كامل الشيرازي من الجزائر: يواجه الأدب الأمازيغي في الجزائر عديد المعوقات بفعل ارتهانه مطوّلا ضمن خانة الشفوي، وما التصق به جراء إقحامه من لدن البعض ضمن نطاقي السياسة والإديولوجيا، ومع ذلك يتطلع عرّابو هذا الأدب لتعزيز مكانته خصوصا وأنّه ابداع عاكس لثراء ثقافي محلي متعدد.
يشير الأستاذ quot;سليم عيادquot; المختص في اللغة الأمازيغية، إلى عديد الصعوبات التي واجهت تطور الأدب الأمازيغي في ظل محاولات حصره في نطاق سياسي وايديولوجي، ويؤيد أكاديميون بالقول أنّ quot;تسييس مطلب تعميم اللغة الأمازيغية يشكل عائقا أمام تطور الأدب الأمازيغي بالجزائرquot;، ويعلّق عياد:quot;هذا الأدب أكبر من ذلكquot;، معتبرا أنّ دسترة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية في الجزائر في ربيع العام 2002، تعدّ محطة فارقة في مسار التعبير الأمازيغي والتعدد اللغوي بالجزائر.

من اليسار لونيس آيت منقلات ويوسف مراحي

من جانبه، يبرز الباحث والأستاذ quot;لقمان مغراويquot;، أنّ اختزال الأدب الأمازيغي في مطلب حزبي، يكبح تبوءه لمكانته المنشودة، وتلتقي الأستاذة أمال بلوش مع نظرة مغرواي، في كون الأدب الأمازيغي بحاجة إلى فتح نقاش هادئ ورزين وهادف لتحقيق الاندماج المطلوب للغة الأمازيغية وما تحتويه من أدب وفكر وثقافة وفنون، ذلك يقع على عاتق المؤسسات وكذا النخب.
من جهتها، ترى الأستاذة quot;علجية أوطالبquot; أنّ تطوير الأدب الأمازيغي المكتوب في بلادها مرتبط بتطور اللغة الأمازيغية كتراث لغوي وثقافي عميق بالبلاد وأداة للتعبير الشفهي ينبغي تفعيلها من خلال التدوين وتوظيف سائر المفردات الأمازيغية وإحالاتها السوسيولوجية والفكرية.
بدوره، يثمن يوسف مراحي الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في الجزائر، إقدام كوكبة من المثقفين الجزائريين على كتابة روايات ونصوص مسرحية ودوواين شعرية تعبر بالنطق الأمازيغي عن ثقافة هذه اللغة وامتداداتها الحضارية، على غرار ما أبدعه مؤلفون كبار مثل quot;مولود معمريquot;، quot;كاتب ياسينquot;، quot;محمد ديبquot; وquot;الطاهر جاووتquot;.
ويؤكد مراحي أنّ الأدب الأمازيغي من شأنه تسويق الثقافة المحلية وإحياء التراث الثقافي المحلي، وجلب اهتمام مختلف الفئات لإجادة مدارك اللغة الأمازيغية، ويشدد الأستاذ مرّاحي على أنّ اخراج الأمازيغية من طابعها الشفوي الى الكتابي، شرط أساسي لتطوير الأدب الأمازيغي.
في حين لا يفصل الأستاذ quot;عبد الله نوحquot; واقع الأدب الأمازيغي ومساعي تطويره عن حتمية تطوير اللغة الأمازيغية، وذلك مرهون بحسبه، بوسائل تقنية وانخراط الفاعلين، كما لن يتأت ذلك بمنظاره، إلاّ عن طريق سياسة واضحة لترقية مكانة الأمازيغية في الأوساط الاجتماعية والتربوية والتعليمية ومبادرات لعموم الباحثين، فضلا عما سيقدمه المئات من المتخصصين في اللغة والأدب الأمازيغي.
ويعدّ الشاعر الجزائري الشهير سي محند أومحند (1843 ndash; 1906) وكذا مواطنه لونيس آيت منقلات الذي لا يزال في قمة عطائه، علامتان بارزتان في سماء الأدب الأمازيغي في الجزائر، فيما تعكف المحافظة السامية للأمازيغية في الجزائر، على إعداد جملة من المشاريع لتشجيع طبع مؤلفات وروايات أمازيغية جزائرية صميمة، بهذا الشأن، يكشف quot;بوجمعة عزيريquot; أنّ هيئته تلقت العديد من المقترحات، بعدما سبق لها في السابق أن أصدرت مؤلفات حول الثقافة والأدب الأمازيغي، مثل كتاب quot;مدخل الى الأدب الأمازيغيquot; لـquot;محند حدادو آكليquot;.
ويدعو مختصون إلى تدعيم الأدب الأمازيغي من خلال تكثيف التعليم الأمازيغي، مع إدراجه كشعبة أساسية في معاهد الأدب واللغات والترجمة، إضافة إلى بعث مؤسسات تهتم بتطوير الأمازيغية بالجزائر مع تشجيع المنتوج الأدبي الأمازيغي.