العربي بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع أفكارهم، فهي نتاج تجربتهم، إلا أنها محاولة أولية شاركني بها على مدى سنوات مجموعة من الكتّاب والمثقفين في البحث والمعرفة من خلال تسجيل مشاركاتهم باستطلاعات عديدةquot;.
يتضمن كل فصل من فصول الكتاب الثلاثة، مجموعة من المقالات الجريئة التي لا تتوانى عن كشف الحقائق وتحليل ظواهرها. ففي الفصل الأول يجد القارئ: quot;مصائر بعض المثقفين.. المرض والانتحارquot;، وفيه تتحدث الكاتبة عن مصير هؤلاء الذين وان اختلفت آرائهم، quot;اتفقوا على أن الكلمة سواء من خلال المقال أو القصة أو الشعر لها أهميتها في نضالهم الفكري والسياسي والثقافيquot;، فجمعهم مصير واحد إما المرض أو الانتحار أو القتل.
وفي مقطع quot;أنت تفكر..إذن..أنت كافر!!quot;، تتحدث الكاتبة عن تكفير أكثر من 200 مبدع من الدول العربية، مما quot;اضطر بعضهم إلى ترك وطنهم والإقامة في المنفى هرباً من التطرف والإرهاب الفكريquot; الذي يمارس ضدهم. وفي quot;كرامة المبدع.. وتسول العلاجquot;، تتناول الكاتبة الوضع المخزي الذي يصل إليه عدد من المبدعين حين يضطرون إلى استجداء كلفة علاجهم الطبي من خلال لمّ التبرعات، في حين أن الدولة التي من المفروض أن يناط بها تأمين ذلك لهم، quot;تتجاهل المبدع في حياته وتقوم بتقديره بعد وفاتهquot;. يجد القارئ أيضاً بعض الأسماء لمبدعين دفعوا ثمن كلمتهم ومبادئهم معاناة إنسانية داخل قضبان السجون.
تتطرق الكاتبة في الفصل الثاني إلى تحليل مفهوم الرقابة على الانتاجات الثقافية ومنع التراخيص عن بعضها، فتعلّق على مضمونها وفحواها، كما تتطرق للحديث عن علاقة الثقافة بالإعلام وبانحطاط الذوق العام: quot;إلى أين سيذهب الإعلام العربي بنا وبمثقفينا.. الله أعلم!!quot;. وتخصص الفصل الثالث لاستطلاع آراء عدد من المثقفين العرب حول عدد من القضايا والمواضيع الهامة المعاصرة والساخنة، وهي: الدين والإبداع.. هل يلتقيان؟، والعلاقة بين المبدع وسلوكه الشخصي، والدور الإعلامي للثقافة العربية الذي يتراوح بين التضخيم والتعتيم، والتساؤل حول الأدب العربي إن كان أدب تسجيل أم أدب تغيير وتفكير، وتختم بالتعليق على موضوع ظاهرة الجنس في الرواية العربية /السعودية، وبسؤال إن كانت مصر لا زالت تحتفظ بدورها الريادي الثقافي؟