سلوى اللوباني من القاهرة: صرح مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة quot;جبرائيل روزبنامquot; للزميل الصحفي محمد نعيم بتاريخ 25 اغسطس في حديث صحافي بأنه سيتم إفتتاح مركز ثقافي لتل أبيب في كل العواصم قريباً من أجل تقريب وجهات النظر الثقافية بين الشعوب العربية وإسرائيل، وأضاف بأن السلام بين إسرائيل والدول العربية آت لا محالة، وأن كل إنسان مهما كانت ثقافته أو بيئته لا يستطيع أن يعيش منفرداً ومن يفرض على نفسه ثقافة المقاطعة هو الخاسر لا سيما إنه يعيش منعزلاً عن العالم بقرار ذاتي أو احادي!! كما يؤكد شغف الإسرائيلين بمطالعة كل ما هو عربي ومصري، علماً بأن روايات الأديب المصري والعالمي الراحل نجيب محفوظ جعلت الإسرائيلين على دراية ووعي بطبيعة البيئة الإجتماعية المصرية!
توجهت إيلاف الى مجموعة من المثقفين والمفكرين والسياسيين من مختلف الدول العربية لمعرفة رأيهم في هذا التصريح فهل بالفعل ترجمة الأعمال الأدبية العربية الى العبرية أو العكس مفيد للتقارب بين الشعوب العربية وإسرائيل؟ هل نحن بحاجة الى هذا التقارب؟ وهل مقاطعة إسرائيل أدبيا وثقافيا خسارة على الشعوب العربية؟ هل يوجد لدينا شغف بمطالعة كل ما هو إسرائيلي؟

التطبيع الثقافي يعني القبول بالطرف الإسرائيلي
بالرغم من أن الثقافة هي الشيء الوحيد الذي يحقق التواصل بين البشر أيا كان الخلاف بينهم الا أن غالبية الآراء أقرت بأن هناك فرق بين التطبيع الثقافي وبين رصد أو متابعة الإنتاج الثقافي والأدبي لإسرائيل، لأن فتح مراكز ثقافية سيتبع بالضرورة رأي ونهج حكومة إسرائيل بينما الإطلاع على ثقافة الآخر مهم وإن كانت ثقافة عدو تأسيا بقول رسولنا الكريم quot;من تعلم لغة قوم أمن مكرهمquot;. فالتطبيع الثقافي يتسع؛ ليشمل التبادل والتفاعل الثقافي الحي والمباشر، من خلال المؤتمرات والمحافل الثقافية والأدبية، ما يعني القبول بالطرف الإسرائيلي وبالكيان الذي يمثله، وهو الأمر الذي ما يزال مرفوضا من الغالبية الساحقة من المثقفين العرب.

فشل السلام سياسي وليس ثقافي
كما اعتبر البعض أن تأسيس مراكز إسرائيلية ثقافية في أرجاء الوطن العربي ما هي إلا محاولة لطمس ثقافة المقاومة وإستبدالها بثقافة الهزيمة والإستسلام أو من باب تجميل صورتها الإعلامية فقط، فإذا كانت إسرائيل جادة في تلك المشاريع وانها ترى سبيلا لـ quot;تقريب وجهات النظر الثقافية بين الشعوب العربية وإسرائيلquot; لكان من باب أولى أن تبدي مرونة في مفاوضات السلام السياسية. لأن عدم تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يكن بسبب العجز عن الإطلاع على الأعمال الأدبية والثقافات فهناك الكثير من المحاولات الجادة، إن السبب الأساسي لفشل التوصل لسلام في الشرق الأوسط هو سياسي وليس ثقافي.

الترجمة مشروطة ومدروسة
وبالنسبة للترجمة فهي هامة جداً في حضارة الشعوب، وأكدت غالبية الآراء ان الترجمة يجب أن تكون مشروطة إذا كان هدفها فهم طريقة التفكير الإسرائيلية أي التعريف بالآخر، أما أن نترجم اعمالا لمجرد الترجمة فهذا ضرره أكثر من نفعه. ولدينا مئات الشعوب التي لم نترجم لها، فلننظر الى العالم كله قبل محاولة البعض الترويج للثقافة الإسرائيلية. واعتبر البعض أن رفض الترجمة من العربية إلى العبرية والعكس، أمر غير إبداعي، وربما كان إنسانياً بالدرجة الأولى، يعبر عن توجه مجتمع عربي عانى، ولا زال يعاني من عنف وإحتلال وإغتصاب صهيوني للكيان العربي دون أن يستطيع المقاومة، لذلك جميع انواع المقاطعة بما فيها الثقافية، يجب أن يستمر الى حين قيام الدولة الفلسطينية، فالتقارب هو مسيرة وليس قرار، والوصول إليه يمر عبر إحلال السلام العادل والشامل.


جهاد الخازن: جميع أنواع المقاطعة بما فيها الثقافية، يجب ان يستمر الى حين قيام الدولة الفلسطينية.
صحفي وكاتب، رئيس تحرير صحيفة الحياة سابقا
قرأت بالانكليزية روايات للاسرائيليين اموس اوز و ديفيد غروسمان، وهما معتدلان ويتردد اسماها باستمرار في معرض الحديث عن جائزة نوبل في الاداب. وقد صدر للثاني اخيرا كتاب عنوانه quot;حتى نهاية الارضquot; يتطرق فيه الى ابنه يوناتان المجند الذي قتل في 12/8/ 2006، اي قبل يومين من وقف اطلاق النار في حرب اسرائيل على حزب الله و لبنان.انصح كل قارئ قادر بقراءة رواية غروسمان الجديدة التي يحكي فيها قصة ابنه من خلال بطلة الرواية اورا وابنها اوفير الذي انهى خدمته العسكرية فأختار ان يخدم مرة ثانية ليعود القلق والحزن والهواجس الى والدته.هذا شئ، غير ان ما يطرح المركز الاكاديمي الاسرائيلي في القاهرة هو تطبيع ثقافي مع دولة حكومتها فاشستية تحتل وتقتل وتدمر كل يوم، اي انه يفتح بابا خلفيا للتطبيع مع اسرائيل الذي يرفضه العرب والمسلمون طالما انه لا توجد دولة فلسطينية مستقلة. والمدخل الى هذا التطبيع ذكي، حتى لا اقول انه خبيث، فهو تحت مظلة الثقافة ليبدو من يعترض وكأنه جاهل او متخلف او رجعي. اكتب وانا لا امثل احدا غير نفسي وارفض اي مظهر للتطبيع مع اسرائيل، وفيها حكومة يمينية متطرفة تدعم الاستيطان بكل الوسائل، ثم تزعم انها تريد التفاوض على حل. والثقافة الاسرائيلية (لا اليهودية) ليست جزءا مهما او كبيرا من مجمل الثقافة العالمية حتى يخسر القارئ العربي او المسلم اذا ابتعد عنها الى حين. ارجو ان لا تكون القطيعة طويلة الامد او دائمة، الا انها يجب ان تستمر ما استمر الارهاب الاسرائيلي، والحكومة الاسرائيلية الحالية تمارس سياسة جعلت نسبة عالية من الاسرائيلين انفسهم تنفر منها، وهناك الان مقاطعة من اكاديمين اسرائيليين وبعضهم يحث الجامعات الاجنبية على قطع التعاون مع الجامعات الاسرائيلية، كما ان هناك حركة ناشطة في جامعات الغرب، بما فيها الاميركية، لنزع الشرعية عن اسرائيل، على غرار جنوب افريقيا الابارتهيد، لسوء معاملتها الفلسطينيين. متابعة هذه المقاطعة جزء من عملي الصحافي، واعرف ان بدءها كان مع اساتذة يهود، وان الاكاديمين اليهود لا يزالون بين انشط اعضائها ودعاتها. وهو عيب كبير ان يقاطعوا هم ونطبّع نحن. احيي جهود الناس طلاب السلام، كما احيي الكتاب امثال اموس اوز وديفيد غروسمان الذي تظاهر مع الفلسطينيين في القدس احتجاجا على هدم بيوتهم او سرقتها، ثم اقول ان جميع انواع المقاطعة بما فيها الثقافية، يجب ان يستمر الى حين قيام الدولة الفلسطينية.

محمد كركوتي: بحاجة لمعرفة ما تنتجه إسرائيل أدبيا وثقافيا
كاتب ورئيس تحرير مجلة quot;الاقتصاد اليومquot;
لسنا بحاجة إلى هذا التقارب، بقدر ما نحن بحاجة لمعرفة ما تنتجه إسرائيل أدبياً وثقافياً. وإذا كان العرب يملكون مقدرات ثقافتهم، لا خوف من أي إنتاج فكري أو أدبي، يأتي من أي جهة كانت. وهذا بالمناسبة ليس تطبيعاً، بل هو إدراك لما يجول بخاطر الطرف الآخر ( العدو)، لتمكين آليات الصراع التي تجاوزت الماكينة العسكرية. وإذا كان السلام خياراً رفعه العرب منذ سنوات (بصرف النظر عن التعاطي الإسرائيلي السلبي معه)، فلا مناص من فهم ndash; ولا أقول تقارب ndash; لمستجدات الصراع على الجانب الثقافي والأدبي والفكري. السؤال هو : هل العرب على قدر هذا الجانب من الصراع؟. إذا لم يكونوا بحجمه، عليهم التزام المقاطعة، وعدم نسيان، أن عدم التطبيع العربي مع إسرائيل، ينبغي أن يقابله تطبيع عربي مع فلسطين، يساعد على رص الصفوف الفكرية والثقافية في الفصل الآخر من الصراع. إن مقاطعة إسرائيل أدبياً وفكرياً، ليست خسارة عربية، بقدر ما هي خسارة لواحدة من معارك الصراع، خصوصاً إذا ما كان هناك من لا يزال يعتقد في العالم العربي، بأن الصراع مع إسرائيل هو صراع وجود لا حدود.

مروان كنفاني: فتح مثل تلك المكاتب الثقافية هو عمل سياسي يهدف لخدمة سياسي
كاتب، والمستشار السابق للرئيس ياسر عرفات
أتفق تماماً مع مقولة حتمية السلام في الشرق الأوسط باعتبارها حقيقة منطقية وتاريخية. إن السلام المنشود سوف يتحقق عندما لا يصبح مرتبطاً بالظروف والتوازنات والشروط التي تحكم محاولات التوصل للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الراهن. كما أتفق بأن تبادل الإطلاع على التراث والثقافات المختلفة، وليس فيما يتعلق بالإسرائيليين فقط، سوف يزيد من فرصتنا في التفهم والتفاعل والتعامل والمشاركة في المسيرة الإنسانية نحو عالم جديد.ولكن هذا كله لا يتحقق بمجرد فتح مكاتب ثقافية إسرائيلية في العواصم العربية، ولا نتيجة لترجمة الأعمال الأدبية العربية للعبرية أو العكس. ذلك أن فتح مثل تلك المكاتب الثقافية هو عمل سياسي يهدف لخدمة سياسي يعرف الشعب العربي أهدافه ومراميه وخطورته. إن عدم تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يكن بسبب العجز عن الإطلاع على الأعمال الأدبية والثقافات فهناك الكثير من المحاولات الجادة، من قبل مهتمين وخبراء من الطرفين، في هذا المجال، كما أن تطوّر وسهولة عملية الإطلاع في العصر الحديث تتيح المجال لمن يرغب. إن السبب الأساسي لفشل التوصل لسلام في الشرق الأوسط هو سياسي وليس ثقافي، نابع أساساً عن سببين رئيسيين أولهما هو اختلال التوازن الفاضح، بين الإسرائيليين من جهة وبين الفلسطينيين وكافة العرب من جهة أخرى، في مختلف عوامل القوة العسكرية والاقتصادية والتحالفات الدولية ووحدة الموقف السياسي، وثانيهما هو عدم رغبة الحكومات والقيادات الإسرائيلية المتعاقبة في التوصل لسلام عادل ومقبول.

جهـاد مقدسي: التقارب هو مسيرة وليس قرار،والوصول إليه يمر عبر إحلال السلام
دبلوماسي، المتحدث بإسم السفارة السورية في لندن
أنا أرى أن المشكلة تكمن على الدوام في ترتيب الأولويات بهدف تقديم الشرح المناسب على هكذا نوع من الأسئلة الجدلية. و هنا أود القول و بشكل شخصي إن التعرف على الأدب و الثقافات الأخرى أمر مهم للغاية و يصب في خانة حوار الحضارات والثقافات التي تقرب بين الشعوب لكن يجب كسر الحواجز التي تقف بوجه التقارب وهي بحالة منطقتنا استمرار الاحتلال أيضاً يجب أن تتوفر الرغبة بالتقارب والسلام أولاً بين الشعوب لكي تتحاور فيما بينها، فكيف يتقارب العرب أدبياً و ثقافياً مع كيان أو مجتمع لكيان مازال يغتصب أراضينا و ينكل بشعوبنا و مقدساتنا كل يوم. كيف يستطيع المرء أن يسلك طريقاً قد يؤدي بالنهاية لمنح من يعاديه و يحتل أرضه صفة الانسانية والاخلاق. هناك أصوات تنادي بحلول عملية وأولوية تتمثل بتناول الأدب الذي ينادي بكسر الاحتلال والذي يتحدث عن معاناة الفلسطينيين وذلك كمرحلة أولى لتعريف الجانب الأخر بفداحة ما تقترفه نخبته. لكنني في ضوء التشرذم الحاصل أقول نعم سلاح المقاطعة مازال ضرورياً وهو السلاح الاكثر خلقاً والأكثر رقياً فعلى الأقل هو لا يؤدي لقتل الأبرياء. وإذا كانت اتفاقات السلام المرحلية لم تستطع تحقيق التقارب الحقيقي أو حتى فرضه ما بين إسرائيل وشعوب الدول الموقعة على هذه الاتفاقات، فكيف نأمل بإيجاد أرضية مشتركة -و إن أدبية أو ثقافية - بين إسرائيل و الشعوب التي مازالت تعاني من احتلال و طغيان طالب القرب. بعبارة أخرى المقاطعة سلاح نبيل وضروري، والاختباء وراء أهمية الأدب والثقافة في تحقيق التقارب هو كمن يحاول تسويق بضاعة سيئة بغلاف براق.التقارب هو مسيرة وليس قرار، و الوصول إليه يمر عبر إحلال السلام العادل والشامل كخطوة اولى.

حميد الهاشمي: ترجمة الأدب وتداوله يختلف عن عملية فتح مؤسسات ثقافية
مختص علم الاجتماع-لندن

ان الاطلاع على ثقافة الاخر شئ وفتح مراكز ثقافية تتبع بالضرورة رأي ونهج حكومات بلدانها شئ آخر. فالاطلاع على ثقافة الاخر مهم جدا لاي شعب ما، وان كانت ثقافة quot;عدوquot;, بل من الضروري حتى تعلم لغته، كما هو شائع في موروثنا الديني. لا اعتقد ان بامكان اسرائيل القفز على نهجها السياسي تجاه الفلسطينيين والمنطقة، بحيث تتمكن من فتح مراكز ثقافية في معظم بلدان المنطقة وان تمكنت من ذلك في عدد محدود جدا حتى الان. هناك حاجز نفسي كبير تجاه التطبيع مع اسرائيل تمثله حتى النخبة المثقة العربية وليس الاصوليين والمتطرفين والمتدينين فقط. ان هذا الحاجز النفسي يشكل فجوة كبيرة ما يعني ان بناء جسور الثقة وكسر العزلة يحتاج الى وقت كبير ويتطلب تطبيع الاوضاع السياسية في فلسطين اولا ثم الانتقال الى المحيط العربي. اكرر ايضا ان ترجمة الادب وتداوله يختلف عن عملية فتح مؤسسات ثقافية تتبع ذلك البلد او تلك الثقافة، يمكن ان يتم ذلك عن بعد، وقد يذيب شيئا من جليد الثقافة الفاصل لكنه لا يهد جبال الحواجز التي خلفتها السياسة والحروب التي لا زال شبحها مخيما.لا اعتقد ان هناك شغفا لمطالعة كل ما هو اسرائيلي من الادبيات، قد يكون ذلك من قبل النخب المختصة في مجالات معينة، ولكن بصورة عامة، لا اعتقد ذلك.

منى أبو سليمان: نوع آخر من التطبيع
سفيرة النوايا الحسنة، الأمين العام لمؤسسة الوليد بن طلال
هذا نوع اخر من التطبيع، ويؤكد هذا التصريح بان اسرائيل تقود هذا النوع من التطبيع لتكسب ايضا معركة الثقافة والاعلام. وهذا يحفزنا الى اننا يجب ان يكون لدينا برامج لدراسة اللغة العبرية حتى نستطيع فهم كل ما يخص اسرائيل من ثقافة، قوانين، اعلام، لانهم بالمقابل يدرسون اللغة العربية!!

ماضي الخميس: ضرورة رصد الأدب الإسرائيلي تأسيا بقول رسولنا الكريم quot;من تعلم لغة قوم أمن مكرهمquot;.
الأمين العام للمنتدى الإعلامي العربي
أنه على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على إعلان دولة إسرائيل إلا أن الأدب الإسرائيلي حتى الآن عجز عن الظهور بمظهر الأدب القومي المتماسك و فشل في تحقيق ما طمح إليه من تلويث الذاكرة على الرغم من حرص الكاتب الإسرائيلي على أن يكون أداة في يد المؤسسة الحاكمة و هذا ما أشار إليه الراحل غسان كنفاني بقوله(الكاتب الإسرائيلي يضبط خطواته على إيقاع خطوات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ).فالأدب الإسرائيلي كما يقول د. عبد الوهاب المسيري (لم يستطع أن يتوحد على أيدلوجية ثابتة فهو يفتقر إلى وحدتي اللغة و المكان كما أنه يفتقر إلى الكثير من الجماليات و يبتعد كثيراً عن الروح الحالمة والأفق الوجداني , أي يفتقر للمقومات الأساسية للأدب الشعري).الأزمة تكمن في أن المفكر الإسرائيلي ينظر إلى الأدب العربي القديم منه والحديث بنظرة المتجسس والناقد والباحث عن الممكن تشويهه وطمسه والمفكر والأديب العربي ينظر إلى الأدب الإسرائيلي نظرة امتعاض وتأفف، والنظرة العربية على المستوى الأدبي والشعبي ورغم توقيع اتفاقية سلام جمعت مصر وإسرائيل والأردن إلا أنه لا يوجد اتصال على مستوى شعبي وهو ما يطلق عليهquot; تطبيع quot; فمازالت الصورة البغيضة عن العربي في الأدب العبري كما هي من وصفه بالقاتل والمتخلف والقذر. ولا أظن أن يكون هناك في القريب العاجل أي تقارب عربي إسرائيلي على مستوى الأشخاص أو تبادل للأعمال...وإن كنت أرى ضرورة رصد الأدب الإسرائيلي والإطلاع عليه خاصة من قبل الباحثين والمفكرين تأسيا بقول رسولنا الكريم quot; من تعلم لغة قوم أمن مكرهمquot;.

سمر جراح: غسان كنفاني مثقف إغتالته إسرائيل
إعلامية ومحاضرة في العلوم السياسية في جامعة فلوريدا
أنا أشجع التبادل الثقافي بين الشعوب والأفراد. لكن إسرائيل دولة إنفصال عنصري ومخالفة في أكثر تصرفاتها للقانون الدولي ولذلك هناك حملة دولية لمقاطعتها فكريا و ثقافيا. فهل يمكن للمثقف العربي أن يتواصل ثقافيا مع إسرائيل، والغرب المثقف البعيد عن الصراع العربي الإسرائيلي يقاطعها؟ إن خوف إسرائيل من قوة المقاطعة الدوليه لها هو سبب أساسي لنيتها في فتح مراكز ثقافيه في البلدان العربية. إن شغف إسرائيل بأدب محفوظ وغيره من كتاب الوصف والسرد العربي إستخدم ويستخدم في زرع الجواسيس في قلب الأمة العربية والأمثلة علي ذلك عديدة.أنا شخصيا أقراء للكثير من الكُتًاب الإسرئليين الذين ينبهون من المخططات الإسرائلية للمنطقه ومع هذا لست أمانع بالتبادل الثقافي مع إسرائيل عندما تنهي الإحتلال وتسمح بعودة اللاجئين وتتوقف عن تمويل منظمات معادية للإسلام في أمريكا. ولسوف أغمرها بأدب غسان كنفاني واحد من مثقفي العرب الذين إغتالتهم إسرائيل

موسى حوامدة: لننظر الى العالم قبل محاولة البعض الترويج للثقافة الإسرائيلية
شاعر، ورئيس تحرير القسم الثقافي في جريدة الدستور
هم يسعون إلى التطبيع الثقافي لأنهم معزولون عن العالم العربي، فما الذي يدفعنا ويجبرنا على تقديم اعتراف مجاني بهم، إن ترجمة الأدب العبري للعربية دون فهم لما يترجم ولما لا يترجم ستفتح علينا باب الجحيم، خاصة وان هناك محاولات لأنسنة العدو، وتقديمه بصورة انسانية بمعزل عما يفعله على أرض فلسطين. ما زالت اوروبا تعاني بسبب ما فعله هتلر باليهود ولا ندري ما الذي فعله وهم يطبقون قانون معاداة السامية حتى على الكتاب الأروبيين
أما ما يفعلونه هم من جرائم واحتلال ونفي لنصف الشعب الفلسطيني فهذا يراد منا ان نغض النظر عنه. لست ضد الترجمة الواعية التي تكشف خطورة اسرائيل وعدوانيتها وكيانها غير الشرعي. اما ان نترجم اعمالا لمجرد الترجمة فهذا ضرره اكثر من نفعه. ولدينا مئات الشعوب التي لم نترجم لها، فلننظر الى العالم كله قبل محاولة البعض الترويج للثقافة الاسرائيلية.

هاني نقشبندي: نحتاج الى أن نتواصل حتى مع أشد خصومنا عداوة ومكرا
اعلامي وروائي
الثقافة هي الشيء الوحيد الذي يحقق التواصل بين البشر ايا كان الخلاف بينهم. ونحن عندما نقول اسرائيل او اللغة العبرية, فهل نتحدث هنا عن جغرافيا ام عن سياسة؟ في الحالتين لا ينبغي ان ترتبط الثقافة بالبعد السياسي او الجغرافي. فهل لو كان هناك كاتب اسرائيلي يعيش في جنوب افريقيا اقاطعه لأنه اسرائيلي؟ وهل لو كان هناك كاتب جنوب افريقي يعيش في اسرائيل اقاطعه لأنه يعش في اسرائيل؟ للسياسة همومها ورجالها, وللثقافة كذلك والأدب. ولست ارى حائلا دون التواصل مع الثقافة العبرية, فهي قديمة وعريقة وبها نزل كتاب مقدس, فبأي حق اقاطعها؟ إن مقاطعتها عبث وجنون. نحن في خصومة مع معظم ما يحيط بنا, حتى مع الغرب المسيحي, وما تواصلنا معه اليوم الا هدنة طويلة بعد معركة طويلة قد تعود في اي يوم. فهل معنى هذا ان اقاطع الادب المسحي والثقافة المسيحية وكل الغرب ونصف العالم؟ من اجل ذلك قلت ان الثقافة هي الشيء الوحيد الذي يحقق التواصل المستمر بين البشر مهما كان بينهم من اختلاف. فأنت تحتاج الى ان تتواصل حتى مع اشد خصومك عداوة ومكرا ان لم يكن لحاجة سياسية فلحاجة انسانية فكرية. لا نريد ان نقفل الباب دوننا والآخرين لأن الثقافة تموت ان عزلت عن باقي الثقافات.

مروة كريدية: لا يمكن أن يعمّ السلام والأمان لبعضهم إن حرموا البعض الآخر منه
إعلامية وكاتبة
انطلاقًا من روحيتي الكونية التي تؤمن بوحدة والوجود، وخلفيتي العبروطنية التي لا تعترف بالحدود السياسية، وأخلاقياتي اللاعنفية المنبثقة من حكمة المحبة وخدمتها، ولأن منطلقاتي الفلسفية لا تقوم على مبدأ الفصل بين الذات والغير، ولأني لا اتبنى فكرا خطيا أحادي البعد، ومن خبرتي الصوفية العابرة للأديان كلها وللمعتقدات، فإني أربأ بأي قطيعة مع اخوة لي في الانسانية، بل أرى التواصل ضرورة حضارية ووجودية. ان القطيعة من شأنها ان تضع الذوات داخل سياج من الانوية مما يحرمنا من التشارك في الابداع، للأسف، لا زال السياسيون ndash;عند كل الأطراف- عاجزون ودون درجة الإبداع بمراحل بعيدة لأنهم الى الآن لم يبتكروا طريقة توقف مأساة شعوبهم إنهم دمويون وحمقى وسفاحين وغزاة، وصراعهم المجنون و تهافتهم الموتور يُشَوّه إبداعات الحضارة وينتهك كرامة الإنسان. البشر يُعادون بعضهم بعضًا، لقد حملوا ذاكرة يأسهم ويستفرغونها بشكل رتيب متكرر، حتى نسوا أنهم جميعًا مخلوقات على كوكب واحد وانهم ينتمون جميعًا لجنس آدمي واحد وكلهم في مركب الوجود شركاء، وانه لا يمكن أن يعمّ السلام والأمان لبعضهم إن حرموا البعض الآخر منه، وأنّ العدالة كلّ لا يتجزأ، وأن سعادة البشر بسلب الآخرين منها.والبداية ربما تكون باستبدال الرؤية المختزلة للانسان والثقافة والهوية التي تقلّص أوجُه الواقع المتعددة والغنية إلى وجه واحد، برؤية مركَّبة تجعل من الكائن الانساني كائنا كونيًّا مسالمًا من خلال تقديم صورة معاصرة تستند الى البعد الروحي المشترك في التراث البشري.ولاننا عندما نريد العدل والسلام سيكون للعدل والسلام فينا ارادة!

زاهي وهبي: لغة التقارب مع إسرائيل هي لغة المقاومة بكل أشكالها
إعلامي وشاعر
اسرائيل وجودٌ باطل و كيانٌ باطل و ثقافةٌ باطلة، دولة الإحتلال البغيضة مصيرها الزوال عاجلاً أم أجلاً و كلُّ هذه الترهات عن التقارب و التطبيع مصيرها مزبلة التاريخ هي و مَن يدعو إليها، ما بُني على باطل فهو باطل الأباطيل. لا أؤمن بهذا الكيان الغاصب ولا بلغة تقارب معه غير لغة المقاومة بكل أشكالها ومن ضمنها المقاومة الثقافية لأن جوهر صراعنا مع هذا المحتل السرطاني ثقافي بامتياز و لا أؤمن بثقافة له سوى ثقافة الإرهاب التي يمارسها و يعممها مُنذ إغتصاب فلسطين. كلُّ مَن يتحدث عن تقارب مع كيان الإحتلال هو شريك في العدوان على فلسطين وعلى أطفال فلسطين و حقهم المشروع بالحلم و الحب و الحنان, وحق الشعب الفلسطيني بدولته الحرة المستقلة على كامل ترابه الوطني من البحر الى النهر و هذا ما سوف يحدث و لو بعد حين و مَن يَعش يرَ.

إسلام سمحان: تأسيس مراكز صهيونية ثقافية ما هي الا محاولة لطمس ثقافة المقاومة
إعلامي وشاعر

قضيتنا مع الكيان المحتل تتمحور حول الاعتراف بالاخر انه صراع بقاء للاقوى وعبر العقود الست الماضية اثبت شعبنا العربي في فلسطين المحتلة مدى تمسكه بحقه وبترابه الوطني. ورغم الدعوات الكثيرة التي تخرج لتغري المثقف العربي بالانجرار وراء التطبيع الثقافي و رغم تورط الكثير من الكتاب والفنانيين بمشاريع صهيونية الا انهم قلة ولا يمثلون الا انفسهم الخائبة والمريضة. ان تاسيس مراكز صهيونية ثقافية في ارجاء الوطن العربي ما هي الا محاولة لطمس ثقافة المقاومة واستبدالها بثقافة الهزيمة والاستسلام او ربما السلام ومن يعتبر ان الكيان الغاصب اصبح بد لا بد منه فهو مخطىء لا محالة. فالشعوب العربية من المغرب حتى الخليج لم تتقبل فكرة وجود هذا الكيان الطارىء على ارض فلسطين وربما ما نشاهده عبر الدراما العربية والفنون والثقافة والاصدارات الادبية الكثيرة خير من يمثل وجهة نظر شعوبنا ولا اريد ان يؤخد فكرة التعصب، اني اتحدث بكامل الهدوء وببساطة نحن ان قرأنا عملا ادبيا عبريا فأننا نقرأه كما نقرأ الادب الاسباني ونعد تلك القراءات ثقافة عامة وان رغب الصهاينة في ترجمة اعمال عربية الى العبرية فلا بد للقارىء اليهودي ان يعي مدى توريطه للمجيء الى ما يسمى ارض الميعاد لانه سيكتشف لا محالة مدى غباء والده او جده حين ترك اوروبا او غيرها ليستوطن ويحتل ارض فلسطين لانه سيدرك في النهاية بأنه كائن كريه وغير مرغوب فيه بيننا.

سعدية مفرح: التقارب الثقافي لتجميل صورتها الإعلامية
إعلامية وشاعرة
لا اتقبل اي تقارب من هذا النوع من اسرائيل وخصوصا في الوقت الراهن حيث نبدو كوطن عربي الحلقة الاضعف في ميزان القوى السياسي والعسكري. ثم ان اسرائيل ما زالت تعتبر بلدا محتلا يمارس الاحتلال بكل قسوة وصلافة. وأرى أن معظم مشاريعها التي تصب في اتجاه التقارب الثقافي مع العرب، كما تعلن عنها بين فترة وأخرى، هي إما مشاريع وهمية أو تأتي من باب تجميل صورتها الاعلامية فقط. ولو كانت اسرائيل جادة في تلك المشاريع وانها ترى سبيلا لـ quot;تقريب وجهات النظر الثقافية بين الشعوب العربية واسرائيلquot;.. كما يقول جبرائيل روزبنام، لكان من باب أولى أن تبدي مرونة في مفاوضات السلام السياسية، وان تخفف من سياستها الشديدة القسوة ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، وأن تخفف من استخدامها المفرط للقوة في كل مواجهاتها مع الشعب الاعزل. أنا أرفض إذن هذا النوع من التقارب، وان كنت على صعيد أخر أدعو لترجمة الادب العبري الحديث ودراسته وتعليم اللغة العبرية، بأيدينا لا بأيديهم، لأسباب بحثية على الأقل وبما يفيدنا كسلاح في صراعنا المستمر معهم.

الشاعر شوقي مسلماني: الترجمة الأدبية مشروطة إذا كان المقصود بها التعريف بالآخر
يمكن quot;للأكاديمي الإسرائيليquot; جبرائيل روزبنام أن يحلم وأن يفكّر بما شاء، كأن يقيم quot;مركزاً ثقافيّاً لتلّ أبيب في كلّ العواصم قريباً من أجل تقريب وجهات النظر الثقافيّة بين الشعوب العربيّة وإسرائيلquot; وأن يعتقد بأن quot;السلام بين إسرائيل والدول العربيّة آت لا محالةquot; ولكن هل سيعدَم يوماً عربيّاً يقول له أنّ من يسرق وطناً، ويشرِّد شعباً، فضلاً عن أن يكون رأس حربة للغزاة، لن يكون له موطئ قدم، وليس في كلّ العواصم العربيّة وحسب، بل أيضاً في كلّ شبر من أرض العرب؟. أمّا الترجمة، الأدبيّة تحديداً، فإذا كان المقصود بها التعريف بالآخر، لا البروباغندا الخبيثة، والفرق شاسع، أوّله مصاديق العمل وإدانة الإحتلال ونبذ الصهيونيّة والعنصريّة والدعوة إلى حقّ عودة الفلسطينيين إلى ديارهم واعتماد العلمانيّة لا الطائفيّة، فأهلاً بها وسهلاً.

الشاعرة أسماء صقر القاسمي: مقاطعة إسرائيل سياسيا وإقتصاديا وليس ثقافيا
يقول الرسول الكريم في حديث شريف ما معناه أن من تعلم لغة قوم أمن شرهم ومكرهم وهذا يفيد أنه من ضروريات المسلم أن يتعلم لغات الغير وخاصة لغة العدو حتى يأمن شره ويعرف كيف يخطط وكيف يفكر , وعليه فمن الأجدر بنا أن نُترجم الكتب العبرية إلى اللغة العربية كما يقوموا هم بترجمة الكتب العربية المتعددة التخصصات إلى اللغة العبرية , فهذا أمر أراه صحي وعادي جدا على اعتبار أن الأدب الإنساني هو أدب شامل وكوني ولا علاقة له بالنزعات العنصرية والصهيونية وليس من الطبيعي أبدا مقاطعة إسرائيل أدبيا وثقافيا لأن هذا الأمر لن يؤثر على الأمر الجاد الذي يجب علينا القيام به ألا وهو مقاطعتها سياسيا واقتصاديا. باعتبارها لبلد عربي إسلامي شقيق ألا وهو البلد الفلسطيني. وعليه وجب عدم خلط الاوراق بين ماهو أدبي ثقافي يخدم البشرية جمعاء ويقويها وبين الأمور الأخرى التي قد تضر بنا ولكننا نصفق على أحداثها. فواجبنا كأمة عربية أن نقرأ لكل الشعوب واللغات حتى نتسلح بلغة العلم والمعرفة التي هي أساس البقاء القوي وبدون هذا التقارب الثقافي يصبح لدينا هشاشة كبرى في معرفة مجريات الأمور التي تحيط بنا.

الروائي محمد العشري: رفض الترجمة من العربية إلى العبرية والعكس ربما كان إنسانياً
بدأ الاهتمام بترجمة الأدب العربي إلى اللغة العبرية منذ ثلاثينات القرن الماضي، وربما كانت رواية quot;يوميات نائب في الأريافquot; لتوفيق الحكيم هي أول الأعمال الأدبية التي ترجمت، وتوالت بعد ذلك الترجمات من داخل الأراضي الفلسطينية لمحمود درويش وغيره من الشعراء دون أن يتهمه أحد بالتطبيع، وكان الموقف الثقافي دائماً معبراً عن رفض التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني من خلال أشكال التعاون الثقافي المتعددة ومنها الترجمة من وإلى اللغة العبرية، وأي كاتب يتخطي ذلك الخط، كان دائماً ما يجابه بالرفض من المثقفين والمجتمع، حتى صار الجدل محتداً من جديد مع ترجمة ديوان quot;جغرافيا بديلةquot; للشاعرة إيمان مرسال إلى العبرية، ولا شك أن الإنفتاح على الآخر أمر حيوي ومطلوب ومهم لفهم طبيعة الأشخاص المجتمعات، وربما يكون ذلك الموقف الرافض لترجمة الأدب العربي إلى العبرية أمر ضد طبيعة الأدب، ومضيق لدوره وتأثيره، وربما لو تركنا الأدب حراً، بعيداً عن التأثيرات والمواقف السياسية للعب دوراً حيوياً فعالاً، لا تستطيع السياسة أن تفعله، في ظل الحدود الجغرافية المأزومة والمتواترة، ومع هذا، ومع تفهمي أن رفض الترجمة من العربية إلى العبرية والعكس، أمر غير إبداعي، ربما كان إنسانياً بالدرجة الأولى، وربما يعبر عن توجه مجتمع عربي عانى، ولا زال يعاني من عنف واحتلال واغتصاب صهيوني للكيان العربي دون أن يستطيع المقاومة.

عبد الله العلمي: الترجمة لفهم طريقة تفكير العقلية الإسرائيلية
باحث وكاتب

الترجمة هامة جداً في حضارة الشعوب. لقد تأخرنا جداً في ترجمة كتب الحضارات الأخرى إلى اللغة العربية أو التشجيع على ترجمة كتبنا إلى اللغات العالمية. على سبيل المثال بلد مثل اليونان لا يتجاوز عدد سكانه عن 5% من مجموع عدد سكان البلاد العربية، ومع ذلك يترجم قدر ما تترجمه البلاد العربية مجتمعة على مدار العام. كذلك يقدر مجمل ما ترجم في العالم العربي منذ 1000 عام (نعم ألف عام) حتى الآن بما يترجم حالياً في إسبانيا في عام واحد. أما اسرائيل فهي تترجم أكثر من 15 ألف كتاب سنوياً باللغة العبرية بينما لا تترجم الدول العربية مجتمعة أكثر من 330 كتاباً سنوياً. إذا لم تكن هذه اللطمة قد تركت أثراً عميقاً في ضحالة ثقافتنا العربية الحالية فقد وصلنا لدرجة التبلد الثقافي الدائم ناهيك عن الشغف بالاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى.لا أجد ضرراً في ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأخرى بما فيها اللغة العبرية وكذلك ترجمة الأعمال الأدبية العبرية إلى اللغة العربية. ليس بالضرورة أن يكون السبب (أو الدافع) هو التقارب بين الشعوب العربية واسرائيل أو التطبيع الثقافي بين الشعبين بقدر ماهو أهمية فهم طريقة تفكير العقلية الاسرائيلية. نريد معرفة اسرائيل من الداخل وكشف جوانب القصور في أسلوب تعاملها مع المجتمع الداخلي والشعوب الأخرى. الترجمة مهمة ولكنها ليست كل شيء فالمهم أيضاً قراءة ما يترجم. للأسف، بينما يقرأ كل 20 عربي كناباً واحداً في السنة، يقرأ الأوروبي 7 كتب في العام. لهذا السبب، لا أعتقد أن كمية أو نوعية الترجمة - على الأقل بالنسبة لنا - سينتج عنها ربحاً أو خسارة على الشعوب العربية.

د. أسامة عثمان: هناك فرق بين التطبيع الثقافي وبين التعرف على الإنتاج الثقافي
كاتب وباحث
من الواضح أن الاطلاع المتبادل بين العرب والإسرائيليين ليس كعدمه، ؛ فمهما كانت خلفية المطالِع فإنه سيتأثر بالطرف الآخر، ولا سيما في الأعمال الأدبية التي من طبعها التسلل إلى النفس، وترك آثار إنسانية، ولو غير مباشرة، أو صريحة. ومثل ذلك مشاهدة الأعمال الدرامية عن الطرف الآخر. وقد يلزم التفريق بين مقاطعة الإنتاج الإسرائيلي الأدبي والثقافي، ترجمةً وقراءةً، والتطبيع الثقافي والأدبي مع إسرائيل؛ فالتطبيع الثقافي يتسع؛ ليشمل التبادل والتفاعل الثقافي الحي والمباشر، من خلال المؤتمرات والمحافل الثقافية والأدبية، ما يعني القبول بالطرف الإسرائيلي, وبالكيان الذي يمثله، وهو الأمر الذي ما يزال مرفوضا من الغالبية الساحقة من المثقفين العرب، وأما مطالعة الأعمال الأدبية والثقافية الإسرائيلية والتفاعل معها ردا، وتناصًًّا، فأمرٌ مختلف، وهو قد يصل إلى مرتبة الضرورة؛ فالرد من الأصعدة التي يعمل عليها، حتى الأدب المقاوم، وهو لا يتأتى بغير الاطلاع المواكِب والعميق. ونظرا لما تمثله إسرائيل في الواقع العربي؛ فإن الشغف بمطالعة الأعمال الأدبية والثقافية واقع من المثقف العربي، وإن تعددت أغراضه، أو صاحبته الشكوك عن أثر المثقف الإسرائيلي، أو المدى الذي يمثله في السياسة الإسرائيلية التي تبدو وكأنها تعمل بمعزل عن أية استرشادات ثقافية.
[email protected]